ألعاب الفيديو بدأت رحلتها من المربعات ووصلت إلى شبه الواقعية ولا شك لدي أنها تقترب كثيراً من أن تصبح واقعية جداً في كل تفاصيلها، هناك برامج تحاكي الفيزياء وقوانينها، برامج تحاكي حركة الناس والحيوانات، برامج تحاكي التفاصيل الصغيرة كالشعر والريش والملابس، برامج تحاكي الضوء والماء والأبعاد وتأثير الظل على كل هذا، وكل جيل من هذه البرامج يبني على خبرات سابقة ويستعين ببرامج أخرى لتشكل في النهاية محرك لعبة يمكن استخدامه لإنشاء الألعاب التي تحاكي الواقع بأدق تفاصيله ويحتاج المرء منا أن ينظر جيداً ليعرف أنه يشاهد لعبة فيديو لا فيلماً سينيمائياً.
لنأخذ كرة السلة كمثال، فقد بدأت محاكاة هذه اللعبة مبكراً بهذا الشكل:
لاحظ أنه لا توجد تفاصيل لشخصيات اللاعبين بل فقط ألوان لا أكثر، والكرة ليست كرة بل مربع والسلة ليست سلة بل فقط مستطيل! هذا كان أكثر من كافي لأي طفل في ذلك الوقت، بمرور السنوات وتحسن مواصفات الأجهزة وصلنا إلى شيء مثل هذا، شاهد فقط أول دقيقة ونصف:
لو عرضت هذا المقطع في تلفاز ولم أخبر المشاهدين أنها لقطة للعبة فيديو سيحتاج البعض منهم للتفكير قليلاً قبل أن يعرفوا أنها لعبة فيديو، ولا شك لدي أن المحاكاة ستتحسن في السنوات المقبلة ومع ظهور أجيال جديدة من أجهزة ألعاب الفيديو تستطيع أن تقدم قوة معالجة كافية لمحاكاة أدق التفاصيل، وهنا تبدأ المشكلة أو بالأحرى تستمر لأنها بدأت منذ وقت طويل.
بما أن ألعاب الفيديو يمكنها أن تحاكي رياضة ككرة السلة والقدم أو تحاكي قيادة الطائرات أو حتى بناء المدن فهي أيضاً يمكنها أن تحاكي أشياء قبيحة مثل القتل والتعذيب والعنف بأشكاله وحتى أمور أكثر فضاعة من ذلك، ولأن التفاصيل تزداد فالصور تزداد واقعية وكذلك الأصوات ويمكن للمرء أن يعيش في عالم مرعب إن أراد ذلك، لهذا السبب يظن البعض أن العنف في الألعاب يزيد من عنف اللاعبين وهناك أبحاث حول ذلك وما فهمته منها أن العنف في الألعاب لا يجعل اللاعبين أكثر عنفاً إلا لمن لديه استعداد نفسي مسبق لذلك وهم قلة من الناس.
من ناحية أخرى يبدو أن شركات الألعاب تركز أكثر وأكثر على العنف والحركة كعامل جذب للألعاب وفي كل عام تزداد حدة العنف وتفاصيله ولا أدري إلى أين سنصل، لا أظن أن منتجي الألعاب لديهم خط سيتوقفون عنده ليقولوا أنه لا مزيد من العنف بعد ذلك، والأفلام بالمناسبة تسير على نفس النهج منذ وقت طويل، ومع أنني لا أشاهدها إلا أنني أجبرت مرت على الجلوس والاستماع لقصة أحد الإفلام البشعة وذكر المتحدث تفاصيلها حتى أنهيت الحديث بأن أقول بأنه فيلم بشع ومن يخرجه وينتجه ويشارك فيه بأي شكل أو حتى يشاهده لا إنسانية فيه أو عقل، لا أريد الاستماع لمزيد من البشاعة.
هناك بدائل لمثل هذه الألعاب وهناك مطوري ألعاب يرفضون العنف كوسيلة جذب أو حتى يرفضونه لأن أذواقهم ترفضه، هؤلاء المطورين أنتجوا ألعاباً قد تحوي عنفاً لكنه عنف مختلف ومقبول وقد يكون مضحكاً أحياناً، خذ على سبيل المثال ماريو، هذا الشخص منذ ظهر في الثمانينات وهو يقتل السلاحف بالقفز عليها، هذا عنف وقتل لكنه مختلف في تفاصيله، لن تجد بشاعة في الصورة أو بشاعة في الصوت بل ستسمع وتشاهد أشياء جميلة والبعض يعتبرها فناً هذه الأيام.
هناك أمثلة أخرى كثيرة لألعاب جميلة وممتعة، السؤال هنا: لم يتوجه الناس نحو ما هو بشع؟ وإلى أي حد سيصلون في تقبلهم للبشاعات؟ ثم سؤال آخر: لم يشتري بعض الآباء ألعاب وأفلام العنف لأطفالهم؟
هناك شيء ما يجعلني أشعر أن العنف في الأفلام والألعاب خطأ كبير وهو ليس مجرد اختيار يمكن تجنبه، لا أدري كيف أعبر عن ذلك، أشعر بأن ذوق الناس يفترض أن يستهجن هذا العنف ويبتعد عنه مع ذلك هناك من يريده ويطلبه والمنتجون يلبون هذه الرغبات ما دامت أنها تحقق لهم أرباحاً.
وفي موضوع آخر تماماً ولأنني أحاول الهروب بلا فائدة من الأخبار، أبارك للأخوة في مصر اختيار الرئيس الجديد، أظن أنه حان الوقت للتوقف عن الجدال السياسي وغير السياسي والتحرك من أجل نهضة بلدكم، الأفعال أعلى صوتاً فدعوها تتحدث بدلاً من الحناجر.
لنأخذ كرة السلة كمثال، فقد بدأت محاكاة هذه اللعبة مبكراً بهذا الشكل:
لاحظ أنه لا توجد تفاصيل لشخصيات اللاعبين بل فقط ألوان لا أكثر، والكرة ليست كرة بل مربع والسلة ليست سلة بل فقط مستطيل! هذا كان أكثر من كافي لأي طفل في ذلك الوقت، بمرور السنوات وتحسن مواصفات الأجهزة وصلنا إلى شيء مثل هذا، شاهد فقط أول دقيقة ونصف:
لو عرضت هذا المقطع في تلفاز ولم أخبر المشاهدين أنها لقطة للعبة فيديو سيحتاج البعض منهم للتفكير قليلاً قبل أن يعرفوا أنها لعبة فيديو، ولا شك لدي أن المحاكاة ستتحسن في السنوات المقبلة ومع ظهور أجيال جديدة من أجهزة ألعاب الفيديو تستطيع أن تقدم قوة معالجة كافية لمحاكاة أدق التفاصيل، وهنا تبدأ المشكلة أو بالأحرى تستمر لأنها بدأت منذ وقت طويل.
بما أن ألعاب الفيديو يمكنها أن تحاكي رياضة ككرة السلة والقدم أو تحاكي قيادة الطائرات أو حتى بناء المدن فهي أيضاً يمكنها أن تحاكي أشياء قبيحة مثل القتل والتعذيب والعنف بأشكاله وحتى أمور أكثر فضاعة من ذلك، ولأن التفاصيل تزداد فالصور تزداد واقعية وكذلك الأصوات ويمكن للمرء أن يعيش في عالم مرعب إن أراد ذلك، لهذا السبب يظن البعض أن العنف في الألعاب يزيد من عنف اللاعبين وهناك أبحاث حول ذلك وما فهمته منها أن العنف في الألعاب لا يجعل اللاعبين أكثر عنفاً إلا لمن لديه استعداد نفسي مسبق لذلك وهم قلة من الناس.
من ناحية أخرى يبدو أن شركات الألعاب تركز أكثر وأكثر على العنف والحركة كعامل جذب للألعاب وفي كل عام تزداد حدة العنف وتفاصيله ولا أدري إلى أين سنصل، لا أظن أن منتجي الألعاب لديهم خط سيتوقفون عنده ليقولوا أنه لا مزيد من العنف بعد ذلك، والأفلام بالمناسبة تسير على نفس النهج منذ وقت طويل، ومع أنني لا أشاهدها إلا أنني أجبرت مرت على الجلوس والاستماع لقصة أحد الإفلام البشعة وذكر المتحدث تفاصيلها حتى أنهيت الحديث بأن أقول بأنه فيلم بشع ومن يخرجه وينتجه ويشارك فيه بأي شكل أو حتى يشاهده لا إنسانية فيه أو عقل، لا أريد الاستماع لمزيد من البشاعة.
هناك بدائل لمثل هذه الألعاب وهناك مطوري ألعاب يرفضون العنف كوسيلة جذب أو حتى يرفضونه لأن أذواقهم ترفضه، هؤلاء المطورين أنتجوا ألعاباً قد تحوي عنفاً لكنه عنف مختلف ومقبول وقد يكون مضحكاً أحياناً، خذ على سبيل المثال ماريو، هذا الشخص منذ ظهر في الثمانينات وهو يقتل السلاحف بالقفز عليها، هذا عنف وقتل لكنه مختلف في تفاصيله، لن تجد بشاعة في الصورة أو بشاعة في الصوت بل ستسمع وتشاهد أشياء جميلة والبعض يعتبرها فناً هذه الأيام.
هناك أمثلة أخرى كثيرة لألعاب جميلة وممتعة، السؤال هنا: لم يتوجه الناس نحو ما هو بشع؟ وإلى أي حد سيصلون في تقبلهم للبشاعات؟ ثم سؤال آخر: لم يشتري بعض الآباء ألعاب وأفلام العنف لأطفالهم؟
هناك شيء ما يجعلني أشعر أن العنف في الأفلام والألعاب خطأ كبير وهو ليس مجرد اختيار يمكن تجنبه، لا أدري كيف أعبر عن ذلك، أشعر بأن ذوق الناس يفترض أن يستهجن هذا العنف ويبتعد عنه مع ذلك هناك من يريده ويطلبه والمنتجون يلبون هذه الرغبات ما دامت أنها تحقق لهم أرباحاً.
وفي موضوع آخر تماماً ولأنني أحاول الهروب بلا فائدة من الأخبار، أبارك للأخوة في مصر اختيار الرئيس الجديد، أظن أنه حان الوقت للتوقف عن الجدال السياسي وغير السياسي والتحرك من أجل نهضة بلدكم، الأفعال أعلى صوتاً فدعوها تتحدث بدلاً من الحناجر.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري