ابن موت - جديد لافندر مها العباسي

    • ابن موت - جديد لافندر مها العباسي







      كثيرا ماكانت اسمع كلمه "ابن موت" لم افهم معناها
      لم استطع ان ادرك بان الرحيل كالموت يختطف اروع مالنا
      ربما تلك الكلمه كانت غريبه
      اندهشت عند استماعى لها للمرة الاولى ,فمن الغريب ان تمدح احدهم بانه "ابن موت "وعندما لاحظ من حولى اندهاشى اخبرونى بان الموت يختار دائما الافضل ليأخذه ويرحل وانت افضل مامنحته لى الحياه فقررت ان تنتزعه منى
      ترانى لهذا كنت دائما انظر لك نظرة وداع نظرة رحيل اخير بلا عوده
      لذلك دائما كنت احتاج منك ان تخبرنى بانك لن ترحل ,بانك ستظل ,كنت دائما انتظرك لتطمئنى وتنزع خوفى من الرحيل فانا اعلم بان الحياه تختار الافضل دائما وانت الافضل
      فعند كل لقاء وفى لحظات السلام انظر لك لكأنى احاول ان استبقى ملامحك فى عيونى لاطول فترة فانت سترحل حتما سترحل
      فمثلك يختارة الرحيل ومثلى يختارة الوجع ليسكنه
      مثلك يرحل
      ومثلى يبكيك
      لن تظل
      سترحل
      لانك وحدك من تستطيع ان تمنح الحياه الوانها سيأخذك الرحيل معه ويغادر المكان تاركا كثير من الدهشه والحزن والوجع
      حزن مختلف فكل ماكان بيننا مختلف فلماذا لا يكون الحزن ايضا مختلف
      كل مابيننا مميز
      فلن يكون الحزن عليك كمثيله من الحزن
      وحدك من ينتابنى الحزن من اجله فترتسم على شفتى ابتسامه تعانق دموع صامته تنساب فى هدوء مازالت تنتظرك لتمسحها باناملك
      ليتنى استطيع ان استعيد ساعات امضيناها معا لاخبرك كم ساشتاقك حين ترحل
      كم سافتقدك
      كم ساحتاج لك
      كثيرة هى الكلمات التى لم اعد استطيع ان اقولها فلن يكون لها معنى
      ليتنا كنا ندرك باننا سنرحل لنزداد اقترابا
      ليتنا كنا ندرك موعد الرحيل حتى نحتفظ بمزيد من الذكريات لنا معا مزيد من الصور التى تجمعنا مزيد من كل شئ سيظل بعد الرحيل
      كنت ساحتفظ بصوتك معى كنت سامضى مزيد من الوقت معك
      ليتنى صدقتهم عندما اخبرونى بانك "ابن موت" ولكنى الان ايقنت بان الموت والرحيل لا يفترقان
      سترحل واظل احاكيك كلما اشتقت لك
      كلما زاد الوجع ساحمل وجعى واكتب اسمك فى مكان ما واحكى له واخبرة بكل مايؤلمنى
      ساذهب الى صورتك وابكى كثيرا ابكى كل شئ
      فوحدك من يفهم دموعى
      رحلت ولن ترحل عنى وستظل انت
      ستظل الى جوارى دائما
      ساحمل لى هداياك فى كل عيد كما كنت تفعل
      ساختار لى فانوس رمضان واخبرنى بانك اهديتنى اياه
      فى عيد ميلادى ساخبرنى بانك مازلت تتذكر موعده عندما تدق الساعه الثانيه عشر
      ساخبرنى باننى الاقوى واننى استطيع ان اجتاز اى شئ
      ساخبرنى بان الغد سيكون الاجمل
      وبان ماسياتى سياتى احلى واروع
      بان الحياه تمنحنا المحن لتهبنا المنح
      ساحكى لك واحكى عنك
      واحكى حتى اتعب واغفوا مبتسمه
      ستظل لن ترحل حتى وان رحلت
      سأفتقدك كثيرا
      سافتقدك فى كل صباح تشرق الشمس ولا نلتقى
      فى كل مساء ياتى ولا تهمس سياتى غدا معه حلم جديد
      فى شتاء يتيم ياتى بلا امطار فلن تمطر دون ان نكون معا
      سارتجف وحدى فى برودة الشتاء
      سارتجف خوفا ولن تاتى لتربت على كتفى وتهمس لا تخافى
      سافتقدك عندما اركض لهاتفى لاحادثك ولا اجد اسمك يضئ الشاشه
      حين قفز فرحا ولا اجد ابتسامتك تستقبلنى وتشاركنى فرحتى
      سافتقدك حين اصبح طفله وحيده فى منتصف الطريق تبحث عن والدها
      سابحث عنك فى عروقى فدمك هاهنا يجرى
      سافتش عنك بين انفاسى فروحك تسكنها
      سانظر لهم واخبرهم بانك بخير حين يسالونى عنك
      ساخبرهم بانك تقبلنى كل مساء وتحكى لى حكايات وحكايات حتى اغفوا فتبتسم وترحل
      ساجمع حكاياتك لى بين ضفتى دفتر بنفسجى وساكتبها بقلم ازرق على اوراق بيضاء
      وفى كل مساء ساحكيها لى حتى اغفوا
      سانثر كلماتك فى دربى لتشاركنى السير كما كنا
      سافتقدك كثيرا حين اطفئ شموع عام يمضى بدونك
      فلم يمضى عام ولم تكن انت اول من ياتى ومعه الكثير من البالونات والهدايا والاوراق الملونه لينثرها فى عالمى ليصبح العام ملون بالوان الحياه
      وكلما سالتك هل سنرحل
      فتضحك وتضحك وتخبرنى باننى مجنونه لاننى اسأل فمثلنا لا يفترق ابدا
      ساصمت حين يسالنى عنك قلبى
      فكيف اخبرة بانك ماعدت هنا
      ساصمت حين يسالنى عقلى فساعجز عن ان اقنعه بانك رحلت
      ستسال عنك الاوراق والكلمات
      ستناديك الالحان
      ويظل الصمت جواب
      ياوجع الحنين وألم الروح ونزف العمر
      لماذا رحلت باكرا؟
      الأنك حقا "ابن موت"
      لماذا كان اللقاء سريع وارحيل سريع
      لماذا التقينا ونحن نقف على باب الرحيل
      تركتنى وحدى
      فماعدت تلك التى اعتادت وحدتها ولا انا طفلتك التى اعتادت احضانك مسكنها
      من منا خذل الحلم
      من منا خذل الوعد
      من منا خذلنا
      من خذل تلك الطفله التى عاشت معنا
      من خذل حلمها الصغير ان تظل معك
      طفله كانت تلهوا حوالنا عند كل حديث
      ترقص على نغمات ضحكاتنا
      تحتفظ بارقام هواتفنا
      طفله كانت تثق باننا لن نخذلها
      شاركتنا الاحلام
      انتظرت ذاك الغد الذى سياتى ونتشارك معا فرحة تحقيق الاحلام
      طفله كل ماجنته انها صدقتنا
      وايقنت باننا لن نتركها وحدها
      فتركناها بقلب مجروح وروح مكسورة
      تركناها وحدها فى منتصف الطريق بلا مأوى
      ليتنا مادللناها
      ليتنا ماوعدناها باننا سنظل معها
      ليتنا مااخبرناها باننا لها وطن وبيت
      رحلنا وتركناها وحدها يتيمه
      فهى لم تدرك بعد بانها ماعادت ستنطق مرة اخرى بكلمه "بابا"









      المصدر : مدونة لافندر مها العباسي
      el-lavender.blogspot.com