الطفل ومبادئ الغذاء

    • الطفل ومبادئ الغذاء



      السؤال الأبرز الذي يراود دائماً أذهان الأهل خصوصاً الأمهات هو هل أن ما يتناوله الطفل كافٍ لنموه بطريقة سليمة وصحية لا سيما في الفترة التي يبتعد فيها عن كنف أمه خلال سنوات الدراسة الأولى وما يشوبها من تغيرات في نظام حياته وغذائه؟ كيف يمكن متابعة النظام الغذائي الصحي للطفل خلال العام الدراسي؟

      السؤال البديهي الذي يطرح هو ماذا يجب أن يحتوي السندويش الغذائي الصحي الذي يتناوله الطفل في المدرسة؟


      ـ أود قبل الاجابة على هذا السؤال التركيز أولاً على دور الأم في تنظيم الحياة الغذائية لطفلها بأن يعتاد لوجبات أربعة تأتي في طليعتها الترويقة أو الفطور صباحاً إذ هي التي ستعطي الطفل أو التلميذ الدفع اللازم للانطلاق بيوم جديد مليء بالنشاط والحيوية وقدرة التركيز، لذلك وعلى الرغم من نظام حياتنا العصري والنمط السريع الذي يعيش فيه يجب تكريس الوقت الكافي لتناول الوجبة الصباحية والتي من الضروري تنويعها بحيث يحصل فيها الطفل يومياً على قدر مهم من الفيتامينات وعلى ربع ما يحتاجه من كالسيوم في النهار للحصول على عظام قوية وأسنان سليمة.

      * ماذا تعني بالتنويع، ألا يكفي كوب من الحليب صباحاً؟

      ـ إن كوب الحليب ضروري وصحي خاصة إذا تم تناوله مع حبوب الذرة أو (Corn Flakes) ولكن لا يجب الاكتفاء بذلك يومياً من هنا ضرورة التنويع فهناك على سبيل المثال مشتقات الحليب من لبن ولبنة وجبنة... المهم هو تنمية حاسة الذوق لدى الطفل وجعله يتلذذ بهذه الوجبة وتنوع المذاقات وبالتالي إيصال الفيتامينات والمعادن اللازمة له.

      * هل أن تناول الفطور في المنزل يغني عن سندويش المدرسة؟

      ـ إن سندويش المدرسة أو وجبة استراحة الساعة العاشرة تصبح عنصراً مكملاً للفطور ولكن ليست كافية إذ يجب أن يعتاد الطفل على عدم الخروج من المنزل من دون طعام، ومن ناحية أخرى فإن الظروف المحيطة بالطفل في عامه الدراسي الأول قد تؤثر عليه وتجعله ينقطع عن الطعام في المدرسة. هذا لا يمنع أن تكون وجبة الساعة العاشرة عنصراً مساعداً قبل وجبة الغداء وقد تتكون من مشتقات الحليب أو من الفواكه أو حتى الجزر.

      * بعد يومه الدراسي، ماذا يمكن تقديم للطفل كوجبة عند الظهر؟

      ـ يلي تناول الفطور أهمية وجبة الغداء التي يجب الاعتماد فيها على ما تم تحضيره في المنزل والتركيز على الحبوب والبطاطس والمعكرونة مع البروتينات مثل الدجاج والسمك واللحوم... وهنا أيضاً العودة إلى المنزل ودور الأم والابتعاد قدر الإمكان عن الطعام السريع أو (Fast Food) كما أن طريقة تناول الغداء مهمة فمن الضروري تناوله في جو هادئ وليس أمام شاشة التلفزيون أو الكومبيوتر لأنهما عاملان يساهمان في تعريض الطفل للسمنة إذ يفقد التركيز على كمية أو نوعية الطعام.

      تبقى هناك وجبة يجب التركيز عليها تسبق العشاء وهي «وجبة العصر» التي من الضروري أن تحتوي على الفواكه وممكن أن يرافق الفاكهة نوع من الحلويات المصنوعة في المنزل أو من مشتقات الحليب، أما العشاء فيمكن أن يكون أيضاً شبيهاً بالترويقة أو بوجبة الغداء وهذا يعود إلى ما يفضله الطفل.

      * ما هي النصائح التي توجه إلى الأم انطلاقاً؟

      ـ التركيز على دور الأم في ضرورة اتباعها نظاماً غذائياً منظماً وعدم اهمال أي من الوجبات، مما يساعد الطفل على نمو صحيح وسليم وتقيه من مشاكل صحية مستقبلاً. والابتعاد قدر المكان عن عادة «الفاستفود» أو الأكل بين الوجبات.


      تحياتي الحيدرية
      أم حيدر علي