في ذكري استشهاد الامام الرضا ( ع)

    • في ذكري استشهاد الامام الرضا ( ع)

      سبب سم المأمون الرضا عليه ‏السلام الفهرس
      قال المفيد في الإرشاد : كان الرضا علي بن موسى يكثر وعظ المأمون إذا خلا به و يخوفه الله و يقبح له ما يرتكب من خلافه فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه و يبطن كراهته و استثقاله قال المفيد و أبو الفرج : و دخل الرضا عليه‏ السلام يوما عليه فرآه يتوضأ للصلاة و الغلام يصب على يده الماء فقال عليه‏ السلام يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا قال المفيد فصرف المأمون الغلام و تولى تمام وضوئه بنفسه و زاد ذلك في غيظه و وجده و كان الرضا يزري على الحسن و الفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما و يصف له مساويهما و ينهاه عن الإصغاء إلى قولهما و عرفا ذلك منه فجعلا يحطبان عليه عند المأمون و يذكران له عنه ما يبعده منه و يخوفانه من حمل الناس عليه فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه و عمل على قتله و قال أبو الفرج اعتل الرضا علته التي مات فيها و كان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري عليهما و ينهى المأمون عنهما و يذكر له مساويهما (اه) .
      أما الكليني فليس في كتابه رواية تدل على أنه مات مسموما كما أنه لم يذكر في أبيه موسى بن جعفر أنه مات مسموما مع اشتهار أمره بذلك بل اقتصر على أنه مات في حبس السندي بن شاهك .
      و في كشف الغمة : بلغني ممن آثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس كان لا يوافق على أن المأمون سم الرضا و لا يعتقده و كان كثير المطالعة و التنقيب و التفتيش على مثل ذلك و الذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه و ميله إليه و اختياره له دون أهله و أولاده مما يؤيد ذلك و يقرره»اه«.
      قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص و ظاهره أنه نقله عن أبي بكر الصولي في كتاب الأوراق : و زعم قوم أن المأمون سمه و ليس بصحيح فإنه لما مات علي توجع له المأمون و أظهر الحزن عليه و بقي أياما لا يأكل طعاما و لا يشرب شرابا و هجر اللذات»اه« و يأتي تفصيل الحال في ذلك.
      قال المفيد : بعد ما ذكر أن المأمون عمل على قتل الرضا عليه‏ السلام فاتفق أنه أكل هو و المأمون طعاما فاعتل منه الرضا عليه‏ السلام و أظهر المأمون تمارضا و قال أبو الفرج اعتل الرضا فجعل المأمون يدخل إليه فلما ثقل تعلل المأمون و أظهر أنهما أكلا عنده طعاما ضارا فمرضا»اه«.
      (أقول) كلام المفيد يدل على أنه كان قد سمه في ذلك الطعام فتمارض المأمون ليوهم الناس أن مرض الرضا من الطعام الضار لا من السم و لكن عبارة أبي الفرج تدل على أن الطعام لم يكن مسموما و إنما كان السم في غيره مما يأتي لكن المأمون أظهر أن المرض من أكل الطعام الضار و لعل ذلك أقرب إلى الصواب. قال أبو الفرج : و لم يزل الرضا عليلا حتى مات ، و اختلف في أمر وفاته و كيف كان سبب السم الذي سقيه، ثم قال المفيد و نحوه أبو الفرج فذكر محمد بن علي بن حمزة عن منصور بن بشير عن أخيه عبد الله بن بشير قال أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة و لا أظهر لأحد ذلك ففعلت ثم استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي و قال لي اعجن هذا ليديك جميعا ففعلت ثم قام و تركني و دخل على الرضا عليه‏ السلام فقال ما خبرك قال له أرجو أن أكون صالحا قال له و أنا اليوم بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم قال لا فغضب المأمون و صاح على غلمانه و قال للرضا فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغنى عنه ثم دعاني فقال ائتنا برمان فأتيته به فقال لي أعصره بيديك ففعلت و سقاه المأمون الرضا بيديه فشربه فكان ذلك سبب وفاته و لم يلبث إلا يومين حتى مات عليه‏ السلام قال محمد بن علي بن حمزة عن أبي الصلت الهروي قال دخلت على الرضا عليه‏ السلام و قد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها أي سقوني السم و جعل يوحد الله و يمجده قال محمد بن علي و سمعت محمد بن الجهم يقول كان الرضا عليه‏ السلام يعجبه العنب فأخذ له منه شي‏ء فجعل في مواضع أقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه و جي‏ء به إليه فأكل منه و هو في علته التي ذكرناها فقتله و ذكر أن ذلك من لطيف السموم.
      (قال المؤلف) : فيكون قد سمه المأمون في أثناء علته.و الذي يقتضيه ظاهر الحال أن المأمون لما رأى اختلال أمر السلطنة عليه ببيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي و كان سبب ذلك بيعته للرضا بولاية العهد و كان الناس ينسبون ذلك إلى الفضل بن سهل و كان الفضل يخفي اضطراب المملكة عن المأمون خوفا من هذه النسبة و لأغراض أخر سواء كانت النسبة صحيحة أو باطلة فخاف المأمون ذهاب الملك من يده و رأى أنه لا يكف عنه سوء رأي الناقمين فيه إلا قتل الفضل و الرضا فبعث إلى الفضل من قتله في حمام سرخس و دس السم إلى الرضا فقتله.
      و سواء قلنا أن بيعة المأمون للرضا كانت من أول أمرها على وجه الحيلة كما مر عن المجلسي أو قلنا إنها كانت عن حسن نية لا يستبعد منه سم الرضا فإن النيات يطرأ عليها ما يغيرها من خوف ذهاب الملك الذي قتل الملوك أبناءهم و إخوانهم لأجله و السبب الذي دعا المأمون إلى قتل الفضل هو الذي دعاه إلى سم الرضا فقتله للفضل الذي لا شك فيه يرفع الاستبعاد عن سمه الرضا بعد ورود الروايات به و نقل المؤرخين له و اشتهاره حتى ذكرته الشعراء قال أبو فراس الحمداني :
      باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته و أبصروا بعض يوم رشدهم فعموا
      عصابة شقيت من بعد ما سعدت و معشر هلكوا من بعد ما سلموا
      و قال دعبل في رثاء الرضا عليه‏ السلام :
      شككت فما أدري أ مسقي شربة فأبكيك أم ريب الردى فيهون‏
      أيا عجبا منهم يسمونك الرضا و تلقاك منهم كلحة و غضون
      و قوله شككت و إن كان ظاهره عدم العلم إلا أن قوله و تلقاك منهم كلحة و غضون كالمحقق لذلك.و غضون الجبهة ما يحدث فيها عند العبوس الطي.

      بعض مراثي الرضا عليه‏ السلام الفهرس
      في المناقب قال دعبل بن علي يرثيه:
      يا حسرة تتردد و عبرة ليس تنفد
      على علي بن موسى بن جعفر بن محمد
      و روى الشيخ في المجالس بسنده عن محمد بن يحيى بن أكثم القاضي عن أبيه قال أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي و أمنه على نفسه و استنشده قصيدته الكبيرة فجحدها فقال لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك فقال (و هذا منتخبها) :
      يا أمة السوء ما جازيت أحمد في حسن البلاء على التنزيل و السور
      لم يبق حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان و لا بكر و لا مضر
      ألا و هم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر
      قتلا و أسرا و تخويفا و منهبة فعل الغزاة بأهل الروم و الخزر
      أرى أمية معذورين إن قتلوا و لا أرى لبني العباس من عذر
      قوم قتلتم على الإسلام أولهم حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر
      إربع بطوس على قبر الزكي بها إن كنت تربع من ين على وطر
      قبران في طوس خير الناس كلهم و قبر شرهم هذا من العبر
      ما ينفع الرجس من قرب الزكي و ما على الزكي بقرب الرجس من ضرر
      هيهات كل امرئ رهن بما كسبت له يداه فخذ ما شئت أو فذر

      تذهيب قبة الرضا عليه ‏السلام الفهرس
      جاء الشاه عباس الأول ماشيا على قدميه من أصفهان إلى خراسان و أمر بتذهيبها من خالص ماله في 10 سنة 1010 و تم في 10 سنة 1016 .