هواية الصيف والشتاء، في الشتاء أغلق الإنارة في أي غرفة لا يستخدمها أحد، أعود بعد ساعة لأجد الإضاءة تعمل مرة أخرى، وهكذا ألعب لعبة القط والجاموسة - لم نستخدم الفأر دائماً؟! - مع أفراد آخرين في المنزل، وفي الصيف أضيف المكيفات، إن كانت تعمل وهناك شخص ما في الغرفة فما أفعله هنا هو إغلاق الباب لأن التبريد يهرب من الغرفة وهذا يعني خسارتان، الكهرباء والمكيف نفسه سيتعطل وإن لم يكن هناك أحد في الغرفة سأغلق المكيف والباب أيضاً، ونسيت كذلك أنني أغلق المراوح أيضاً، أعني مراوح المطابخ والحمامات، لا يوجد سبب لتركها تعمل طوال الوقت، لذلك أغلقها.
ما يضايقني في الأمر هو عدم الاكتراث، اليوم مثلاً كنت في مؤسسة حكومية وهي إحدى المؤسسات التي مارست الحكمة ولم تتخلص من مبناها القديم بل جددته ليصبح جميلاً وهو الآن من أجمل المؤسسات الحكومية ومن أكثرها تنظيماً، لا يوجد داعي للتخلص من القديم إن كان بالإمكان تجديده، على أي حال، في مكان من المبنى هناك سقف يدخل منه ضوء الشمس فينير المكان دون حاجة لمزيد من الإنارة، مع ذلك الإنارة الكهربائية تستخدم، وفوق ذلك كنت أجلس في قسم صغير يحوي إنارته الخاصة وجاء موظف فشغل الإنارة - كنت هناك قبل وصول الموظفين! - دون أي تفكير، لدينا في مكان واحد إنارتان، طبيعية وكهربائية والأخ الموظف قرر إضافة الثالثة، لم؟ قليل من الوعي، قليل من الإدراك والتفكير قبل إرسال أيدينا نحو المفاتيح سيعالج جزء لا بأس به من المشكلة، وكذلك قليل من الاهتمام لكي نغلق الأجهزة الكهربائية عند عدم استخدامها.
لكن من يسمع؟ مللت تكرار هذا الموضوع، واليوم قلت لأحدهم أن بعض المخلوقات تستطيع أن تتعلم من تجربة واحدة في حين أن بعض بني البشر يحتاجون إلى أكثر من ذلك، بل بعضهم لديه عناد بارد، يردد: ما المشكلة؟ لدينا خير كثير فدع الناس في حالهم.
لا لن أدعهم، رأيت مرة من يغسل سيارته بجانب منزله ويسرف في استخدام الماء، ألقيت السلام وبلطف وأدب طلبت منه أن يخفف من إسراف الماء وأن يأتي بسطل لأن غسيل السيارة يفترض أنه لا يحتاج أكثر من سطل ماء، وهذه ليست حالة فردية، كثيراً ما رأيت أناساً يغسلون سياراتهم بكثير من الماء، حتى في بيتنا يحدث ذلك.
ربما علي تطوير شخصية "سوبر جاموسة" وأنظم حملة توعية في الصحف والتلفاز بطلتها الجاموسة، لأن هذا ما أراه يحدث كل عام، حملات إعلامية مختلفة وبوسائل كثيرة لكن لا أرى أثرها، نحن بحاجة لأكثر من ذلك، لكي تنجح أي حملة إعلامية يجب أن تشارك جميع وسائل الإعلام وتكرر الرسالة مرة بعد مرة، النقطة الثانية هي المعلومات، لا بد من وضع هدف للوصول له وتشجيع الناس على الوصول له ولا يمكن ذلك بدون وجود معلومات.
لا أدري ما الذي يمكن فعله أكثر من ذلك، لتغيير سلوك الناس تحاول أن تؤثر عليهم بأشكال مختلفة، أن تعطيهم رسالة تخاطب العقل والقلب، وبالمناسبة، لا زلت أنتظر زيارة من متطوع في مؤسسة نفع عام يحدثنا عن هذه الأمور، هذا أمر لا يمكن للحكومة وحدها أن تعالجه، لدينا جمعيات بيئة مختلفة ومن ضمن مسؤولياتها أن تنشر الوعي بين الناس حتى لو كان هذا يعني زيارة كل بيت، من ناحية أخرى، أعلم أن مثل هذه الجمعيات تواجه صعوبات إدارية ومالية تقيد مساحة أنشطتها، لذلك رسالتي هي: البيئة أكثر من تنظيم حملات تنظيف للشواطئ أو البر، هذه أنشطة مهمة بلا شك، المجتمع بحاجة لأنشطة أخرى.
ما يضايقني في الأمر هو عدم الاكتراث، اليوم مثلاً كنت في مؤسسة حكومية وهي إحدى المؤسسات التي مارست الحكمة ولم تتخلص من مبناها القديم بل جددته ليصبح جميلاً وهو الآن من أجمل المؤسسات الحكومية ومن أكثرها تنظيماً، لا يوجد داعي للتخلص من القديم إن كان بالإمكان تجديده، على أي حال، في مكان من المبنى هناك سقف يدخل منه ضوء الشمس فينير المكان دون حاجة لمزيد من الإنارة، مع ذلك الإنارة الكهربائية تستخدم، وفوق ذلك كنت أجلس في قسم صغير يحوي إنارته الخاصة وجاء موظف فشغل الإنارة - كنت هناك قبل وصول الموظفين! - دون أي تفكير، لدينا في مكان واحد إنارتان، طبيعية وكهربائية والأخ الموظف قرر إضافة الثالثة، لم؟ قليل من الوعي، قليل من الإدراك والتفكير قبل إرسال أيدينا نحو المفاتيح سيعالج جزء لا بأس به من المشكلة، وكذلك قليل من الاهتمام لكي نغلق الأجهزة الكهربائية عند عدم استخدامها.
لكن من يسمع؟ مللت تكرار هذا الموضوع، واليوم قلت لأحدهم أن بعض المخلوقات تستطيع أن تتعلم من تجربة واحدة في حين أن بعض بني البشر يحتاجون إلى أكثر من ذلك، بل بعضهم لديه عناد بارد، يردد: ما المشكلة؟ لدينا خير كثير فدع الناس في حالهم.
لا لن أدعهم، رأيت مرة من يغسل سيارته بجانب منزله ويسرف في استخدام الماء، ألقيت السلام وبلطف وأدب طلبت منه أن يخفف من إسراف الماء وأن يأتي بسطل لأن غسيل السيارة يفترض أنه لا يحتاج أكثر من سطل ماء، وهذه ليست حالة فردية، كثيراً ما رأيت أناساً يغسلون سياراتهم بكثير من الماء، حتى في بيتنا يحدث ذلك.
ربما علي تطوير شخصية "سوبر جاموسة" وأنظم حملة توعية في الصحف والتلفاز بطلتها الجاموسة، لأن هذا ما أراه يحدث كل عام، حملات إعلامية مختلفة وبوسائل كثيرة لكن لا أرى أثرها، نحن بحاجة لأكثر من ذلك، لكي تنجح أي حملة إعلامية يجب أن تشارك جميع وسائل الإعلام وتكرر الرسالة مرة بعد مرة، النقطة الثانية هي المعلومات، لا بد من وضع هدف للوصول له وتشجيع الناس على الوصول له ولا يمكن ذلك بدون وجود معلومات.
لا أدري ما الذي يمكن فعله أكثر من ذلك، لتغيير سلوك الناس تحاول أن تؤثر عليهم بأشكال مختلفة، أن تعطيهم رسالة تخاطب العقل والقلب، وبالمناسبة، لا زلت أنتظر زيارة من متطوع في مؤسسة نفع عام يحدثنا عن هذه الأمور، هذا أمر لا يمكن للحكومة وحدها أن تعالجه، لدينا جمعيات بيئة مختلفة ومن ضمن مسؤولياتها أن تنشر الوعي بين الناس حتى لو كان هذا يعني زيارة كل بيت، من ناحية أخرى، أعلم أن مثل هذه الجمعيات تواجه صعوبات إدارية ومالية تقيد مساحة أنشطتها، لذلك رسالتي هي: البيئة أكثر من تنظيم حملات تنظيف للشواطئ أو البر، هذه أنشطة مهمة بلا شك، المجتمع بحاجة لأنشطة أخرى.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري