تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟ مقال وتعليق

    • تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟ مقال وتعليق

      تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟
      جريدة الوطن الكويتية

      لم يكن استنفار المجاميع الأصولية الكويتية وبالذات جماعات الإسلام السياسي، كالإخوان المسلمين وحزب الله وغيرها من التجمعات السنية والشيعية، نقاباتها وشخصياتها وكتّابها لتمجيد زعيم حركة حماس في غزة عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته الصواريخ الإسرائيلية، إلا نتيجة طبيعية للثقافة الأصولية التي تتبناها تلك المجاميع، برغم المواقف السيئة لتلك الشخصية الفلسطينية ولحركته من حرب تحرير الكويت وحرب تحرير العراق. فتلك الثقافة، والتي انبثقت عنها أيضا مواقف الرنتيسي، تقوم على أساس أن القضايا والمصالح الإسلامية العليا تفوق في الأهمية أي مصلحة وطنية فرعية، وأن قضية فلسطين، التي وفق أدبياتهم المقدسة الواردة في إيديولوجيتهم الشمولية هي قضية المسلمين الأولى، تتصدر القضايا الأخرى ولو قفز الموقف بشأنها على المصالح القومية لكل بلد مسلم، فالمصلحة القومية الكويتية في اعتقادهم هي تابعة للقضية الفلسطينية وليست مستقلة عنها. على هذا الأساس باتت مواقف تلك المجاميع الأصولية شبيهة بالمواقف العروبية التي تجسدت في ثقافة وسياسة حاكم العراق المخلوع صدام حسين، والتي قامت على أساس أن المصلحة الإقليمية العروبية تفوق في أهميتها المصلحة القطرية، ولا مانع بالتالي من التضحية بالمصلحة القطرية في سبيل نصرة القضية العليا والمصلحة الأكبر و«تأديب» من يعترض على ذلك بل ومسحه من الخارطة وضمه إلى الآخر، وهو الأمر الذي تجسد بالنصرة العروبية والإسلاموية لاحتلال العراق للكويت عام 1990 ومعارضة حرب تحرير العراق عام 2003 لمجرد أن الذي قاد تلك الحربين هو الولايات المتحدة الأمريكية «نصيرة» إسرائيل و«عدوة» القضية الرئيسية العليا أي القضية الفلسطينية.
      فرغم أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدولة العبرية فيها الكثير من «المآخذ»، لا أقل لمن يرى قضية الشعب الفلسطيني من منظور حقوقي إنساني لا من خلال إيديولوجيا شمولية إسلاموية أو عروبية، إلا أنه بهذا المقدار الحقوقي كان على مجاميعنا الأصولية أن تنتقد مواقف حركة حماس وقياداتها، مثل موقف الرنتيسي ومن قبله أحمد ياسين من حرب تحرير الكويت والعراق، لا أن تتجاهل تلك المواقف السيئة وتصد عن إفرازاتها السلبية المؤثرة على مصالح الكويت القومية، وتركز فقط على تمجيد تاريخها من الصراع مع إسرائيل، ومن ثم تبرهن بأن مصلحة البلاد هي في مرتبة لاحقة من الأهمية في ملف الإيديولوجيا الشمولية التي تتبناها. فهم برهنوا على أن تمجيد الرنتيسي أهم من نقد مواقفه، بل أظن بأنهم لم يتحملوا عناء ترتيب ملف يتتبعون خلاله المواقف السيئة له ولحركته من حرب تحرير الكويت والعراق، وبجملة أخرى اعتبروا أن مصلحة القضية الفلسطينية تتفوق على المصلحة القومية الكويتية.
      فنحن نعلم بأن مجال نقد سلوك الساسة الأمريكان تجاه العديد من القضايا الدولية كبير، لكن هذا مما تحتّمه المصالح السياسية ومناوراتها، فنقد هذا السلوك من قبل الآخرين هو بمثابة رد فعل طبيعي تجاه أي سلوك إنساني ومما تتقبله أي عقلية، ومن ضمنها الأمريكية كما تدل الوقائع على ذلك، وذلك لأنها عقلية لا ترتبط بالنهج الإيديولوجي الشمولي الذي ينظر للقضايا والأحداث من منظار أحادي ديني أو عنصري ضيق. إلا أن سلوك مجاميعنا الأصولية في تمجيدهم للرنتيسي وغض الطرف عن مواقفه تجاه تحرير الشعبين الكويتي والعراقي كان انعكاسا للنهج الأحادي الذي ضرب بعرض الحائط مصالح الشعوب مقابل نصرة قضيته الإيديولوجية «المقدسة».
      فالرنتيسي في آخر مقال له نشرته صحيفة القدس العربي لصاحبها عبدالباري عطوان يدعو الله إلى إفشال المشروع الأمريكي بالعراق بوصفه مشروع إرهاب ومصدر ابتزاز لشعوب العالم. وهو موقف لا يمكن تفسيره إلا بربطه بالأحداث في الأراضي الفلسطينية باعتبار أن قضايا ومشاكل شعوب المنطقة تتبع القضية الأم «المقدسة» أي القضية الفلسطينية، وأن سياسات وممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ضد الفلسطينيين تتم بتنسيق مع البيت الأبيض، مما يفسر هجوم الرنتيسي على جميع المواقف الأمريكية الإيجابية والسلبية، في العراق أو في غيره. ففي نظره أن سعي الشعب العراقي للتحرير والعيش بحرية وكرامة هو أمر تابع لقضيته وليس مستقلا عنها، ضاربا عرض الحائط بمصلحة المواطن العراقي الذي تحرر من ظلم صدام وزبانيته بفضل السياسة الأمريكية، حيث يفضّل الرنتيسي لهذا العراقي أن يظل تحت قبضة صدام من أن يتحرر من خلال الأمريكي، وأن تكون الأولوية «لتحرير» الأراضي الفلسطينية بغض النظر عن استمرار الديكتاتوريات في أرجاء الوطن العربي والإسلامي. فالقضية الفلسطينية حسب ثقافته وإيديولوجيته الشمولية هي الأصل وباقي القضايا والمشاكل وجميع صور الظلم والاستبداد تتفرع منها وتأتي في مرتبة لاحقة بعدها. فقمة التناقض وقع فيها الرنتيسي حينما يشدد على تحرير شعبه من قبضة الإسرائيلي العنصري ويجيز استخدام مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتنفيذ ذلك الهدف دون أن تختلف وسائله عن وسائل وأساليب المحتل الوحشية والإرهابية، وفي الوقت نفسه يستهجن حرب تحرير العراق من الظلم والبطش الصدامي ومن الإرهاب الأصولي والبعثي.
      إن الكويتيين تطبعوا على رؤية المشهد المذل الذي يرفع من خلاله أصولي فلسطيني صورتي صدام حسين وابن لادن أثناء تظاهرة في الأراضي الفلسطينية تأييدا لبعثيي ومتطرفي الفلوجة الإرهابيين الذين لن يرتاح لهم بال إلا بعودة البؤس من جديد إلى العراق، لأن أولئك الأصوليين والمتطرفين والبعثيين هم ألد أعداء العراق الجديد وأكثر المنزعجين من المستقبل الذي ستظهر فيه مفاهيم الديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان التي من شأنها أن تكشف عن مكامن الخلل في إيديولوجيتهم وتهدد وجودها. والرنتيسي الذي يمجّده أصوليو الكويت هو الذي يدفع في مقاله الأخير إلى نصرة إرهابيي الفلوجة، فهل هذا النوع من الفكر والتفكير يستحق أن يمجد صاحبه؟ وهل الرنتيسي هو الشخص الذي يجب أن تقام له المهرجانات (التي خلت من الحضور)، وأن تدفع التجمعات السياسية الأصولية بسببه نحو توتير علاقات الكويت مع واشنطن من خلال المطالبة برفض تعيين السفير الأمريكي الجديد بحجة أنه خدم في إسرائيل؟! وهل بمقتل بن لادن، على سبيل المثال، سيتكرر التمجيد وستظهر مهرجانات أخرى باعتبار أن ما تقوّل به الرنتيسي بشأن العراق، على سبيل الخصوص، لا يختلف عما تدعو إليه القاعدة وزعيمها وما تقوم به خلاياها؟

      ---------------------------------

      تعليقنا :

      حقيقة لا أعتقد أن طرح الموضوع بهذه الصورة وبهذا التوقيت هو شيء موفق ..
      نعم .. نعرف من هو الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وما هي مواقفه وما هي مواقف حركة حماس من نظام صدام حسين ..
      لكن إثارة هذا الموضوع والآن والرجل لم يمضي على مقتله سوى ساعات أو أيام قليلة لا أراه إلا خدمة مجانية لاسرائيل وولسياسة الإعدام الجماعي لقادة المنظمات الفلسطينية ...
      وهنا أرجو عدم المزايدة علينا بسرد التاريخ الشخصي لقادة حركة حماس أو باقي القيادات الفلسطينية ...
      الحقيقة أيضا أن العنوان غير موفق أيضا بالمرة ... ولعلي لا أبالغ أن إن قلت أن العنوان فيه كم هائل من البلادة الحسية والبرود الانفعالي القارس ..!!
      وهو يشكل مثالا صارخا لحالة كويتية بامتياز لا تزال تعاني من صدمة الغزو العراقي والموقف السلبي للعرب والفلسطينيين من أحداث أغسطس 1990 ...
      ثم يأتي صاحب المقال ليعلن بكل بساطة أن له "مآخذ" على السياسة الأمريكية الداعمة لاسرائيل ...!!
      مآخذ!!!
      على رأي إخواننا المصريين "يا راجل ...وجاي على نفسك كتير كده ليه ؟!" ....مآخذ ...
      !!
      وأين مقالاتكم في شرح هذه المآخذ...!
      وهل انتفض قلمكم المبارك لشرح هذه المآخذ ساعة وقوعها مثل انتفاضتكم الحالية لتعرية مواقف الرنتيسي ولم تبرد دماء الرجل في قبره ...
      !!!!

      يا سادة ...
      إنتقدوا الرنتيسي ... إنتقدوا أحمد ياسين .... إنتقدوا من شئتم ... واشتموهم إذا شئتم
      ولكن أجلوا هذه المشاعر "الجياشة" بعض الوقت ...حتى نفيق من جرائم الصهاينة ....
      وسامحونا ...واعذرونا بشدة ....واغفرو لنا زلتنا ..
      لأننا ... لا زلنا نتأثر بمقتل اخوتنا بفلسطين
      !!!

      أخوكم
      د. سليمان الخضاري
    • فعلا مقال يستفز المشاعر العربية ، ايعقل بأن يقوم كاتب هذا المقال بوصف ابطال الفلوجة بالارهابيين والمخربين ، بينما بوش وعلى من شاكلته بالاصلاحيين ، ايعقل ان يتهم رجلا شجاعا كشجاعة الرنتيسي بهذه الاوصاف المشينة بدلا ان يترحم عليه ، ولكن هكذا يبقى العربي ينهش في لحم أخيه ، بينما يبذل الغالي والنفيس لحفظ لحم الانذال كامريكا واسرائيل ....

      دكتور / سليمان
      الشعب الكويتي ليس مثل هذا المعتوه ، وهذا الكاتب يمثل نفسه وقلمه الذي ينزف فقرا وظلما .. وما هذا إلا خزعبله يتخبط يمنة ويسرة ..

      شكرا دكتور على هذا المقال ....
    • الفاضل د.سليمان الخضاري
      باعنقادي هذا المقال ليس جديرا بالطرح لا عاجلا ولا آجلا
      فهو ليس إلا بقايا من آثار الإحساس بالظلم مطعم برتوش من الهوان والمذلة يعيشها هذا الكاتب الذي يفصل بين قضايا الإسلام بدعوى القومية والمصلحة الوطنية ..
      ويخلط بين الأوراق فيعلي من ورقة التوهان والوهم الذي يعيشه كم هائل من الشعب الكويتي ذلك الكم الذي وصل به الحد إلى تخطي حدود العقلانية في الحقد على كل من قال لا لأمريكا ...
      ذلك الجمع الذي يشعر بالمهانة من رفع صور أسامة بن لادن أو الرنتيسي في مظاهرات فلسطين .. ولن أتحدث عن صور صدام لأن أصحابنا يشعرون بالمهانة صراحة كما عبر هذا الكاتب المفوه
      أي بلبلة فكرية يعيشها هؤلاء
      وبأي صبغة صبغتهم أمريكا
      أصبح الجهاد في نظرهم إرهابا وأصبح أبطال الفلوجة إرهابين ضالين لأنهم يكرهون سطوة الأمريكان التي فرضتها أمريكا على هؤلاء المتبجحين بمثل هذا الكلام الذي أنأى أن أصفه بما يستحقه ...

      (((((((الأصوليين))))))) من المخلصين لعقيدتهم ودينهم من أبناء الكويت هم من سيعيد للكويت ماء وجهها الذي أضاعته أيدي أولئك لتصنع منه أمريكا مصدر فخار ومنة على الكويت والخليج والعرب ..
      فأي مذلة وأية جاهلية يتخبطها هذا الكاتب وأمثاله

      إلى الله المشتكى

      وأنا لست معك يا دكتور سليمان في أن نشتم زورا وبهتانا من نشاء ولكن نؤجل الشتم
      فأي وقت باعتقادك هو الأنسب لطرح لحوم الناس على مائدة هؤلاء يأكلون منها كيفما شاءووا واليهود يتربصون بنا ليلا ونهارا طال الزمان أم قصر

      فقط ليت هذا وأمثاله يكتفوا بما يحدث للعراق من مذلة ويفيقوا من خدر أمريكا محررة الشعوب وينتبهوا لأنفسهم قليلا ...
    • ~!@@ad

      صاحبنا كاتب المقال تعلم لتوه العربية، ولعله سمع أن الهجاء من أشيع أغراض البيان في العربية، فأراد المأفون المأبون بن القذارة أن يجرب حظه، وافته سلاطة اللسان وخانه المنطق والفكر والبيان. لا والله ما ذكروا الرنتيسي هذا بهذا السوء حتى بأوروربا، وهي لمن لايعرف ولاؤوها المطلق لاسرائيل.

      ماذا يقول سليل النعال:" إن الكويتيين تطبعوا على رؤية المشهد المذل الذي يرفع من خلاله أصولي فلسطيني صورتي صدام حسين وابن لادن أثناء تظاهرة في الأراضي الفلسطينية تأييدا لبعثيي ومتطرفي الفلوجة الإرهابيين الذين لن يرتاح لهم بال إلا بعودة البؤس من جديد إلى العراق، لأن أولئك الأصوليين والمتطرفين والبعثيين هم ألد أعداء العراق الجديد وأكثر المنزعجين من المستقبل الذي ستظهر فيه مفاهيم الديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان التي من شأنها أن تكشف عن مكامن الخلل في إيديولوجيتهم وتهدد وجودها. والرنتيسي الذي يمجّده أصوليو الكويت هو الذي يدفع في مقاله الأخير إلى نصرة إرهابيي الفلوجة، فهل هذا النوع من الفكر والتفكير يستحق أن يمجد صاحبه؟ وهل الرنتيسي هو الشخص الذي يجب أن تقام له المهرجانات (التي خلت من الحضور)"!
      لعل المأبون يسكن بمجرة أخرى ليذكر" الإرهابيين الذين لن يرتاح لهم بال إلا بعودة البؤس من جديد إلى العراق، لأن أولئك الأصوليين والمتطرفين والبعثيين هم ألد أعداء العراق الجديد وأكثر المنزعجين من المستقبل الذي ستظهر فيه مفاهيم الديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان!" هل شئ من هذا في أرض الرافدين؟ أيوجد بله أعظم من هذا؟ ألا قتل أعداء الأمة والاسلام.
      لماذا يحب الفلسطينيون قاصيهم والداني صدام حسين؟ وأكثرهم لم ينتفع منه بقليل ولا كثير؟ الاجابة واضحة لمن يعقل وهي إنتماءهم العربي القومي المنقطع النظير، ولو كانوا يلهثون وراء المال لوقفوا بجانب المطايا من حكام الخليج جميعا. الكويت جسم سرطاني زرعه الانجليز بخاصرة الأمة الشرقية، ويوما ما سيزول. صدام حسين أخطئ في الوسيلة فقط لا في الهدف، كان يستطيع إزالة آل القباح بطرق أكثر براعة، ويبكيهم على الملأ، ولكنه لم يفعل، وهذا مقتله، لعله الكبرياء أو الأنفة أو الخصال العربية التي لا يعرفها الهجناء.
      ~!@@ad