مسعود الحمداني
-
نتنفس الحياة، نحاول أن نضع الشمس في جيوبنا، وننطلق حيث يمكن لنا أن نسمع صوت البحر، ونصادق العصافير، ونجعل من الشجيرات الخضراء غابة من شعر، نورّثها سنوات أعمارنا الضائعة، ونقيس مسافاتها اللامتناهية بأوجاعنا التي عصرتها الأيام، ونالت منها مساءات الحزن والفرح المتناثرة على قارعة القصيدة الفارغة إلا من أوجاعنا.
هكذا نكتب ما نشاء بقطرات دمع تسقط من يديّ سحابة لا تعرف الهبوط إلا لتسقي حقول القلوب القاحلة، وتعيد تشكيل عناصر الرحيل المباغت ذات حنين لا يأبه بالمطر، نصارع شهوات الغياب، ونسوق أمامنا طواحين الهواء المعبأ بالفراغ الأبدي دون أن يغمض لنا جفن، ودون أن نسافر إلا لكي نأتي بمزيد من الخراب.
أي حزن هذا الذي لا يمكن له أن يعبر بنا نحو الضفة الأخرى؟!!..أي قصيدة هذه التي لا يمكنها استيعاب أوجاعنا؟!!..أي حبر هذا الذي ينضب قبل أن نبدأ بكتابة همّنا الوليد من رحم الموت البطيء؟!!.
لعلنا اعتدنا أن نحزم حقائبنا ونرحل بعيدا، حيث يكون للقمر معنى، وللشمس معنى، وللغياب معنى، وللحب معنى، هناك من يعشقون حد الثمالة، ومن يموتون حد الحب، ومن يتنفسون غيابهم المفاجئ بإخلاص لا يمكن له إلا أن يجعل منهم عشاقا بامتياز.
الغريب وحده يجلس بعيدا عن الضوضاء، يرسم أحلامه الصاخبة بهدوء لا يلتفت إليه أحد، يلوّن وجوه لوحاته الشاحبة، ويمتطي خيل صباحاته الوهمية، كي يبدأ سباق نهاراته الطويلة، وحيدا، ومشردا، وغائبا عن عالم لا يمتلك فيه حتى نفسه البائسة، يطوي موجات البحر القريب منه، ويغادر بعضه الظلاميّ، ساخرا من أقداره المتربصة به في كل خطاه، يشير إليها من بعيد، ويرسلها كطائر منهزم لا يقوى على النهوض، يطوي جناحيه، ويعود خائبا من حيث أتى.
مساء الخير أيها البحر، مساء الزرقة اللامنتمية لغير ذاتها، مساء لا يشبه إلا قوارب الصيادين، وصياح الديكة وهي تقاوم النعاس، وصراخ الصغار الباحثين عن حضن غيمة عجوز تحملهم على ظهرها للملكوت الأعلى هناك حيث لا يكون للزمن أي معنى، ولا يكون للشعر أي قيمة، ولا تكون للحياة سوى معنى واحد، يقترب من الخلود دون أن يشعر به أحد.
في الحياة، كما في الحب، لونان: إما أسود، أو أبيض، وقد يفتقدان اللون والرائحة والطعم فيصبحان أجسادا هلامية لا يمكن الإمساك بهما، يطاردان الفراشات الراحلة نحو حتفها، وهي تقترب من النار محاولة أن تضع حدا كريما لحياتها، متلذذة بلحظاتها الأخيرة، باحثة عن النور في شرر الموت المضيء..
فراشات نحن نقترب من نهاياتنا دون أن نشعر، نذهب إلى حتفنا لاهثين خلف الضوء، فإذا خبا، وانطفأ، وجدنا أنفسنا خارج دائرة الحياة، نسبّح بحمد السراب، ونحلّق كأسراب لا تعرف وجهتها، وسط غابة من الحزن الكثيف، والوجع الذي لا ينتهي.
فليكن لحياتنا معنى..وليكن لموتنا معنى.
Samawat2004@live.com
-
نتنفس الحياة، نحاول أن نضع الشمس في جيوبنا، وننطلق حيث يمكن لنا أن نسمع صوت البحر، ونصادق العصافير، ونجعل من الشجيرات الخضراء غابة من شعر، نورّثها سنوات أعمارنا الضائعة، ونقيس مسافاتها اللامتناهية بأوجاعنا التي عصرتها الأيام، ونالت منها مساءات الحزن والفرح المتناثرة على قارعة القصيدة الفارغة إلا من أوجاعنا.
هكذا نكتب ما نشاء بقطرات دمع تسقط من يديّ سحابة لا تعرف الهبوط إلا لتسقي حقول القلوب القاحلة، وتعيد تشكيل عناصر الرحيل المباغت ذات حنين لا يأبه بالمطر، نصارع شهوات الغياب، ونسوق أمامنا طواحين الهواء المعبأ بالفراغ الأبدي دون أن يغمض لنا جفن، ودون أن نسافر إلا لكي نأتي بمزيد من الخراب.
أي حزن هذا الذي لا يمكن له أن يعبر بنا نحو الضفة الأخرى؟!!..أي قصيدة هذه التي لا يمكنها استيعاب أوجاعنا؟!!..أي حبر هذا الذي ينضب قبل أن نبدأ بكتابة همّنا الوليد من رحم الموت البطيء؟!!.
لعلنا اعتدنا أن نحزم حقائبنا ونرحل بعيدا، حيث يكون للقمر معنى، وللشمس معنى، وللغياب معنى، وللحب معنى، هناك من يعشقون حد الثمالة، ومن يموتون حد الحب، ومن يتنفسون غيابهم المفاجئ بإخلاص لا يمكن له إلا أن يجعل منهم عشاقا بامتياز.
الغريب وحده يجلس بعيدا عن الضوضاء، يرسم أحلامه الصاخبة بهدوء لا يلتفت إليه أحد، يلوّن وجوه لوحاته الشاحبة، ويمتطي خيل صباحاته الوهمية، كي يبدأ سباق نهاراته الطويلة، وحيدا، ومشردا، وغائبا عن عالم لا يمتلك فيه حتى نفسه البائسة، يطوي موجات البحر القريب منه، ويغادر بعضه الظلاميّ، ساخرا من أقداره المتربصة به في كل خطاه، يشير إليها من بعيد، ويرسلها كطائر منهزم لا يقوى على النهوض، يطوي جناحيه، ويعود خائبا من حيث أتى.
مساء الخير أيها البحر، مساء الزرقة اللامنتمية لغير ذاتها، مساء لا يشبه إلا قوارب الصيادين، وصياح الديكة وهي تقاوم النعاس، وصراخ الصغار الباحثين عن حضن غيمة عجوز تحملهم على ظهرها للملكوت الأعلى هناك حيث لا يكون للزمن أي معنى، ولا يكون للشعر أي قيمة، ولا تكون للحياة سوى معنى واحد، يقترب من الخلود دون أن يشعر به أحد.
في الحياة، كما في الحب، لونان: إما أسود، أو أبيض، وقد يفتقدان اللون والرائحة والطعم فيصبحان أجسادا هلامية لا يمكن الإمساك بهما، يطاردان الفراشات الراحلة نحو حتفها، وهي تقترب من النار محاولة أن تضع حدا كريما لحياتها، متلذذة بلحظاتها الأخيرة، باحثة عن النور في شرر الموت المضيء..
فراشات نحن نقترب من نهاياتنا دون أن نشعر، نذهب إلى حتفنا لاهثين خلف الضوء، فإذا خبا، وانطفأ، وجدنا أنفسنا خارج دائرة الحياة، نسبّح بحمد السراب، ونحلّق كأسراب لا تعرف وجهتها، وسط غابة من الحزن الكثيف، والوجع الذي لا ينتهي.
فليكن لحياتنا معنى..وليكن لموتنا معنى.
Samawat2004@live.com

¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions