"تنظيم الاتصالات ": الرسائل الاقتحامية ظاهرة تعرض المتجاوبين معها للنصب والاحتيال.. وتحتاج إلى حلول

    • "تنظيم الاتصالات ": الرسائل الاقتحامية ظاهرة تعرض المتجاوبين معها للنصب والاحتيال.. وتحتاج إلى حلول


      مسقط –الرؤية
      -

      أوضحت هيئة تنظيم الاتصالات أن الرسائل الاقتحامية ظاهرة عالمية بدأت تأخذ أشكالا وألوانا لخداع وإغراء المنتفعين بهدف النصب عليهم والاحتيال، مشيرة إلى أن الحلول المطروحة للحد من هذه الظاهرة هو تكثيف الحملات التوعوية من الجهات المعنية من جهة، ومن جهة أخرى على المنتفع أن يكون حذرا وذا فطانة في التعامل مع كافة الإغراءات التي توهمه بالفوز بمبالغ مالية ضخمة، ولا يتجاوب مع الجهات المجهولة التي تطلب بياناته الشخصية وحساباته البنكية.
      للوقوف على هذه الظاهرة كانت لنا وقفة مع زوار الجناح التوعوي لهيئة تنظيم الاتصالات المشارك في مهرجان صلالة السياحي 2012 حيث أكدوا على ضرورة تكثيف الجهود لبث الوعي بخطورة الرسائل الإقتحامية ، وذلك نظرا لتنوع وكثافة الرسائل التي يتلقاها المتفعون من خدمات الاتصالات، مشيرين إلى احتمالية أن يتعرض بعضهم في حال تجاوبهم مع محتويات تلك الرسائل إلى النصب والاحتيال من قبل جهات مجهولة الهوية.
      تكثيف التوعية
      يقول سالم بن خليفة بن سالم الحوسني: لقد وصلتني رسائل غريبة تفيد بأنني فزت بسيارة فارهة وما عليّ إلا أن أرسل بعض بياناتي الخاصة ومبلغ مالي إلى حساب بنكي حتى أستطيع الحصول على الجائزة التي فزت بها، وما جعلني منتبها لخطورة هذه الرسالة النصية القصيرة التي وصلتني عبر هاتفي النقال هو معرفتي السابقة بمثل هذه القصص، مشيرًا إلى أن شبكات الهاتف النقال لا تتمتع بأمان عال كونها منفحتة على العالم.
      وأضاف سالم الحوسني: هناك قصص غريبة نسمعها بين الحين والآخر لأناس تعرضوا للنصب والاحتيال من قبل مجهولين عبر الانترنت والرسائل النصية القصيرة، وذلك بسبب عدم معرفتهم بخطورة التجاوب مع الرسائل المجهولة وتمّ تغريرهم وإيهامهم بنوعية الجوائز التي فازوا بها، مشيرا إلى أهمية تكثيف البرامج التوعوية من قبل هيئة تنظيم الاتصالات وأيضا شركات الإتصالات العاملة بالسلطنة بخطورة هذه الرسائل.
      الوقوع في الفخ
      أمّا عصام بن عمر بن ماجد الشنفري فيقول: لا يختلف اثنان حول أن الاتصالات والرسائل الاقتحامية تشكل إزعاجا وخطورة بالغة على متلقيها، موضحا أن مرسلي تلك الرسائل تفننوا في وسائل النصب إلى أن وصل بهم الحال إلى الجوائز المالية والعينية الكبيرة مشيرا إلى أنّ بعضهم وقع في فخ تلك الرسائل بسبب طمعه في الحصول على الجائزة وعدم إداركه بمدى خطورة الإفصاح بالبيانات الخاصة وأيضًا ببيانات الحسابات البنكية والتي ننصح بعدم كشفها لأيّ شخص أو جهة مجهولة الهوية.
      وأثنى عصام الشنفري على جهود هيئة تنظيم الاتصالات في بث الوعي بخطوة هذه الرسائل وكيفية تجنّبها بتوضيح الصورة الكاملة وكيفية تجنبها في رسائل إعلامية واضحة وأيضا بث الوعي بين أفراد الأسرة والمجتمع وذلك من خلال الجناح التوعوي المقام في مهرجان صلالة السياحي 2012، مشيرا إلى أهميّة مواصلة تلك الجهود التوعوية المباشرة وتكثيفها عبر الوسائل الإعلامية المختلفة موضحًا أنّ هناك دورًا توعويًا لا يقل أهمية عن هذه الأدوار تقوم بها المدارس والأندية ومواقع التواصل الاجتماعي وأيضًا شركات الاتصالات في شراكة مجتمعية فاعلة.
      وأكّد سعد بن خالد الشنفري أنّه استقبل الكثير من الرسائل الاقتحامية التي تفيده بفوزه بمبلغ مالي كبير وعليه الرد برسالة نصية توضح بياناته الشخصية وأيضًا رقم حسابه، ولم يتجاوب مع تلك الرسالة لأنّه وبكل بساطة لم يشترك في المسابقة التي أعلن منظموها الوهميون فوزه بأكبر جوائزها.
      توعية الأبناء
      وأوضح سعد الشنفري أن على أولياء الأمور توعية أبنائهم الذي يستخدمون الهاتف النقال بخطورة الرسائل الاقتحامية وعدم الرد عليها والتجاوب معها وأيضا عدم الإدلاء بأي بيانات خاصة أو أسماء العائلة وأيضا عدم الرد على المكالمات الغريبة والأرقام الدولية.
      وأوضح حسين بن علي الغافري أن أحد أقاربه تعرّض للنصب عندما قام بالرد على مكاملة غريبة أوضحت له بأنّه فاز بجائزة مالية وما عليه سوى الانتظار لثواني حتى يأخذوا المعلومات والبيانات الخاصة، وبانتظاره لمدة خمس دقائق تلقى رسالة من مشغل الإتصالات بالسلطنة بأن رصيده قد نفذ، حينها تيقن أنّ المكالمة الغريبة قامت بسحب رصيده كاملا في وسيلة احتيالية جديدة.
      وتشير ريم بنت زايد الهنائية أنّ هناك أسبابًا جعلت الرسائل الاقتحامية تتهافت على وسائل الاتصال الحديثة وهي التطورات الكبيرة التي شهدتها الاتصالات وللأسف لا توجد تقنيات حديثة لمحاربة تلك الرسائل إلا وسيلة وحيدة تتمثل في عدم التجاوب مع الرسائل الاقتحامية أو المكالمات الغريبة.
      وأوضحت ريم الهنائية أنّ أحد أقاربها تعرض لعدد من الرسائل الاقتحامية ولم يتفاعل معها بسبب إداركه بأنّ عواقب هذا الأمر ستكون خطيرة عليه، مشيرة إلى أهميّة تكيف الرسائل التوعوية عبر الوسائل الإعلامية وخصوصًا التلفزيون.
      وأوضح فهد بن جمعة الكحالي بأنّ بريدا إلكترونيًا وصل إليه من أحد أصدقائه يفيد بأنّه في دولة أجنبية وتعرض لسرقة مبالغه المالية ويحتاج إلى 50 دولارًا يقوم بإرسالها عبر حسابه البنكي في تلك الدولة، وقال: أخذتني تلك الحادثة إلى أن أتريث قليلا قبل إرسال المبلغ وأتساءل في نفسي كيف يطلب مني مبلغًا بالدولار ومن المفترض بأن يطلبه بالريال، وثانيًا لماذا لم يرسل حسابه البنكي في عمان؟! وأوضح: وبعد أيام بسيطة جاءتني رسالة من صديقي تفيد بأنّه تمّ اختراق بريده الإلكتروني وتمّ إرسال هذه الرسالة من قبل المخترقين.
      رسائل يومية
      أمّا فاطمة بنت جمعة الفورية فتؤكد أنّها تتلقى يوميًا رسائل غير مرغوب بها من الشركات حول منتج أو خدمة تقدمها مشيرة إلى أنّ ذلك مزعج وتتمنى من شركات الاتصال أن تقوم ببث استبيان لجميع عملائها تستطلع آراءهم حول رغبتهم في وصول الإعلانات التجارية إليهم أو عدم رغبتهم بذلك.
      وأشادت فاطمة الفورية بجناح هيئة تنظيم الاتصالات التوعوية والتي تعرّفت من خلاله على الجهود في محاربة الرسائل الاقتحامية وبث الوعي بخطورتها.
      جهود الهيئة
      وتبذل هيئة تنظيم الاتصالات جهودًا حثيثة في مكافحة هذه الظاهرة التي تعد ظاهرة عالمية من خلال تبني العديد من الإستراتيجيات التوعوية والمتمثلة في تنفيذ المعارض التوعوية المتخصصة في المهرجانات وبث الإعلانات التلفزيونية والإذاعية والصحفية ونشر المطويات والنشرات المتعلقة بالموضوع إلى جانب سن القوانين والتشريعات بهدف حماية المجتمع من تداعيات الرسائل الاقتحامية.
      وأكدت هيئة تنظيم الاتصالات على أهميّة وعي المنتفع من خدمات الاتصالات بظاهرة الرسائل الاقتحامية، مشيرة إلى أهميّة معرفة كيفية كشف خداع وأساليب هذه الرسائل حتى لا يقع في فخ احتيالها.
      وتأخذ الرسائل الاقتحامية والتي عرفت على أنّها رسالة إلكترونية تجارية ترسل إلى الشخص بدون الحصول على موافقته المسبقة للإرسال، العديد من الأشكال والأساليب حيث تكون رسائل اقتحامية هدفها الأساسي النصب والاحتيال.
      وتنكشف مخاطر الرسائل الاقتحامية بتعديها على خصوصية الفرد وزعزعة ثقة الفرد في التعاملات الإلكترونية، كما أن حجمها وعددها الكبير قد يؤثر على أداء شبكات الاتصالات مما يؤثر على جودة الخدمة المقدمة للمنتفع.
      ويوصي مختصون على التأكد من المصادر والمواقع وشبكات التسويق قبل أن يدلي المنتفع منها ببياناته الخاصة من أسماء وأرقام هواتف وأيضا حسابات بنكية وذلك لما تشكله هذه الخطوة من خطورة في حال وقوع هذه المعلومات بيد العابثين بها. كما يوصون بتجنب الرسائل الاقتحامية بعدم الإفصاح عن العنوان الإلكتروني أو الهاتف النقال أو أي معلومة لجهة مجهولة، وتجنب نشر العنوان الإلكتروني على مواقع الإنترنت، والحذف الفوري للرسائل المشكوك فيها، والتأكد من الحاسوب الشخصي بأنّه محمي بواسطة برامج الحماية من الفيروسات .