مسقط - رياض السيابي
-

يملك يونس بن خميس المجرفي ورشة حدادة في صناعية العراقي بولاية عبري، وعمل فيها لأكثر من 16 شهراً استكمالا لمسيرة مشروعه الذي بدأه من منزله في العام 2006م بمساعدة بدنية يقدمها أقرباؤه له متى ما اقتضت الضرورة لذلك؛ بسبب إعاقته الدائمة التي خلفها حادث مروري وجعل من الأطراف الصناعية بديلاً لقدميه المبتورتين.
وتكيف المجرفي مع وضعه وخامرته فكرة أنارت واقعه، وقد ساعده في ذلك عمله السابق كحداد بإحدى شركات القطاع الخاص، فكان أن عزم على إقامة مشروع في ذات المجال يعينه على مجابهة متطلبات الحياة، فكان منزله الحاضن لذلك، ثم فكر في توسعة مشروعه بطابع تجاري، فتقدم بخطاب يشرح لوزارة التنمية الاجتماعية أمر مساعدته ماديًّا ونقل مشروعه لمكان يتلاءم مع أعمال الحدادة واللحام، وذلك ما تحقق حين شد برحال مشروعه للموضع المذكور بآلات ومعدات حديثة؛ إثر منحه 3000 ريال كدعم من الشركة العمانية للاستكشاف والإنتاج؛ ترجمة لمبدأ مسؤوليتها الاجتماعية.
يُدلل يونس (البالغ عمره 29 سنة) اهتمام الوزارة به بتوفير أدوات السلامة له، ومهاتفته وزيارات ميدانية لمشروعه الذي يصنّع مظلات منزلية للسيارات، وأقفاصًا للطيور وغيرها، وأنابيب، ونوافذ، وأبوابًا منزلية مع تركيب جلّ ذلك في موضعه، وكل ما يتصل بأعمال الحدادة وفق رغبة الزبون، معرجًا على عزمه لتنفيذ طلب تقدمت به إحدى الجهات لعمل مظلات في أحد مواقعها النفطية، ونافيا أن تكون هنالك تحديات تعترضه بقوله: "طالما أن مشروعي -ولله المنّة- ذاع صيته في ولاية عبري وما جاورها كالرستاق مثلا، وقائم بلا دين فهذه هبة من الواحد المعطي.
ويساعد يونس عاملان من جنسية آسيوية في مشوار عمله الذي يبدأ من الصباح الباكر وحتى السابعة والثامنة مساء ليقطع بعدها مسافة (40 كم) في رحلة عودته لمسكنه، ويقول: أراني أستعين بالعاملين حين يكون موضع اللحام مرتفعاً، وآلة الحدادة تلازمني في سيارتي تحسبا لعملٍ مفاجئ.
ويتطلع المجرفي لأرض صناعية تريحه من عبء الاستئجار، وتقيه أشعة الشمس الحارقة، وحرارة الصيف اللافحة، فموضعه الآني ذي مساحة ضيقة لا تفي بجلّ متطلبات مهنته، مما يضطره للعمل خارجاً، ويفصح عن توجهه لاستيعاب 4 عمال آخرين من مركز التدريب المهني بولاية عبري.