
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الأطفال الذين يواجه آباؤهم الضغوط بطريقة خاطئة أكثر تعرضاً للإصابة بأمراض القلب في مراحل لاحقة في حياتهم. وحول هذه الظاهرة يقول أحد الأطباء: إن العادات الخاطئة التي تنتجها معظم الأسر هي السبب وراء حدوث مثل هذه المشكلات للأبناء.
فكبت مشاعر الأطفال تجعلهم غير قادرين في الكبر على التعبير عن كل ما يجول بداخلهم من انفعالات ومن أكثر هذه العادات انتشاراً أن يطلب الأبوان من الابن الولد كبت انفعالاته وعدم إظهاره لمشاعر الغضب أو الضيق أو حتى التعبير عن حبه للآخرين بحرية، لأن هذا ليس من شيم الرجال.
كما أن بعض الأسر تمنع البنت من التعبير عن انفعالاتها بوضوح أمام الآخرين حتى لا تبدو غير مهذبة، فالبنت في نظر المجتمع تعد مؤدبة إذا ما اتسمت بالهدوء، لا تناقش، صوتها منخفض، لا تتكلم كثيراً.
فيكبر هؤلاء الأبناء غير قادرين على إظهار مشاعرهم للآخرين وخصوصاً إذا ما تزوجوا وانجبوا فيكون رد فعلهم لأي تصرف من الأطراف الأخرى أكبر من حجم الفعل نفسه.
والأسرة بدون شك تهدف إلى تهذيب انفعالات أبنائها وليس كبتهم، ولكنها تتبع الأسلوب الخاطئ في تربيتهم.
ومن أجل الوصول للطريقة المثلى لتهذيب انفعالات الأبناء يجب إتباع ما يلي:
1ـ أن يكون حديث الآباء مع الأبناء فيه مودة ورحمة.
2ـ ألا يتحدث الآباء مع الأبناء بصورة انفعالية شديدة اللهجة بصفة متكررة حتى لا يكتسب الأبناء هذه الطريقة في الحديث.
3ـ من الخطأ أن يعتبر الآباء حديث الأبناء عن مشاعرهم الخاصة سلوكاً سلبياً. فلا يقال لهم مثلاً (لا تبك) أو (خليك رجل) أو (كوني مهذبة) فهذا يرسخ في أذهانهم أن التعبير عن العواطف هو نوع من الضعف أو قيمة سلبية.
4ـ ضرورة تشجيع الآباء لأبنائهم بالتعبير عن عواطفهم كتابة في المناسبات كأن يرسل بطاقة تهنئة إلى صديقه أو كلمة رقيقة إلى مريض.
5ـ ضرورة تعليم الأطفال القصص البسيطة، وكذلك الشعر والزجل البسيط مع شرح معاني العبارات التي يقصدها الكاتب أو الشاعر بهدف إثرائه لغوياً وتنمية قدرته على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.
6ـ عدم السخرية من مشاعر الأبناء حين يعبرون عن أفكارهم وإحساساتهم. كما أنه من الخطأ إعادة رواية ما حدث أمام !لآخرين بأسلوب استهزائي مما يثير شجون الأبناء وضيقهم ويشعرهم بالخجل وامتهان كرامتهم، وكذلك عدم الاستهزاء من مشاعر الآخرين أمامهم.
7ـ لا بد أن يقدم الآباء القدوة للأبناء بتعبيرهم عن مشاعرهم بأسلوب مناسب وبسيط.
8ـ يجب أن نعلم أن التعبير عن المشاعر أمام الطفل يؤكد مشاعره وإنسانيته حتى لا يتعرض للأمراض النفسية.
تحياتي الحيدرية
أم حيدر علي