الرؤية- مدرين المكتومية
-
الموسوي: تأهيل 50 قطعة تنوعت بين الفضيّات والقطع الأثرية والسراميك
نظمت وزارة التراث والثقافة عرضا مرئيًا لنتائج برنامج الحفظ والصون مع الوفد البرتغالي حيث ترأس الجلسة جمال الموسوي مدير المتحف الوطني، ورئيس الوفد البرتغالي بحضور كل من خولة الوهيبية ووليد الندابي للحديث عن تجربتهم في العمل مع الوفد البرتغالي ببرنامج الحفظ والصون.
وقد أشار جمال الموسوي مدير المتحف الوطني إلى أنّ المرحلة الأولى من البرنامج هي القيام بدراسة العينات، وتحديد احتياجاتها وتصنيفها والمدة الزمنية التي تحتاج لها حتى يتم الانتهاء منها، حيث تناولت المرحلة الأولى ما يقارب (1672) قطعة من إجمالي (6-7) الألف قطعة، وقد تمّ تأهيل ما يقارب (50) قطعة في المرحلة الثانية والتي تنوّعت بين الفضيّات والقطع الأثرية والسيراميك والقطع الخشبية واللوحات التشكيلية.
وأشار إلى أنّ أغلب المواد المستخدمة في ترميم العينات هي مواد طبية وهي من المواد التي يمكن إزالتها مستقبلا في حالة ظهور مواد جديدة أخرى أكثر حداثة حيث إنّ المواد المستخدمة في الترميم لا تفقد القطعه الأثرية قيمتها إن تمت إزالتها.
وقال إنّ الوزارة معنيّة بدراسة كل قطعة من الناحية التاريخية والجمالية والنواحي العلميّة أي التركيبة التي تتكون منها القطعة، ويستمر المشروع مع المتحف الوطني ولن يتوقف حتى بعد افتتاحه في 2014.
وقد تناول العرض مجموعة من القطع الأثرية والعينات التي تمّت معالجتها من قبل الوفد البرتغالي حيث قال روي رئيس الوفد البرتغالي: إنّ التعاون في برنامج الحفظ والصون بدأ فعليًا في 2011م حين قام وفد بزيارة للوزارة لتحديد مدى العينات وحجمها، ومن ثمّ تمّت دعوة الوفد البرتغالي للقيام بإجراء فحص شامل وتقييم موسع للقطع وتحديد الشكل العام للقطعة والحالة المادية لها، وقد تضمّنت المرحلة الأولى معاينة ما يقارب (1672) قطعة. في المرحلة الثانية قمنا بتجارب إعادة ترميم بعض القطع وقد استطعنا حتى الآن ترميم ما يقارب (50) قطعة وبالتعاون مع مجموعة من الشباب العمانيين.
تجارب عمانية شابة
كما ركّز المسؤولون بالمتحف الوطني على القيام بتأهيل وتدريب مجموعة من الشباب العماني في مجال إدارة المتاحف وآلية عمل المتاحف والمقتنيات وإدارتها. وفي هذا الصدد قال وليد الندابي: أعمل كمسؤول للمخازن والمعامل في المتحف الوطني حيث إنّ عملي يعتمد على القيام بمراقبة المقتنيات وتوثيقها ودراستها، وذلك يساهم في تحديد القطع ونوعيتها والمواد التي تتركب منها القطعة، كما يتم أيضًا دراسة الحقبة الزمنية التي تعود إليها المقتنيات، وفي الوقت الحالي يتطلب العمل مني مع فريق العمل الذي يطلق عليه فريق (الأمانة) دراسة القطع وتاريخها، كما أنني أعمل في الوقت الحالي مع الفريق البرتغالي في برنامج الحفظ والصون وهي المرحلة الثانية للمشروع، والتي تم اختيار بعض العينات فيها للعمل على ترميمها، ومثل هذا الاحتكاك بمثل هذه الخبرات تكسبنا الكثير خاصة وأننا لا نملك دراسة أكاديمية فيما يخص الترميم والآثار وغيرها من المجالات التي تخص قطاع المتحاف والآثار، وبالفعل سنحاول جاهدين للعمل على تقديم كل ما نملك، كما أننا سنجتهد لتعلّم كل ما سيعود علينا بالفائدة.
من جهتها قالت خولة الوهيبية: إنّ العمل في هذا المجال هو من أكثر الأعمال إفادة، وأنا سعيدة بوجودي مع فريق متخصص في هذا المجال، وقد تعلمت الكثير، فيما يخص عملية تنظيف القطع والتعامل معها، وكيفية القيام بتفكيكها، كما أنّ الاحتكاك بالفريق أكسبنا مهارات كثيرة في التعامل مع القطع والأثريات، وفي الصبر والاجتهاد، وقد قمت في المرحلة الأولى بالتطبيق العملي على (30) قطعة والمرحلة الثانية قمت بالعمل على التعامل مع السيراميك وكيفية التعامل مع القطع.
المتحف الوطني
الجدير ذكره أنّ مشروع المتحف الوطني قطع شوطًا كبيرًا بتنفيذ نحو 95% من هيكل المتحف الإنشائي، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع مطلع العام المقبل، حيث سيقام المتحف على مساحة إجمالية تقدر بنحو 14000 متر مربع، بعدد قاعات 13 قاعة تتنوع بين قاعات المناطق قبل التاريخ ومرورًا بعمان والعالم الخارجي وانتهاءً بعصر النهضة المباركة. ويرى سعادته أنّ مثل هذا التقسيم يسمح للزائر وطلاب المدارس بالتعرّف على التاريخ العماني ومدى ثرائه وتنوعه.
قاعة المناطق والإنسان
كما أنّ المتحف الوطني يضم قاعة المناطق والإنسان، والتي تتوسط مبنى المتحف وتتفرع منها باقي القاعات والمرافق، على شكل باحة بيت عربي تقليدي ذي سقف مهيب، ويستوحي تصميمه الفريد من أسقف حصن جبرين الشهير. كما يتفرع من هذه المساحة المفتوحة رواقان بالدور الأرضي والأول ليؤديا إلى القاعات المتحفية، ويتميز الرواقان بالروازن العُمانية التي تحتضن عدداً من المعروضات في صناديق عرض مخصصة. بالإضافة إلى أنّ القاعة تحتفي بالتنوّع الثقافي لعُمان من خلال عرض نماذج منتقاة من الصناعات الحرفية المتميزة تعرض في اثنين من أكبر صناديق العرض على مستوى العالم، إضافة إلى قواعد بيانات إلكترونية تفاعلية تتيح للزائر التفاعل مع المعروضات الرئيسية بتقنية ثلاثية الأبعاد. كما أنّه سيتم تناول عدد من المواضيع لكل صناعة حرفية بدءاً من الأبعاد الحضارية والتاريخية لها وأنواع الأنماط الحرفية وحتى طريقة التصنيع ومراحلها.
قاعة التاريخ البحري
أمّا قاعة التاريخ البحري فستسلط الضوء على العلاقة الوطيدة بين عُمان والبحر والتي تعود جذورها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كان البحر، ولا زال، مصدر رزق للعديد من سكانها، وجسراً للتواصل مع العالم الخارجي. حيث إنّه بحلول الفترة الإسلامية، أصبحت عُمان نقطة وصل محورية على امتداد طرق التجارة البحرية في المحيط الهندي من الصين إلى الساحل الشرقي لقارة أفريقيا، مرورا بشبه القارة الهندية، وفي العصور الحديثة أسست عُمان إمبراطوريتين متراميتي الأطراف. كما أنّ المتحف الوطني يحتفي بالتراث الوطني على قائمة التراث العالمي من خلال قاعة الأفلاج التي تتناول الأفلاج الخمسة المدرجة في قائمة التراث العالمي، وأنماط الزراعة التقليدية، والعادات والتقاليد المرتبطة بإدارة الأفلاج وأنواع الأفلاج، والتقسيم الإداري للمجتمعات الزراعية. وأوضح أنّ القاعة يتوسطها مجسم هندسي مقطعي فائق الدقة لفلج الخطمين في بركة الموز بطول خمسة أمتار مزود بأجهزة صوتية تتناول التراث غير المادي للفلج من بيوت شعر وأغانٍ تقليدية.
قاعة الحقب الزمنية
كما يضم المتحف قاعة الحقب الزمنية، وهي قبة مزججة في وسطها، لتأخذ الشكل المستدير الفريد لقلعة نزوى مع إضافة مسار دائري مائل على حافتها ومصعد مزجج في وسطها ليربطا بذلك الدور الأرضي والأول من المبنى. فجدران القاعة تحوي نوافذ متنوعة الأحجام والألوان تطل بالزائر على المحيط المعماري والبيئي لمدينة مسقط، إضافة إلى سبع نوافذ تاريخية، عبارة عن صناديق للعرض تتناول مفاصل محورية من التاريخ العُماني، بدءاً من عصر النهضة المباركة وانتهاءً بفترة نشوء الاستيطان البشري الأول. إلى جانب أنّ قاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة التي تمتد لتشمل ثلاث صالات مستقلة ومتصلة مع بعضها البعض تعتبرالأكبر مساحة من بين قاعات المتحف بمساحة إجمالية تصل إلى 570 متراً مربعاً. حيث تتناول القاعات جوانب متعددة من التاريخ القديم للبلاد منذ بداية استيطان الإنسان لهذه الأرض الطيبة على ما يزيد عن مليون عام، مع التركيز على التطور الحضاري بدءًا من نشوء حضارة "مجان" والحضارات التي تعاقبت في جنوب عُمان.
