
الرؤية- مدرين المكتومية
-
يتزايد الإقبال هذه الأيام على السفارات الأوروبية في مسقط؛ للحصول على تأشيرة "شنغن"، وهي التأشيرة التي تتيح لحمالها التجول في نحو 15 دولة أوروبية بحرية كاملة، وقد أدى هذا الإقبال المتزايد إلى ازدحام أمام السفارات انتظارًا لإنهاء الإجراءات. وفي هذا السياق يطالب عدد كبير من المتعاملين مع هذه السفارات بسرعة تخليص المعاملات، خاصة أن بعض هذه التأشيرات منها ما هو للعلاج، ومنها ما هو لإنهاء الأعمال والمعاملات التجارية.
واتفاقية شِنْغِنْ Schengen تم توقيعها في بعض البلدان الأوروبية، وتسمح بإلغاء عمليات المراقبة على الحدود بين البلدان المشاركة، كما تتضمن احكاماً سياسة مشتركة بشأن الدخول المؤقت للأشخاص (بما فيها تأشيرة شنغن)، بمواءمة بمراقبة الحدود الخارجية، والشرطة عبر الحدود. بمقترنها معاهدة امستردام، والاتفاق نفسه وجميع المقررات التي على أساسها تم تنفيذها في قانون الاتحاد الأوروبي. ووقعت على الاتفاق مجموعة من 30 دولة، بما فيها جميع دول الاتحاد الأوروبي وثلاثة اعضاء غير الاعضاء في الاتحاد الأوروبي (أيسلندا والنرويج وسويسرا)، وتنفذه 15 دولة حتى الآن.
التقدم للتأشيرة
وأكد مصدر مسؤول في إحدى السفارات الأوروبية أن إدارة السفارة لا تملك توجيه الأسئلة إلى المتقدمين لطلب التأشيرة عن الأسباب الخاصة لسفرهم إلى الدول الأوروبية باستثناء توضيح الغرض من الزيارة، مشيرا إلى أنه منذ بداية مايو الماضي وحتى الآن تم إصدار ضعف أعداد التأشيرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح المسؤول - الذي فضل عدم نشر اسمه- أنه لا يعتقد أن تراجع اليورو سبب في دفع الأفراد للسفر إلى الدول الأوروبية، حيث إن اليورو متحرك وغير ثابت، لافتا الى أن هناك العديد من الطلبات التي تم استلامها قبل 6 أشهر من استخراج التأشيرة، وهذا يؤكد أن المتجه نحو هذه الدول لم يدفعه انخفاض سعر اليورو بالمقارنة مع حاجته للاستمتاع والاستجمام أو قضاء عمله. واستعبد المصدر أن يكون سبب الزحام أمام أبواب السفارات يعود الى عدم التخطيط، وإنما يعود إلى زيادة أعداد المسافرين، وهذا يعود الى التطورات البشرية التي يعيشها الجيل الجديد المختلف عن الجيل السابق، حيث إن الشباب يملكون من العلم والمال والوظائف الجيدة ما يجعلهم يتجهون إلى السفر وقضاء وقت الإجازات خارج حدود السلطنة، فحب الاستكشاف لدى الجيل الجديد هو الدافع الاساسي وراء تنقله وسفره. وتابع المصدر المسؤول بأن هناك العديد من السفارات وضعت حدا معينا لاستلام طلبات التأشيرة، وهو أمر يسعى في المقام الأول إلى التنظيم، غير أن التأشيرات المتاحة هي تلك المتعلقة بالسياحة، إلا أن هناك بعض التأشيرات التي يتم استخراجها بسبب الحاجة الماسة إليها، والبعض الآخر المجموعة التي تأتي بصفة رسمية. وقال إن السفارة التي يعمل بها قامت بزيادة أعداد الموظفين والتشغيل الخاص بقسم التأشيرات، موضحا أن مثل هذه الإجراءات تتطلب مزيدا من الوقت. وأشار إلى تأثر إدارة السفارة سلبيا بالازدحام الحاصل أمام السفارة، وهو أمر لا يقبله أي من العاملين في السفارة.
وذكر المصدر أن المتقدمين للسفارة يتقدمون بأوراق غير مكتملة مما يتسبب في تأخر صدورها، إلا أن السفارة تقدم الدعم اللازم لتسهيل الإجراءات خاصة في فصل الصيف، نتيجة الرحلات السياحية، مؤكدا أن جميع السفارات التي تصدر تأشيرت "شنغن" تتعرض لمثل هذا الوضع، حيث من الملاحظ تزايد أعداد المتقدمين لطلب التأشيرة في فترة الصيف وهي الأكثر ارتفاعا من حيث عدد الزوار واستخراج التأشيرات مقارنة بباقي السنة.
معاناة المواطن
ويعاني الكثير من المتقدمين لطلب تأشيرة "شنغن" من صعوبات مختلفة، سواء بسبب ازدحام السفارات أو عدم معرفة الأوراق المطلوبة بالكامل من المرة الأولى والذهاب والعودة الى السفارة مرارا وتكرارا. وقال خالد الرواس إن استخراج التأشيرات يحتاج الى وقت وجهد، فنحن لا نذهب فقط لاستخراج تأشيرة وأنما نتردد لاكثر من مرة على السفارة، وليس هذا فقط فهناك العديد من الالتزامات والوقت الذي نتكلفه، ففي نهاية المطاف نحن نعمل في وظائف ولا يوجد لدينا وقت للمراجعة لأكثر من مرة أو مرتين. وأضاف بأنه كشخص يأتي إلى السفارة لاستخراج تأشيرة تخص السفر العلاجي وليس للنزهة والاستجمام، لذا فهو يطلب مراعاة الظرف الخاص به، فهناك أمور يجب أخذها بعين الاعتبار ومراعاتها، لافتا إلى أن هناك قوانين تنظيمية في مختلف دول العالم تعنى بالاهتمام بالحالات الخاصة، فهل من المعقول أن تتأخر تأشيرت مريض ومواعيد العلاج لأجل استخراجها فقط؟!!
وأكد الرواس أن وجود نظام معين أو استخدام النظام الإلكتروني أفضل بكثير في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أن المتقدمين لطلبات التأشيرة في حاجة إلى سرعة الانتهاء من الإجراءات، مطالبا بتدخل وزارة الخارجية في هذا الشأن لمراعاة الاشخاص الذين يتوافدون على السفارات، فمن الصعب الانتظار لمدة أسبوعين لأجل استخراج التأشيرة.
النظام الإلكتروني
وقال متقدم لطلب تأشيرة من السفارة الألمانية إنه يعاني من تأخر صدور التأشيرة، حيث يأتي يوميا إلى مقر السفارة ويضطر للوقوف في الطوابير انتظارا لانتهاء معاملته، لافتا إلى أنه من المؤمل أن يراعي القائمون في السفارة وجود خانات في قسم التأشيرات تعنى بكل حالة على حدة، فهناك السفر العلاجي وهناك السفر الخاص بالتجارة. وأوضح أنه جاء للسفارة لطلب تأشيرة لحضور اجتماع طارئ لعمله، حيث إنه صاحب أعمال وكلما تأخر عاد ذلك عليه بالسلب على أعماله. وأشار إلى أهمية العمل على أن تقوم وزارة الخارجية بإجراء الترتيبات اللازمة في هذا الشأن؛ حيث إن أي تأخر تترتب عليه خسارة. وشدد المتقدم لطلب التأشيرة - والذي فضل عدم نشر اسمه خشية تأخر التأشيرة أكثر مما هو عليه الوضع- على صعوبة الوضع الحالي بالنسبة له، لافتا إلى أهمية إيجاد آلية معينة كإدخال النظام الإلكتروني، أو تخليص المعاملات الطارئة بشكل سريع، ومراعاة أحوال المتقدمين لطلب التاشيرة، حيث لا يتصور أن يتساوى متقدم الطلب للعلاج مع الآخر المتقدم للسياحة أو العمل أو الدراسة.
وقال أحمد راشد - متقدم لتأشيرة من إحدى السفارات الأوروبية- إنه يراجع السفارة لأكثر من 4 مرات لاستكمال بيانات أو تغيير بيانات وهذا ما سبب مشكلة له، خاصة أن التأشيرة تتأخر، لافتا إلى أن هناك حاجة لتسريع المعاملات، فبمجرد نقص ورقة يضطر الشخص للعودة من جديد ولا يحق له الذهاب والعودة في نفس اليوم. وأوضح أن حجم استلام الطلبات قليل جدا، ومن المفترض أن يتم زيادة أعداد الطلبات المستلمة في اليوم، خاصة مع الوضع الذي تعاني معه الدول العربية من توتر وتوجه الكثير من السياح نحو أوروبا، فالسياحة مهمة لدى الافراد والشباب، كما يجب أن يتم أخذ ظروف الاشخاص بعين الاعتبار، خاصة أن هناك العديد من الاشخاص ممن يعانون من حالات مختلفة يجب مراعاتهم، ويجب أن يتم زيادة عدد النوافذ الخاصة باستلام الطلبات وتخليص التأشيرات.
