استغلال الوقت

    • استغلال الوقت

      استغلال الوقت

      الصالحون يربون أبناءهم على استغلال الوقت

      أولا : التسبيح إلى الشجرة
      قال عبد الله بن عبد الملك – رحمه الله –
      ( كنا مع أبينا في موكبه فقال : سبّحوا حتى تأتوا تلك الشجرة , فنسبح حتى نأتيها , فإذا رفعت لنا شجرة أخرى قال : كبروا حتى تأتوا تلك الشجرة ، فكان يصنع ذلك بنا ).

      ثانيا: لا! لا يستحلى الفراغ ويألفه
      لقد روى في مقدمة ابن خلدون أن هارون الرشيد – رحمه الله – لما دفع ولده الأمين إلى المؤدب قال له : ( أقرئه القرآن , وعرفه الأخبار وروّه الأشعار وعلّمه السنن , وبصره بمواقع الكلام ، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته ).
      ثم قال موجها : ( ولا تمرّن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ، ولا تمعن في مسامحته فيستحلى الفراغ ويألفه).

      ثالثا : وصية مربي على حسن استغلال الوقت
      لقد كان المربون على مر التاريخ يهتمون بقضية التربية على استغلال الوقت بل كان كل همهم أن يوجهوا تلاميذهم وأبناءهم عليه حتى بلغ المقام بابن القيم رحمه الله على أن يتفنن في طرح مسألة الوقت لكي يشوّق المتربين على أهميتها حيث قال:
      ( السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها, والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمره شجرة طيبة).
      يا لبلاغة الأسلوب ويا للعرض الشيّق والتمثيل الجميل من أجل أن يستغل المتربي وقته يمثل له استغلال الوقت باحتساب أنفاسه في سبيل الله لكي لا يضيع أي نفس من غير فائدة فيتحسر عليها يوم القيامة.
      فيا أخواني الأيام صحائف الأعمال فخلدوها أحسن الأعمال ، والفرص تمرّ مرّ السحاب، والتواني من أخلاق الخوالف، من استوطأ مركب العجز عثر به،
      تزوج التواني الكسل فولد بينهما الخسران).

      رابعا: أحتسب نومتي حتى لا يضيع وقتي!
      ولقاؤنا في الفقرة الأخيرة مع مربي الأجيال بكلماته وليس مع مربي جيل واحد حيث يروي شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله- أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لأبي موسى رضي الله عنه:
      ( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي )
      فلم يكن رضي الله عنه أن يستغل تحركه وقيامه في الخير بل أنه ليحرص على استغلال نومته في سبيل الله .
      تحياتي: أختكم الصحوه