كان الخطأ من البداية ، هو السماح لإن شخص أو أشخاص يعتبروا من المخلصين لمبارك يوصلوا أو يترشحوا
ما يحدث الآن نتيجة طبيعية ناتجة عن إرهاب الشعب وإرهاقه نفسياً وتفكيكه وتشتيته ما بين سلفي واخواني وليبرالي وعلماني وائتلافات ثورية يمين وشمال كل واحد فيهم بينادي في وادي ، لكن اكيد هتحصل تطورات هتكشف الحقايق وهتسقط الأقنعة كلها وكله هيبان على أصله.
ده يمكن اللي أدى ان الناس كانت وقت انتخابات الرئاسة منقسمين لأنواع:
الأول: نوع مش مقتنع أو مش فاهم أو مش محدد وبيشارك عشان عايز يخلص من المجلس العسكري ويسلم السلطة والبلد ترجع لوضعها الطبيعي وخلاص ، مش مهم ازاي ، أي مرشح وخلاص كلهم زي بعض المهم نخلص من الوضع الحالي.
واللي زي ده غالباً انتخبوا أي شخص من خلال السمعه أو بالبركة كده بدون أي مراجعة أو اجتهاد ، أو حتى اطلاع على برنامج انتخابي أو خلافه.
الثاني: نوع واخد الموضوع بصورة جاده وبيحاول يكمل المشوار الديمقراطي بخطوات واثقة ومعتمد ان الانتخابات مش هيتم تزويرها أو انه ماشي على رأي المثل اللي بيقول "خليك ورا الكداب لحد باب الدار"
واللي زي ده ماشيين مع الأحداث لحد ما يشوفوا المركب هترسي على فين ومتقبلين أي نتيجه هتأتي بيها الانتخابات حتى ولو على مضض.
الثالث: نوع مش مقتنع بالانتخابات أساساً وشايف ان كل المرشحين لا يصلحوا والانتخابات بالنسبة ليه "تحصيل حاصل" أو جزء من السيناريو المعد مسبقاً للتحايل على الثورة والانسياق وراه نوع من العبث
ودول غالباً مراحوش الانتخابات أو حتى شاركوا فيها ، أو إنهم شاركوا بس أبطلوا أصواتهم.
الرابع: أما النوع ده بقى هو المناهض للثورة من البداية ولحد النهارده أو كان بيداهن الثورة كنوع من ركوب الموجه ، وده غالباً من اللي كانوا في عهد مبارك بيطلعوا كارنيهات الحزب الوطني وعايشين في رخاء ومش من مصلحتهم ان البلد يحصل فيها تغيير ، وكل السياسات الفاسده في البلد كانت بتصب في مصلحتهم ، والثورة كانت وبال عليهم لأن أهدافها تحقيق العدالة اللي فيها حرمانهم من كل ده.
ودول بكل تأكيد انتخبوا رموز النظام السابق ، لأنهم مبيدوروش إلا على اللي يحقق لهم مصالحهم وبس.
عموماً وأياً كان المرشح الكسبان إسلامي وللا لأ فانا متوقع انه هيتم افتعال ازمات ومشاكل متتالية تم التجهيز ليها من فترة ، وده لإضعاف موقف الرئيس قدام الشعب ، ممكن يوصل الأمر لادخال مصر في حرب مع دولة تانية علشان يتم عمل لعبة معينة تدي للمجلس العسكري صلاحيات أعلى من الرئيس وزمام أمور وإدارة البلد وصنع القرار كمان تبقى في ايدهم والرئيس يتركن على جنب
أنما بقى لو واحد من الفلول وصل للمنصب ده ، ففي سيناريو تاني أكيد مجهز للشعب اللي هيطلع في التحرير والشوارع يعارض نتيجة الانتخابات والحجة هتكون ان الشعب اللي طالع ده بيحارب الشرعية والتحول الديمقراطي وتسليم السلطة وطبعاً التليفزيون والإعلام والصحافة هتشتغل عشان تشوه صورة الشعب زي أيام مبارك بالظبط بإن الجيش مهدد وإن دول قلة عايزة تسقط الدولة ... إلخ ، أبسط حاجه انهم يتعاملوا ببرود لأنهم عرفوا جداً ان العنف هيقلب بثورة زي ما حصل لما الناس طلعت بعد أحداث مجلس الوزراء واجتمعوا على سقوط المجلس العسكري ، وطبعاً هيبعتوا البلطجية والحوارات الفاشلة دي لحد ما يزهقوا الناس خصوصاً ان الناس مش هتبقى عارفه تروح فين ولا تيجي منين.. وغالباً الوضع ده هيستمر كتير لحد ما طرف يسلم للتاني ، لأنها هتبقى حرب أعصاب وسياسة النفس الطويل ، وطبعاً العسكريين دول محاربين وفاهمين إن اللي بيكسب هو اللي نفسه أطول من التاني !
أنا متأكد 100% ان الموضوع مش هيمشي بسهولة كده زي ما ناس كتير متصوره ، ولا العالم دي هتسلم رقبتها كده بسهولة ، دي أجهزة شغالة بكامل طاقتها لخدمة ناس بعينها ، إشي امن دولة وإشي داخلية وإشي مخابرات وما خفي كان أعظم كلهم بيدرسوا نفسية الشعب واتجاهاته ومداخله ، صعب نتوقع اللي هيحصل كلها استنتاجات لأن الحقايق غايبة أو مزيفه ..
الخيارات المتاحة أما الشعب دلوقتي:
لو هنمشي بالديمقراطية : يبقى الفيصل بين الشعب والمرشح هو البرنامج الانتخابي بتاعه فلو المرشح كسب الانتخابات الشعب هيحاسبه حساب عسير.
لو هنمشي بالثورة : يبقى لابد من اختيار الرئيس بالقوة الثورية وبالحشد الشعبي من ميدان التحرير وباقي ميادين مصر
لو هنمشي بالبركة وبنظرية الفوضى الخلاقه :
وعلى أي حال .. أنا كنت متأكد تماماً تماماً إن في سيناريو محكم تم التخطيط ليه خلال الفترة اللي فاتت من ساعة تنحي مبارك ، وإن في بدائل لأي مستجدات ممكن تحصل ممكن تأثر على السيناريو ده ، بس في كل الأحوال الشعب وإن كان معندوش الوعي السياسي أو الثقافة الكافية لكنه مش عبيط ، الشعب بس مستني الوصول لنقطة النهاية مهما طال السيناريو
المصدر :انسان نادر