من اللحظة الأولى للعملية الإنتخابية لمجلس الشعب وإصرار المجلس العسكري على إتمام انتخابات البرلمان خصوصاً بعد الفضيحة الكبرى لأحداث مجلس الوزراء والقتل والسحل وغيره على يد المجلس العسكري وحدسي بيقنعني إن العملية الانتخابية دي جزء من سيناريو مترتب للإلتفاف على الشعب وإدخاله في متاهة القواعد القانونية والدستورية ومدى شرعية أو دستورية مجلس الشعب ، وبالذات لما لقيت الإصرار العجيب من جماعة الإخوان وحزبها على إتمام الانتخابات بغض النظر عما حصل من انتهاكات.
من واقع الأحداث اللي كانت بتحصل ومازالت بتحصل من بداية الثورة لحد النهارده ، خلقت عندي إحساس وقناعة تامة بإن فعلاً نظرية المؤامرة في محلها وإن أطراف المؤامرة أبعد ما يكون عن انهم يدخلوا في حسابات المواطن اللي ملوش في السياسة.
وكان واضح من بداية الثورة ومروراً بكل الأحداث والمشاكل اللي حصلت وصولاً لانتخابات الرياسة ان كل أجهزة الدولة ومؤسساتها الحيوية سواء الأمنية أو الاقتصادية أو القضائية أو الديبلوماسية أو التعليمية أو الإعلامية دورها الأساسي انها تخدم على رجالة ونظام مبارك والمقربين منهم ، لأنه أساساً قيادات الأجهزة والمؤسسات دي ناس تم زراعتهم فيها لخدمة النظام ، وطبعاً القيادات هم اللي بيدوا الأوامر للي تحت منهم ، والقيادات أخدت تعلمياتها من مبارك والمقربين له ، ومبارك واخد تعليماته من التبليغات اللي بتيجي له من الدول الكبيرة اللي من مصلحتها ان مصر تفضل في الحضيض.
اللعبة بدأت خلال الفترة اللي فاتت ، تركزت طاقة كراهية الشعب للوضع الحالي للبلد ناحية المجلس العسكري بصفتة المسئول الأول عن البلد والوحيد اللي في الصورة ، وناحية مجلس الوزراء والأجهزة الأمنية لأنها الأجهزة المعاونه ليه كأجهزة تنفيذية للدولة خصوصاً قبل انتخابات مجلس الشعب وبعد خروج الملايين في ميادين مصر والتحرير والهتاف بإسقاط المجلس العسكري بعد أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ، علشان كده كان لازم المجلس العسكري يحول هذه الطاقة الشعبية لجهة تانية أو كيان جديد بعيد عنه وعن الأجهزة المعاونه ليه وياحبذا لو يكون الكيان الجديد ده من الكيانات اللي المجلس العسكري نفسه عايز يتخلص منها بحيث ان طاقة الكراهية الشعبية دي تكون موجهة بالكامل عليه وهي اللي تساعد المجلس العسكري على التخلص منه.
وطبعا المجلس العسكري مش هيلاقي صيد ثمين أكتر من الإخوان لأنه مربيهم على إيده وفاهم طموحاتهم وتطلعاتهم للسيطره والسيادة ، وبإنهم طامعين للوصول للحكم والسيطرة على كل أجهزة الدولة ، علاوة على الجهل السياسي والاستراتيجي الواضح جداً لمواقف الإخوان ومواقفهم المتضاربة بصورة متتالية وبالتالي فهو ركز على إضعاف وهز صورة جماعة الإخوان في عيون الشعب خلال الفترة اللي فاتت في الإعلام أكثر ما هي سيئة.
فهو بالتالي ضامن تماماً فشل الإخوان في حالة وصولهم لحكم مصر ، سواء لأنهم بالفعل لايملكوا أدنى مؤهلات إلا القاعدة الشعبية اللي بيبنوها أو من خلال التضييق
وبكده يبقى المجلس العسكري ضرب عصفورين بحجر ، الأول : انه تخلص من الإخوان اللي عاملين له قلق وبيشكلوا شوكة في ظهر النظام القديم حاولوا انهم ينتزعوها على مدار عقود ، والثاني : انه طبعا هيكسب الشعب في صفه بعد ما الشعب ينقلب على الإخوان ويتدخل المجلس العسكري لإنقاذ الشعب من الإخوان وعجزهم وخيبتهم في إدارة مصر.
ولسه الأحداث منتهتش دي مجرد تصورات مبدئية .. لكن أتوقع ان التقيل جاي بعدين
المصدر :انسان نادر
: 
: 
: