ثرثرة حول لينكس وسطح المكتب - جديد عبدالله المهيري

    • ثرثرة حول لينكس وسطح المكتب - جديد عبدالله المهيري

      يبدو أن العيد يريد أن يؤكد لي أنه لا يأتيني إلا بالمرض، في آخر كذا عيد زارني المرض مع العيد، مرة زكام ومرة البطن يتعب ثم حمى تلزمني الفراش والآن حمى، النشاط الوحيد الذي يمكنني ممارسته هو مشاهدة الفيديو أو التلفاز، يبدو أن التلفاز لا يحتاج لأي تفكير أو جهد، على أي حال، أريد أن أقضي وقتي في شيء مختلف لذلك هذا موضوع عن لينكس، وإن كنت لا تهتم بلينكس أو لا تعرف عنه الكثير فتجاوز هذا الموضوع، لا تضيع وقتك لأنك لن تجد فائدة هنا.

      تعدد الخيارات من أفضل مزايا لينكس وهي في نفس الوقت من أسوأ سلبياته كما يقول البعض، شخصياً أراها ميزة، في ماك وويندوز هناك سطح مكتب واحد وفي لينكس هناك العديد منها ويمكنك أن تجمع أدوات مختلفة لتشكل سطح مكتب خاص بك وهذا يحتاج لوقت وجهد لا يريد كثير من الناس بذلهما لذلك يكتفون بالخيارات المتوفرة والجاهزة في لينكس وهي كثيرة، المشكلة أن الخيارات الأساسية المعروفة تغيرت فأجبرت البعض على الانتقال لسطح مكتب آخر وقرأت لمن تخلى كلياً عن لينكس لينتقل إلى ماك وويندوز.

      لكي تفهم الوضع عليك أن تفكر بويندوز 7 وويندوز 8، واجهة ويندوز 7 لا تختلف كثيراً عن واجهة ويندوز 95، هناك زر بداية وهناك سطح مكتب وغيرها من التفاصيل المشتركة بين النظامين مع أن الفارق بينهما يزيد عن 10 سنوات، ويندوز 8 من ناحية أخرى يحوي واجهة مترو المختلفة جذرياً عن واجهة ويندوز 7 وهي الواجهة التي دار ولا زال يدور حولها نقاشات كثيرة ومن بينها نقاشات حول الخيار التالي لمن لا يريد ويندوز 7، البعض يقترح لينكس أو ماك والبعض يقترح البقاء في ويندوز 7، كما ترى التغيير الجذري في واجهة النظام أمر لا يريده كثير من الناس وفي نفس الوقت البقاء على الواجهة القديمة دون تقديم خصائص جديدة أمر سينتقده كثير من الناس.

      في عالم لينكس حدثت تغييرات جذرية في أسطح المكتب الرئيسية جعلت البعض يتخلى عنها لصالح أسطح مكتب تقليدية، كيدي مثلاً انتقل من الإصدار الثالث الثابت والقديم إلى الرابع الجديد والذي لا زال بحاجة لمزيد من التطوير، كثير من الناس وجدوا أنفسهم في بيئة جديدة غير مألوفة وافتقدوا خصائص الإصدار القديم وثباته ولذلك انتقلوا إلى خيارات أخرى.

      نظام أبونتو كان يعتمد على جنوم 2 وهذا الثنائي - أي أبونتو وجنوم 2 - كانا خياران مثاليان لكثير من الناس، أبونتو كان نظاماً سهل الاستخدام ويحوي كثيراً من البرامج وجنوم 2 سطح مكتب تقليدي يقدم ما يتوقع من أي سطح مكتب وكان من مميزاته أن عملية تطويره تنجز ببطء، ففي كل ستة أشهر هناك إصدار جديد يضيف بعض الخصائص الصغيرة ويصحح الأخطاء ويرفع الأداء لكنه لا يغير شيئاً بشكل جذري، هذا الأسلوب كان مناسباً لكثير من الناس لأنهم يريدون من بيئة سطح المكتب أن تكون بلا أي تغييرات جذرية، شخصياً كنت أتعامل مع جنوم 2 بسرعة عالية من خلال اختصارات لوحة المفاتيح وأصبحت الواجهة بعيدة عني ولا تقف في طريقي عند رغبتي في إنجاز أي عمل.

      حدث أمران غير كل هذا، مشروع أبونتو قرر تطوير واجهة خاصة به تسمى يونتي ومشروع جنوم قرر طرح جنوم 3 المختلف كثيراً عن جنوم 2، كثير من الناس لم يعجبهم ذلك بما فيهم لينوس تورفالدس مطور نواة لينكس الذي كان من قبل يستخدم كيدي لكن مع تغيره في إصداره الرابع اضطر إلى الانتقال إلى جنوم 2 ومع تغير هذا في الإصدار الثالث انتقل إلى Xfce وهو سطح مكتب تقليدي أصبح ملجأ كثير ممن لم يعجبهم جنوم 3.

      ظهرت مشاريع مختلفة لتقدم حلولاً مختلفة، منها Mate الذي هو جنوم2 لكن باسم مختلف، وهناك مشروع Cinnamon والذي هو جنوم 3 لكن بإضافات تجعله يعمل كجنوم 2.

      منذ بدأت هذه التغييرات في جنوم وأبونتو وهناك نقاشات كثيرة وآراء كثيرة حول الوضع الحالي لسطح المكتب في نظام لينكس:
      البعض يرى أن مشروع جنوم عزل نفسه عن مستخدميه ولم يهتم بآرائهم، شخصياً أوافق هذا الرأي.
      البعض يرى أن مشاريع سطح المكتب في لينكس وبالأخص يونتي وجنوم3 تحاول محاكاة أبل من خلال تقديم واجهة تناسب الحواسيب اللوحية أكثر مما تناسب الحواسيب المكتبية والنقالة.
      هناك من يرى أن مشاريع البرامج الحرة يجب أن تتوقف عن محاكاة أبل ومايكروسوفت وتسير في طريق مختلف كلياً لأنها مشاريع لا تهدف إلى الربح بل إلى تقديم حلول للمستخدمين وبالتالي ليس هناك مصلحة في محاولة منافسة شركات هدفها الأساسي هو الربح، أوافق هذا الرأي.
      يرى البعض أن مشاريع البرامج الحرة يجب أن تقدم الثبات والثقة على تطوير وإضافة الخصائص الجديدة، بمعنى آخر لا يجب على كل مشروع برنامج حر أن يطرح تطويرات جديدة، يمكن للبرنامج أن يصل إلى مرحلة نهائية لا يضيف بعدها أي خصائص جديدة وفي نفس الوقت يبقى حياً بتصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، أو يمكن للبرنامج الحر أن يقدم نسختان منه، واحدة ثابتة ومدعومة لسنوات عديدة وأخرى يمكن تطويرها وإضافة الخصائص الجديدة لها، هذا ما تفعله بعض المشاريع.
      في النهاية أرى أن الأمر في يد المستخدم، إما أن يستخدم القديم حتى يتوقف دعمه، أو يستخدم الجديد على ما فيه من سلبيات، أو ينتقل لسطح مكتب آخر، أو يجمع بنفسه أدوات مختلفة ليشكل سطح مكتب خاص به، أو يفعل ما فعله البعض: الانتقال إلى ويندوز أو ماك.




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري