بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0
اما بعد : وسئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى عليه ، جزاه الله عن الاسلام
والمسلمين خير الجزاء : عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فاجاب قائلا : اولا : ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل ان بعض العصريين حقق انها ليلة التاسع عشر منه ، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا اصل له من الناحية التاريخية 0
ثانيا : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا اصل له ايضا لانه لو كان من شرع الله لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، او بلغه لا مته ولو فعله او بلغة لوجب ان يكون محفوظا لان الله
تعالى - يقول : (( ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) فما لم يكن شيء من ذلك علم انه ليس من دين الله ، واذا لم يكن من دين الله فانه لا يجوز لنا ان نتعبد به لله - عز وجل - ونتقرب به اليه ، فاذا كان الله تعالى - قد وضع للوصول اليه طريقا معينا وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فكيف يسوغ لنا ونحن عباد ان ناتي بطريق من عند انفسنا يوصلنا الى الله ؟ هذا من الجناية في حق الله - عز وجل - ان نشرع في دينه ماليس منه ، كما انه يتضمن تكذيب قول الله - عز وجل : (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ))فنقول : هذا الاحتفال ان كان من كمال الدين فلا بد ان يكون موجودا قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وان لم يكن من كمال الدين فانه لايمكن ان يكون من الدين لان الله تعالى يقول : (( اليوم اكملت لكم دينكم )) ومن زعم انه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فان قوله يتضمن تكذيب هذه الاية الكريمة ، ولا ريب ان الذين يحتفلون
بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، انما يريدون بذلك تعظيم الرسول ، واظهار محبته وتنشيط الهمم على ان يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الايمان حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
احب الى الانسان من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين ، وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، وكذلك إلهاب العواطف نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الدين ايضا لما فيه من الميل الى شريعته ، اذن فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ، من اجل التقرب الى الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم ، عبادة واذا كان عبادة فانه لا يجوز ابدا ان يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعه ومحرم ، ثم اننا نسمع انه يوجد في هذا الاحتفال المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه اكبر من الله - والعياذ بالله - ومن ذلك ايضا اننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين انه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل الى قوله (( ولد المصطفى )) قاموا جميعا قيام رجل واحد يقولون : ان روح الرسول صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقول اجلالا لها وهذا سفه ، ثم انه ليس من الادب ان يقوموا لان الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فاصحابه وهم اشد الناس حبا له واشد منا تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات ؟! وهذه البدعة - أعنى بدعة المولد - حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها مايصحبها من هذه الامور المنكرة النى تخل باصل الدين فضلا عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء ( كاسيات عاريات ) وغير ذلك من المنكرات 0
اخي الحبيب واختي الحبيب لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم الاحتفال بيوم ميلاده ، ولا ثبت عن خلفائه الراشدين ، ولا عن صحابته الكرام ، وهم الذين يفدونه بانفسهم ، ويحبونه من كل قلوبهم ، ولو كان مشروعا ماخفي عليهم ، واما صوم يوم الاثنين فقد قال صلى الله عليه وسلم ( انه هوويوم الخميس ترفع فيهما الاعمال فاحب ان يرفع عملي وانا صائم ) لكن سئل عن صومه فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه ) ولم يامر بالاحتفال به ، ومعلوم ان المحتفلين يوما السنة ، وقد لا يوافق يوم الاثنين ، ومعلوم ان يوم نزول الوحي افضل من يوم الميلاد ، وكذا يوم بدر ، ويوم الحنين ، ويوم الفتح ، ويوم حجة الوداع ونحوها ، فهي اولى بالاحتفال بها ، واذا كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان يتبع سنته ، ويعمل بشريعته ، ويكثر من الدعاء له والصلاة والسلام عليه ، ويقتدي بسنته ، فاما الاجتماع ليلة الميلاد ، والقاء الخطب ، وحصول الاختلاط ، او صنعه الطعام ، والسهر تلك الليلة وصلاة الفجر وهم نائمون
والعقائد السيئة ، بانه يحضرهم ، ويشاركهم في الفرح ، فكل ذلك لا اصل له ، كما لا يجوز الاحتفال بمواليد المشايخ والاولاد ونحوهم ، والله اعلم 0
الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لا نهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام والتشبه بهم محرم اشد التحريم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار والامر بمخالفتهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم(( من تشبه بقوم فهو منهم )) وقال : (( خالفوا المشركين )) ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم 0
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : (( لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله )) اي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في المدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : (( يااهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه )) 0 النساء الاية 171 )0
وقال عليه الصلاة والسلام : (( اياكم والغلو ، انما اهلك من كان قبلكم الغلو ))0
ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون اهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا الى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد ائمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد الا يشتغلون باخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم انهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا الى دين اهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : (( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) يونس /18 ) ، وقال تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه اولياء مانعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ))0 الزمر /3 ) 0
ونسال الله السلامة للجميع ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0
اما بعد : وسئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى عليه ، جزاه الله عن الاسلام
والمسلمين خير الجزاء : عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فاجاب قائلا : اولا : ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل ان بعض العصريين حقق انها ليلة التاسع عشر منه ، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا اصل له من الناحية التاريخية 0
ثانيا : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا اصل له ايضا لانه لو كان من شرع الله لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، او بلغه لا مته ولو فعله او بلغة لوجب ان يكون محفوظا لان الله
تعالى - يقول : (( ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) فما لم يكن شيء من ذلك علم انه ليس من دين الله ، واذا لم يكن من دين الله فانه لا يجوز لنا ان نتعبد به لله - عز وجل - ونتقرب به اليه ، فاذا كان الله تعالى - قد وضع للوصول اليه طريقا معينا وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فكيف يسوغ لنا ونحن عباد ان ناتي بطريق من عند انفسنا يوصلنا الى الله ؟ هذا من الجناية في حق الله - عز وجل - ان نشرع في دينه ماليس منه ، كما انه يتضمن تكذيب قول الله - عز وجل : (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ))فنقول : هذا الاحتفال ان كان من كمال الدين فلا بد ان يكون موجودا قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وان لم يكن من كمال الدين فانه لايمكن ان يكون من الدين لان الله تعالى يقول : (( اليوم اكملت لكم دينكم )) ومن زعم انه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فان قوله يتضمن تكذيب هذه الاية الكريمة ، ولا ريب ان الذين يحتفلون
بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، انما يريدون بذلك تعظيم الرسول ، واظهار محبته وتنشيط الهمم على ان يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الايمان حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
احب الى الانسان من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين ، وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، وكذلك إلهاب العواطف نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الدين ايضا لما فيه من الميل الى شريعته ، اذن فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ، من اجل التقرب الى الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم ، عبادة واذا كان عبادة فانه لا يجوز ابدا ان يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعه ومحرم ، ثم اننا نسمع انه يوجد في هذا الاحتفال المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه اكبر من الله - والعياذ بالله - ومن ذلك ايضا اننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين انه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل الى قوله (( ولد المصطفى )) قاموا جميعا قيام رجل واحد يقولون : ان روح الرسول صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقول اجلالا لها وهذا سفه ، ثم انه ليس من الادب ان يقوموا لان الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فاصحابه وهم اشد الناس حبا له واشد منا تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات ؟! وهذه البدعة - أعنى بدعة المولد - حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها مايصحبها من هذه الامور المنكرة النى تخل باصل الدين فضلا عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء ( كاسيات عاريات ) وغير ذلك من المنكرات 0
اخي الحبيب واختي الحبيب لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم الاحتفال بيوم ميلاده ، ولا ثبت عن خلفائه الراشدين ، ولا عن صحابته الكرام ، وهم الذين يفدونه بانفسهم ، ويحبونه من كل قلوبهم ، ولو كان مشروعا ماخفي عليهم ، واما صوم يوم الاثنين فقد قال صلى الله عليه وسلم ( انه هوويوم الخميس ترفع فيهما الاعمال فاحب ان يرفع عملي وانا صائم ) لكن سئل عن صومه فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه ) ولم يامر بالاحتفال به ، ومعلوم ان المحتفلين يوما السنة ، وقد لا يوافق يوم الاثنين ، ومعلوم ان يوم نزول الوحي افضل من يوم الميلاد ، وكذا يوم بدر ، ويوم الحنين ، ويوم الفتح ، ويوم حجة الوداع ونحوها ، فهي اولى بالاحتفال بها ، واذا كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان يتبع سنته ، ويعمل بشريعته ، ويكثر من الدعاء له والصلاة والسلام عليه ، ويقتدي بسنته ، فاما الاجتماع ليلة الميلاد ، والقاء الخطب ، وحصول الاختلاط ، او صنعه الطعام ، والسهر تلك الليلة وصلاة الفجر وهم نائمون
والعقائد السيئة ، بانه يحضرهم ، ويشاركهم في الفرح ، فكل ذلك لا اصل له ، كما لا يجوز الاحتفال بمواليد المشايخ والاولاد ونحوهم ، والله اعلم 0
الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لا نهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام والتشبه بهم محرم اشد التحريم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار والامر بمخالفتهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم(( من تشبه بقوم فهو منهم )) وقال : (( خالفوا المشركين )) ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم 0
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : (( لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله )) اي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في المدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : (( يااهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه )) 0 النساء الاية 171 )0
وقال عليه الصلاة والسلام : (( اياكم والغلو ، انما اهلك من كان قبلكم الغلو ))0
ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون اهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا الى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد ائمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد الا يشتغلون باخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم انهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا الى دين اهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : (( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) يونس /18 ) ، وقال تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه اولياء مانعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ))0 الزمر /3 ) 0
ونسال الله السلامة للجميع ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0