"التربية والتعليم" تبدأ في تنفيذ برنامج التربوي الزائر 16 يونيو الحالي - جديد جريدة الرؤية

    • "التربية والتعليم" تبدأ في تنفيذ برنامج التربوي الزائر 16 يونيو الحالي - جديد جريدة الرؤية

      مسقط - سعيد صالح العبري
      -


      أولى الزيارات لنيوزيلندا.. والتربية الخاصة محور الزيارة
      د.حنان: البرنامج تكريم للمجيدين المنتسبين للوزارة واعتراف بجهودهم

      تبدأ وزارة التربية والتعليم في السادس عشر من يونيو الحالي بتنفيذ أولى زيارات برنامج التربوي الزائر هذا العام، والذي هو عبارة عن حزمة من الزيارات تصل إلى أربع سنوياً لعدد من بلدان العالم المتقدمة في مجال التعليم، ويستهدف البرنامج المجيدين من موظفي الوزارة بجميع فئاتهم حيث يتم اختيار 10 موظفين لكل زيارة.
      وعن البرنامج تقول الدكتورة حنان بنت إبراهيم الشحية مديرة مكتب البرامج التعليمية الدولية رئيسة فريق عمل الإعداد والتنفيذ والمتابعة لبرنامج التربوي الزائر: جاءت فكرة برنامج "التربوي الزائر" إيمانًا من الوزارة بأهميّة الإنماء المهني للتربويين، وضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية المتطورة في مجالات التربية المختلفة، فاليوم صرنا نعيش في عالم متغير يشهد انفجارا معرفيا واسعا وتطورا متسارعا، وصارت الدول المختلفة تسعى للارتقاء بنظمها التعليمية والمنافسة على الصدارة في جانب إعداد الإنسان ذي الشخصية المتكاملة، فقامت الكثير من دول العالم المتقدمة باعتناق العديد من المبادرات والسياسات التربوية الحديثة التي أثبت نجاحها مما يستدعى الاطلاع عليها والاستفادة منها، ومحاولة نقل الصحيح منها بما يتناسب مع مجتمعنا وواقعنا، فعبر قيام التربويين بزيارات دولية لعدد من دول العالم المتقدمة والاطلاع على تجاربها التربوية الناجحة، سيتمكنون من التعرف على النظم المطبقة وآلية عملها، ومكامن قوتها، والتحديات المصاحبة لها؛ مما يسمح لهم باستقاء الأفكار والنماذج، وإعداد خطط عمل لكيفية الاستفادة من هذه التجارب في تطوير مجالات عملهم، وفي نقل ما شاهدوه وتعلمّوه لزملائهم بما يخدم المسيرة التعليمية في بلدهم، كما أنّ إعطاء الفرصة للمجيدين من التربويين وذوي الإسهامات الفعالة في تطوير التعليم للقيام بمثل هذه الزيارات هو بمثابة تكريم لهم من الوزارة واعتراف بجهودهم وتشجيعهم على مواصلة العمل الدؤوب والمخلص، إضافة إلى أن الزيارات هي تبادل خبرات، فكما يطلع الوفد الزائر على تجارب الدول يقوم في ذات الوقت بالتعريف بعمان وثقافتها وحضارتها العريقة، ونظامها التعليمي؛ مما يساهم في إبراز اسم ونهضة بلادنا الغالية والجهود التي بذلت وما زالت مبذولة للارتقاء بنظامها التعليمي.

      معايير اختيار المشاركين

      وعن المعايير التي تمّ اعتمادها لاختيار المشاركين في البرنامج تضيف الدكتورة حنان قائلة: تمّ وضع معايير وشروط واضحة لاختيار المشاركين في البرنامج حيث تمت مخاطبة المحافظات التعليمية و مديريات و دوائر الوزارة المختلفة لترشيح عدد من موظفيها على حسب التصورات المقدّمة من البلدان المختلفة فإذا كان التصوّر مثلا يتعلّق بالإطلاع على تجربة تدريس العلوم تتمّ مخاطبة الجهات المعنيّة بتدريس العلوم لتقديم ترشيحاتها مع مراعاة أن يمثل المرشحون جميع الفئات المعنيّة بتدريس العلوم من مدرسين ومشرفين واختصاصيي تدريب وغيرها مع إعطاء الأغلبية للمعلمين كون إعدادهم هو أعلى بكثير من باقي الفئات، وتتضمن معايير الترشيح أن يكون لدى المرشح خبرة لا تقل عن أربع سنوات في مجال عمله وأن يكون من المجيدين في عملهم حسب متوسط تقارير الكفاءة للسنتين الأخيرتين بالإضافة إلى أن يكون ممن لديه مساهمات ملحوظة في مجال تطوير التعليم وتنفيذ المبادرات والتدريب وتقديم ورش العمل، وغيرها ويطلب من أجل ذلك السير الذاتية المفصلة للمرشحين، كما تعطى الأولوية لمن لم سبق لهم المشاركة في مؤتمرات أو زيارات أو فعاليات دولية وذلك لإتاحة الفرصة لمن لم يسبق لهم الاطلاع على تجارب دولية سابقًا، وفور تلقي الترشيحات يقوم فريق عمل الإعداد والتنفيذ والمتابعة للبرنامج بالاطلاع على السير الذاتية للمرشحين ودراستها ومن ثمّ عقد مقابلات للمرشحين حيث يتم في المقابلات الاعتماد على استمارات ذات بنود واضحة محددة بدرجات، ويتم احتساب المجموع الكلّي لكل مرشح والذي يتم بناء عليه ترتيب المرشحين حسب فئاتهم الوظيفية (معلم، مشرف) ويتم فيما بعد اختيار الحاصلين على أعلى الدرجات من كل فئة حسب النسبة المطلوبة من كل فئة ( مثلا 50% للمعلمين، 20 % للمشرفين، 10% لاختصاصيي التدريب وهكذا).



      محاور الزيارة والدول

      وتشير الدكتورة حنان بأنّه يتم اختيار الدول تبعًا لتجاربها الناجحة حيث يتم مخاطبة جهات التنسيق بهذه الدول لتقديم تصوراتها حول محاور الزيارة، وتكون هذه الدول متميزة فيها كتدريس العلوم أو القراءة أو التربية الخاصة وغيرها ويتم الاختيار من هذه التصورات تبعًا لحاجة الوزارة وأولوياتها، وقد تمّت مخاطبة عدد من الدول لتقديم تصورات مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ونيوزلندا وكوريا الجنوبية وغيرها وتمّ إعداد جدول زمني بالزيارات المحتمل تنفيذها خلال العامين الحالي والقادم، وسوف تنفذ أول زيارة هذا العام في الفترة من 16 إلى 23 يونيو الحالي لدولة نيوزلندا وستكون في مجال التربية الخاصة، حيث تمّ عبر الترشيحات والمقابلات التي تحدثت عنها سابقًا اختيار عدد 10 من موظفي التربية الخاصة من المعلمين والمشرفين والإداريين للالتحاق بالبرنامج الذي نأمل أن يكون خطوة في طريق تطوير مجال التربية الخاصة بالسلطنة. وعلى الرغم من أنّ معظم هذه الدول لغتها الأم هي اللغة الإنجليزية إلا أن إجادة اللغة الإنجليزية لا تعد شرطًا أساسيًا للالتحاق بالبرنامج حيث يتم توفير مترجم فوري للملتحقين أثناء فترة زيارتهم كما أننا نسعى حاليًا لإيجاد تجارب تربوية ناجحة في عدد من الدول العربية بحيث يتمكن عدد أكبر من التربويين من الحصول على فرص الالتحاق بالبرنامج دون أن يكون هناك عائق متمثل في اللغة، كما أننا نسعى لاستهداف جميع الفئات والتخصصات عبر إيجاد مقترحات تغطي جميع التخصصات.

      نقل الأثر التدريبي

      وعن كيفية نقل الاستفادة إلى الحقل التربوي توضح الدكتورة حنان الشحية بأنّه من المهم جدًا التأكيد على أنّ هذه الزيارات ليست رحلات ترفيهية وإنما يتم وضع برنامجها بدقة بحيث يغطي جميع الجوانب التي نريد للمختصين في كل محور الاطلاع عليها ومعرفتها، والبرنامج يتضمن زيارات ميدانية لمدارس ومؤسسات تعليمية ومعاهد وغيرها بالإضافة إلى لقاءات بالمسؤولين من معلمين ومديري مدارس وغيرهم كما يتضمن حلقات نقاش تعقب كل زيارة يقوم فيها الوفد الزائر بتبادل الأفكار وتقييم ما تمّ الاطلاع عليه. وفي نهاية البرنامج يقوم منسق البرنامج ويكون عادة من الجهة المنظمة للبرنامج بالبلد المضيف كجامعة أو معهد أو مؤسسة بالعمل مع الوفد الزائر على إعداد خطط عمل تنفيذية بناءً على ما شاهدوه وتعلموه خلال زيارتهم بحيث تكون هذه الخطط قابلة للتطبيق فور عودتهم، وبعد عودة المشاركين يقوم فريق عمل البرنامج والذي يضم أعضاء من دائرة التدريب والتأهيل ودائرة تقييم أثر العائد التدريبي بالمديرية العامة لتطوير الموارد البشرية بمتابعة المشاركين أثناء تنفيذهم لخططهم في محافظاتهم المختلفة فقد تتضمن هذه الخطط قيامهم بعقد ورش عمل لزملائهم من المعلمين والمشرفين أو وضع تصورات ومقترحات لبرامج وتنفيذها وتقييمها ومن ثمّ نقلها لمحافظات أخرى في حال أثبتت نجاحها، ومن أجل تطوير البرنامج يتم تقييمه من قبل المشاركين حيث يطلب منهم في آخر يوم من أيامه تعبئة استمارات تقييم للبرنامج قام فريق العمل بإعدادها ويتم لاحقًا دراستها للوقوف على جوانب القوة والضعف والعمل على تطويرها.

      برنامج الزيارة الأولى لنيوزلندا

      وعن الزيارة الأولى التي ستنطلق خلال 16 من يونيو الحالي تقول الشحية: تمّ تنسيق الزيارة بالتعاون مع جامعة أوكلاند وهي تصنف من ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم حيث سيقوم أحد أعضاء الجامعة بإدارة البرنامج للوفد من حيث عقد جلسات النقاش ومساعدتهم على إعداد خططهم التنفيذية ويتضمن البرنامج في الفترة الصباحية عروضًا تقديميّة عن نظام التعليم في نيوزلندا بالإضافة إلى لقاءات ومناقشات مع اعضاء بالجامعة ومسؤولين بوزارة التعليم النيوزلندية، أمّا الفترة المسائية فتضم زيارات لعدد من المدارس والمعاهد والمراكز المعنيّة بالتربية الخاصة بحيث يتمكن أعضاء الوفد في الصباح من التناقش مع المسؤولين حول ما شاهدوه ولاحظوه في زيارتهم المسائية، وكما ذكرت سابقًا يتضمن آخر يوم في البرنامج قيام المشاركين بإعداد خطط العمل بالإضافة إلى تعبئة استمارات تقييم البرنامج التي يتم تزويدهم بها. وعلى الرغم من أنّ برنامج الزيارة حافل بالعمل إلا أنّه لا يخلو من جانب الترفيه حيث تمّ التنسيق لجولة سياحية في مدينة أوكلاند يقوم بها الوفد في اليوم الذي يعقب الوصول بالإضافة إلى استضافة الجامعة لهم على حفل عشاء وهذا مهم كون أنّ من أهداف البرنامج الاطلاع على ثقافات الشعوب وتعريفهم بالثقافة العمانية وأخلاق المواطن العماني.