
الرؤية- عادل البلوشي
-
مُني منتخبنا الوطني لكرة القدم بخسارة ثقيلة أمام مضيفه الياباني، بثلاثة أهداف نظيفة هزت شباك الحارس الدولي علي الحبسي، فيما لم يفلح الأحمر في إحراز أي هدف، ضمن مباريات الجولة الأولى للدور الرابع والحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم بالبرازيل 2014.
حيث واجه منتخبنا نظيره الياباني أمس على ملعب سايتاما بالعاصمة اليابانية طوكيو، وجاءت أهداف المنتخب الياباني بواسطة اللاعب كيسوكي هوندا في ربع الساعة الأولى من الشوط الأول، ثم هدفان في الشوط الثاني بواسطة ربويتشي مايدا، وكان أحدهما بعد مرور خمس دقائق من الشوط، وبعدها بثلاث دقائق أضاف شينجي اوكازاكي الهدف الثالث لليابان.
ولم يشكل منتخبنا الوطني أيّة هجمات خطرة على الجانب الياباني، وعانى الجانب الدفاعي لمنتخبنا الوطني بسبب الأخطاء الدفاعية التي كانت كفيلة بتكبّد المزيد من الخسارة لولا تدخل الحبسي وإنقاذه للموقف في أكثر من مرة.
تشكيلة المنتخب
بدأ منتخبنا الوطني المباراة بتشكيلة تضم كلا من: علي الحبسي في حراسة المرمى، جابر العويسي وعبد السلام عامر ومحمد المسلمي في خط الدفاع، وفي خط الوسط أحمد مبارك كانو، وأحمد حديد، وفوزي بشير، وإبراهيم رائد على الأطراف، بينما يتواجد في المقدمة كل من عماد الحوسني وحسين الحضري، واعتمد مدرب منتخبنا الفرنسي بول لوجوين على خطة اللعب بطريقة 4-4-1-1.
في المقابل، جاءت تشكيلة المنتخب الياباني على النحو الآتي: كاوشيما ولوشيبرا وبوشيدا وكونو وناغاتومو وهاسيبيب وريندو وهوندا وكاتماوا واوكازاكي ومايدا، واعتمد مدرب المنتخب الياباني الإيطالي ألبيرتو زاكيروني على خطة اللعب 4-4-2.
الشوط الأول
وفي بداية الشوط الأول استحوذ المنتخب الياباني على الكرة، حيث كان الطرف الأفضل من خلال التمريرات المتقنة بين اللاعبين، ولم تكن هناك أية حالات لجس النبض، فاليابانيون تقدّموا بالهجوم بغيّة إحراز هدف التقدم وإرباك أوراق منتخبنا، فشكلت هجماتهم على جانبي الملعب وخصوصًا في الجهة اليمنى، والتي تألق فيها محمد المسلمي في أكثر من مناسبة في إبعاد الكرة إلى خارج المرمى. وحتى منتصف الشوط الأول لم يدخل منتخبنا الوطني بعد في أجواء المباراة، بينما يواصل المنتخب الياباني ضغطه المستمر نجح في إحراز هدف التقدم بعد أن تلقى يوتو ناجاتومو كرة بينية من الجهة اليسرى لعبها عرضية للمتقدم كيسوكي والذي لم يتوان في تسديدها باتجاه المرمى وعلى يسار الحبسي معلنا الهدف الأول في الدقيقة 12. وبعد الهدف، حاول منتخبنا الوطني العودة إلى المباراة، لكن الضغط الياباني المتواصل رغبة منه في إحراز عدد كبير من الأهداف كانت قوية وواضحة، مما دفع لاعبينا للتراجع إلى الجهة الخلفية، وعدم شن هجمات خطيرة باستثناء محاولة عماد الحوسني من خلال مجهود قام به في المناطق الهجومية للفريق الياباني، ولكن المدافع أبعدها. ولم تتوقف محاولات اليابان الهجومية بعد الهدف، بل زادت في عددها وخطورتها، وقد أحرز بالفعل شينجي كاجاوا الهدف الثاني؛ لكنّ راية الحكم المساعد ألغته لوجود تسلل قبل أن يرفض حكم الساحة احتساب ركلة جزاء طالب بها الفريق لعرقلة ناجاتومو بعد توغل من الجانب الأيسر، ومن ثمّ تمر رأسية أوكازاكي خارج المرمى بقليل، المحاولات الهجومية لم تتوقف بل أضاع هوندا فرصة جديدة قبل أن يتصدى علي الحبسي لرأسية جيّدة ليُحافظ على خروج فريقه متأخرًا بهدف واحد فقط.
وتألق حارس منتخبنا الوطني علي الحبسي وأبعد عددًا من الكرات الخطرة للفريق الياباني، الذي واصل اندفاعه نحو منطقة منتخبنا، لتشهد الدقيقة 40 كرة عرضية من الجهة اليمنى لليابانيين يرسلها أوشيدا تجاه رأس أوكازاكي والذي أكملها برأسه تجاه الجهة اليمنى لمرمى الحبسي الذي تألق في إبعادها، لتأتي بعدها صافرة نهاية الشوط الأول من الحكم الأوزبكستاني رافشان أبروماتوف.
الشوط الثاني
توقع كثيرون في الشوط الثاني "شوط المدربين"، أن يجري مدرب المنتخب بول لوجوين بعض التبديلات والتنوع في أداء اللعب والاعتماد على الشق الهجومي وتعزيزه، ولكن هوندا ورفاقه مارسوا عادتهم المفضلة وهي الضغط على مرمى الحبسي لإحراز مزيد من الأهداف، وتأمين نقاط المباراة الثلاث وسط تشتت كبير وثغرة واضحة في الجانب الدفاعي لمنتخبنا الوطني، ولم تمض سوى ست دقائق من بداية الشوط الثاني من اللقاء إلا وأحرزت اليابان الهدف الثاني، بعد أن مرر كاجاوا كرة بينية إلى زميله مايدا والذي انفرد بدوره في مواجهة الحبسي وحيدًا بعيدًا عن مضايقات المدافعين ليسددها إلى يمين الحبسي، معلنًا الهدف الثاني لليابان. بعد هذا الهدف وعلى عكس ما كان متوقعًا استفاد المنتخب الياباني من نشوته بإحرازه الهدف الثاني، وبالفعل تمكن من ذلك بعد أن مرر مايدا (صاحب الهدف الثاني) كرة ذكيّة إلى أوكازاكي، والذي انفرد أيضًا بحارس منتخبنا علي الحبسي ليسددها قويّة، ليبعدها الحبسي لكنّها ترتد مرة أخرى إلى اللاعب نفسه والذي لم يجد أي صعوبة تذكر في إيداعها الشباك معلنًًا الهدف الثالث لليابان وسط حالة تفكك غريبة يمر بها دفاع منتخبنا الوطني، حيث أصبح تجاوزه واختراقه أمرا سهلا وليبدع اللاعبون اليابانيون في منطقتنا كيفما يشاؤون.
بعد الهدف عاد لاعبو منتخبنا الوطني قليلا إلى المباراة، وسعوا إلى تقليص الفارق، فبدأوا بالوصول إلى مناطق الدفاع للمنتخب الياباني، ولكن تماسك الدفاع الياباني والتمريرات البطيئة بين لاعبي منتخبنا تارة وتباعد اللاعبين تارة أخرى، كانت كفيلة بأن تنتهي تلك الهجمات دون أن تشكل أية خطورة ولو بسيطة على المرمى الياباني.
وفي الجانب الآخر واصل دفاع منتخبنا الوطني الهزيل أداءه، والذي استغله اليابانيون لشن عدد من الهجمات وعدم الاكتفاء بالأهداف الثلاث، بل كانوا يريدون زيادة الغلة التهديفية، وقاموا بشن عدد من الهجمات الخطرة والتي قام بالتصدي لها علي الحبسي في أكثر من مرة في الدقائق الأخيرة من المباراة لتأتي بعدها صافرة النهاية من رافشان إيرماتوف بفوز اليابان بثلاثية نظيفة. ولولا الحبسي في الدقائق الـ20 الأخيرة من المباراة لخرج المنتخب بأكثر من 5 أهداف، وهذا ما دفع عددًا من أنصار اليابان لوصفه بنجم المباراة على الرغم من ولوج ثلاثة أهداف لمرماه.
درس مباراة اليابان
يمكن القول إنّه بات على الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا الوطني بقيادة الفرنسي بول لوجوين معالجة الأخطاء الدفاعية للفريق، وكيفية تعزيز الجانب الهجومي للفريق، ومحاولة رفع معنويات اللاعبين وشحذ هممهم، خاصة وأنّ منتخبا الوطني سيلاقي أستراليا بعد أقل من خمسة أيام ويدخل الكنغر الأسترالي المباراة وقد أخذ راحة في الجولة الماضية، ويلي ذلك مواجهة عربية مع المنتخب العراقي في الدوحة يوم الإثنين، الأمر الذي يفرض على الجهاز الفني معالجة الأخطاء سريعًا، حتى يتجنّب اللاعبون الوقوع في نفس الأخطاء، وكذلك هناك مهمة أخرى على الكادر الطبي والفني لمنتخبنا وهي مسألة الاستشفاء، والتي يجب أن تخدم منتخبنا خصوصًا أنّه سيلعب ثلاث مباريات في غضون تسعة أيام.
