خببا بخيلك شرحبيل

    • خببا بخيلك شرحبيل

      خببــاً بخيلكَ شرحبيل
      أحمد حسيـن أحمد

      عبــثاً تــحملقُ في النجومِ العالياتِ
      هنــاكَ ينتثرُ الظلامُ
      يجرّهُ صدأ الجنازيرِ
      الغريبةِ
      والغـــمامةُ ثلجةٌ كسرتْ
      ظلالَ السعفِ
      في مدن النخيل
      هذي رمـــاحكَ تستقيمُ
      كـفارسٍ خبرَ الصهيل
      فــي الليلة الدهماء تحتكر المسافة
      بيـن نــابتها ووالدة القتيل

      خبــباً إلى المدنِ الشهيةِ
      تستفزُّ خيامهم
      ونيامها
      ومجندات نسائهم
      والممسكيـن زمامها
      أخوالهم
      أعمامها
      والحامليـن لوائهم
      والذائقيـن حسائها
      والواقفيـن أمامهم
      وورائها
      والماسحيـن حذائهم
      والمبصريـن سمائها
      خبباً بـخيلكَ شرحبيل

      لا دقَّ طـــرقٌ باصِرَ الحدقاتِ
      أو شجّــتْ حجارةُ دربها
      رأس الدخيل
      كانـتْ تمـشّـطُ شعرها
      بعد الأصيل
      سمراءُ لا تخشى الظلامَ
      تربّعتْ بخبائها
      وتكحّلتْ بدمٍ القتيل
      سمـــراءُ كالنهرِ القديمِ
      وكاليراعةِ في الحقول
      تــبدو كطيفٍ ضلَّ يخطّفني
      اصـــــطفاقُ الريحِ
      يهتفُ بي : تعالَ
      هنا قصبُ الفرات
      يـــرصُّ صدعي والمسافةُ إصبعيـن
      هــنا أزاهرها تنفّسُ خانقي
      وجذورها تحت الوسادةِ دمعتين
      طيـنٌ ويقطيـنٌ وباقة ياسميـن
      سكنتْ على وجعي الدفيـن

      أحببتُ طعم الفلفل الـمسحوق
      في عينيَّ عندَ تأمّلي
      وجهاِ أسيل
      لـمّـا استدرتُ وثوبيَ البالي
      ترافقني الضفافُ
      وتشتري غضبي عذوق التمرِ
      من يجد السبيل؟
      دمي تسرّبَ في السواقي
      والعقولُ هي العقول
      أجري لما بعدَ التلالِ
      أليـسَ ما بعدَ التلالِ مرابعي
      وذرى النخيل؟
      أوليسَ تمتدُّ الأقاحي والسهول
      أبداً تحدّكِ يابتول
      وهناكَ يركبكِ الرعاعُ
      ويستبـيحُ إزاركِ الوردي غول
      ماذا إذن ترك المغول؟
      أسـوارهـا والــنارُ تولجُ أذرعاً
      فـــي ثديها الذهبيُّ
      هل يهبُ الوميضُ شعاعهُ للجارِ
      أم للنارِ
      يُخبرها متى بدأ النفير
      أغـفو فــتشربني البريةُ والسرير
      والمضربون عن القتالِ
      إذا تناطحت الفلول
      الــــنازعون سماتهم زمناً طويل
      هــذا إذن قدرٌ بديل

      لا تصمتي
      صمـتُ الـــمكبّلِ مستحيل
      ألماً يمرُّ صـراخكِ المسموعُ في نسغي
      يمرُّ ، فمن يصول؟
      مــنّي أتاكِ الطلقُ وردياً
      أتاكِ
      ولن يمرَّ بدون عطركِ والطبول
      قُرعتْ وجاوبها الصليل

      من بعد رحلي أنكرتني الريح
      والإعـــصارُ ينبحني
      عويلُ السـعفِ والنخلاتُ تسبقني المرور
      هنــاك مـــا انــــبثّتْ غصونُ البرتقالِ
      تـــجادلُ الــغازي فهلْ هلَّ الهلالُ
      بليلةٍ ليلاء تحصدُ يانعاً في الزمهرير
      الظــلُ حـــــاصرني، أبعدَ الظلِ أسوارٌ
      تسابقــنــي العــبور
      أعندَ منهدمي
      ورشـــــــقة باشقٍ حُفرتْ قبور
      الثاقـبُ الرامي تقمّصني وهزَّ سريرهُ
      المحشور
      أفئدتـي ومصَّ ضبابهُ سعفَ النخيل
      وطارقي والسور

      لاذت فــرحتي برذاذِ شاخصها
      لفيفاً خاض أضرحتي
      عويل الليلِ والأحقاد والخدر المقمطِ
      بالشفوفِ
      أنا الـمُـنازلُ والمقاتلُ أستبيح السعفَ
      والكرب المبلل بالدموعِ
      إذا أتتني نفحةُ النارنجِ
      بالليمون
      يأخذني النهارُ إلى مذاق الطينِ
      واليقطيـن
      في بلد المنون..؟
      مـاذا إذن تنوونَ؟
      هل ترجونَ معول سالبٍ
      يبني الحصون
      يعيدُ عاليها
      على سطح البطون؟
      حطبـاً تكونُ بلادكم
      وبــــــــــلادهم ماذا تكون؟

      سأردُ عن نفسي إلى نفسي
      فينتحرُ الحقود
      مــــن يملك الأشياء يملكُ أمرها
      وبها يجود
      مـا بالكم تستقبلون الموت
      بالسفه البليد؟
      أولستُ نقّبتُ الحروف مناجماً
      ولكم جواهرها تعود؟
      فإلامَ تطمركم ثمود؟
      إنَّ الغزاةَ بأرضِ بابل
      أسرجوا خيل اليهود
      قوموا لها أو فاهلكوا
      كُسرتْ قـــلادات ابن نصّر
      والرشيد

      ألمانيا ١٢/٢/٢٠٠٤
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:3 ridge skyblue;'][CELL='filter:;']

      استاذ / احمد

      كعادة حروفك...
      تعرف كيف تعزف على اوتار عروبة نائمه..
      وتجعلنا نذرف دموع الحرية على ماضي مضى منذ ازل بعيد..

      [/CELL][/TABLE]