تَذَكّرْتُ، بَينَ المَأزمَينِ إلى مِنًى، *** غَزالا رَمَى قَلْبي وَرَاحَ سَلِيماً
لَئِنْ كُنتُ أستَحلي مَوَاقعَ نَبلِهِ، ******* فإنّي أُلاقي غِبَّهنّ ألِيمَا
أصَابَ حَرَاماً يَنْشُدُ الأجرَ غُدوَةً، *** فَما عَادَ مَأجُوراً وَعَادَ أثِيَما
فَلَوْ كَانَ قَلْبي بَارِئاً ما ألِمتُه، ***** وَلَكِنّ أسْقَاماً أصَبْنَ سَقِيَما
إذا بَلّ مِنْ داء أعادَتْ لَهُ المَهَا *** نُكَاساً، إذا مَا عَادَ عادَ مُقيَما
يظُنّونني استَطرَفتُ داءً من الهَوى، *** وَهَيهاتَ، داءُ الحبّ كانَ قَديمَا
قَنَصْتُ بجَمْع شادِناً فَرَحِمْتُهُ، **** وَأخفَقَ قَنّاصٌ يكُونُ رَحِيَما
أأغْدُو مُهِيناً بالحَبَائِلِ سَاعَةً **** غَزَالا على قَلبي، الغَداةَ، كَرِيمَا
تَرَاءَتْ لنا بالخَيفِ نَفحُ لَطيمَة، *** سَرَتْ عَنكَ إلاّ عَبْقَةً وَنَسِيَما
وَلمْ أرَ مِثْلَ المَاطِلاتِ عَشِيّةً، *** ذَوَاتِ يَسَار مَا قَضَينَ غَرِيمَا
فَلا يُبْعِدِ اللهُ الذي كَانَ بَيْنَنا *** مِنَ العَهدِ إلاّ أنْ يكونَ ذَمِيَما