الفلوجه تقدم اعظم الدروس

    • الفلوجه تقدم اعظم الدروس

      الفلوجه تقدم أعظم الدروس

      .. مدينة عربية واحدة ضربت اروع الامثله وقدمت أعظم الدروس في مقاومتها الباسله من أجل استرداد حقوقها المشروعه ، لتعلن ان حقوقها لا بد ان تعود طالما استمرت مقاومتها واستمرت المطالبه بها مؤمنة بعدالة قضيتها تستمد منها قوة العزيمة والاصرار ، دافعة شلالات من الدماء الطاهرة ، دماء الشهادة والعيش الكريم .
      لقد قدم أبناء الفلوجه خلال ستة ايام من الحصار الجائر (600) من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين ، وذلك بعد الرد الانتقامي الذي قامت به قوات الاحتلال الامريكي بعد مقتل اربعة من العملاء الامريكيين والتمثيل بجثثهم من قبل بعض الماره والذي ادانته جميع الاطياف العراقيه والعربيه وابناء المدينة نفسها ، لكن كل ذلك لم يكن كافيا للولايات المتحدة الامريكيه لتصب جام غضبها على مدينه باكملها في رد انتقامي متسرع لا يفترض ان يتم من قبل اقوى دوله على وجه الارض حاليا ، وتنفيذ عقاب جماعي شمل الاطفال والنساء والشيوخ في تلك المدينه ، وتتحول المدينة في عدة ايام الى منطقه منكوبه ومدمره في كل بناها جراء الصواريخ وقذائف الطائرات المتنوعه والقنابل العنقودية التي اتت على كل شيء في هذه المدينة بعد ان طوقتها قوات الاحتلال ولا زالت تطوقها رافضة وصول أي مساعدات ومواد أغاثه من قبل ابناء الرافدين لأغاثة اشقائهم في الفلوجه ، بل ان طواقم الاسعاف في اليومين الاولين لم يتمكنا من الوصول الى الجرحى والشهداء ، في عمليه قرصنه عالميه تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية والتي جاءت الى العراق بهدف تحريره ، لذا فقد اتضحت مشاهد التحرير الان اكثر من أي وقت مضى بعد ان أصبحت جثث العراقيين سليلي الحضارات وابناء الرافدين ملقاة في الشوارع تنهشها الضواري ، لم تجد في هذه الحريه حتى مواراة الثرى ، حيث المقابر لم تتسع والمستشفيات ايضا كذلك فقد اصبحت الحالة في الفلوجة تمثل الحالة في سائر المدن العراقية ، الا انه رغم جسامة الخطر الذي داهم الفلوجة لم يقف ابناءها مكتوفي الايدي ينتظرون قوات الاحتلال اقتحام المدينة وتدنيس شرفهم وعرضهم بل هبوا جميعا هبة الابطال الميامين لتلقين الاحتلال واحدة من الملاحم العربية والاسلامية لم يألفها الاستكبار العالمي في وقت قريب وانزال حسائر فادحة في صفوفهم مما استدعى منها طلب وقف لاطلاق النار مع المقاتلين الابطال في هذه المدينة .
      لقد شهدت قوات التحالف في العراق اسبوعا عاصفا لم يكن في الحسبان ، مما دعا بقادة تلك القوات طلب مزيدا من التعزيزات لمواجهة الموقف العملياتي الجديد في العراق لا سيما بعد التحام جميع ابناء العراق في لحمة واحدة ونزول جماعة جيش المهدي بزعامة السيد مقتدى الصدر الى الساحه لاعطاء المقاومة العراقيه مزيدا من الصمود والدعم ، ولتستمر مواجهة الاحتلال على جبهتين ويسيطر ابناء العراق العظيم على بعض المدن لاعلان ميلاد جديد للمقاومة تشترك فيها جميع الاطياف العراقيه السنية والشيعية ، وتشتعل المقاومة بقوه .
      لقد حاولت بعض القوى الخارجيه اشعال فتيل ازمة بين الطائفتين (السنية والشيعية) لمحاولة الايقاع بينهما وكانت المخططات والمحاولات ترسم بعناية فائقة ، وحدثت المجازر والعمليات الانتحاريه التي كانت تنسب للعراقيين انفسهم لكن ابناء الرافدين يثبتون في اكثر من موقف انهم شامخون فوق تلك الاستهدافات وانهم لحمة واحدة لا يعرفون تلك التفاهات التي لا تقدم لهم في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق ما يعزز به مقاومتهم بل تساموا فوقها وعرفوا انهم مستهدفون فيها وعرفوا ان العراقي الاصيل لن يقدم على ما يفرق الكلمة ويوحد الصف ، وادركوا مغزى تلك الاتهامات الخبيثة ، ولذلك فشلت تلك المحاولات والتي لا زالت مستمرة ، فلم يكفها ما قامت به في المجزرة التي راح ضحيتها السيد محمد باقر الحكيم واعدادا كبيرة من العراقيين بل لم يكفها ما قامت به يوم عاشوراء المحرم، بل لم يكفها عمليات الاغتيال التي استهدفت عدد من المرجعيات وأئمة السنه وأغتيال عدد من العلماء العراقيين والتي لم يكشف عنها حتى الان لا من قبل المنظمات الدولية ولا من قبل قوات الاحتلال، لتطال عدد من المنظمات الدوليه بهدف اخراجها من العراق وترك العراق يعيش في حالة من الفوضى كي لا يستقر له قرار، لتعلن تلك الحوادث عن وجود ايادي خفيه تحاول ان تبث الفتنة الطائفيه وتحاول تصفية العلماء العراقيين، وتحاول احداث مزيدا من الخسائر في العراق لكي لا يقوى العراق مستقبلا على العودة الى ركب الحضارات ، وهذه القوى وجدت الفرصه في أختراق العراق منذ سقوط بغداد وتدخل الى العراق بواسطة جوازات سفر اجنبيه وهي في حقيقتها تابعة لعناصر الموساد الاسرائيلية والاستخبارات الامريكية كما اعلنت عدد من المصادر الاعلاميه .
      لقد كان ابناء الرافدين يتدافعون مسرعين لتقديم المساعدات والعون لاشقائهم من السنة والشيعة فقدم السنة دمائهم بعد حادثة كربلاء الشهيره لاشقائهم الشيعة ، وخرج الشيعه في مسيرات ضخمة بمرافقة السنةلاغاثة ابناء الفلوجة المحاصرين وهكذا هم العراقيون يضربون دائما اروع المثل ، وهكذا تبعثرت اوراق اللعبه الصهيوامريكية واصبحت مراهنتهم خاسره ، ولذلك وجهوا هجومهم السافر على جماعة جيش المهدي واعلنوا ان السيد مقتدى الصدر معرضا للقتل او الاعتقال .
      وما أشبه ما حدث بالفلوجة العراقيه على ايدي قوات الاحتلال الامريكية بما حدث في جنين الفلسطينية على ايدي قوات الاحتلال الصهيونية عندما اجتاحت تلك المدينة وقصفت مخيمها في فبراير/2002! ، وما صمود الفلوجة العراقية الا احد الارتباطات الوثيقة مع صمود ابناء مخيم جنين !! في ملحمة رائعة من الصمود الاسطوري والتي يجب ان يحسب لها بدقه مستقبلا من قبل الطامعون في مقدرات هذه الامه وما تحركه الرمال الافغانيه الان من تحت اقدام الغزاة يعد ايضا مشهدا ثالثا يوجه رسالة بالغة بان هذه الامه صعبة المراس ولن تهدأ ابدا ما بقي الغرباء الطامعون فيها !!! ، ( ولعل قوات الاحتلال تستوعب معناها) .
      لقد قدمت الفلوجة ملحمة رائعة في التضحية والفداء وأعطت الدروس للعرب جميعا بان كرامة الانسان في الحياة الكريمة والذود عن الشرف والا فالموت انفع له من البقاء على وجه الارض ،وما قدمته الفلوجة يعد وسام فخر واعتزاز لنا جميعا ابناء الامة العربية والاسلامية ، ويعيد للاذهان تاريخ العرب والمسلمون الاوائل الذين خرجوا من ديارهم لصياغة تاريخهم وكتابته بدمائهم ، ورسالة لاولئك القادمون من وراء البحار والمحيطات بان العرب والمسلمون هم هكذا اذا تم استفزازهم ولن يهمهم ما يدفعوه من ثمن في سبيل كرامتهم، ورسالة للعرب ايضا بان التنازلات لا بد لها ان تقف .


      alqtiti@hotmail.com
    • فعلا ابناء الفلوجة ضربوا اروع الامثله في الشهادة ، ضربوا الامثلة العربية في كيفية مقاومة المحتل وجعله يشرب مرارات العذاب في اليوم الاف المرات .. فالامنية التي نتمناها بأن يتحد فعلا السنة والشيعة في طرد هؤلاء الكلاب التي تعوي من الخوف الان في ارض العراق العظيم ...