|| معاملة النبي صلَّ الله عليه وسلم لغير المسلمين ||

    • || معاملة النبي صلَّ الله عليه وسلم لغير المسلمين ||

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله




      الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية
      والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين،
      وقدوة للسالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



      * صور من تعاملات رسول الله


      8 وسيرة رسول اللهالله صلَّ الله عليه وسلم خير شاهد على تعاملاته الرائعة مع من لا يعرف؛ ولننظر إلى موقفه مع أم معبد، فعن حبيش بن خالد -وهو أخو أم معبد- أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حين أُخْرج من مكة خرج مهاجرًا إلى المدينة هو وأبو بكر، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله الليثي، مروا على خيمة أم معبد، فسألوها لحمًا وتمرًا؛ ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: "مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟" قالت: شاة خلَّفها الجهد عن الغنم.
      قال: "هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟" قالت: هي أجهد من ذلك. قال: "أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟"
      قالت: بأبي أنت وأمي! إن رأيت بها حلبًا فاحلبها. فدعا رسول الله فمسح بيده ضرعها، وسمَّى الله تعالى، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرَّت، واجترَّت، فدعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهْط ، فحلب فيه ثجًّاحتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانيًا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها.


      ففي هذا الموقف تتجلَّى عظمة النبي فقد تعامل معها تعاملاً عادلاً، رغم أنه خرج مهاجرًا؛
      لا يملك مالاً ولا طعامًا، وهي لا تعرفه حتى يسقط من نظرها، ولكن رسول اللهيتعامل من منطق النبوة وليس من منطق قطَّاع الطرق، الذين يغتصبون حقوق الآخرين.
      وكانت معاملات رسول الله صلَّ الله عليه وسلم الراقية هذه مع من لا يعرف سببًا في ثبات إسلام العديد منهم؛ فعن المنذر بن جريرٍ، عن أبيه،
      قال: كنَّا عند رسول الله في صدر النَّهار، قال: فجاءه قومٌ حفاةٌ عراةٌ، مجتابى النِّمار، أو العباء، متقلِّدى السُّيوف، عامَّتهم من مضر، بل كلُّهم من مضر، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رسول الله لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج،
      فأمر بلالاً، فأذَّن وأقام، فصلَّى ثمَّ خطب، فقال: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَ‌ٰحِدَةٍۢ }، إلى آخر الآية: {إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًۭا } [النساء: 1]،
      والآية التي في الحشر: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌۭ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍۢ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ } [الحشر: 18]، تَصَدَّقَ رَجُلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّهِ، من صاع تمره -حتَّى قال- وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ. قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّة , كادت كفُّه تعجز عنها، بل قد عجزت،
      قال: ثمَّ تتابع النَّاس حتَّى رأيت كومين من طعامٍ وثيابٍ حتَّى رأيت وجه رسول اللَّه يتهلَّل كأنَّه مذهبةٌ فقال رسول اللَّه: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.
      بل وكانت سببًا في إسلام البعض الآخر فها هو ذا زيد بن سعنة، وكان من أحبار اليهود،
      يقول: إنه لم يبقَ من علامات النبوة شيء إلاَّ وقد عرفتها في وجه محمدحين نظرت إليه، إلاَّ اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله.
      قال: فخرج رسول الله من الحجرات، ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي، فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابهم شدَّة وقحط من الغيث، وأنا أخشى - يا رسول الله -
      أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن تُرسِل إليهم من يُغيثهم به فعلت. قال: فنظر رسول الله إلى رجل جانبه -أراه عمر- فقال: ما بقي منه شيء يا رسول الله.
      قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت له: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لا يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِنِّي أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا تُسَمِّي حَائِطَ بني فُلانٍ". قلت: نعم. فبايَعَنِي، فأطلقت همياني، فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال: فأعطاها الرجلَ.
      وما أجمل أن نختم بموقف رسول اللهمع رجل لا يعرفه، وكان رسول الله شديد الحرص على ضيافته، ولكن لفقرهلم يجد ما يضيفه به، فنزل هذا الرجل ضيفًا على أحد الأنصار، فعن أبى هريرة أنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: إنِّي مجهودٌ. فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والَّذى بعثك بالحقِّ ما عندى إلاَّ ماءٌ. ثمَّ أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتَّى قلن كلُّهنَّ مثل ذلك: لا والَّذى بعثك بالحقِّ ما عندى إلاَّ ماءٌ. فقال: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ؟". فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله .
      هكذا كان النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم يتعامل مع من لا يعرف، وفي ذلك دلالة على نبوته؛ لأنه كان واضحًا وشفافًا في كل أمر من أمور حياته.




      [SIZE=-0]
      â—ڈ
      [SIZE=-0][SIZE=-0]سسَ[SIZE=-0]أكَتــَفَيِ بَ [SIZE=-0][SIZE=-0][] الل[SIZE=-0][SIZE=-0]ـَہ[SIZE=-0][SIZE=-0] [] عَنَ آلججَميِعَ .. [SIZE=-0] â—ڈ https://twitter.com/a5ral3n8od_
    • * تعامل رسول الله مع الدول غير المسلمة


      رسائل رسول الله إلى ملوك الأرض
      لقد أرسل الله رسوله محمدًاللعالمين بشيرًا ونذيرًا، وجعله I خاتم رسله، وأيَّده بالقرآن ذلك النبع الثري الذي استقى منه رسول الله طريقته في التعامل مع غير المسلمين أفرادًا ودُولاً؛
      فالله هو القائل: {وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا كَآفَّةًۭ لِّلنَّاسِ بَشِيرًۭا وَنَذِيرًۭا } [سبأ: 28]؛
      لذلك لم تقتصر دعوة رسول اللهعلى الجزيرة العربية وما حولها فقط، بل شملت العالم أجمع، فنجد رسول الله يرسل عدَّة رسائل إلى ملوك الأرض حينذاك؛ يدعوهم فيها إلى الإسلام.
      واللافت للنظر أنه في كل رسائل رسول الله كان يصف المَلِكَ أو الزعيم بالعظمة، ولم يتحرِّجْ من وصف رجل غير مسلم بهذا الوصف، فيقول رسول الله في رسالته إلى قيصر الروم: "مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّوم. ويقول رسول اللهكذلك في رسالته إلى كسرى فارس: "مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِس ويقول رسول الله في رسالته إلى المقوقس زعيم مصر: "مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى الْمُقَوْقس عَظِيمِ الْقِبْطِ…، وإلى النجاشي زعيم الحبشة: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ إِلَى النَّجَاشِيِّ الأَصْحَم، عَظِيمِ الْحَبَشَةِ.



      [B] [/B]



      * تعامل رسول الله مع رسل الملوك والوفود


      كما نجد رسول الله كذلك يُكرم رسولي كسرى مع كونهما جاءا برسالة غير مقبولة من كسرى عظيم فارس، ليأخذا رسول الله من عقر داره بالمدينة إليه، ومع ذلك فلم يخرج رسول الله عن هدوئه وأدبه ورقة طباعه، بل وكان يُكرم كل الوفود التي تأتي إلى المدينة المنورة بصرف النظر عن الموقف السياسي والديني الذي يُتَوَقَّع من هذه الوفود، وكان لرسول الله اهتمام خاصٌّ بالوفود؛ استقبالاً وضيافةً وتجمُّلاً وجوائز؛ فكانيُجري عليهم الضيافة، ويُحسن استقبالهم، ويسائلهم ويتردَّد عليهم، ويلبس أحسن الثياب لاستقبالهم.
      كما خصَّص لهم رسول الله بعض الديار لاستقبالهم كما جاء عند استقباله لوفد سلامان؛ حيث قال لثوبان غلامه: "أَنْزِلْ هَؤُلاءِ الْوَفْدَ حَيْثُ يَنْزِلُ الْوَفْدُ". فمن الواضح هنا أن لهؤلاء الوفود دارًا مخصَّصة لهذا الأمر، كما حدث مع وفود كلاب، ومحارب، وعذرة، وعبد قيس، وتغلب، وغسان، وغيرهم وكان من عادة رسول الله أن يُحَمِّلَ هذه الوفود بالهدايا والجوائز، وكثيرًا ما تكون هذه الجوائز من الفضة.


      قبول رسول الله الهدايا
      وفي المقابل كان النبيي قبل الهدايا من الدول غير الإسلامية إمعانًا في التآلف والمودة، ولا سيما إن لم يكن من جانبهم غدر أو قتال؛ كما فعل رسول الله مع هدايا المقوقس عظيم قبط مصر .

      يتبع...

      [SIZE=-0]
      â—ڈ
      [SIZE=-0][SIZE=-0]سسَ[SIZE=-0]أكَتــَفَيِ بَ [SIZE=-0][SIZE=-0][] الل[SIZE=-0][SIZE=-0]ـَہ[SIZE=-0][SIZE=-0] [] عَنَ آلججَميِعَ .. [SIZE=-0] â—ڈ https://twitter.com/a5ral3n8od_