نحنو نعيش لأنفسنا إن أسأنا أو أحسنا لغيرنا , لأن كل سلوك ينبثق من الفرد بسوء أو إحسان يضع فاعله
في الخانة التي يفتعلها إما سافلة بفعل الشر أو عالية بفعل الخير , و المتلقي الذي يتقبل الإسائة بالإحسان إلى الفاعل يكون أمام المحيط العقلاني أي الناس العقلانية محبوباً , والمتلقي الذي يتقبل الإحسان بالإسائة إلى الفاعل يكون مكروهاً أمام المحيط , ولذالك نرى هنا بأن الفاعل يضع نفسه مع المتلقي في خانة العلو بالأخلاق والدنو بتخلي عنها, وبيدِهِم يكونون محبوبيِّن أو مكروهيِّن , وليس المحيط الذي يضع في خانة العلو أو الدنائه ... وتلك العوامل الثلاث
{ الفاعل – المتلقي – المحيط العاقلاني}
... عندما يتحكم الفاعل بلمتلقي أو العكس بحسن الفعل بلإحسان وإن أساء المتلقي أو الفاعل , يكون المحيط العقلاني ينظر للفاعل أو المتلقي أو كلاهم على أنه البطل والقدوة الحسنة والمحبوب من بين المحيط وهو أيظاً ذو شخصية راسخة ليس إمعه , وهذا ليس بإلزام بأن يكون الفاعل أو المتلقي غني بمَال بل يجب أن يكون ذو سيطرة على عواطفه مثل الغضب والكراهية وغيرها التي تخرج العقل بأن يحقق المصلحة الخيرة لّذات للوصول إلى قلوب المحيط العقلاني , ولا يكون هذا إلا بجعل العقل هو المصدر في إتخاذ القرارات لا العواطف الجارفة, لأن صاحب العقل يجب أن يكون صاحب صبر وبصيرة نافذة للأُفق بما يجلب هذا الفعل من خير.
...عناد