د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية (5) أقسام الأمن..

    • د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية (5) أقسام الأمن..

      أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (5)

      المطلب الثاني: أقسام الأمن.

      يتضح مما تقدم أن الأمن ينقسم قسمين:

      القسم الأول: الأمن في الدنيا:
      وهو الاطمئنان على ضرورات الحياة، وحاجياتها وتكميلاتها، بحيث لا يعتدي أحد على تلك الضرورات وما يتبعها، فإذا هم أحد بالاعتداء على شيء منها وجد ما يزجره عنها من الزواجر التي وضعها الله تعالى، من العقاب الأخروي، أو العقاب الشرعي في الدنيا.


      وهذا القسم من الأمن يحرص على تحقيقه جميع الأحياء من العقلاء، لأنه محسوس عاجل، والنفس مولعة بحب العاجل، فلا يقدم أحد على فعل يكون سببا في فقد أمنه، إلا لسببين:

      السبب الأول:
      عدم علمه بأن ما يقدم عليه، قد يكون سببا في فقد أمنه، كمن يقدم على قتل نفس محرمة فيزهقها –خفية في ظنه-ثم يُكشف أمره، فينال جزاءه وهو القصاص.

      السبب الثاني:
      أن يترجح عنده الإقدام ولا يقف مكتوف الأيدي في الدفاع عن أمنه إذا أراد أحد أن يعتدي عل نفسه أو عرضه أو ماله، فيدافع عن ذلك، حتى يقتل، سواء كان قتله في ميدان المدافعة ضد المعتدي، أم تحت تجبر طاغية استغل قوته في قتله، لأنه يرى أن دفاعه والمحافظة على شرفه وعزته خير من المحافظة على حياة لا يتوافر لها الأمن الحق والحياة الحرة الطيبة.

      والأمن الدنيوي الذي يرزقه الله الأمم ، لا يدوم مع الكفر، بل يبدلها الله به الخوف والجوع والحياة النكدة والضنك.

      كما قال تعالى: (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )) [سورة النحل: 112]

      ومن الأمم التي أعطاها الله الأمن، ثم بدلها به الخوف لكفرانها، مشركو قريش، الذين قال تعالى فيهم: (( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )) [سورة قريش:3،4].

      وعندما أصروا على كفرهم بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته لهم، أبدلهم الله بالأمن خوفا، وبالغنى فقرا، وبالشبع جوعا، وسلط الله عليهم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين، فأخافوهم في بدر والأحزاب، ثم دخلوا مكة فاتحين آمنين منتصرين، وأهلها خائفون..

      وأيقنوا أنه لا أمن ولا طمأنينة لهم إلا بالدخول في دين الله، ولهذا دخلوا في دين الله أفواجا، فنالوا الأمن، وأصبحوا بدخولهم في دين الله سادة الدنيا وقادة أهلها.

      هذا هو القسم الأول من أقسام الأمن في الحياة الدنيا.

      موقع الروضة الإسلامي..
      216.7.163.121/r.php?show=home&menu=a0_menu&sub0=start
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      وها نحن نتابع هذه السلسلة الرائعة من أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي.. والمسلم لا ينال الأمن كما ذكرت أخي المناصر إلا بدخوله الدين الإسلامي لينال هذه النعمة العظيمة .. ويعيش السعادة في الدنيا والأخرة .

      شكرا ً من الأعماق على هذه السلسلة الرائعة والطرح الممتع .. ونحن في انتظار المزيد منك ..

      وفقك الله :)

      الهدى|e