أعانك الله على ماابتلاك به، ليمحص إيمانك وثباتك، قصتك جد محزنة، وهي باختصار لسان حال السواد الأعظم من الجمهور الطيب المسكين من أبناء معظم الأقطار العربية من الطبقة المستورة.
هؤلاء فقط من لايجدون أمامهم سوى المصحات الحكومية، يدخلونها على أقدامهم، ويخرجون منها للقاء من لابد من لقاءه. أما الميسورون فعند أهون ألم يلم بهم يطيرون للندن وباريس والميدكال سنتر، وغالبا على حساب الدولة.
قصتك ليست عمانية فحسب، بل تري معناة الانسان العربي، الذي لايحق له أن يمرض، لأن المرض أضحى ترفا وقفا على ميسوري الحال.
المستشفيات بكل الأقطار العربية خاصها وعامها تروي مجلدات لما نرزح تحته من التسيب والاهمال والفساد وقلة التجهيز. بل إنها تحاكي غالبا ضروبا من السجون، يعاقب فيها المرضى على جريمة المرض، وتختلف العقوبات قسوة ورأفة باختلاف قسوة قلوب الجلادين.
لا أفهم أيضا موقف وزارة الصحة المبهم، وماذا لوسلموا الملف للجهات المعنية بالأمر؟ خاصة وألأمر مر علية عقود، هل هناك شخصيات متورطة لا يجوز البوح بها؟
لا أعتقد أنك ستجد لدى سلطانك أذنا صاغية، هذا إن وصل الأمر له أساسا، ولا أخاله سيحفل بالأمر لو علم به، وسيحيله على أحسن تقدير لشخص من بلاطه يحيله بدوره لأقل منه درجة وهكذا دواليك حتى يستقر الأمر بين يدي من أنت على خلاف معهم من الأساس، ويبحثون عن الملف ويخبروك أن الجرذان قد أكلته، أمحاربها أنت إذنا؟
وكل أمرك لله، وإن كنت على بينة من أمرك وتعلم أسماء المقصرين فتقدم للقضاء. لأن القضاء مختص بهذه الأمور لا السلطان والوالي.
أعانك الله على مصابك، وعسى أن تجد صرختك المفجوعة أذنا صاغية، وتدق ناقوس خطر، ولعلك بهذا تنقذ أرواح أبرياء آخرين يضلون طريقهم برغمهم لمستشفيات الوطن العربي، والسلام عليكم.