بتكلفة تقدر بـ130 مليون ريال -
حقل نمر: صالح بن محمد العزري :
دشنت شركة تنمية نفط عمان أمس مشروع معالجة المياه بحقل نمر بولاية الجازر بمحافظة الوسطى ورعى حفل التدشين معالي الشيخ محمد بن مرهون المعمري مستشار الدولة، وجاء تدشين المشروع تعزيزا لجهود الشركة في إدارة المياه المصاحبة لإنتاج النفط، ويعتبر المشروع المبتكر لمعالجة المياه المصاحبة لإنتاج النفط ضمن المشاريع التي يتم افتتاحها في إطار احتفالات البلاد بالعيد الوطني الحادي والأربعين المجيد.
حضر حفل التدشين سعادة محافظ محافظة الوسطى وسعادة وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية وعدد من اصحاب السعادة والولاة والشيوخ وعدد من المسؤولين.
قال معالي الشيخ مستشار الدولة عقب رعايته الحفل في تصريح للاعلاميين: ان هذا المشروع يعتبر التجربة الاولى على مستوى المنطقة ولا شك ستكون له نتائج طيبة وخاصة ان عملية المعالجة للمياه المصاحبة لها مردود بالنسبة للجوانب الزراعية والبيئية اضافة الى انه بالنسبة فيما يتعلق بتصفية الطاقة فهذا المشروع مهم جدا ونأمل ان تستمر الشركة في الاستفادة من المياه المصاحبة في الحقول الاخرى.
واضاف معاليه يجب تقييم المشروع من الجهات المختصة للاستفادة باستخدامها في زراعات اخرى مثل الحشائش وغيرها.
وطمأن معاليه اهالي المنطقة بان هناك رقابة بيئية وامنية على المشروع من الجهات ذات الاختصاص والشركة المنفذة وليس هناك اي عمليات مصاحبة للمشروع لها تاثير بيئي.
اوضح سعادة محمد بن خميس العريمي وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية ان المشروع من المشاريع المهمة بالنسبة للجانب البيئي مشيرا الى ان المياه المصاحبة للحقل والتي كانت تهدر سابقا بطريقة او باخرى او انها تحقن في باطن الارض فحاليا ومن خلال هذا المشروع يمكن الاستفادة في مجالات عدة مثل الزراعة وفي تخفيض الطاقة والتي كان سابقا تستخدم معدات لحقن المياه والتي كانت تتسبب في انبعاث الكربون الا انها توقفت حاليا، ولهذا انخفضت عمليات الانبعاثات الكربونية كما انه اصبحت هناك زيادة في المياه المستفادة.
واشار سعادته إلى انه كان من المتوقع الاستفادة من هذه المياه بما يقدر مليون دولار الا ان هناك اتضح زيادة وصلت الى 4 ملايين دولار. موضحا سعادة وكيل البيئة والشؤون المناخية بالنسبة لشجرة القصب فهي مقاومة للملوثات ولا نستطيع المجازفة في المحاصيل الاخرى الا بعد التاكد علميا من امكانية الاستفادة منها في الاغراض الزراعية.
وعبر راؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان في كلمته أثناء حفل الافتتاح بقوله: "تنطوي المياه المصاحبة للإنتاج على عدة تحديات لجميع الشركات المنتجة للنفط، خصوصاً بعد أن تظل الحقول تنتج لسنوات طويلة."
وأضاف راؤول: "مياه الإنتاج ملوثة بالنفط وغيره من المواد الأخرى وغالباً ما تكون نسبة ملوحتها أعلى من ملوحة مياه البحر، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام المنزلي ولا الزراعي."
ففي حقل نمر النفطي جنوب منطقة امتياز الشركة، قامت الشركة بالتعاون مع شركتي باور والصاروج بتنفيذ حل مبتكر للكميات الكبيرة من مياه الإنتاج التي تستخرج من هذه المنطقة. وبعد بضع سنوات من التجارب تم ربط مشروع مستنقعات القصب بخط الإنتاج في نهاية العام 2010، ويجري العمل حالياً على مرحلته الثانية التي تشارف على الاكتمال. موضحا ان نبات القصب يقوم عادة بامتصاص النفط وغيره من المواد الأخرى، وقامت الشركة بتشييد مزرعة ضخمة من القصب لمعالجة المياه، تبلغ مساحتها 2.4 مليون متر مربع. وبإمكان هذه المزرعة معالجة 45 ألف متر مكعب يومياً من مياه الإنتاج، لترتفع قريباً إلى 95 ألف متر مكعب يومياً من مياه الإنتاج مع اكتمال المرحلة الثانية.
وأشار راؤول في كلمته للفرص التي تتيحها المياه بعد معالجتها من حيث إعادة استخدامها وخفض الكلفة المترتبة على إعادة الضخ للطبقات العميقة. وأضاف أن المشروع سينتج 9600 طن سنوياً في المتوسط من المواد العضوية الجافة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة في نطاق محدود.
واشار مدير عام الشركة ان مهندسي الشركة يرون أن المشروع سيوفر حلاً مستداماً للتحدي الكبير المتمثل في المياه المصاحبة للإنتاج وبخفض كبير في التكاليف ، فضلا عن توفير نحو 12 مليار قدم مكعب من الغاز خلال العقد القادم. إلى جانب ذلك فإن المشروع يفضي إلى استخلاص النفط المكشوط من برك التجميع الكبيرة التي يتم فيها فصل المواد. واختتم راؤول قائلا: "خلال الأشهر التسعة الماضية منذ بدء العمليات تمكن المشروع من استخلاص كمية من النفط المكشوط زادت قيمتها على أربعة ملايين دولار. في السابق كانت مياه الإنتاج – التي يبلغ تركيز النفط فيها أكثر من 150 جزءاً من كل مليون جزء – تحقن في الطبقات العميقة. وبعد أن يكشط النفط تنتقل المياه بفعل الجاذبية عبر مستنقعات القصب التي تنتشر على مساحة 2.5 مليون متر مربع وتقوم بامتصاص أكبر قدر من النفط والمواد الملوثة الأخرى قبل أن ينتهي المطاف بهذه المياه في برك التبخير التي تستخرج منها الشركة ملحاً تستخدمه في عمليات الحفر."
وألقى المهندس سليمان بن محمد المنذري مديرالشؤون الخارجية والإتصالات كلمة بمناسبة الافتتاح اوضح فيه أن مشروع معالجة المياه بحقل نمر يعد واحداً من المشاريع الإنمائية الضخمة التي ظلت السلطنة تحتفي بها طوال الأشهر الماضية في إطار احتفالاتها بالعيد الوطني الحادي والأربعين المجيد. وهي من المشاريع التي تقف خير شاهد على ما بلغته البلاد من نماء وازدهار تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه. إنها مشاريع رسمت ونفذت بدقة في إطار خطط التطور المستدام الذي تشهده السلطنة سائرة بخطى واثقة نحو غد مشرق بإذن الله. مشيرا الى ان شركة تنمية نفط عمان تعد جزءاً من هذه التنمية الشاملة وهي تواصل عملها الذي يستهدف تأمين مستقبل مفعم بالرخاء لعُمان وشعبها الأبي.
واضاف أن شركة تنمية نفط عمان تنتج من المياه أضعاف ما تنتجه من نفط وغاز، شأنها في ذلك شأن كل شركات النفط والغاز على مستوى العالم لا سيما تلك التي ظلت حقولها تنتج لسنوات طويلة كما هو الحال في الشركة. موضحا أن بعض حقول الشركة ظلت تنتج لأكثر من أربعة عقود مما جعل كمية المياه التي تصاحب إنتاج النفط تتزايد سنة تلو أخرى. وتمثل هذه الكميات الكبيرة من المياه المصاحبة لإنتاج النفط تحدياً حقيقياً لشركات النفط. ويزداد هذا التحدي تعقيداً حين ندرك أن هذه المياه مياهٌ ملوثة بالنفط كما أن نسبة ملوحتها تفوق معدل ملوحة مياه البحر. وبالتالي تكون مياهاً لا تصلح للاستخدام المنزلي أو الزراعي. والتحدي يتمثل في كيف تتخلص الشركة من هذه المياه غير الصالحة!
واضاف المنذري إن الشركة تقوم بإعادة ضخ كميات كبيرة من هذه المياه إلى طبقات تقع أسفل مكامن النفط لتساعد على الحفاظ على الضغط داخل المكامن . كما تقوم بالتخلص من جزء كبير من هذه المياه في طبقات أكثر عمقاً حتى لا تختلط بالمياه الجوفية. ولكن النتائج المترتبة عن إعادة التخلص من المياه في الأعماق السحيقة غير ايجابية إذ إنها بالغة التكاليف إلى جانب حاجتها لكمية كبيرة من الطاقة لتشغيل المضخات التي تعيد هذه الكميات من المياه إلى باطن الأرض وما يترتب عن ذلك من آثار بيئية سالبة. مشيرا الى ان الشركة عكفت على دراسات مكثفة وصولاً لحلول ناجعة لهذه المشكلة، وبعد تجارب مكثفة استمرت لعدة سنوات خلُصت هذه الدراسات لبعض النتائج ومنها هذا المشروع لمعالجة المياه باستخدام القصب.
مواد عضوية لتوليد الطاقة
واشار المنذري الى ان نبتة القصب التي تستخدم في هذا المشروع تمتص الزيت الموجود في هذه المياه وهذا ما حدا بالشركة لزراعة هذه النبتة في أرض واسعة تبلغ مساحتها 4ر2 مليون متر مربع حيث تتم معالجة 45 ألف متر مكعب من المياه الملوثة بالنفط يومياً وبالتالي تمكنت الشركة من وضع حد للضخ في الأعماق السحيقة وما يصاحبها من استهلاك كبير للطاقة وتداعيات على البيئة.
كما اشار الى إن هذا المشروع لا ينحصر دوره في تنقية المياه وإنما سينتج أكثر من 96 ألف طن في العام من المواد العضوية التي يمكن استخدامها في توليد الطاقة بقدر محدود. ولا ننسى كمية النفط التي تستخلص من هذه المياه حيث تم استخلاص ما تزيد قيمته على 4 ملايين دولار من النفط المكشوط من هذه المياه الملوثة بالزيت خلال التسعة الأشهر الأولى من المشروع. وبعد أن يكشط الزيت تستخدم الكمية المتبقية من المياه في ري مزرعة القصب.
وأوضح انه بعد أن أثبتت المرحلة الأولى نجاح المشروع ستقوم الشركة بتنفيذ المرحلة الثانية منه والتي ستعالج 50 ألف متر مكعب من المياه الاضافية في اليوم. كما تواصل الشركة سعيها في إجراء المزيد من الدراسات حول المياه المصاحبة للنفط إذ ترعى حالياً دراسة يقوم بها باحثون من جامعة السلطان قابوس وجامعة يوترخت الهولندية لتقطير المياه شديدة الملوحة لاستخدامها في الزراعة المحمية.
واكد أن النجاح الذي حققه المشروع ذاع صيته على مستوى العالم حيث حصد مؤخراً جائزة التميز البيئي من المنظمة الإقليمية للمحافظة على نظافة البحار كما نال جائزة الهيئة الأمريكية لجودة المياه التي وصفت المشروع بأفضل مشروع لاستخدام مياه الإنتاج لعام 2011.
وفي مؤتمر دولي حول البيئة والسلامة عقد الشهر الماضي بأبو ظبي نال المشروع الكثير من الثناء من الجهات المشاركة. وكل ذلك يدل دلالة واضحة على الأهمية التي يحظى بها المشروع من منطلق ما حققه من نجاح. مشيرا إلى أن الشركة تعمل عن كثب مع وزارة البيئة والشؤون المناخية لتأكيد حرصها على صون البيئة والعمل وفق الضوابط التي تحددها الوزارة لهذا الغرض.
وإن التحدي الذي يواجه الشركة لا ينحصر في استخراج النفط والغاز وإنما تحقيق ذلك بالطريقة التي تحد من التكاليف الباهظة وتراعي جوانب السلامة وصون البيئة مع تحقيق القيمة المحلية المضافة. ولعله من المناسب أن نذكر هنا أن الشركة تبنت مؤخراً استراتيجية للقيمة المحلية المضافة تركز على المنتج المحلي من خلال المواد المصنوعة في عمان وكذلك بتطوير القدرات المحلية وتفعيل برنامجها للاستثمار الاجتماعي أكثر ليعود بفائدة أكبر على المجتمع العماني. ويجيء في هذا السياق ذكر المشاريع التي ضمت فيما ضمت مراكز صحية وبرامج تدريبية مختلفة لمساعدة المواطنين على الاستفادة من فرص العمل المتاحة.
بتكلفة 130 مليون
وفي حديث مع بدر بن سعود الشرجي مدير تنفيذ المشروع اوضح ان تكلفة المشروع الاجمالية للمرحلتين الاولى والثانية بلغت ما يقارب 130 مليون ريال مشيرا الى ان المشروع يهدف الى تخليص ومعالجة حوالي 100 ألف متر مكعب من المياه أي أكثر من نصف مليون برميل يوميا.
واضاف بدر الشرجي الى انه تمت زراعة شجرة القصب على مساحة 6 ملايين متر مربع ويتم انتاج ملح صناعي بكميات تجارية. موضحا بان هناك دراسات منها لاستخدام القصب كوقود للطاقة وكذلك لاستعمالات اخرى من هذه المياه المستخلصة وستكون هناك مشاريع مصاحبة للمشروع.
حقل نمر: صالح بن محمد العزري :
دشنت شركة تنمية نفط عمان أمس مشروع معالجة المياه بحقل نمر بولاية الجازر بمحافظة الوسطى ورعى حفل التدشين معالي الشيخ محمد بن مرهون المعمري مستشار الدولة، وجاء تدشين المشروع تعزيزا لجهود الشركة في إدارة المياه المصاحبة لإنتاج النفط، ويعتبر المشروع المبتكر لمعالجة المياه المصاحبة لإنتاج النفط ضمن المشاريع التي يتم افتتاحها في إطار احتفالات البلاد بالعيد الوطني الحادي والأربعين المجيد.
حضر حفل التدشين سعادة محافظ محافظة الوسطى وسعادة وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية وعدد من اصحاب السعادة والولاة والشيوخ وعدد من المسؤولين.
قال معالي الشيخ مستشار الدولة عقب رعايته الحفل في تصريح للاعلاميين: ان هذا المشروع يعتبر التجربة الاولى على مستوى المنطقة ولا شك ستكون له نتائج طيبة وخاصة ان عملية المعالجة للمياه المصاحبة لها مردود بالنسبة للجوانب الزراعية والبيئية اضافة الى انه بالنسبة فيما يتعلق بتصفية الطاقة فهذا المشروع مهم جدا ونأمل ان تستمر الشركة في الاستفادة من المياه المصاحبة في الحقول الاخرى.
واضاف معاليه يجب تقييم المشروع من الجهات المختصة للاستفادة باستخدامها في زراعات اخرى مثل الحشائش وغيرها.
وطمأن معاليه اهالي المنطقة بان هناك رقابة بيئية وامنية على المشروع من الجهات ذات الاختصاص والشركة المنفذة وليس هناك اي عمليات مصاحبة للمشروع لها تاثير بيئي.
اوضح سعادة محمد بن خميس العريمي وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية ان المشروع من المشاريع المهمة بالنسبة للجانب البيئي مشيرا الى ان المياه المصاحبة للحقل والتي كانت تهدر سابقا بطريقة او باخرى او انها تحقن في باطن الارض فحاليا ومن خلال هذا المشروع يمكن الاستفادة في مجالات عدة مثل الزراعة وفي تخفيض الطاقة والتي كان سابقا تستخدم معدات لحقن المياه والتي كانت تتسبب في انبعاث الكربون الا انها توقفت حاليا، ولهذا انخفضت عمليات الانبعاثات الكربونية كما انه اصبحت هناك زيادة في المياه المستفادة.
واشار سعادته إلى انه كان من المتوقع الاستفادة من هذه المياه بما يقدر مليون دولار الا ان هناك اتضح زيادة وصلت الى 4 ملايين دولار. موضحا سعادة وكيل البيئة والشؤون المناخية بالنسبة لشجرة القصب فهي مقاومة للملوثات ولا نستطيع المجازفة في المحاصيل الاخرى الا بعد التاكد علميا من امكانية الاستفادة منها في الاغراض الزراعية.
وعبر راؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان في كلمته أثناء حفل الافتتاح بقوله: "تنطوي المياه المصاحبة للإنتاج على عدة تحديات لجميع الشركات المنتجة للنفط، خصوصاً بعد أن تظل الحقول تنتج لسنوات طويلة."
وأضاف راؤول: "مياه الإنتاج ملوثة بالنفط وغيره من المواد الأخرى وغالباً ما تكون نسبة ملوحتها أعلى من ملوحة مياه البحر، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام المنزلي ولا الزراعي."
ففي حقل نمر النفطي جنوب منطقة امتياز الشركة، قامت الشركة بالتعاون مع شركتي باور والصاروج بتنفيذ حل مبتكر للكميات الكبيرة من مياه الإنتاج التي تستخرج من هذه المنطقة. وبعد بضع سنوات من التجارب تم ربط مشروع مستنقعات القصب بخط الإنتاج في نهاية العام 2010، ويجري العمل حالياً على مرحلته الثانية التي تشارف على الاكتمال. موضحا ان نبات القصب يقوم عادة بامتصاص النفط وغيره من المواد الأخرى، وقامت الشركة بتشييد مزرعة ضخمة من القصب لمعالجة المياه، تبلغ مساحتها 2.4 مليون متر مربع. وبإمكان هذه المزرعة معالجة 45 ألف متر مكعب يومياً من مياه الإنتاج، لترتفع قريباً إلى 95 ألف متر مكعب يومياً من مياه الإنتاج مع اكتمال المرحلة الثانية.
وأشار راؤول في كلمته للفرص التي تتيحها المياه بعد معالجتها من حيث إعادة استخدامها وخفض الكلفة المترتبة على إعادة الضخ للطبقات العميقة. وأضاف أن المشروع سينتج 9600 طن سنوياً في المتوسط من المواد العضوية الجافة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة في نطاق محدود.
واشار مدير عام الشركة ان مهندسي الشركة يرون أن المشروع سيوفر حلاً مستداماً للتحدي الكبير المتمثل في المياه المصاحبة للإنتاج وبخفض كبير في التكاليف ، فضلا عن توفير نحو 12 مليار قدم مكعب من الغاز خلال العقد القادم. إلى جانب ذلك فإن المشروع يفضي إلى استخلاص النفط المكشوط من برك التجميع الكبيرة التي يتم فيها فصل المواد. واختتم راؤول قائلا: "خلال الأشهر التسعة الماضية منذ بدء العمليات تمكن المشروع من استخلاص كمية من النفط المكشوط زادت قيمتها على أربعة ملايين دولار. في السابق كانت مياه الإنتاج – التي يبلغ تركيز النفط فيها أكثر من 150 جزءاً من كل مليون جزء – تحقن في الطبقات العميقة. وبعد أن يكشط النفط تنتقل المياه بفعل الجاذبية عبر مستنقعات القصب التي تنتشر على مساحة 2.5 مليون متر مربع وتقوم بامتصاص أكبر قدر من النفط والمواد الملوثة الأخرى قبل أن ينتهي المطاف بهذه المياه في برك التبخير التي تستخرج منها الشركة ملحاً تستخدمه في عمليات الحفر."
وألقى المهندس سليمان بن محمد المنذري مديرالشؤون الخارجية والإتصالات كلمة بمناسبة الافتتاح اوضح فيه أن مشروع معالجة المياه بحقل نمر يعد واحداً من المشاريع الإنمائية الضخمة التي ظلت السلطنة تحتفي بها طوال الأشهر الماضية في إطار احتفالاتها بالعيد الوطني الحادي والأربعين المجيد. وهي من المشاريع التي تقف خير شاهد على ما بلغته البلاد من نماء وازدهار تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه. إنها مشاريع رسمت ونفذت بدقة في إطار خطط التطور المستدام الذي تشهده السلطنة سائرة بخطى واثقة نحو غد مشرق بإذن الله. مشيرا الى ان شركة تنمية نفط عمان تعد جزءاً من هذه التنمية الشاملة وهي تواصل عملها الذي يستهدف تأمين مستقبل مفعم بالرخاء لعُمان وشعبها الأبي.
واضاف أن شركة تنمية نفط عمان تنتج من المياه أضعاف ما تنتجه من نفط وغاز، شأنها في ذلك شأن كل شركات النفط والغاز على مستوى العالم لا سيما تلك التي ظلت حقولها تنتج لسنوات طويلة كما هو الحال في الشركة. موضحا أن بعض حقول الشركة ظلت تنتج لأكثر من أربعة عقود مما جعل كمية المياه التي تصاحب إنتاج النفط تتزايد سنة تلو أخرى. وتمثل هذه الكميات الكبيرة من المياه المصاحبة لإنتاج النفط تحدياً حقيقياً لشركات النفط. ويزداد هذا التحدي تعقيداً حين ندرك أن هذه المياه مياهٌ ملوثة بالنفط كما أن نسبة ملوحتها تفوق معدل ملوحة مياه البحر. وبالتالي تكون مياهاً لا تصلح للاستخدام المنزلي أو الزراعي. والتحدي يتمثل في كيف تتخلص الشركة من هذه المياه غير الصالحة!
واضاف المنذري إن الشركة تقوم بإعادة ضخ كميات كبيرة من هذه المياه إلى طبقات تقع أسفل مكامن النفط لتساعد على الحفاظ على الضغط داخل المكامن . كما تقوم بالتخلص من جزء كبير من هذه المياه في طبقات أكثر عمقاً حتى لا تختلط بالمياه الجوفية. ولكن النتائج المترتبة عن إعادة التخلص من المياه في الأعماق السحيقة غير ايجابية إذ إنها بالغة التكاليف إلى جانب حاجتها لكمية كبيرة من الطاقة لتشغيل المضخات التي تعيد هذه الكميات من المياه إلى باطن الأرض وما يترتب عن ذلك من آثار بيئية سالبة. مشيرا الى ان الشركة عكفت على دراسات مكثفة وصولاً لحلول ناجعة لهذه المشكلة، وبعد تجارب مكثفة استمرت لعدة سنوات خلُصت هذه الدراسات لبعض النتائج ومنها هذا المشروع لمعالجة المياه باستخدام القصب.
مواد عضوية لتوليد الطاقة
واشار المنذري الى ان نبتة القصب التي تستخدم في هذا المشروع تمتص الزيت الموجود في هذه المياه وهذا ما حدا بالشركة لزراعة هذه النبتة في أرض واسعة تبلغ مساحتها 4ر2 مليون متر مربع حيث تتم معالجة 45 ألف متر مكعب من المياه الملوثة بالنفط يومياً وبالتالي تمكنت الشركة من وضع حد للضخ في الأعماق السحيقة وما يصاحبها من استهلاك كبير للطاقة وتداعيات على البيئة.
كما اشار الى إن هذا المشروع لا ينحصر دوره في تنقية المياه وإنما سينتج أكثر من 96 ألف طن في العام من المواد العضوية التي يمكن استخدامها في توليد الطاقة بقدر محدود. ولا ننسى كمية النفط التي تستخلص من هذه المياه حيث تم استخلاص ما تزيد قيمته على 4 ملايين دولار من النفط المكشوط من هذه المياه الملوثة بالزيت خلال التسعة الأشهر الأولى من المشروع. وبعد أن يكشط الزيت تستخدم الكمية المتبقية من المياه في ري مزرعة القصب.
وأوضح انه بعد أن أثبتت المرحلة الأولى نجاح المشروع ستقوم الشركة بتنفيذ المرحلة الثانية منه والتي ستعالج 50 ألف متر مكعب من المياه الاضافية في اليوم. كما تواصل الشركة سعيها في إجراء المزيد من الدراسات حول المياه المصاحبة للنفط إذ ترعى حالياً دراسة يقوم بها باحثون من جامعة السلطان قابوس وجامعة يوترخت الهولندية لتقطير المياه شديدة الملوحة لاستخدامها في الزراعة المحمية.
واكد أن النجاح الذي حققه المشروع ذاع صيته على مستوى العالم حيث حصد مؤخراً جائزة التميز البيئي من المنظمة الإقليمية للمحافظة على نظافة البحار كما نال جائزة الهيئة الأمريكية لجودة المياه التي وصفت المشروع بأفضل مشروع لاستخدام مياه الإنتاج لعام 2011.
وفي مؤتمر دولي حول البيئة والسلامة عقد الشهر الماضي بأبو ظبي نال المشروع الكثير من الثناء من الجهات المشاركة. وكل ذلك يدل دلالة واضحة على الأهمية التي يحظى بها المشروع من منطلق ما حققه من نجاح. مشيرا إلى أن الشركة تعمل عن كثب مع وزارة البيئة والشؤون المناخية لتأكيد حرصها على صون البيئة والعمل وفق الضوابط التي تحددها الوزارة لهذا الغرض.
وإن التحدي الذي يواجه الشركة لا ينحصر في استخراج النفط والغاز وإنما تحقيق ذلك بالطريقة التي تحد من التكاليف الباهظة وتراعي جوانب السلامة وصون البيئة مع تحقيق القيمة المحلية المضافة. ولعله من المناسب أن نذكر هنا أن الشركة تبنت مؤخراً استراتيجية للقيمة المحلية المضافة تركز على المنتج المحلي من خلال المواد المصنوعة في عمان وكذلك بتطوير القدرات المحلية وتفعيل برنامجها للاستثمار الاجتماعي أكثر ليعود بفائدة أكبر على المجتمع العماني. ويجيء في هذا السياق ذكر المشاريع التي ضمت فيما ضمت مراكز صحية وبرامج تدريبية مختلفة لمساعدة المواطنين على الاستفادة من فرص العمل المتاحة.
بتكلفة 130 مليون
وفي حديث مع بدر بن سعود الشرجي مدير تنفيذ المشروع اوضح ان تكلفة المشروع الاجمالية للمرحلتين الاولى والثانية بلغت ما يقارب 130 مليون ريال مشيرا الى ان المشروع يهدف الى تخليص ومعالجة حوالي 100 ألف متر مكعب من المياه أي أكثر من نصف مليون برميل يوميا.
واضاف بدر الشرجي الى انه تمت زراعة شجرة القصب على مساحة 6 ملايين متر مربع ويتم انتاج ملح صناعي بكميات تجارية. موضحا بان هناك دراسات منها لاستخدام القصب كوقود للطاقة وكذلك لاستعمالات اخرى من هذه المياه المستخلصة وستكون هناك مشاريع مصاحبة للمشروع.

¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions