المصنعة- وليد السليمي
-
في إطار مذكرة تفاهم موقعة بين السلطنة والصين
بدأت أمس المرحلة الثانية من مشروع المسح البحري للبحث عن حطام سفينة "زينج هي" الصينية في السواحل العمانية، وذلك على ظهر السفينة "المناصر" التابعة لأسطول البحرية السلطانية العمانية.
وتعتبر المرحلة الثانية استكمالا لبنود مذكرة التفاهم الموقعة بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية.
وعقد فريق المسح مؤتمرًا صحفيًا على ظهر السفينة مناصر بحضور قائد أركان أسطول قاعدة سعيد بن سلطان البحرية وحسن بن محمد اللواتيا مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة والرائد طلال بن طالب الزعابي قائد سفينة المناصر، والرائد ناصر بن علي الحارثي ضابط مكتب المسح، وأيوب البوسعيدي مشرف الآثار المغمورة بالمياه رئيس فريق المسح بوزارة التراث والثقافة إلى جانب أعضاء الفريق الصيني المكون من عشرة أشخاص.
وأكّد حسن بن محمد اللواتيا مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة أنّ السلطنة والصين تسعيان من خلال توقيع هذه الاتفاقية إلى تحقيق رغبتهما في البحث عن حطام سفينة "زينج هي" الصينية، التي كانت تقل البحار الصيني المشهور "زينج هي"، ويعتقد أنّها غرقت قبالة ساحل عمان في القرن الرابع عشر للميلاد، وتمثل هذه المرحلة من البحث أهميّة تاريخية كبيرة للبلدين. وقال إنّ "زينج هي" قدِم إلى السلطنة عبر ثلاث رحلات بحرية غلب عليها الطابع التجاري. وتعكس الاتفاقية رغبة البلدين في تعزيز التعاون القائم بينهما بما يحقق المصلحة المشتركة.
الآثار المغمورة
وأضاف اللواتيا أنّ مشروع البحث عن حطام سفن أسطول البحار الصيني "زينج هي" في المياه العمانية، يحمل عدة دلالات؛ أهمها التعاون العلمي والثقافي بين مؤسسات البلدين الصديقين، وتدعيما للروابط التاريخية الحضارية بينهما، وقد شاركت في هذا المشروع البحثي العلمي نخبة من العلماء الصينيين والعمانيين الذين عملوا معًا وعلى مدى عامين متواصلين بغيّة الوصول إلى ما نحن عليه اليوم وهو بلا شك سيمهد الطريق لمزيد من التعاون مستقبلا لا سيما في المجالات العلمية والثقافية.
ومن المقرر أن يرافق الوفد الصيني في هذه الرحلة فريقاً يضم ممثلين من بعض الجهات الرسميّة المعنيّة مثل شرطة عمان السلطانية وجامعة السلطان قابوس ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية.
وقال مدير عام الآثار والمتاحف إنّ وزارة التراث والثقافة- التي تتولى تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في السلطنة- تعتبر هذا المشروع جزءًا من برنامج طموح للعناية بالآثار المغمورة بالمياه الإقليمية العمانية، حيث إنّ الوزارة بصدد دراسة بدائل عديدة لمفردات برنامج المسح والبحث عن الآثار المغمورة، كما أنّ نتائج المرحلة الثانية من التعاون مع الصين سيساهم في البحث عن الأطر المناسبة لتكملة المشروع بما يحقق في النهاية إلى معرفة الكنوز التي يضمها هذا الحطام الأمر الذي سيضيف إلى العلاقات التاريخية المميزة بين السلطنة والصين، مؤكداً أنّ مثل هذه المشروعات الثنائية المشتركة قد تمتد لبعض الدول الأخرى التي يعتقد أنّ حطام سفنها يقبع في المياه الإقليمية العمانية.
فكرة المشروع
وذكر اللواتيا أن فكرة المشروع تعود إلى شهر مايو عام 2006، حيث تمّ آنذاك التنسيق بين عدة جهات في السلطنة للإعداد للإطار القانوني المناسب لتنفيذه، وفي شهر يوليو عام 2007م بالعاصمة الصينية بكين، تمّ التوقيع على مذكرة التفاهم بحضور ممثلين عن سفارة السلطنة ببكين ورئيس معهد الصوتيات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وعدد من المسؤولين الصينيين.
وأوضح أنّ بنود مذكرة التفاهم تؤكد أنّ كافة الجوانب المتعلّقة بالمعلومات المسحية والبيانات، ستبقى ملكا لحكومة سلطنة عُمان، كما بينت المذكرة أنّ الحطام الذي سيتم اكتشافه وتحديده سيكون ملكا لحكومة السلطنة، وبأنّ عملية انتشاله لن تكون ضمن نطاق مذكرة التفاهم الحالية لحين التفاهم حول الآلية القانونية المناسبة لذلك.
منطقة البحث
وقال اللواتيا إنّه بتاريخ 18 أبريل 2009م تمّ تدشين المشروع بحضور الجهات المشاركة، وذلك بالإبحار من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية بودام الساحل على ظهر سفينة البحرية السلطانية "المناصر"، حيث اشتملت منطقة المسح الأولى التي قسمت إلى منطقتين "أ- ب" على مساحة 321.2 ميل بحري مربع؛ وهي المنطقة التي يعتقد أنّ البحار الصيني قد سلكها أثناء رحلته إلى السلطنة.
وأضاف أنّ المرحلة الثانية بدأت بعد أن خلص الفريق في المرحلة الأولى إلى وجود 12 هدفًا بحريًا محتملاً لحطام الأسطول، وستعتمد المرحلة الثانية على مسح أكثر دقة للمواقع الإثنى عشر التي تقع في المياه البحرية المواجه لسواحل محافظة مسندم، وسيتم إجراء المسح بأجهزة أكثر تطوراً ودقة عن تلك المستخدمة في المرحلة الأولى.
من هو زينج هي؟
وتعود أصول "تشنج هي أوزينج هي" أو كما أشارت بعض المصادر العربية إلى أنه كان معروفا عربيا باسم "حجى محمود شمس" إلى المغول إبّان حكمهم للصين، وتمتد جذوره إلى أوزباكستان وتحديدا الى مدينة بخارى، وقد ولد زينج هي في عام 1371م جنوب غربي الصين، حيث عاش مع والديه المسلمين إلى أن استولت أسرة الميتج الصينية على الحكم في منطقة يونان وأخذ زينج هي وهو في الحادية عشرة من عمره أسيرًا، وقد كانت العادات الصينية القديمة تقتضي خصي الأسرى وجعلهم يعملون في القصور الملكية. ونظرا لخدمته العظيمة وإخلاصه للإمبراطور منح لقب جنيغ وهو لقب رفيع المستوى تقديرا لخدمته العظيمة وما اثبته من قدرات قتالية خاصة في حرب الامبراطور ضد متمردي مقاطعة بونغلي الصينية.
وقام بعدها بعدة رحلات تقدر بسبع رحلات حول العالم منها ثلاث رحلات الى عمان في الفترة (1405-1433م) وقد قاد أعظم أسطول بحري عرفته الصين في تاريخها القديم، وهناك جدل تاريخي بأنّ زينج هي هو المكتشف الحقيقي للأمريكتين وليس كريستوفر كولومبس، وقد بدأ زينج هي اكتشافاته البحرية قبل كولومبس بسبعة عقود وقد توفى زينج بين عامي (1431-1433م) في طريق عودته من رحلته السابعة، حيث يعتقد بأنّه توفي في الهند وبالتحديد في مدينة كلتكا.
وكتب "زينج هي" بنفسه عن رحلاته قائلا: "لقد سافرنا أكثر من مائة ألف لي (وهو ما يعادل خمسين ألف كيلومتر) من مساحات البحر الهائلة وشهدنا في المحيط أمواجًا عظيمة كالجبال ترتفع إلى السماء، ولقد وقعت أنظارنا على مناطق بربرية بعيدة مخبأة تحت أبخرة زرقاء خفيفة وشفافة بينما أشرعتنا مثل الغيوم ليلا ونهارًا، مواصلة سيرها بسرعة النجوم مخترقة تلك الأمواج الوحشية وكأننا كنا نمشي على طريق عام"، وذلك وفقا للوحة مكتوبة عن طريق زينج هي فوجيان 1432م.
-
في إطار مذكرة تفاهم موقعة بين السلطنة والصين
بدأت أمس المرحلة الثانية من مشروع المسح البحري للبحث عن حطام سفينة "زينج هي" الصينية في السواحل العمانية، وذلك على ظهر السفينة "المناصر" التابعة لأسطول البحرية السلطانية العمانية.
وتعتبر المرحلة الثانية استكمالا لبنود مذكرة التفاهم الموقعة بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية.
وعقد فريق المسح مؤتمرًا صحفيًا على ظهر السفينة مناصر بحضور قائد أركان أسطول قاعدة سعيد بن سلطان البحرية وحسن بن محمد اللواتيا مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة والرائد طلال بن طالب الزعابي قائد سفينة المناصر، والرائد ناصر بن علي الحارثي ضابط مكتب المسح، وأيوب البوسعيدي مشرف الآثار المغمورة بالمياه رئيس فريق المسح بوزارة التراث والثقافة إلى جانب أعضاء الفريق الصيني المكون من عشرة أشخاص.
وأكّد حسن بن محمد اللواتيا مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة أنّ السلطنة والصين تسعيان من خلال توقيع هذه الاتفاقية إلى تحقيق رغبتهما في البحث عن حطام سفينة "زينج هي" الصينية، التي كانت تقل البحار الصيني المشهور "زينج هي"، ويعتقد أنّها غرقت قبالة ساحل عمان في القرن الرابع عشر للميلاد، وتمثل هذه المرحلة من البحث أهميّة تاريخية كبيرة للبلدين. وقال إنّ "زينج هي" قدِم إلى السلطنة عبر ثلاث رحلات بحرية غلب عليها الطابع التجاري. وتعكس الاتفاقية رغبة البلدين في تعزيز التعاون القائم بينهما بما يحقق المصلحة المشتركة.
الآثار المغمورة
وأضاف اللواتيا أنّ مشروع البحث عن حطام سفن أسطول البحار الصيني "زينج هي" في المياه العمانية، يحمل عدة دلالات؛ أهمها التعاون العلمي والثقافي بين مؤسسات البلدين الصديقين، وتدعيما للروابط التاريخية الحضارية بينهما، وقد شاركت في هذا المشروع البحثي العلمي نخبة من العلماء الصينيين والعمانيين الذين عملوا معًا وعلى مدى عامين متواصلين بغيّة الوصول إلى ما نحن عليه اليوم وهو بلا شك سيمهد الطريق لمزيد من التعاون مستقبلا لا سيما في المجالات العلمية والثقافية.
ومن المقرر أن يرافق الوفد الصيني في هذه الرحلة فريقاً يضم ممثلين من بعض الجهات الرسميّة المعنيّة مثل شرطة عمان السلطانية وجامعة السلطان قابوس ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية.
وقال مدير عام الآثار والمتاحف إنّ وزارة التراث والثقافة- التي تتولى تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في السلطنة- تعتبر هذا المشروع جزءًا من برنامج طموح للعناية بالآثار المغمورة بالمياه الإقليمية العمانية، حيث إنّ الوزارة بصدد دراسة بدائل عديدة لمفردات برنامج المسح والبحث عن الآثار المغمورة، كما أنّ نتائج المرحلة الثانية من التعاون مع الصين سيساهم في البحث عن الأطر المناسبة لتكملة المشروع بما يحقق في النهاية إلى معرفة الكنوز التي يضمها هذا الحطام الأمر الذي سيضيف إلى العلاقات التاريخية المميزة بين السلطنة والصين، مؤكداً أنّ مثل هذه المشروعات الثنائية المشتركة قد تمتد لبعض الدول الأخرى التي يعتقد أنّ حطام سفنها يقبع في المياه الإقليمية العمانية.
فكرة المشروع
وذكر اللواتيا أن فكرة المشروع تعود إلى شهر مايو عام 2006، حيث تمّ آنذاك التنسيق بين عدة جهات في السلطنة للإعداد للإطار القانوني المناسب لتنفيذه، وفي شهر يوليو عام 2007م بالعاصمة الصينية بكين، تمّ التوقيع على مذكرة التفاهم بحضور ممثلين عن سفارة السلطنة ببكين ورئيس معهد الصوتيات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وعدد من المسؤولين الصينيين.
وأوضح أنّ بنود مذكرة التفاهم تؤكد أنّ كافة الجوانب المتعلّقة بالمعلومات المسحية والبيانات، ستبقى ملكا لحكومة سلطنة عُمان، كما بينت المذكرة أنّ الحطام الذي سيتم اكتشافه وتحديده سيكون ملكا لحكومة السلطنة، وبأنّ عملية انتشاله لن تكون ضمن نطاق مذكرة التفاهم الحالية لحين التفاهم حول الآلية القانونية المناسبة لذلك.
منطقة البحث
وقال اللواتيا إنّه بتاريخ 18 أبريل 2009م تمّ تدشين المشروع بحضور الجهات المشاركة، وذلك بالإبحار من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية بودام الساحل على ظهر سفينة البحرية السلطانية "المناصر"، حيث اشتملت منطقة المسح الأولى التي قسمت إلى منطقتين "أ- ب" على مساحة 321.2 ميل بحري مربع؛ وهي المنطقة التي يعتقد أنّ البحار الصيني قد سلكها أثناء رحلته إلى السلطنة.
وأضاف أنّ المرحلة الثانية بدأت بعد أن خلص الفريق في المرحلة الأولى إلى وجود 12 هدفًا بحريًا محتملاً لحطام الأسطول، وستعتمد المرحلة الثانية على مسح أكثر دقة للمواقع الإثنى عشر التي تقع في المياه البحرية المواجه لسواحل محافظة مسندم، وسيتم إجراء المسح بأجهزة أكثر تطوراً ودقة عن تلك المستخدمة في المرحلة الأولى.
من هو زينج هي؟
وتعود أصول "تشنج هي أوزينج هي" أو كما أشارت بعض المصادر العربية إلى أنه كان معروفا عربيا باسم "حجى محمود شمس" إلى المغول إبّان حكمهم للصين، وتمتد جذوره إلى أوزباكستان وتحديدا الى مدينة بخارى، وقد ولد زينج هي في عام 1371م جنوب غربي الصين، حيث عاش مع والديه المسلمين إلى أن استولت أسرة الميتج الصينية على الحكم في منطقة يونان وأخذ زينج هي وهو في الحادية عشرة من عمره أسيرًا، وقد كانت العادات الصينية القديمة تقتضي خصي الأسرى وجعلهم يعملون في القصور الملكية. ونظرا لخدمته العظيمة وإخلاصه للإمبراطور منح لقب جنيغ وهو لقب رفيع المستوى تقديرا لخدمته العظيمة وما اثبته من قدرات قتالية خاصة في حرب الامبراطور ضد متمردي مقاطعة بونغلي الصينية.
وقام بعدها بعدة رحلات تقدر بسبع رحلات حول العالم منها ثلاث رحلات الى عمان في الفترة (1405-1433م) وقد قاد أعظم أسطول بحري عرفته الصين في تاريخها القديم، وهناك جدل تاريخي بأنّ زينج هي هو المكتشف الحقيقي للأمريكتين وليس كريستوفر كولومبس، وقد بدأ زينج هي اكتشافاته البحرية قبل كولومبس بسبعة عقود وقد توفى زينج بين عامي (1431-1433م) في طريق عودته من رحلته السابعة، حيث يعتقد بأنّه توفي في الهند وبالتحديد في مدينة كلتكا.
وكتب "زينج هي" بنفسه عن رحلاته قائلا: "لقد سافرنا أكثر من مائة ألف لي (وهو ما يعادل خمسين ألف كيلومتر) من مساحات البحر الهائلة وشهدنا في المحيط أمواجًا عظيمة كالجبال ترتفع إلى السماء، ولقد وقعت أنظارنا على مناطق بربرية بعيدة مخبأة تحت أبخرة زرقاء خفيفة وشفافة بينما أشرعتنا مثل الغيوم ليلا ونهارًا، مواصلة سيرها بسرعة النجوم مخترقة تلك الأمواج الوحشية وكأننا كنا نمشي على طريق عام"، وذلك وفقا للوحة مكتوبة عن طريق زينج هي فوجيان 1432م.

¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions