السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
حينما تكون قابعا بين جسدين , فلا الأول يقبلك ولا الثاني تقبله , حينها تكون أنت لست أنت , أو لعلنا نزيد الفلسفة حينا فنقول أن واحديتك مرفوضه على حسب النظرية الأفلاطونية .
حينها يا عزيزي لا يبقى أمامك إلا أن تشحت ذاتك أو تقبل كسرات الخبز التي ألقتها عليك الشخصية التي كنت تمقتها !
وإستخدامنا للماضي (في كنت) له دور في إظهار معانٍ خفية لا نملك إلا أن نسترق التلميح لها , فالمعلوم للقراء أن الملتجئ لا يلعن سيده ومعينه وإن كان السيد لا يملك إلا تلك الكسرات القذره , فالفقر والقذارة سمتان متعلقتان بالحظ والقدر , ولا نجرؤ نحن على مناقشة القدر .
فإن لابد وكان من اللعن فالصدور أهدى سبيلاً وأصح مكاناً لذاك النوع من التذمر الوقح .
ونعود أيها القراء لتلك التي ترفضك وإن كان بقليل من القهوة كنوع من الضيافة التي أزعجتنا النخوة العربية بها , قاتل الله الكذب , تقبلك أحيانا (( كعابر سبيل ))
وتتعذر دوما في أن جدولها مليء وأنت تفهم حينها أن ذلك الجدول هو من تلك الأنواع التي لا تقبل سوى الواحد , وعدنا يا عزيزي القارئ إلى أنك صفر !
تلك الذات التي تزعجها دوما بزياراتك الغير مستحبة من الذوات التي تنام عند التاسعة, وفي الصباح المبكر لا تقبل أن تفيق إلا على صوت فيروز !
فأرستقراطيتها تلك المتكبره ( واللعن في هذه الحالة مباح ) لا تقبل إلا أن تكون فيروزية , والناظر إليها أيضا لا يقبل منها أن تخطئ ولو سهواً بسماع شعبان عبدالرحيم فذلك تعديٍ على حقوق الكمال وصفات الطبقات التي تعب الفرنسيون إيما تعب في طرحها !
ودعنا منها تلك المتشدقة بأقوال القدماء وثقافة العظماء , ولنعد للصفر ذاك ..
وبينما أنت قابع عند تلك الفقيره تحاول دوما إنتهاز الفرصة لتجلس على كرسي الحاشية في حضرة تلك المتفرعنة بعظمتها.
فذاتك في هذه الحالة أقذر من كسرات الخبز التي تنثرها تلك الساذجة وأخبث من الأسماء التي تطرح على جدول تلك المتزندقة .
وحينما تحاول قدر أستطاعتك أن توازن بين هروبك من الأولى واشتياقك للثانية وتضع لنفسك مكانا بينهما حتى لا يأتي مزعج مثلي ويبدأ في الصراخ أمام العامة أنك (( بو وجهين ))
على علمك بما تثيره هذه الصيغة في رجل الشارع البسيط من إحتقار لصاحبها , حينها يا عزيزي تحاول قد أستطاعتك أن تعامل البشر كل على هواه فتأخذ من الفقيرة لتمثل حالة التصوف أمام أحباب الرسول , وتشحت من الأخرى المتعنترة التي أكثرنا في الكيد لها اليوم صفات الكمال في اللباقة والشوكة والسكين !
فتكون حينها يا عزيزي مسيطرا على الموقف بيديك وقدميك إلى أن يأتي يوم وتمسك القلم لتكتشف أنك في النهاية لست صفراً بل في الحقيقة سالب واحد !
