الكاريزما والثقافة والتجديد.. أبرز عوامل نجاح المذيع - جديد جريدة الرؤية

    • الكاريزما والثقافة والتجديد.. أبرز عوامل نجاح المذيع - جديد جريدة الرؤية


      الرؤية- مدرين المكتومية
      -

      يعد المظهر الخارجي للمذيع على شاشة التلفاز أمر يحظى بالأهمية، غير أنّ هناك العديد من الأسس والمعايير التي تجعل المذيع قريبًا من جمهوره ومتابعيه، ويرى البعض أنّ الثقافة العالية واللغة المتميزة والحضور الواضح لدى المذيع هو مقياس نجاحه وقربه من المتابعين، ونجاح أي برنامج قائم على من يقدمه.
      وقال هيثم بن محسن بن علي الشنفري إنّه على الرغم من أنّ مهنة تقديم البرامج تتطلب الكثير من المواصفات بالإضافة إلى الهيئة، فإنّ معايير اختيار المذيع أو مقدم البرامج لا يتوقف على عنصر واحد فقط، وهناك عناصر أخرى يجب أن تكون بذات الأولوية والأهميّة. وأضاف أنّ مهنة تقديم البرامج من أكثر المهن التي لا تتطلب تخصصا علميا أو أكاديميا محدداً للالتحاق بها، فشروطها ومواصفاتها تعتمد على القدرات اللغوية والثقافة العامة التي يمكن للشخص المتقدم لهذه الوظيفة من إقناع الغير واكتساب الشعبية، كما أنّ سرعة البديهة من الأمور التي تعتبر عنصراً فاصلاً بين قدرة المذيع على التمسّك بخيوط حواره، بالإضافة إلى عنصري الصوت المناسب مع الشكل المقبول. وأوضح أنّ مثل هذه المعايير بمثابة شهادة ومؤهل علمي مطلوب لهذه الوظيفة الإعلامية الأوسع انتشاراً على الإطلاق، فهي كالإعلان الدعائي للقناة ولكن بشكل مختلف، بالإضافة إلى المكانة الاجتماعية التي يصنعها المقدم لنفسه.
      وتابع الشنفري أنّ المذيع أو مقدم البرنامج لا يزال محل الاهتمام، حيث ينال الدرجة الأعلى بين جميع التخصصات الإعلامية الأخرى التي تساعده، حتى وإن لم يكن تخصصه إعلاميًا، والدليل على هذا نجاح الكثير من البرامج التي تقدم المهن الأخرى، فنرى كل يوم برنامج جديدًا يقدّمه مذيع متخصص في مجال معين كبرامج الطب والطبخ والرياضة والأسرة، وبالتالي فهي المهنة التي تعتمد على الموهبة في مفهومها الأول، وعلى التدريب والتأهيل في نطاقها الثاني والذي يمكن المقدم من إظهار الصورة الكاملة الحقيقية بعيداً عن الاهتمام المبالغ به في الشكل فقط، وللخروج بأفضل النتائج على الشاشات فلابد لشركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية من الاهتمام بالمهارات التي يمتلكها المقدمون بما يمكن من أن يتم تأهيلها وتطويرها بحيث نهتم فيها بالكيف لا بالكم الهائل من الجمال والوسامة، حتى وإن كانت مرغوبة للظهور بالشكل المناسب.
      وأشار إلى أنّ تقديم البرامج هي المهنة الأكثر اكتظاظًا بالراغبين في العمل بها، فإن تمّ دمج المصلحة المعلوماتية الحرفية مع المصلحة الإنتاجية الشكلية، يمكن الخروج بالنتيجة التي ترضي الجميع: الشاشة والمتابع، وهي بسيطة في تنفيذها إذا ما تمّ الاستئناس بالدراسات والخبرات اللازمة لتحقيقها.
      وقال الهيثم حمد المشيفري إنّ المذيع يمثل حلقة وصل مباشرة مع الجمهور، لذا فإنّ المذيع يجب أن يتميّز بالعوامل التي تؤهله أن يكون واجهة للجمهور سواء الداخلي أو الخارجي، كما أنّ المذيع يمثل المؤسسة التي يبث من خلالها ويمثل قوة جاذبة للجمهور من خلال تميّزه في الأداء، وما يخص المذيع العماني يحتاج إلى الخروج من القالب الرسمي. ويرى المشيفري أنّ الدور الذي يقوم به المذيع العماني لا يزال غير قوي، من ناحية التأثير المباشر على الجمهور خاصة الواعي والمثقف، فما يحتاجه الجمهور هو بروز المذيع كعنصر مؤثر داخل المجتمع، وعليه أن يظهر الكاريزما دون تكلف ليكون صادقًا في ظهوره. وأضاف أنّ المجتمع لا يتقبل مشاهدة برنامج يذيع فيه شخص غير مؤهل للظهور، في ظل وجود مذيعين على مستوى كبير جدًا، كما أنّ عناصر مثل اللهجة المستخدمة واللباس وحركة المذيع لها تأثير كذلك، وما هو أهم في نظري على المذيع ألا يترك الأمر لطاقم الإعداد في بلورة البرنامج، بل هو من يسعى إلى الإعداد بشكل كامل، حتى يكون مقنعًا في تقديمه للبرنامج، و واعيا بكل تفاصيله.
      وأوضح أنّه يتعيّن على المذيع أن يسعى أيضًا إلى تعزيز برنامجه بعوامل تعطيه المصداقية، فيما يخص البرامج المتعلقة بالقضايا الاجتماعية، وحتى البرامج التي تكون ترفيهية، فيتعين على المذيع أن يكون في قالب يعطي المناخ المناسب للبرنامج، وهذا ما يفتقد بعض المذيعين العمانيين.
      وأكّد أنّ الترفيه لا يعني الخروج عن مسار الكاريزما والجدية التي يتمتع بها الشخص، ولا تعني التكلّف بل يجب أن يكون المذيع متحكمًا في البرنامج حسب نوعه، حتى لا يتسرب الملل إلى البرنامج. وأشار إلى أنّ نبرة الصوت تمثل عاملا بالغ الأهميّة في طريقة التقديم، فالمذيع واجهة بارزة يجب أن تكون قادرة على إيصال الرسالة بكل سلاسة بعيدة كل البعد عن التكلّف وعن إجبار الجمهور على التبعية في مواضع هامشية لا تضيف أي شيء.