
تتابع السلطات الصحية في أوروبا منذ سنوات بجزع واهتمام أخبار الارتفاع المطرد لاصابات الحساسية بين الأطفال. وهذا ما دفع البروفيسور شتيفان زيلين، من عيادة الأطفال التابعة لجامعة فرانكفورت، للبدء بدراسة جديدة هدفها معرفة إمكانية معالجة الأطفال بشكل مبكر بالبكتيريا الحيوية (بروبيوتيكا) للبن الزبادي لتخليصهم من بعض حالات الحساسية عموما والربو بشكل خاص.
وشجعت على سبر غور فوائد اللبن الزبادي دراستان فنلنديتان اجريتا اخيرا وكان لهما صدى واسع بين أطباء الحساسية. وقد اجريت الدراستان على أطفال رضع يعانون من الجلاد العصبي Neurodermititis ومن الحساسية تجاه حليب البقر والبيض والحنطة ونجح إطعام الأطفال طوال شهرين بغذاء يحتوي على كميات اضافية من بكتيريا العصيات اللبنية Lactobacilillus GG في تقليل معاناة هؤلاء الأطفال من الحساسيات.
ويشير زيلين الى دراسات اخرى حول فائدة البكتيريا اجريت في مركز علوم الحساسية والامراض التنفسية عند الاطفال في فرانكفورت. وشملت الدراسة 136 امرأة حامل يعانين من الجلاد العصبي، ويعاني احد اقاربهن من الدرجة الاولى ايضا، ويتوقع ان ينتقل المرض الى أطفالهن. وعمل الباحثون على تغذية مجموعة من النساء باللبن طوال فترة عدة اسابيع سبقت الولادة وتغذية مجموعة اخرى منهن بدواء كاذب.
واتضح بعد سنتين ان خطر الاصابة بالجلاد العصبي على الاطفال الذين تغذت امهاتهم على اللبن كان يقل بنسبة النصف عن خطر اصابة الاطفال الذين تلقت امهاتهم دواء كاذبا، ولهذا ينصح زيلين اهالي الأطفال المعانين من الحساسيات بتغذية اطفالهم على اللبن الزبادي الحاوي على البروبيوتيكا بهدف تحسين حياة الأطفال اليومية ونجاحهم الدراسي.
ومن المحتمل ان يعمل العلاج الوقائي المبكر بالبروبيوتيكا على منع أو تخفيف الاصابة المتوقعة بالحساسية، كما يقول زيلين. وتعزز هذه النصيحة نتائج دراسات حديثة حول الحساسية تشي بدور للبكتيريا المعوية في نشوء الحساسيات وبدور كابح للحساسية. ونعود الى الدراسة التي يخطط لها شتيفان زيلين فنقول انها ستشمل اطفالا من أعمار تتراوح بين 6 ـ و 18 شهراً ويعانون منذ الصغر من التهاب القصبات الربوي. ويبحث زيلين حالياً عن 160 طفلا من هؤلاء الأطفال يتطوع ذووهم لوضعهم تحت تصرف عيادة الاطفال التابعة لجامعة فرانكفورت.
وسيعمل الطبيب طوال فترة معينة على تقسيم الأطفال إلى مجموعتين وتغذية المجموعة الأولى بأطعمة تحتوي على العصيات اللبنية (مرتين في اليوم) وتغذية المجموعة الثانية بأطعمة خالية منها. ويقول زيلين ان الأطفال لن يتعرضوا الى مضاعفات لأن التجربة تعتمد على تغذيتهم بمادة غذائية طبيعية وليس على دواء أو عقار ما.
تحياتي
