جمعة العودة - جديد عبدالله المهيري

    • جمعة العودة - جديد عبدالله المهيري

      أخذت إجازة من الشبكة لأسبوع تقريباً وفي هذا الأسبوع قرأت بعض الكتب وأحدها أقنعني أن الانقطاع عن الشبكة ليس حلاً إن كنت سأعود بعد الانقطاع لنفس العادات السلبية، سيكون لما قرأته في الأسبوع الماضي موضوع خاص.

      (1)
      المشكلة ليست في الشبكة ... بالتأكيد ليست في الشبكة، عندما أتذمر من وزني الزائد فأنا لا ألوم الطعام نفسه بل ألوم عاداتي السيئة التي أدت بي إلى السمنة، عندما تكون لدي مشكلة مع الطعام فعلي أن اعيد النظر في علاقتي به وعاداتي وأبدأ في تغيير السيء منها، كذلك الحال مع الشبكة، عندما أجد نفسي أعاني من إدمانها فلا بد من إعادة النظر في أسلوب استخدامي للشبكة والانقطاع ليس حلاً ولن يكون.

      الانقطاع عن الشبكة يمكن تشبيهه بالصيام عن الطعام، سيفيدك الصيام بكل تأكيد لكن ما إن تنهي صيامك وتعود للطعام بنفس الأسلوب القديم حتى تعود نفس السلبيات التي أدت بك إلى أن تصوم، كذلك الشبكة، الانقطاع عنها أفادني بأشكال مختلفة لكن عندما أعود لها فأنا أعود لما جعلني أنقطع عنها وهذا الأمر تكرر مرات عديدة ولا بد من إعادة النظر في أسلوب استخدامي للشبكة بدلاً من الانقطاع.

      على أي حال، حتى لو تخلصت من عاداتي السيئة عند استخدام الشبكة فالانقطاع سيبقى كشيء أريد ممارسته كل عام.

      (2)
      الصيف بدأ فعلياً ومكيف غرفتي قرر إنهاء خدماته، وبالطبع أول تعليق لي كان: هذا وقته؟

      لأن بيتنا بني قبل أكثر من 20 عاماً - قضيت معظم حياتي فيه - فهو مبني بالأسلوب القديم، أي أنه لا يستخدم مواد عازلة للحرارة وبالتالي الحرارة تدخل إلى المنزل بسهولة والمكيفات لا يمكنها أن تعمل باستمرار إلا إذا أغلقت الأبواب والنوافذ ولم يخرج الهواء البارد من الغرفة، لذلك أمارس هذه الأيام هواية إغلاق الأبواب عندما يكون المكيف في أحد الغرف يعمل، إن لم أفعل ذلك سيتعطل المكيف وسيضيع جهده في التبريد وهذا إسراف وتبذير للكهرباء والمال.

      أتذكر أن هناك قانوناً ظهر منذ سنوات يفرض على المباني الجديدة والبيوت أن تستخدم مواد عازلة للحرارة، لا أدري إن كان هذا يطبق أم لا، تكلفة البناء ستزداد بسبب العزل الحراري لكن مهما كانت التكلفة فهي أقل من تكلفة ضياع طاقة تبريد المكيف خلال عمر المنزل الذي قد يمتد لأكثر من 30 عاماً.

      من وسائل التبريد كذلك استخدام الظل لتجنب الشمس، يمكن للأشجار أن توفر غطاء للمنزل وهذه تحتاج لوقت طويل لكي تصبح طويلة كفاية لكنه استثمار مفيد للجيب والنفس وللخصوصية كذلك، من أكثر ما يعجبني في منازل منطقتنا أن أجد منزلاً لا يمكن رؤيته لأن الأشجار تغطيه، ويمكن كذلك زراعة السقف وهذا سيوفر حماية من الشمس وحرها وسيكون مساحة رائعة لسكان المنزل.

      كذلك البناء نفسه يمكن تصميمه بحيث يوفر الظل وهذا يكون ببناء جدار خارجي ومساحة تفصل بينه وبين الجدار الداخلي، لا أدري كيف أصف الأمر لكنها طريقة تقليدية في البناء واستخدمت في البيوت العربية القديمة وهناك بعض البيوت الحديثة رأيتها تستخدم هذا الأسلوب.

      من الداخل يمكن تبريد المنزل أو البناء باستخدام المراوح وهذه عملية في أي منطقة ساحلية لوجود الرطوبة العالية، إضافة المروحة مع المكيف ستقلل من تكلفة التبريد لأن المكيف لن يحتاج للعمل كثيراً، لا أدري لم تخلى الناس عن المراوح في حين أنها كانت تستخدم في الماضي القريب في كثير من المنازل.

      (3)
      بعض المواقع المتخصصة في التقنية عموماً تختبر إحدى نسخ لينكس بين حين وآخر وغالباً سيحوي الاختبار جملة مثل:
      [INDENT]لينكس أصبح متقدماً وأفضل من السابق، لكن لا زال يعاني من بعض المشاكل مثل ..[/INDENT]يمكن أن تكون المشكلة أي شيء، عدم ثبات برنامج، عدم التعرف على جهاز أو طابعة، الواجهة تتصرف بشكل غير مألوف، وليس هنا أي مشكلة، لكن جرب أن تستبدل كلمة "لينكس" وضع بدلاً منها "ماك" أو "ويندوز" ولن يختلف الأمر، الأنظمة الأخرى تعاني من مثل هذه المشاكل والناس لديهم تجارب سلبية مختلفة مع ماك وويندوز ولينكس فلم يكتب البعض عن لينكس كأنه هو فقط الذي يعاني من هذه المشاكل وكأن الأنظمة الأخرى لا تعاني منها؟

      (4)
      لا ينتهي عجبي وانزعاجي من المزعجين خصوصاً المزعجين في الليل، لا أدري هل يصعب على أحدهم أن يدرك أن الساعة 11 ليلاً وأن الناس نيام أو سينامون وبالتالي يفترض به ألا يزعج أحداً بأي شكل، هل أطلب المستحيل هنا؟ أم أن هناك أناس ليس لديهم أدنى إدراك بأنهم يزعجون الآخرين؟ لا أدري ما القصة وما أعلمه جيداً أنني أرغب حقاً في ضرب أحد هؤلاء المزعجين مع علمي بأنني لن أفعل ذلك لكنه شعور داخلي يثور كالبركان عندما أستيقظ منتصف الليل بسبب إزعاج أحدهم.

      لا أدري ما الذي يمكن فعله ويفترض ألا يقترح علي أحد حلاً إلا إن كان حلاً لكامل المجتمع لأنني مؤمن أنها مشكلة مجتمع وليست مشكلة صغيرة في محيط منزلنا، الأنانية التي يمارسها البعض تراها في مظاهر غير حضارية مثل إزعاج الآخرين أو رمي القمامة في الشارع وكم يزعجني أن يفعل أحدهم ذلك وهو يقود سيارته الفخمة، يفتح النافذة قليلاً ليرمي كيساً أو ورق محارم كأن الشارع ملك أبيه وعمال النظافة خدم عنده.

      حقيقة الأمر يزعجني أكثر مما يتصوره أحدكم، الأمور الصغيرة هذه تدل على ما هو أكبر منها، يزعجني السلوك الأناني الذي لن يرضاه الفرد لنفسه لكنه يرضاه للآخرين، تصور أحد هؤلاء الذين لا يجدون مشكلة في رمي القمامة من نافذة سيارته، تصور لو أنك كنت تسير بجانب سيارته ورميت فيها علبة عصير فارغة وهو بداخلها، كيف ستكون ردة فعله؟




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions