يا أخت روحي ...أنا من أنا ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)

وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)

كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)

صدق الله العظيم

من سورة الاسراء

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( جنون فقط )) 27 / 9 / 2012 م - الساحة العمانية

فتحت كتابي العزيز الذي خط بماءً من الذهب

وكانت أول عبارة فيه ..

الحب والمحبة ...

تذكرت حينها ...

أن المشاعر ...

لا ترى .. بالعيون .. وأنها شيئاً من العجب

وليس هناك ما يدعوا للعجب ..

كلها صنع إنسان .. صادقاً فيها أو أنه كذب !!

مشاعراُ .. نقول فيها عن حبنا ...

عبر الاذاعات والمنابر والخطب

ومن نحن أحببناه ...

ومن اعطينا له السبب ..

ليستبيح أجوافنا ...

ليعتلي أماكناً ممنوعةً لمن دنى منها أو انه أقترب ..

أعطيناه أرواحنا ليستبيحها العذاب ...

و من عذابنا لنا وهب ...

اما عكس ما احكي هنا ..

أن نترجم الشعور على أنه شيئاً من الصخب ..

مشاعراُ عطشى .. وحيرى

و دمعاً من أجلها سكب ...

أحرقتنا بنيراننا ...

( نستاهل ):481590429:

نحن من وضع الحطب ..

تبت قلوبُ .. تبت مشاعراً ..

في جوفها يستعر اللهب ..

ويحي ماذا اقول

لا شيء يدعوا للعجب ..

لأنني مجنون ... مكتوب على جبيني ...

هذا الذي اضاع عمره بين الرجاء والطلب ..

ماذا جنيت وما أمتلكت ...

الانين والتعب ...

وأغلقت الكتاب فجاءة ...

وقلت في نفسي هذا ضربُ من الجنون ..

من ذا الذي تجرأ ... ان يخط في كتابي العزيز

ليس كل ما يلمع من الذهب ..

أظن أنها من قلة الادب ..

أن ادعي انني لست أنا ...

لهذه العبارات قد كتب

فأنا لست مثل ما انا ..


عندي أنا ....

البكاء ... كما الطرب ...

[TABLE='width: 100%']
[TR]
[TD='class: OpenTableCenterBg, bgcolor: #F5F8FF'][B]نص وقــــــــراءة
الأحد 15 يونيو-حزيران 2008 [B]
د. محمد أحمد النهاري[/B][/B][/TD]
[/TR]
[/TABLE]


إذا لم يسامحك الزمان فحارب
وباعد إذا لم تنتفع بالأقارب
ولاتحقرن كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هد قدماً عرش بلقيس هدهد
وأخرب فأر قبل ذا سد مأرب
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز
عليه من الانفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك
يكرّ علينا جيشه بالعجائب
وما راعني غدر الشباب لأنني
آنست بهذا الخلق من كل صاحب
وغدر الفتى في عهده ووفائه
وغدر المواضي في نوّ المضارب

للشاعر والفقيه / عمارة بن علي اليمني
يحدد ـ عادة ـ متلقى رسالة الفن باختلاف اجناس الفنون طبيعة الرسالة موضوعاً ولغة تعبر عن هذا الموضوع،وأقول عادةً ، لأن الفنان قد لايهتم أن يكون فنه رسالة ابلاغية،قدر ماهي تعبير عن طبيعة العبقرية أو المستوى الذي وصل إليه هذا الفنان ولاتخفى عبارتا أبي تمام«ولم لاتفهم مايقال؟» وعبارة أبي الطيب «ويسهر الخلق جراها ويختصم!»
كانت رسالة الشاعر في القديم ابلاغية تقول على ابلاغ رسالة ما،قصد أن يفهم الناس هذه الرسالة، وأحياناً تكون هذه الرسالة تعبيراً عن الشاعر نفسه، مونولوجاً غير أنه مسموع أو مكتوب، ولاغرابة أن يكون ضمير المخاطب «المتلقي» هو الملقي ذاته،المرسل، وهذا تقليد يقع ضمن تقاليد القصيدة القديمة؟ فبينما يقوم الشاعر بمخاطبة الآخر فإنما يتحدث إلى نفسه ليجد عزاء على نحوٍ ما..
يدور هذا النص حول أفكار كثر،تتضام لتشكل فكرة رئيسة هي مركز النص،انها فكرة الحرب مع الزمان، تعبير عن مشكل أبدي،فبينما طموح الإنسان لايتسع له مدى ولاتحده حدود، بل يصبح غير محدد كذلك وقد لايعرف صاحبه ماهيته ،فإن الإنسان يدخل في صراع مع الدهر وتنتهي الحياة إلى مغالبة،نجد أحد طرفي المواجهة الإنسان يقع صريعاً غير مأسوف عليه..يسلم النص بفكرة الصراع في الوهلة الأولى.
ودون مقدمات ـ وليس مهماً البحث في اكتمال النص هنا، بقدر ما ينحت في مركزيته هناـ وإذا كان الأمر كذلك ،فإن الإنسان مدعو لأن يستعد للمواجهة التي تشكل مفاصلة وجدية واضحة، والدعوة لاستجماع القوة المحدودة مع مطلق قد تعبر عن حمق وعدم جدية في ملاحظة النتائج وتقدير الأمور،ولكن لابد من تحديد الموقف حتى لايكون هناك بديل وما هو لافت أن النص بينما يدعو لمواجهة الزمان،هذا الذي يحشدأنصاره لغلبة أكيدة،فإنه يدعو للهرب أو احراج الأقارب الذين يصبحون عبئاً ثقيلاً ،ليس لأنهم لاينفعون وحسب ولكن لأنهم قد يكونوا أبواباً تأتي من قبلها رياح عداوة غير محسوبة!!
إذا لم يسالمك الزمان فحارب
وباعد إذا لم تنتفع بالأقارب
وقد يكون من المفيد التذكير بأن العبارات الشعرية لها حكم المفردات أحياناً،فلأن المعجم ـ المفردات ـ تتبادل للمواقع الدلالية، لتصير دالة على شيء حين التركيب ، فاقدة ـ أحياناً ـ دلالتها المعجمية ،فكذلك العبارات..بعبارة ثانية أن عبارة تنتفع بالأقارب هي دليل على المعنى الأصلي الذي هو أقرب للعداوة واعلان الخصومة، وفي القرآن تحذير، بل تقرير لحالة عداوة قد يكون مصدرها المال أو الولد، والتراث العربي يكتظ بالأمثلة والبيان.
والشعر حكمة لأنه اختزال تجارب وتقديم خبرات القرون لإنسان مشروع لمواجهة زمان لايرحم وعوادي لاتشقق ولاتسالم،وإذا كان النص الشعري يقوم على مفارقات، في البنية العامة،فإن من المفارقات ما تكون ضدية، بصرية.يشي بها سطر مقابل سطر، سطر يكون في المقدمة،ليقابله سطر آخر،تابع له في سطر لاحق أو سطور لاحقة، فلا يكاد يحفي بصرياً، بل لايكاد يراغ مقياساً بيانياً.. لنقرأ هذين الشطرين:
إذا لم يسالمك الزمان فحارب
وباعد إذا لم تنتفع بالأقارب
ولاغفرن كيد الضعيف فربما
تموت الأفاعي من سموم العقارب
فالزمان الذي لايقدر على مغالبته أحد، ولايسع الإنسان إلا أن يستميت في سبيل مغالبته ومحاولة الانتصار عليه ـ وهو مايؤديه الشطر الأول ـ فإن كيد الضعيف قد يكون البرهان المؤيد بالتجربة:تموت الأفاعي من سموم العقارب، الذي يمد الإنسان بسلاح مقارعة الزمان والانتصار عليه ـ وهو مايؤديه الشطر الثاني .
كيد الضعيف هذا ـ وقد حدد على هذا النحو ـ يقابل المطلق الزمان الذي جاء بهيئة مجملة ،وجمالية التقابل في هذه الفكرة غير المحسوبة،من أن المطلق قد يكون مقابلاً لأبسط مقيد..الإنسان ،يمكن أن يبالي وحسب بعد وغير محدد، وإنما قد يؤخذ المرء من مأمنه...وهكذا فإن الشطرين على المستويين النفسي والفني لم يسيرا على وتيرة واحدة..فالزمان في اختصار قد يكون كيد الضعيف لايؤبه به ولايعمل له حساب..
من البديهي أن تتواتر الأدلة والبراهين،التي تؤكد قدرة الضعيف على الاجتياح وفعل الضر، وتواتر هذه الأدلة والبراهين دليل على أن ماهو سار في الناس أن الإنسان إنما يحتشد لمواجهة الأخطار الكبار وغوائل الأيام الدواهي، أما صغائر الأمور فإنه لحقارتها تصبح غير ذات خطر ولا يعمل لها حساب ، ولذا فإن الأحداث ـ لاريب ـ تؤكد حميمية العلاقة بين الصغير والكبير،ولقد جاهد سلفنا من الحكماء أن يثبتوا البراهين التي تؤكد أن مستعظم النار من مستصغر الشرر وإذا كانت الأفاعي تموت من سموم العقارب ،فإن عرش بلقيس العظيم هدمه هدهد، وسد مأرب الخطير دمره فار:
فق هد قدماً عرش بلقيس هدهد
واخرب فار قبل ذا سد مأرب
ولنذكر أننا أمام نص شعري،لنتسائل في تكوين الأسطورة دليلاً أو برهاناً، إن مايلفت النص الانتباه اليه هو ضرورة الأخذ بالحكمة في مواجهة الأيام، وفي هذا السياق ،فإن الأيام أو الزم يعني العمر عمر الإنسان الذي ينبغي أن لايفرط الإنسان فيه باعتباره رأس المال الجدير بالحفظ وأن لاينفق إلا فيما هو مفيد:
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز
عليه من الانفاق في غير واجب
ويدخل في السياق ذاية ضرورة اليقظة والانتباه للزمن، الذي يتغير ويتبدل ويأتي بالعجائب فليس من طبع الليالي الأمان والليالي يلدن كل عجيب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك
يكر علينا جيشه بالعجائب
صراع محتدم ومعركة مستمرة قطبها الزمن،تحشد جيوشها، للنيل من هذا الإنسان الغافل الذي ليس أمامه إلا أن يستيقظ ويحفز كل قواته ،ويحشد امكاناته لمواجهة الزمان المتربص اليقظ الذي لاينام ولا يفتر من عداء ساخر وشرس مخيف!!
ويمضي النص في اسناد مركزية الفكرة بما يوائم الجو العام:
وماراعني عذر الشباب لأنني
أنست بهذا الخلق من كل صاحب
وغدر الفتى في عهده ووفائه
وغدر المواضي في بنو المضارب
فالمنتبه اليقظ الحليم لايبالي بغدر الشباب ،وإذا كان غدر الإنسان يكمن في نقضه العهد وعدم وفائه به ،فإن غدر المواضي ،من السيوف القواطع في البواتر الضوارب،يكون عندما تنبو فلا تقطع وهنا تتلابس المعطيات، فالزمن سيف غادر، لكنه لايغدر إلا بالمتساهل الغافل،أما اليقظ فإنه ينبو عنه فلا يصاب بمكروه..والتزام الفتى بالعهد،هو استذكاره الزمن والاحساس به.
وإذا كان النص مركباً من أبنية كثيرة فإن هذه الأبنية قد استطاعت أن تقدم تجربة شعرية متكاملة كانت في ذروتها عند متلقيها القدماء ولم تعقد بريقها بالكامل عند المعاصرين لأنها ترتبط بتجربة مثيرة على مر الأيام،هي تجربة الأيام ذاتها.