في ليلة حالكة الظلمة , لسكنا القمر خلف الغيوم التي تلبدت بسماء , وبرودة الجو بتساقط ذاك السيل الغزير , وصفير الرياح وتمائل الأشجار ؛
كان كوخ قريب من تلك الغابة كثيفة الأشجار ينبثق من نافذته نور ضعيف
بشموع قد أوشعلت في الكوخ سكناه فتاة صغيرة وأمرأه ملقات في السرير تسيح في حمى قد أصابتها ,
والفتاة ذات الثانية عشر ربيعاً تدعو الإله لشفاء أمها من تلك الحمى ,
وتتذكر الفتاة بأن إحدى أوقات إستجابة الدعاء في ساعات السماء المطيره ,
وإذا الدموع تتساقط من تلك العيون البريئه واليدين الصغيرتان التي ترتفع لله سبحانه وتعالى والأم تتقلب من الألم والموت يحوم من حولها ,
وكل من الأم والفتاة في وحده في ذاك الكوخ لا أب ولا أخ ولا عم ولا خال سنداً لهم في تلك اليلة السرمدية,
والفتاة ترى أمها تعاني ألم الحمى وهي تتقلب على ذاك السرير تإن أنيين ينفجع لسماعه الكبير,
والفتاة تنصت بحصره في قلبها بقلت حيلتها لشفاء أُمها لبعد الكوخ عن المدينة ولايوجد في تلك المنطقة مواصلات ولادكتور ولاجار يسعفها,
وتمر الدقائق على الفتاة كأنها الساعات والأيام المريره تترقب قضاء الله في مرض أمها,
وإذا الرعد يرعد في السماء بصوت ترتجف إليها الأجساد الشديدة , والفتاه لاتبالي بصوت الرعد بما فيها من بلاءٍ عظيم وإذا اختلط صوت الرعد وطرق باب الكوخ على الفتاة وكان الطارق عابر سبيل تعب من الطقس و طرق الباب ولامجيب من في الكوخ , وإذا يرى الرجل نور ينبثق من نافذه جانبية في الكوخ ,
وإذا بعسر حال الرجل في الجو المطير ذهب إلى تلك النافذة وإذا يرى فتاة جالسة قرب السرير كأن لا ملاذ لها في تلك الغرفه إلا قرب ذاك السرير,وحملته نفسة لطرق النافذه لكي تلتفت الفتاه وإذا صوت الرعد يرعد بطرق الرجل النافذه فلم تنتبه الفتاة لطرق النافذه حتى نادى منادي في إذن الفتاة إلتفتي بتجاه النافذه , وإذا تلفت الفتاة وترى رجل مستجير بأهل الكوخ من حال الطقس في الخارج , وإذا تهم مسرعة إلى الباب
لتدخله , وبفتحها الباب وإذا بشدة العاصفة يُفتح الباب بشدة وأرداها الباب على الأرض ,
وإذا برجل يستمع لصوت باب قد فتح, أتجه نحو الباب وإذا بالفتاة طريحة على الأرض وهما إليها يقول: ياأبنيتي هل أصابك مكروه؛
ووقفت الفتاة وهي تقول الحمد لله لم يصبني مكروه, وقالت للرجل:
ياعم تفضل بداخل فالجو شديد البروده,
وأغلق الرجل الباب فإذا الفتاة تُجلس الرجل وتتجه نحو المطبخ لتسخن لضيف حليباً , وأتت الفتاة بالحليب لرجل وإذا يرى الرجل حزن عميق في عيون الفتاة فيسألها الرجل:
مابال الحزن يخيم عليك ياأبنيتي وأين أهلك؟
فأجابت الفتاة بصوت يملاءه الحزن:
هنا أمي ولاكنها تعاني من حمى قد أصابتها؛
فوقف الرجل بقوة حتى سقط الحليب من يده وهما مسرعاً إلى الخارج, وستغربت الفتاة من عمل الرجل ولحقت به حتى عتبت الباب والريح تعصف والمطر يهطل في الخارج وهي ترى الرجل يتجه نحو السيارة ويخرج شيء في يده ويرجع بتجاه الكوخ بسرعة والفتاة ترى بمتعجب حتى وصل الرجل إلى الفتاة ويقول لها :
أوصليني لأمك فأنا دكتور ؛
فندهشة الفتاة بفرحة عارمة حتى أمسكت الدكتور من يده تجره خلفها حتى أوصلته لغرفة أمها وكشف الدكتور على أم الفتاة , وحال الأم يرثا لها , وأخرج الدكتور حقنة من حقيبته وحقن الأم والفتاة تنتظر الشفاء لأمها,
وطلب الدكتور من الفتاة ماء بارد لوضع ضمادات لأمها , وجلبت الفتاة الماء ووضعت الضمادات على جبين أمها , وقام الدكتور بتبديل الضمادات
والفتاة بالقرب من الدكتور جالسة على الكرسي وقد غفت الفتاة وإذا بلأُم تفيق بشيء من الصحه ... وأصبحت تنادي ياأبنيتي شيراز أين أنتي وهي تردد بصوت ضعيف وشيراز نائمه ؛
حتى سمع الدكتور كلمت ياأبنيتي شيراز وعلم بأنها تنادي الفتاة , وأيقض الدكتور شيراز , ولأُم تنادي شيراز حتى أفاقت شيراز ورتمت شيراز نحو أمها تحضنها وهي تقول أنا هنا ياأمي وهي تذرف الدموع من شدة الفرح بتكلم أمها معها ؛
والدكتور ينظر بصمت وهو متأثر بذاك الموقف ؛
وقالت الأم لشيراز:
يابنيتي إجلبي لي من الخزانه تلك وهي تشير بأصبعها للخزانه الخاتم والمغلف الصغير ؛
وذهبت شيراز للخزانه وأحضرت الخاتم والمغلف , ولتفتت الأم لدكتور تسألة من أنت,
فأجاب الدكتور: أنا أحمد الدكتور الذي عالجك ياسيدتي.
وقالت الأم : نشكر الله على قدومك يادكتور.
وأتت شيراز بالخاتم والمغلف وقالت الأم لشيراز:
ياأبنيتي سأبلغك بعنوان إن أصابني مكروه إذهبي لهذا العنوان وأوصلي الخاتم والظرف ؛ وبعدما أخبرت الأم شيراز فارقت الأم الحياة بساعتها, وحل الصمت في المكان ودموع شيراز تسيل كأن أحد قد وضع لثاماً على فم شيراز لتشير عيناها بحزنها العميق , والدكتور يحاول أن يواسي شيراز بمصابها العظيم وإذ يطبطب على كتفها قالت شيراز: رحلت أمي وأنا أصبحت وحيده وضعيفه ألا رحمت الله وسعة كل شيء؛
وإذا بشمس تشرق وينقشع السحاب وتنسال أشعة الشروق إلى الكوخ بشروق الشمس من خلف تلك الجبال وطقس قد استقر.. يالها من ليلة سرمدية سكن فيها الحزن , وإذ تقول شيراز لدكتور :
يادكتور أنا سأغسل أمي لأني أحق بذلك ولي علم به , ووافقها الدكتور على ذلك إلا أنه ساعدها في حملها, وقد دفناها خلف فناء الكوخ بعد الصلاة عليها .. وأعدت شيراز أغراضها لرحيل لتمضي بحياة لا علم بها, وأقلها الدكتور للعنوان بسيارته حتى أن العنوان هو قريب من المكان الذي هو ماضي إليه لولا العاصفه منعته بالمضي في تلك اليلة...
يتبع إن شاء الله.
...عناد
كان كوخ قريب من تلك الغابة كثيفة الأشجار ينبثق من نافذته نور ضعيف
بشموع قد أوشعلت في الكوخ سكناه فتاة صغيرة وأمرأه ملقات في السرير تسيح في حمى قد أصابتها ,
والفتاة ذات الثانية عشر ربيعاً تدعو الإله لشفاء أمها من تلك الحمى ,
وتتذكر الفتاة بأن إحدى أوقات إستجابة الدعاء في ساعات السماء المطيره ,
وإذا الدموع تتساقط من تلك العيون البريئه واليدين الصغيرتان التي ترتفع لله سبحانه وتعالى والأم تتقلب من الألم والموت يحوم من حولها ,
وكل من الأم والفتاة في وحده في ذاك الكوخ لا أب ولا أخ ولا عم ولا خال سنداً لهم في تلك اليلة السرمدية,
والفتاة ترى أمها تعاني ألم الحمى وهي تتقلب على ذاك السرير تإن أنيين ينفجع لسماعه الكبير,
والفتاة تنصت بحصره في قلبها بقلت حيلتها لشفاء أُمها لبعد الكوخ عن المدينة ولايوجد في تلك المنطقة مواصلات ولادكتور ولاجار يسعفها,
وتمر الدقائق على الفتاة كأنها الساعات والأيام المريره تترقب قضاء الله في مرض أمها,
وإذا الرعد يرعد في السماء بصوت ترتجف إليها الأجساد الشديدة , والفتاه لاتبالي بصوت الرعد بما فيها من بلاءٍ عظيم وإذا اختلط صوت الرعد وطرق باب الكوخ على الفتاة وكان الطارق عابر سبيل تعب من الطقس و طرق الباب ولامجيب من في الكوخ , وإذا يرى الرجل نور ينبثق من نافذه جانبية في الكوخ ,
وإذا بعسر حال الرجل في الجو المطير ذهب إلى تلك النافذة وإذا يرى فتاة جالسة قرب السرير كأن لا ملاذ لها في تلك الغرفه إلا قرب ذاك السرير,وحملته نفسة لطرق النافذه لكي تلتفت الفتاه وإذا صوت الرعد يرعد بطرق الرجل النافذه فلم تنتبه الفتاة لطرق النافذه حتى نادى منادي في إذن الفتاة إلتفتي بتجاه النافذه , وإذا تلفت الفتاة وترى رجل مستجير بأهل الكوخ من حال الطقس في الخارج , وإذا تهم مسرعة إلى الباب
لتدخله , وبفتحها الباب وإذا بشدة العاصفة يُفتح الباب بشدة وأرداها الباب على الأرض ,
وإذا برجل يستمع لصوت باب قد فتح, أتجه نحو الباب وإذا بالفتاة طريحة على الأرض وهما إليها يقول: ياأبنيتي هل أصابك مكروه؛
ووقفت الفتاة وهي تقول الحمد لله لم يصبني مكروه, وقالت للرجل:
ياعم تفضل بداخل فالجو شديد البروده,
وأغلق الرجل الباب فإذا الفتاة تُجلس الرجل وتتجه نحو المطبخ لتسخن لضيف حليباً , وأتت الفتاة بالحليب لرجل وإذا يرى الرجل حزن عميق في عيون الفتاة فيسألها الرجل:
مابال الحزن يخيم عليك ياأبنيتي وأين أهلك؟
فأجابت الفتاة بصوت يملاءه الحزن:
هنا أمي ولاكنها تعاني من حمى قد أصابتها؛
فوقف الرجل بقوة حتى سقط الحليب من يده وهما مسرعاً إلى الخارج, وستغربت الفتاة من عمل الرجل ولحقت به حتى عتبت الباب والريح تعصف والمطر يهطل في الخارج وهي ترى الرجل يتجه نحو السيارة ويخرج شيء في يده ويرجع بتجاه الكوخ بسرعة والفتاة ترى بمتعجب حتى وصل الرجل إلى الفتاة ويقول لها :
أوصليني لأمك فأنا دكتور ؛
فندهشة الفتاة بفرحة عارمة حتى أمسكت الدكتور من يده تجره خلفها حتى أوصلته لغرفة أمها وكشف الدكتور على أم الفتاة , وحال الأم يرثا لها , وأخرج الدكتور حقنة من حقيبته وحقن الأم والفتاة تنتظر الشفاء لأمها,
وطلب الدكتور من الفتاة ماء بارد لوضع ضمادات لأمها , وجلبت الفتاة الماء ووضعت الضمادات على جبين أمها , وقام الدكتور بتبديل الضمادات
والفتاة بالقرب من الدكتور جالسة على الكرسي وقد غفت الفتاة وإذا بلأُم تفيق بشيء من الصحه ... وأصبحت تنادي ياأبنيتي شيراز أين أنتي وهي تردد بصوت ضعيف وشيراز نائمه ؛
حتى سمع الدكتور كلمت ياأبنيتي شيراز وعلم بأنها تنادي الفتاة , وأيقض الدكتور شيراز , ولأُم تنادي شيراز حتى أفاقت شيراز ورتمت شيراز نحو أمها تحضنها وهي تقول أنا هنا ياأمي وهي تذرف الدموع من شدة الفرح بتكلم أمها معها ؛
والدكتور ينظر بصمت وهو متأثر بذاك الموقف ؛
وقالت الأم لشيراز:
يابنيتي إجلبي لي من الخزانه تلك وهي تشير بأصبعها للخزانه الخاتم والمغلف الصغير ؛
وذهبت شيراز للخزانه وأحضرت الخاتم والمغلف , ولتفتت الأم لدكتور تسألة من أنت,
فأجاب الدكتور: أنا أحمد الدكتور الذي عالجك ياسيدتي.
وقالت الأم : نشكر الله على قدومك يادكتور.
وأتت شيراز بالخاتم والمغلف وقالت الأم لشيراز:
ياأبنيتي سأبلغك بعنوان إن أصابني مكروه إذهبي لهذا العنوان وأوصلي الخاتم والظرف ؛ وبعدما أخبرت الأم شيراز فارقت الأم الحياة بساعتها, وحل الصمت في المكان ودموع شيراز تسيل كأن أحد قد وضع لثاماً على فم شيراز لتشير عيناها بحزنها العميق , والدكتور يحاول أن يواسي شيراز بمصابها العظيم وإذ يطبطب على كتفها قالت شيراز: رحلت أمي وأنا أصبحت وحيده وضعيفه ألا رحمت الله وسعة كل شيء؛
وإذا بشمس تشرق وينقشع السحاب وتنسال أشعة الشروق إلى الكوخ بشروق الشمس من خلف تلك الجبال وطقس قد استقر.. يالها من ليلة سرمدية سكن فيها الحزن , وإذ تقول شيراز لدكتور :
يادكتور أنا سأغسل أمي لأني أحق بذلك ولي علم به , ووافقها الدكتور على ذلك إلا أنه ساعدها في حملها, وقد دفناها خلف فناء الكوخ بعد الصلاة عليها .. وأعدت شيراز أغراضها لرحيل لتمضي بحياة لا علم بها, وأقلها الدكتور للعنوان بسيارته حتى أن العنوان هو قريب من المكان الذي هو ماضي إليه لولا العاصفه منعته بالمضي في تلك اليلة...
يتبع إن شاء الله.
...عناد