كنت أهم بكتابة موضوع عن البلاك بيري إثر اعلان وضعته في تحديث الحالة الخاصة بي عن قرار العودة إلى هاتفي القديم، عندما حملت لي قائمة القراءة في مدونتي هذا الموضوع لمدونة صديقة، استميحكم عذرا في عرضها هنا ذلك أنني شعرت بأنها تتحدث بلساني في تلك اللحظة بالذات، فقبل شهرين لا أكثر وتحت ضغط من أفراد أسرتي وبعض الأصدقاء في اقتناء بلاك بيري حتى أتمكن من التواصل معهم ذلك أن جميع أفراد الأسرة تقريبًا وعددا لا بأس به من الأصدقاء يمتلكون هذا الجهاز السحري، اشتريته مؤملة نفسي بتواصل إنساني رائع مع أسرتي التي تبعدني عنها مئات الكيلومترات، اليوم الأول وصلتني العديد من الرسائل المهنئة على الهاتف الجديد، ومرحبة بي عضوًا في قائمة الأصدقاء، شعرت بسعادة بالغة بتلك الرسائل وحمدت ربي على ذلك القرار الحكيم الذي اتخذته، مر اليوم الثاني وتليه يوم واليوم أكمل شهرين على شرائي للجهاز دون أن يحمل لي رسالة شخصية واحدة تشعرني بأن المرسل قصدني أنا بتلك الرسالة، عوضًا عن ذلك كنت أستلم عشرات الرسائل يوميًا جميعها معادة الإرسال وأكاد أجزم بأن المرسل لم يقرأها أصلا؛ لأن بعض هذه الرسائل تنم عن عدم ذوق رغم انني أعرف بأن المرسل لو قرأها ما كان ليسمح لنفسه بأن يكمل قراءتها، شيئًا فشيئًا تحولت هذه الرسائل إلى مصدر إزعاج وألم بالنسبة لي فقد كنت أفتح الرسائل ابحث عن رسالة موجه لي أنا، يسأل صاحبها عن حالي أو يطمئن على أخباري، رغم ان الجميع يدرك بأنني في حاجة ماسة هذه الأيام لذلك أكثر من أي وقت مضى، فأشعر بخيبة أمل شديدة عندما لا أجد إلا برودكاست، لقد فقد التواصل معناه الجميل بظهور هذه الأجهزة التي لو أدرك مخترعها كيف سيتم استخدامها ما اخترعها، ولا يقتصر الأمر للأسف الشديد على برامج المحادثات هذه بل على جميع التقنيات الحديثة التي أعتبرها شخصيًا من أجمل اختراعات العصر لما فيها من فائدة عظيمة في تسيير أمورنا وتخفيف أعبائنا وتنظيم حياتنا، ووضع العالم كله بين ايدينا، لكننا وعلى الرغم من أننا نصرف أموال طائلة على هذه الأجهزة باهظة الثمن بطبيعتها إلا أننا لا نستخدمها إلا في إزعاج الاخرين وإهدار أوقاتنا وأوقاتهم، وإهدار أموال كان ممكن أن تستخدم في مكان آخر خاصة وأن النزعة الاستهلاكية في بلداننا في تزايد كبير، اترككم مع ما كتبت المدونة فتاة الخواطر: (أسعدتني ردود أفعال أحبتي في لستة البلاك بيري هذا المساء عندما أرسلت لهم دعاءً لكل منهم بشكل خاص، تعويضاً عن تقصير في التواصل معهم دائماً، لم أكن أدرك بأن اختلاف اللون من البنفسجي إلى الأسود قد يعطيني هذا الكم الهائل من ابتسامات تخيلتها مرسومة أمامي من ردود أفعالهم حال قراءتهم لتلك الرسالة، خنقتي عبراتي، وقفت طويلا أتفكر في حالنا كيف أصبح اليوم، الكل منا منشغل في حياته الخاصة، لم نعد نسأل عن بعضنا البعض، فقدنا تلك الرفقة التي كنا نتواصل دائماً معها، يسعدنا سؤالهم عنا، حديثهم إلينا، زياراتهم وأن كانت على فترة بعيدة جداً ولكنها تحمل في طياتها كما هائلا من الحب، كم نفتقد إلى الحب الصادق في زمننا هذا، نفتقد الأصدقاء، حتى أخوتنا وجيراننا، الكل في عالم آخر وكأن لا أحد يسكن الكون سواه الا من رحم ربي، عندما أجول في أرشفة ذاكرتي أنفض أكوام الغبار عن تلك الذكريات الجميلة، أرى كم فقدنا أناسا مازالوا على قيد الحياة، لم تعد تربطنا بهم سوى مسميات كالقرابة أو الصداقة ولا شيء آخر، افتقدهم كثيراً، أحن كثيراً إلى جمعاتنا، إلى اللقاءات، إلى سؤال أحدنا عن الآخر فقط لأنه أشتاق إليه، صرنا نحيا في عالم ألكتروني أنسانا الكثير من روح الحياة التي كنا نحياها قبل أعوام قليله، عندما يُعاتبني أحد أحبتي عن عدم سؤالي، وعن قلة حديثي معه على البلاك بيري أو حتى على الواتس آب، اتسأل ما هي تلك الأحاديث التي ستجمعُني بك يا تُرى؟! أي سؤال يجب أن أسألك أياه كي أعرف ما جديدك؟ ما هي تطورات حياتك، ماذا فعلت في الأيام القليلة والأسابيع القليلة التي ابتعدنا فيها عن بعض، ولا أشعر بأهمية السؤال فكل أسرارك باتت علانية لجميع الناس، كل تفاصيل حياتك حتى الدقيق منها، أراها في تحديثاتك، لم يعُد للسؤال لذة كما السابق، لم أعُد أشتاق إلى الحديث إليك، فأنا أعرف كل أمورك من أول صباحك إلى آخر لحظة بعد أن تضع رأسك على الوسادة آخر المساء! فأي حديث سيجمعنا؟!أشتاق أحبتي فعلاً، أشتاق صُحبتي، أخوتي، وحتى أولئك الذين جمعتني بهم الصُدف، أشتاقهم كما كانوا في السابق ليس كما هم الآن، أشتاق غيابهم، لتُعانق أصابعي أرقام هواتفهم، ليطرب سمعي وينتشي قلبي لأني أشتاق حديثهم، أشتاق أن أعرف مدى قربي من قلبهم، لأخذ منهم أهم الأحداث التي غيرت بعض مجرى حياتهم في بُعدي عنهم!! الا توافقوني الرأي أحبتي؟! الا توافقوني الرأي أيها الناس في كل أرجاء العالم؟! الا تشتاقون إليهم رغم قربهم منكم اليوم بشكل أكبر؟
المصدر : مدونة ابداعات قلم
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions