الشرف

    • [TABLE='width:70%;background-color:purple;background-image:url();border:1 solid green;'][CELL='filter: glow(color=red,strength=2);']
      " لو فهم الناس معنى الشرف لأصبحوا كلهم شرفاء "
      مصطفى لطفي المنفلوطي


      الإنسان شريف في الأصل ، يولد طاهراً نقيا ؛ ثم يأتيه الرجس من كسبه وعمله ، فإما أن يثبت على نقائه ، ويستمر في طهارته ، وأما أن يحبط به عمله ، فيسقطه إلى ما دون منزله الأحياء الشرفاء ، حين ذاك يفسد ذوقه ، وتتعفن بصيرته وتتجرد روحه من لباس الفضيلة .
      والشرف أو العرض أقدس ، وأغلى شيء يملكه الإنسان ويعتز به ، فهو الدرة النفسية ، والجوهرة الثمينة التي لا يفرط فيها ، ولا يتنازل عنها أبدا بأي حال من الأحوال ، لأنه لو فرط في شرفه ، أو ضيعه لا يمكن استرداده ، أو تعويضه مرة ثانية بأي شكل من الأشكال ، فالذي يخسر شرفه خسر كل شيء ، فلم يبق لديه ما يخاف أن يخسره ، فهو كالزجاج إذا انكسر وتناثرت أجزاؤه صعب تجميعه وإصلاحه ، وكعود الثقاب إذا أنطقا لا يمكن إشعاله .
      وبما أن الغريزة الجنسية من أقوى غرائز الإنسان واعتاها وجد الإسلام الوسيلة الصحيحة والسليمة لإشباعها ، وهو الزواج الذي جعله الرباط المقدس ، والضابط الشرعي الذي يحفظ كرامة الإنسان ، ويصونه عن المحرمات فالزواج وحده هو المتعة الحلال الذي يحقق للغريزة هدفها الإنساني ، ويعين الإنسان ويعصمه من الفاحشة ويبعده عن كل الطرق المؤدية إليها .
      والذي لم يتيسر له الزواج لأسباب مادية ، أو اجتماعية أو صحية ... الخ يصبر ، ويستعفف ، ويكف نفسه عن المحرمات ، حتى يرزقه الله مصداقاً لقوله تعالى : ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ) . حتى يجعل الله له من أمره يسرا ، ويبتعد عن كل الدواعي التي تجذبه لهذه الجريمة ، ويتفادى جميع الأسباب التي يهيئها له الشيطان للوقوع في هذه المعصية ، ويتجنب أماكن الاختلاط أو النظر إلى النساء ، أو كشف العورة ن أو ابداء الزينة ، وغير ذلك .
      لهذا اعتبر الإسلام شرف الإنسان ضرورة من الضروريات التي شرع لها العقوبة الرادعة ، والصارمة لكل من يعتدي عليه ، وتعهده بالحماية والعناية ، والاهتمام لصون أعراض الناس وحماية كرامتهم ليعيش الإنسان في عزة وكرامة ورفعة وفضيلة .
      لكن الإنسان ظالم لنفسه ، وعدو لها يهين كرامته ويفسد أخلاقه ، ويدنس جسده لا لشيء سوى تلبية نداء شهوته ليقضي وطره ، وينال بغيته بإشباع غريزته ، وإطلاق العنان لشهواته ، مستهيناً بكل ما هو مقدس غارقاً في ملذاته تتحكم فيه أهواء نفسه ، ولا يصحو إلا بعد فوات الأوان بعدما يدفع الثمن باهظاً ، ويمرغ سمعته وسمعة أهله في الوحل .
      عجيب أمر الإنسان يلهث كالحيوان لينال لذة مؤقتة لا تدوم ، بل تنقضي بانقضاء الشهوة التي يعقبها الألم والندم ، والحسرة ، والأسى وكما قال الشاعر :
      تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة
      فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
      إن الواقع الأليم الذي نعيشه اليوم في ظل المدنيةالمعاصرة واقع مؤسف ، حيث عاملت المادة الإنسان بالمقاييس الآلية بعد أن حطت من متطلبات روحه ، ودمرت خصائصه الإنسانية السامية ، فأدت بالبشرية إلى التخبط والضياع بعدما بثت أدران الفاحشة ، لتردي بالشباب الذين هم عماد هذه الأمة ودعامتها الحقيقية في بؤرة الفساد ، والتحلل الخلقي ، فبعض القنوات الفضائية التي تبث لنا كفيلة بفساد جيل بأكمله ، ناهيك عن المسلسلات المكسيكية المدبلجة، وغيرها الكثير التي صار لها مواظبون لمشاهدتها من قبل أولئك الذين بفتقرون إلى الفضيلة ، الذين يأخذون ويرضون بأي شيء من غير وعي ، ولا تمييز ولا تمحيص أو إدراك . إن صورة الواقع مخيفة بشعة وشنيعة ، وحالة بعض الشباب – للأسف الشديد – مخزية ومخجلة وأليمة ممزقوا الأفكار والسلوك متقمصين دائماً الجانب السلبي في حياتهم ولا خلاص لهم في هذه الحالة إلا إذا تمسكوا بكتاب ربهم وأمعنوا النظر والتأمل والتفكر ، وأخذوا الدروس والمواعظ والعبر من آياته ، وأحكامه كيف لا " وسورة النور " وحدها اشتملت على أحكام عامة تتعلق بالأسرة ، ووضحت الآداب التي يجب أن يتمسك بها المؤمنون . باختصار هذه السورة عالجت أخطر القضايا وهي " قضية الأسرة " وما يلحقها بها من الأذى ، ويحفها من مخاطر ، وبخاصة في موضوع " العرض والشرف " .
      إنني لا يسعني هنا ، إلا أن أدعو الشباب إلى العيش في الأجواء الطاهرة الصافية النظيفة أدعوهم إلى تذوق اللذة الحلال .
      [/CELL][/TABLE]
    • زهر البنفسج

      بوركت على هذه المشاركة الجلية

      والشرف

      هو أسمى الخلق النبيلة

      وواجب المرء المحافظة على شرفه

      وأن يغار عليه

      قال صلى الله عليه وسلم : " ديوث من لا يغار على أهله "

      صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

      تحياتي

      رسام الغرام