((( حكم الاحتفال بالمولد النبوي )))

    • ((( حكم الاحتفال بالمولد النبوي )))

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0
      اما بعد : وسئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى عليه ، جزاه الله عن الاسلام
      والمسلمين خير الجزاء : عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
      فاجاب قائلا : اولا : ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل ان بعض العصريين حقق انها ليلة التاسع عشر منه ، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا اصل له من الناحية التاريخية 0

      ثانيا : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا اصل له ايضا لانه لو كان من شرع الله لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، او بلغه لا مته ولو فعله او بلغة لوجب ان يكون محفوظا لان الله
      تعالى - يقول : (( ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) فما لم يكن شيء من ذلك علم انه ليس من دين الله ، واذا لم يكن من دين الله فانه لا يجوز لنا ان نتعبد به لله - عز وجل - ونتقرب به اليه ، فاذا كان الله تعالى - قد وضع للوصول اليه طريقا معينا وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
      فكيف يسوغ لنا ونحن عباد ان ناتي بطريق من عند انفسنا يوصلنا الى الله ؟ هذا من الجناية في حق الله - عز وجل - ان نشرع في دينه ماليس منه ، كما انه يتضمن تكذيب قول الله - عز وجل : (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ))فنقول : هذا الاحتفال ان كان من كمال الدين فلا بد ان يكون موجودا قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وان لم يكن من كمال الدين فانه لايمكن ان يكون من الدين لان الله تعالى يقول : (( اليوم اكملت لكم دينكم )) ومن زعم انه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فان قوله يتضمن تكذيب هذه الاية الكريمة ، ولا ريب ان الذين يحتفلون
      بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، انما يريدون بذلك تعظيم الرسول ، واظهار محبته وتنشيط الهمم على ان يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الايمان حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
      احب الى الانسان من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين ، وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، وكذلك إلهاب العواطف نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الدين ايضا لما فيه من الميل الى شريعته ، اذن فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ، من اجل التقرب الى الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم ، عبادة واذا كان عبادة فانه لا يجوز ابدا ان يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعه ومحرم ، ثم اننا نسمع انه يوجد في هذا الاحتفال المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه اكبر من الله - والعياذ بالله - ومن ذلك ايضا اننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين انه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل الى قوله (( ولد المصطفى )) قاموا جميعا قيام رجل واحد يقولون : ان روح الرسول صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقول اجلالا لها وهذا سفه ، ثم انه ليس من الادب ان يقوموا لان الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فاصحابه وهم اشد الناس حبا له واشد منا تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات ؟! وهذه البدعة - أعنى بدعة المولد - حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها مايصحبها من هذه الامور المنكرة النى تخل باصل الدين فضلا عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء ( كاسيات عاريات ) وغير ذلك من المنكرات 0
      اخي الحبيب واختي الحبيب لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم الاحتفال بيوم ميلاده ، ولا ثبت عن خلفائه الراشدين ، ولا عن صحابته الكرام ، وهم الذين يفدونه بانفسهم ، ويحبونه من كل قلوبهم ، ولو كان مشروعا ماخفي عليهم ، واما صوم يوم الاثنين فقد قال صلى الله عليه وسلم ( انه هوويوم الخميس ترفع فيهما الاعمال فاحب ان يرفع عملي وانا صائم ) لكن سئل عن صومه فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه ) ولم يامر بالاحتفال به ، ومعلوم ان المحتفلين يوما السنة ، وقد لا يوافق يوم الاثنين ، ومعلوم ان يوم نزول الوحي افضل من يوم الميلاد ، وكذا يوم بدر ، ويوم الحنين ، ويوم الفتح ، ويوم حجة الوداع ونحوها ، فهي اولى بالاحتفال بها ، واذا كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان يتبع سنته ، ويعمل بشريعته ، ويكثر من الدعاء له والصلاة والسلام عليه ، ويقتدي بسنته ، فاما الاجتماع ليلة الميلاد ، والقاء الخطب ، وحصول الاختلاط ، او صنعه الطعام ، والسهر تلك الليلة وصلاة الفجر وهم نائمون
      والعقائد السيئة ، بانه يحضرهم ، ويشاركهم في الفرح ، فكل ذلك لا اصل له ، كما لا يجوز الاحتفال بمواليد المشايخ والاولاد ونحوهم ، والله اعلم 0

      الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لا نهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام والتشبه بهم محرم اشد التحريم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار والامر بمخالفتهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم(( من تشبه بقوم فهو منهم )) وقال : (( خالفوا المشركين )) ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم 0

      ونهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : (( لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله )) اي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في المدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : (( يااهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه )) 0 النساء الاية 171 )0

      وقال عليه الصلاة والسلام : (( اياكم والغلو ، انما اهلك من كان قبلكم الغلو ))0

      ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون اهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا الى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد ائمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد الا يشتغلون باخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم انهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا الى دين اهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : (( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) يونس /18 ) ، وقال تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه اولياء مانعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ))0 الزمر /3 ) 0

      ونسال الله السلامة للجميع ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين 0
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 0

      اما بعد : الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : اولا : انه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه 0
      وماكان كذلك فهو من البدع الممنوعة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الامور ، فان كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ))


      والاحتفال بالمولد محدث احدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لا فساد دين المسلمين 0
      ومن فعل شيئا يتقرب به الى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يامر به ، ولم يفعله به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ، فقد تضمن فعله اتهام الرسول عليه الصلاة والسلام بانه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى : (( اليوم اكملت لكم دينكم )) لانه جاء بزيادة يزعم انها من الدين ولم يات بها الرسول صلى الله عليه وسلم 0

      ثانيا : في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لانهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام والتشبة بهم محرم اشد التحريم ، والدليل ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار ، والامر بمخالفتهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
      (( من تشبه بقوم فهو منهم )) وقال (( خالفوا المشركين ))
      ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم 0

      ثالثا : لان الله تعالى لم يامر عباده بالاحتفال بالمولد ولم يامر رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ، ولم يفعله احد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ، انما محدث احدثه الشيعة ، وقال الله تعالى : (( يااهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه )) 0
      وقال صلى الله عليه وسلم : (( اياكم والغلو ، فانما اهلك من كان قبلكم الغلو )) 0

      ونسأل الله السلامة والعافية ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين 0
    • حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم لسماحة الشيخ الخليلي

      --------------------------------------------------------------------------------

      السؤال :
      ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، هناك من يقول بدعة ، وهناك من يقول بدعة لكنها حسنة ، ما الحكم في رأيك ؟

      الجواب :
      الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر لم يعهد عند السلف ، ولم يعهد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه ، ولم يعهد في عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ولم يعهد في عهد التابعين ، وإنما حدث بعد مضي ثلاثة قرون ، وأول ما حدث عند الفاطميين ، والناس يقدحون في معتقدات الفاطميين ويرون أنهم يريدون أن يطووا حقيقة معتقداتهم ، وأن يظهروا خلاف ما يضمرون فلذلك أظهروا الاحتفال بمولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سترا على معتقداتهم ؛ لأن معنقداتهم غير إيمانية .

      وقول الذين حجروا على الناس أن يحتفلوا بهذه المناسبة الكريمة ، منهم من قال بأن هذه وإن كانت بدعة إلا أنها بدعة حسنة ، فالبدعة الحسنة ما كان لها أصل في شرع الله ، والبدعة السيئة ما لم يكن لها أصل في شرع الله وإنما كانت مخالفة لشرع الله . والله سبحانه وتعالى شرع لعباده ما يأتون وما يذرون ، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام بين كثيرا مما سكت عنه القرآن الكريم ، وبين مجملات القرآن الكريم ، ولكن مع ذلك قد تكون بياناته - صلى الله عليه وسلم - مجملات ، وعندما يكون عمل الإنسان يوافق شيئا من هذه المجملات التي أشار إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عمل بمقتضاها فإن هذه البدعة تكون بدعة حسنة عندئذ .

      ونحن عندما ننظر إلى الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - نجد أنه يجسد حبّ الإنسان المسلم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان هذا الحب يجب أن لا ينحصر في هذا الجانب وحده فإن محبته - صلى الله عليه وسلم - ليست محبة عاطفية فحسب حتى تكون كمحبة غيره لا تكاد تثور حتى تغور ، وإنما محبته محبة عقيدة وهي يجب أن تكون متجسدة في الاقتداء به عليه أفضل الصلاة والسلام ، وترسّم خطواته ، ومن شأن الإنسان أن يحب الاقتداء بالعظماء وأي عظيم أعظم من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن شأن الإنسان أن يسارع في هوى من يحبه وأي أحد أولى بحب من حب النبي - صلى الله عليه - فلذلك كان حريًّا هذا الذي يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحرص على تجسيد هذا الحب في إحياء سنته ، وفي اتباع أوامره ، وفي الازدجار عن نواهيه ، على أن اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ليس تجسيدا لحبه وحده وإنما هو تجسيد لحب الله تعالى أيضًا . فإن الله تعالى يقول : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ولكن مع هذا الإنسان ليس خاليا من العاطفة ، ولما كان ليس خاليا من العاطفة فقد يريد أن يظهر هذا الحب في مظهر ، إلا أن هذا ينبغي أن يؤطر في الإطار الشرعي وذلك بأن تكون هذه المناسبة يحتفي بها المسلم احتفاء بعيدا عن البدع ، فلا يكون في ذلك اختلاط بين النساء والرجال ، ولا يكون في ذلك أيضا شيئ من مظاهر الإسراف والبذخ ذلك لأن الإسلام يحرم هذه الأمور .


      مع هذا أيضا لا بد من أن يكون هذا الاحتفاء بناء بحيث يُترجم إلى عمل واقعي ، أي عمل دعوي يحرص المسلمون على استغلال هذه المناسبة بحيث يستثيرون في إخوانهم المسملين هذه العاطفة لأجل اتباع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإحياء ما اندرس منها ، وإبلاغ دعوته إلى الناس ، وهذا لا يتم إلا عندما تكون هذه الاحتفالات متجددة ومعنى كونها متجددة ألا يقتصر الإنسان على تلاوة مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة قد تكون كتبت قبل مئات السنين أكل عليها الدهر وشرب حتى أصبحت تملّ من كثرة ما تردد على الأسماع ، على أنه لا يمكن أن يردد حديث على ألأسماع باستمرار إلا ويملّ ما عدا قول الله تعالى ، ومع هذا علينا أن نفرق بين كلام الله وكلام غيره ، فكلام الله تلاوتنا له تلاوة تعبدية فإن الأعجمي الذي لا يعرف من العربية شيئا يتلو من القرآن الكريم فيكتب الله تعالى له أجرا على تلاوته للقرآن ، بخلاف ما يتلى من كلام الناس فإن الذي يتلى من كلام الناس إنما يتلى لأجل الاستفادة من فائدته ، حتى كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتلى من أجل التعبد . نحن نقرأ حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا من أجل أننا نتقرب إلى الله بقراءته كما نتقرب إلى الله بقراءة القرآن الكريم ، وإنما نتلوه ونتقرب إلى الله بتلاوته من أجل تفهمنا معناه ، ومن أجل محاولتنا لتطبيق مضمونه .

      ولئن كان هذا في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف بكلام غيره من الناس ؟! ولئن كان الأمر كذلك فإن من المفروض أن تربط هذ المناسبة بالواقع وذلك بأن يكشف للناس كيف كان عظم هذا الحدث التاريخي ؟ وماذا ترتب عليه من خير عظيم للإنسانية ؟ وماذا يجب على الأمة المسلمة أن تصنع الآن وهي بعدت كثيرا عن هذا المصدر؟

      بحيث أصبحت الآن تقلد الآخرين بدلا من أن تتبع خطوات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وأصبحت تعتز بحذوها حذو غيره من الناس ولربما كان أولئك كفرة أكثر مما تعتز بارتباطها بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مع معالجة قضايا العصر على ضوء هذه المناسبة ، في هذه الحالة تكون هذه المناسبة مناسبة بناءة ويكون الاحتفاء بذكراها سببا لإزالة كثير من غبش التصور عن كثير من الناس ويكون ذلك سببا لاتباط كثير من الناس بعقيدتهم وارتباطهم بأخلاقهم ، وارتباطهم بأوامر ربهم ، وارتباطهم بسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة ولاسلام .


      سؤال أجاب عليه سماحة الشيخ حفظه الله يوم الأحد بتاريخ 6/4/1423هـ في برنامج سؤال أهل الذكر.


      & منقول للفائدة & && البشير &&
    • بارك الله فيكم ، ولكن مع الاسف الشديد ، وااااااااسفا على حالنا ، ولو كان رسولنا العربي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيننا الان ، يشاهدنا كيف نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام ، لما كان مسرورا منا أبدا الذي اعتبر الجهاد ركنا من أركان الاسلام ، وقال : (( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها )) رواه البخاري 0
      أخي واختي ، ان مسلم الذي يطبق الكتاب والسنة لن يرضى أن تتخلق أمته في ذكرى مولده بالخمول والكسل ، وهم يميلون برؤوسهم عند سماع قصة المولد ، ويعتبرون أنهم قاموا بواجبهم تجاه رسول الانسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ان الاحتفال الصحيح بذكرى ميلاد الرسول العظيم وخصوصا في هذه الايام ، وشعبنا العربي يخوض معركة الوجود ، لا يكون الا في مواجهة العدو الصهيوني ، والامبريالي ، الذي احتل أجزاء من أرضنا العربية عزيزة علينا لأنها أرض اسلامية ، ونحن في غفلة عن ذلك ، نغط في سبات عميق ، غارقين بالشهوات والملذات غافلين عما يصلحنا وعما يدبر لنا من المؤامرات ، فمتى نستيقظ ؟ ومتى نفيق ؟
      اخي واختى : هذا رسولنا يطل علينا في ذكرى مولده وينادينا : أين أنتم ياشباب أمتي ، وأين أنتم يا أبناء محمد والصديق وعمر ، ويا أحفاد علي وسعد وخالد والرشيد وصلاح الدين ، أم أين عزتكم وكرامتكم يا أبناء الشرفاء والسادة النجباء من هذه الأمة العظيمة 0
      فاتقوا الله واتركوا عنكم القيل والقال أيها المسلمون ووحدوا صفوفكم ، واجمعوا كلمتكم ، نسأل الله النصر والتوفيق
      والنصر على القوم الكافرين 0
      ايها المسلمون ، طبقوا ماجاء به ، وحالنا اليوم يفرض علينا دراسة القرآن الكريم والسنة المطهرة ، والعمل بهما ،
      خاصة أمام التيارات العدوا ، كما يفرض علينا واقعنا ونحن نحتفل بميلاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
      أن نكون متحدين متضامنين ، محبين لبعضنا بعضا ؛ وها هي ذكرى المولد العطرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تنادينا : ياأمة محمد ، ياأمة محمد ، ياأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كيف نسمع ، ونحن صم بكم عم ، الله المستعان ، وأها نحن نحتفل بذكراه بطبل ومزمار ، أو باقامة المصابيح وأقواس النصر ، سبحان الله ،
      بتوزيع الحلوى ، الله المستعان ، ياأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لايكون الاحتفال بذلك ، انما يكون بمحبتنا له ، ودراسة شريعته ، واحياء أخلاقه التي وصفها الله تعالى بقوله : (( وانك لعلى خلق عظيم )) ، قال صلى الله
      عليه وعلى آله وسلم : (( من تمسك بسنتي عند فساد أمتي ، فله أجر مئة شهيد )) ، سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر ، هذا هو مامعنى (( من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها00 )) ، وليس ماتعتقدون انتم وغيركم ، وهذا السبب أنه قد ظهر الفساد في العقائد والأخلاق وفي العلاقات الاجتماعية ، بين الشعوب والافراد ، وأصبحت البشرية تتخبط في أوحالها (( انا لله وانا اليه راجعون )) ، حتى فدعت الحاجة الى بعثة رسول مصلح يخرج الناس من الظلمات الى النور ، ومن الجهل والكفر ، الى نور الاسلام ، فاستجاب الله تعالى لهذه الحاجة ، وهو العليم الخبير ، فولد منقذ الانسانية ورسول السلام ، وناشر العلم والحضارة ، سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، قال الله تعالى : (( ياأيها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا () وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا )) ، لقد تغيرت بالاسلام شخصية الاسلام العربي وسمت ذاته من بداوة وجهالة ، الى حياة حضارة وتقدم وفكر وثقافة ، لقد وضعت رسالة الاسلام لعقل الانسان ، اساسا سليما في التفكير ، فكانت الأمة العربية في موضع القيادة للعالم ، وقد تخرج من مدرسة الاسلام الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم 0

      أما بالنسبة لواقع المسلمين اليوم ، الله المستعان ، فانهم لن يستطيعوا أن يحملوا لواء المجد الذي كان لهم ، ولن
      يعود اليهم ، مادام يضربون أنفسهم بالسلاسل والسيوف ، ويلعنون ويشتمون ويسبون ، والنياحة والذبح ، ويسهرون الليل ، وهم نائمون في صلاة الفجر ، أهذا الاسلام ، وهذا الدين الاسلام ، والله هذا ليس بالاسلام ،
      (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ، قال صلى الله عليه وسلم : (( بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء )) ، (( فطوبى للغرباء الذي يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي )) أي أنهم غرباء بين أهليهم وأصحابهم الذين تنكروا عليهم وبدأوا ينظرون اليهم أنهم متشددون متعصبون موسوسون وأنهم زادوا في الدين وأحدثوا ماليس منه ، اللهم احفظ الاسلام واهله 0
      واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين 0 ~!@@ad
    • أخي وأختي : فان الله سبحانه وتعالى قد أكمل الدين ، فلا يحتاج ديننا الى فلسفة يونانية ، ولا الى آراء معتزلية ، ولا الى ترهات صوفية ، والى سخافات المبتدعة ، فقال سبحانه وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا )) ، بل نهانا جل وعلا عن اتباع غير كتابه وسنن نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (( اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون )) ، وليس لنا الخيرة في الاتباع غيره ، بل اتباعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرض ، قال سبحانه : (( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))
      وقال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمون فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) ، قال الله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) ، فتبا لقوم أنزل الله اليهم كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فاعرضوا عنه ونبذوه وراء ظهورهم ومالوا الى علم الكلام علم الحيره والندامة ، ولقد أحسن الرازي اذ يقول بعد توبته منه :
      اقدام العقول عقال % وغاية سعي العالمين ضلال % وأرواحنا في وحشة جسومنا % وغاية دنيانا أذى ووبال % ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا % سوى أن جمعنا فيه قيل والقال 0
      يجب على المسلمين اقامة ماشرع الله لهم من الأعياد الثلاثة : عيد الفطر ، وكلنا متفقين عليه ، اذن نفرح به ،
      وعيد الأضحى كذلك ، ونذبح لله الواحد الاحد ، وليس لفلان ولعلان ، وفيما بعد نقول التقرب الى الله ، بواسطة الفلان والعلان ، ياسبحان الله ، قال الله تعالى : (( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ()
      لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين )) نسكي أي ذبحي 0
      اذن بعض الناس لما يشترون البيت الجديد او يبنون ، لا يسكنون الا بعد ان يذبحون ، وانتم تعلمون عن ذلك ، لماذا يااخي ؟ يقول خوفا من الجن والسحر ، ياسبحان الله ، لما يسكن في البيت ، الله المستعان ، الاغاني والخمر والبنات 000 الخ ، جميع انواع المعاصي ، وعلى راسهم الدشوس ( الد ش ) ، والعياذ بالله ، والله المستعان ، اذن الذبح لله الواحد الاحد فقط ، هي هذه السنة الحسنة ، وليس العكس 0 وعيد يوم الجمعة ، وذلك بما شرع لهم فيها ، و يحرم على المسلم اقامة أي عيد سوى ماذكر ، زمانيا كان أو مكانيا ، دينيا كان أو مدنيا ، سواء باقامته ، أو المشاركة فيه ، أو التهنئة به ، لا يختلف حكمه في حق أي مسلم 0 وقد جاء عن جماعة السلف في قوله : (( والذين لا يشهدون الزور )) ، أن الزور : أعياد المشركين 0
      هذه الأعياد التي أبطلها الاسلام سواء كانت سابقة أم لا حقة ، وسواء كان لها أصل في دين أهل الكتاب ، أم كانت مما انحرفوا في ابتداعه ، واختلافه ، فتكاثرت أعيادهم ؛ لمناسبات ابتدعتها أهواؤهم ، فتبا لقوم أنزل الله اليهم كتابا لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فأعرضوا عنه ونبذوه وراء ظهورهم ومالوا الى علم الكلام علم الحيرة والندامة ، وأقبح من هذا ، الحرب على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل
      فيها ربنا عز وجل : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) ، اذن كيف نذكر الله كثيرا ؟ قلنا ونقول : ألا تجعلوا تجارتكم موسمية فقط ليوم واحد ، بل اجعلوها على مدار العام ، واكثروا من عمل الصالحات طول العمر ، واتركوا عنكم العادات الجاهلية 0

      ونسأل الله السلامة والعافية ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين 0