شموخ وحضارة وتراث ضارب في أعماق الزمن
بعد 20 عاما من عمليات الترميم .. قلعة بهلاء تعود من جديد كوجهة سياحية تراثية نابضة بالفن المعماري العماني
القلعة التاريخية اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه وتسجيله ضمن منظومة التراث العالمي
[ATTACH=CONFIG]101050[/ATTACH]
مؤمن بن قلم الهنائي :
تعود قلعة بهلاء مجددا لواجهة النور ليس بعد اختفاء بل بعد مخاض من الترميم والتطوير في اروقة القلعة وجدرانها التي صمدت في وجه الزمن منذ عقود بعيدة فبعد مضي نحو عشرين عاما من أعمال الترميم لواحد من أهم وأبرز المواقع التراثية و التاريخية في السلطنة وبعد ان أنهت وزارة التراث والثقافة ترميم قلعة بهلاء التاريخية حيث تكتسب القلعة أهميتها من ذلك البعد التاريخي لتشييدها الذي يعود الى عصور ما قبل الاسلام كما تعد تعد اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه و تسجيله ضمن منظومة التراث العالمي وذلك في عام 1987م حيث تكتسب القلعة أهميتها من ذلك البعد التاريخي لتشييدها الذي يعود الى عصور ما قبل الاسلام ، و هي تعد اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه و تسجيله ضمن منظومة التراث العالمي و ذلك في عام 1987م .
وتقع قلعة بهلاء وسط المدينة القديمة التي تلفها النخيل ،وقد بنيت على تلة صخرية ، وهي نموذج لقلاع الطين التي أبدع العماني في إنشائها وهي قلعة كبيرة الحجم ، بها ستة أبراج وستة أبار لمياه الشرب أهم أجزائها وأقدمها القصبة وهي كبيرة الحجم ، متقنة البناء ، عالية الإرتفاع وفي القلعة أيضا بيت الحديث الذي أستخدم كمقر للوالي ، وغرف بيت الجبل الذي أقيم فيه متحفا خصص للتعريف بالجامع الكبير الواقع خلف القلعة وعرض مكتشفاته الأثرية وبيت قائد العساكر ، كما تضم القلعة مرافق خدمية اخرى ، ومجالس للضيوف ومسجدين ، وقد اتخذ حكام النباهنة من هذه القلعة مقراً لإقامتهم عندما كانت بهلاء عاصمة لعمان في بعض فترات حكمهم .
وتعد قلعة بهلاء أول محمية للتراث الثقافي في سلطنة عمان حيث أدرجت في عام 1987م في قائمة التراث العالمي وتأريخ تشييد قلعة بهلاء غير محدد ، إلا أن الحفريات الأثرية التي أجرتها وزارة التراث والثقافة في الأعوام 1993 و1998و عام 2006م ، قدمت لنا من خلال المعثورات الأثرية بأن تأريخ إستيطان الموقع يعود للألف الأول قبل الميلاد ويرجح بناء القلعة في الفترة التي سبقت الإسلام وقد تمت إظافة الأجزاء الأخرى اليها لاحقا وبالأخص في عهد اليعاربة وبقيت قلعة بهلاء مقرا للحكم ولإقامة العساكر وكحامية للبلد وأقدم من شغل هذه القلعة .
كما تذكره لنا المصادر التأريخية أحمد بن هلال في أوائل القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي عند دخولك القلعة من بوابتها الرئيسية تمر وسط ممر يعرف محليا بالصباح ومنها الى فناء مفتوح وسط القلعة هنا بامكانك أن تلاحظ كيف بنيت مباني القلعة على تلة صخرية غير منتظمة فيما يبرز نتوء صخري وسط الأبنية وهو ما يمثل تحد للمعماري العماني الذي إستطاع أن يطوع الموقع لأغراضه وهو ما نشاهده أيضا في قلعة نخل وقلعة الرستاق على سبيل المثال ونستطيع أن نجمل أقسام القلعة فيما يلي :
أولا: الجزء القديم وتعرف بالقصبة وهي أقدم أجزاء قلعة بهلاء ويطلق عليها البعض القلعة القديمة وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية ، وتأخذ الشكل المستطيل تقريبا ، وإذا نظرنا اليها منفردة عن باقي الأجزاء نلاحظ استقلاليتها بدفاعاتها.
ثانيا: بيت الجبل ويأخذ امتداد الزاوية الجنوبية الغربية ويرجع تاريخ إنشائه "للقرن 12هـ / القرن 18م" وقد أقامت وزارة التراث والثقافة متحفا في بعض غرف بيت الجبل للتعريف بالجامع الكبير للواحة الواقع خلف القلعة ويعرض المتحف القطع الأثرية التي أكتشفت في الحفريات الأثرية ومنها كنز العملات وشرحا مصورا عن محرابه المزخرف بالجص وأهمية النصوص التي كشفت في أعمدته.
ثالثا : البيت الحديث ويمتد بين القصبة وبيت الجبل ويعود البيت الحديث لفترة حكم اليعاربة في عمان وقد كان الوالي وأسرته يقيم في غرف هذا الجزء من القلعة .
رابعا : بيت القائد ويقصد به قائد عساكر القلعة كما تضم القلعة ( مجلسين ) ومسجدين أحدهما في وسط الفناء الذي يتوسط مباني القلعة والآخر صغير في الجزء القديم المسمى بالقصبة.
ويقع المدخل الرئيسي للقلعة أو ما يعرف بالصباح بين بيت الجبل وبيت الحديث وهو مزود بسقاطات للزيت أو الماء أو العسل المغلي وبه مصاطب لجلوس الحرس الذين يصطفون على جانبي الصباح من الداخل وإن الدخول الى قلعة بهلاء يتطلب المرور عبر ثلاثة بوابات ولكل من هذه البوابات إستحكاماته الدفاعية التي تعيق المهاجمين حيث توجد سقاطات صب الزيت أو الماء أو العسل المغلي على المهاجمين ، كما زودت أبراج القلعة وأسوارها وسواتر الأسطح بمرامي السهام والبنادق والتي شكلت من الداخل بإسلوب يمنح الراحة للمراقبين ويصعب في ذات الوقت مشاهدتهم من الخارج .
ورغم أن قلعة بهلاء كما ذكرنا أستعملت إستعمالا دفاعيا وعسكريا في المقام الأول ، إلا أن النواحي الفنية والجمالية لم تغب عن أذهان العماني ، حيث تنتشر الزخارف في بواباتها ، وأسقفها الخشبية. إلا أن ما يشد النظر في هذه القلعة الزخارف الجصية التي غطيت بها بعض الحوائط في الجزء القديم منها و زودت القلعة بستة آبار لمياه الشرب ، وقد كانت مياه إحدى تلك الآبار ترفع لتصب في قناة تمر المياه عبرها الى مزارع النخيل الواقعة أمام القلعة.ان الناظر لقلعة بهلاء بصمودها وشموخها فانه يناظر التاريخ بتجلياته ويستشرف عبر نوافذ القلعه وجنباتها فنون الهندسه المعماريه وروعة الابداع العماني في تجسيد التراث عبر قلاع وحصون شواهد لعظمة الحضارات العمانيه وصلابة الاجداد ولا شك ان القلعه ببعدها السياحي والتراثي ينتظر ان تكون وجهة للسياح ومقصدا حيويا لقراءة التاريخ عبر حقبه التليدة.
بعد 20 عاما من عمليات الترميم .. قلعة بهلاء تعود من جديد كوجهة سياحية تراثية نابضة بالفن المعماري العماني
القلعة التاريخية اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه وتسجيله ضمن منظومة التراث العالمي
[ATTACH=CONFIG]101050[/ATTACH]
مؤمن بن قلم الهنائي :
تعود قلعة بهلاء مجددا لواجهة النور ليس بعد اختفاء بل بعد مخاض من الترميم والتطوير في اروقة القلعة وجدرانها التي صمدت في وجه الزمن منذ عقود بعيدة فبعد مضي نحو عشرين عاما من أعمال الترميم لواحد من أهم وأبرز المواقع التراثية و التاريخية في السلطنة وبعد ان أنهت وزارة التراث والثقافة ترميم قلعة بهلاء التاريخية حيث تكتسب القلعة أهميتها من ذلك البعد التاريخي لتشييدها الذي يعود الى عصور ما قبل الاسلام كما تعد تعد اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه و تسجيله ضمن منظومة التراث العالمي وذلك في عام 1987م حيث تكتسب القلعة أهميتها من ذلك البعد التاريخي لتشييدها الذي يعود الى عصور ما قبل الاسلام ، و هي تعد اول معلم تراثي عماني يتم ادراجه و تسجيله ضمن منظومة التراث العالمي و ذلك في عام 1987م .
وتقع قلعة بهلاء وسط المدينة القديمة التي تلفها النخيل ،وقد بنيت على تلة صخرية ، وهي نموذج لقلاع الطين التي أبدع العماني في إنشائها وهي قلعة كبيرة الحجم ، بها ستة أبراج وستة أبار لمياه الشرب أهم أجزائها وأقدمها القصبة وهي كبيرة الحجم ، متقنة البناء ، عالية الإرتفاع وفي القلعة أيضا بيت الحديث الذي أستخدم كمقر للوالي ، وغرف بيت الجبل الذي أقيم فيه متحفا خصص للتعريف بالجامع الكبير الواقع خلف القلعة وعرض مكتشفاته الأثرية وبيت قائد العساكر ، كما تضم القلعة مرافق خدمية اخرى ، ومجالس للضيوف ومسجدين ، وقد اتخذ حكام النباهنة من هذه القلعة مقراً لإقامتهم عندما كانت بهلاء عاصمة لعمان في بعض فترات حكمهم .
وتعد قلعة بهلاء أول محمية للتراث الثقافي في سلطنة عمان حيث أدرجت في عام 1987م في قائمة التراث العالمي وتأريخ تشييد قلعة بهلاء غير محدد ، إلا أن الحفريات الأثرية التي أجرتها وزارة التراث والثقافة في الأعوام 1993 و1998و عام 2006م ، قدمت لنا من خلال المعثورات الأثرية بأن تأريخ إستيطان الموقع يعود للألف الأول قبل الميلاد ويرجح بناء القلعة في الفترة التي سبقت الإسلام وقد تمت إظافة الأجزاء الأخرى اليها لاحقا وبالأخص في عهد اليعاربة وبقيت قلعة بهلاء مقرا للحكم ولإقامة العساكر وكحامية للبلد وأقدم من شغل هذه القلعة .
كما تذكره لنا المصادر التأريخية أحمد بن هلال في أوائل القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي عند دخولك القلعة من بوابتها الرئيسية تمر وسط ممر يعرف محليا بالصباح ومنها الى فناء مفتوح وسط القلعة هنا بامكانك أن تلاحظ كيف بنيت مباني القلعة على تلة صخرية غير منتظمة فيما يبرز نتوء صخري وسط الأبنية وهو ما يمثل تحد للمعماري العماني الذي إستطاع أن يطوع الموقع لأغراضه وهو ما نشاهده أيضا في قلعة نخل وقلعة الرستاق على سبيل المثال ونستطيع أن نجمل أقسام القلعة فيما يلي :
أولا: الجزء القديم وتعرف بالقصبة وهي أقدم أجزاء قلعة بهلاء ويطلق عليها البعض القلعة القديمة وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية ، وتأخذ الشكل المستطيل تقريبا ، وإذا نظرنا اليها منفردة عن باقي الأجزاء نلاحظ استقلاليتها بدفاعاتها.
ثانيا: بيت الجبل ويأخذ امتداد الزاوية الجنوبية الغربية ويرجع تاريخ إنشائه "للقرن 12هـ / القرن 18م" وقد أقامت وزارة التراث والثقافة متحفا في بعض غرف بيت الجبل للتعريف بالجامع الكبير للواحة الواقع خلف القلعة ويعرض المتحف القطع الأثرية التي أكتشفت في الحفريات الأثرية ومنها كنز العملات وشرحا مصورا عن محرابه المزخرف بالجص وأهمية النصوص التي كشفت في أعمدته.
ثالثا : البيت الحديث ويمتد بين القصبة وبيت الجبل ويعود البيت الحديث لفترة حكم اليعاربة في عمان وقد كان الوالي وأسرته يقيم في غرف هذا الجزء من القلعة .
رابعا : بيت القائد ويقصد به قائد عساكر القلعة كما تضم القلعة ( مجلسين ) ومسجدين أحدهما في وسط الفناء الذي يتوسط مباني القلعة والآخر صغير في الجزء القديم المسمى بالقصبة.
ويقع المدخل الرئيسي للقلعة أو ما يعرف بالصباح بين بيت الجبل وبيت الحديث وهو مزود بسقاطات للزيت أو الماء أو العسل المغلي وبه مصاطب لجلوس الحرس الذين يصطفون على جانبي الصباح من الداخل وإن الدخول الى قلعة بهلاء يتطلب المرور عبر ثلاثة بوابات ولكل من هذه البوابات إستحكاماته الدفاعية التي تعيق المهاجمين حيث توجد سقاطات صب الزيت أو الماء أو العسل المغلي على المهاجمين ، كما زودت أبراج القلعة وأسوارها وسواتر الأسطح بمرامي السهام والبنادق والتي شكلت من الداخل بإسلوب يمنح الراحة للمراقبين ويصعب في ذات الوقت مشاهدتهم من الخارج .
ورغم أن قلعة بهلاء كما ذكرنا أستعملت إستعمالا دفاعيا وعسكريا في المقام الأول ، إلا أن النواحي الفنية والجمالية لم تغب عن أذهان العماني ، حيث تنتشر الزخارف في بواباتها ، وأسقفها الخشبية. إلا أن ما يشد النظر في هذه القلعة الزخارف الجصية التي غطيت بها بعض الحوائط في الجزء القديم منها و زودت القلعة بستة آبار لمياه الشرب ، وقد كانت مياه إحدى تلك الآبار ترفع لتصب في قناة تمر المياه عبرها الى مزارع النخيل الواقعة أمام القلعة.ان الناظر لقلعة بهلاء بصمودها وشموخها فانه يناظر التاريخ بتجلياته ويستشرف عبر نوافذ القلعه وجنباتها فنون الهندسه المعماريه وروعة الابداع العماني في تجسيد التراث عبر قلاع وحصون شواهد لعظمة الحضارات العمانيه وصلابة الاجداد ولا شك ان القلعه ببعدها السياحي والتراثي ينتظر ان تكون وجهة للسياح ومقصدا حيويا لقراءة التاريخ عبر حقبه التليدة.
عندما يصنع التاريخ شاب لم يتجاوز عمره " 25 " ربع قرن من الزمان
هنا نقول انه تعدى مرحلة " الاسطورة " الكروية الى " المعجزة "
" ليونيل ميسـي "
: 
: 
: