
المعمري: عظيم امتناني لديوان البلاط السلطاني والجمعيّة العمانيّة للكتاب
مسقط – الرؤية
-
تعتزم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، إقامة ليلةٍ احتفائية بالروائي علي المعمري، الذي عاد مساء الخميس المنصرم إلى أرض الوطن، قادماً من رحلة علاجٍ، تكفل بها ديوان البلاط السلطاني، عبر عملية "فتح الشرايين" بالبالون، بالمستشفى الجامعي بمدية فيسبادن بولاية هسن وسط ألمانيا.
حول العملية يقول المعمري لدى وصوله إلى مطار مسقط الدولي: "كانت لدي بعض المشاكل الصحية في شرايين القلب، مما اضطررت إلى تركيب خمس دعامات في الشرايين الثلاثة، من خلال فتح الشرايين بالبالون، وهي تقنيةٌ طبية حديثة، عوضاً عن جراحة "القلب المفتوح". بعد العملية شعرتُ بتحسنٍ كبير، إذ تبيّن لي نجاح العملية بنسبةٍ مرتفعة، وعليه فإنني أقدم شكري الجزيل لمعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي الموقر وزير ديوان البلاط السلطاني، على اهتمامه البالغ بأمر علاجي، ومتابعته المستمرة لمجريات رحلة العلاج، كما أبعث شكري مع عظيم الامتنان إلى رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء د. محمد العريمي وإلى أعضائها الكرام على اهتمامهم الكبير بي، وقلقهم الدائم على وضعي الصحي، وجميع الكتاب والأصدقاء الذين تابعوا حالتي الصحية وكانوا على تواصلٍ دائم".
ينهي المعمري حديثه بالقول: "وجدت عنايةً كبيرة ورعاية باذخة من قبل إدارة المستشفى والقائمين على أمره، خصوصاً حينما علموا بأنني كاتب وروائي عماني، حيث أجرى العملية البرفيسور "أليكس بوس" وفريقه الطبي، وهو جراح شهير بجمهورية ألمانيا الاتحادية، فما كان مني بعد هذا الاهتمام الكبير، إلا أن أهديتهم "مذكرات أميرة عربية" للأميرة سالمة بنت سعيد التي غادرت زنجبار عام 1867م لتتزوج التاجر الألماني هاينريش رويته الذي أحبته وعاشت في كنفه بألمانيا، هذه المذكرات كتبت بالألمانية، تجلت فيها شخصية امرأة ذكيةٍ وطموحةٍ، ذلك أنّها لم تكتف بدور المرأة والأم وحسب، وإنّما حاولت أن تقتحم عالم السياسة والدبلوماسية، وشغلتها شؤون ومشكلات وطنها "زنجبار" رغم إقامتها في ألمانيا. تفاجأ الطاقم الطبّي بالمستشفى، حينما أعلمتهم أنّ سالمة بنت سعيد لم تكتب هذه المذكرات للنشر، فقد دوّنتها وهي في وضعٍ نفسي وجسدي اعتقدت معه أنّها لن تعيش طويلاً حتى يبلغ أطفالها سناً تستطيع أن تروي لهم فيها شيئاً عن حياتها، لكن بعض أصدقائها أقنعها بنشر هذه المذكرات، فتهيأ لنا بذلك كتابٌ عن الحياة في بيت سلطانٍ عربي من القرن التاسع عشر لا نكاد نعرف عنها شيئاً من دونه. وقد فرحوا بهذه المعلومات كثيراً، فطفقوا يبحثون عن الرواية حتى اقتنوها، وبدأوا في الترويج لها، وبذلك فإننا نمد جسور المحبة والتواصل والمعرفة في أي بلدٍ نسافر إليه".
وعن سعادة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بعودة أحد أعضاء الجمعية معافًى يقول الشاعر عوض بن محمد اللويهي أمين سر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء: "عودة الروائي علي المعمري معافىً إلى السلطنة بعد نجاح العملية بث في قلوبنا السعادة والإنشراح، تابعنا بقلق رحلة علاجه، وسرنا نبأ نجاح العملية، ونعمل حالياً على الإعداد لتنظيم أمسيةٍ احتفائيةٍ بالكاتب المبدع، ونأمل أن يعاود نشاطه الكتابي في أقرب فرصة ممكنة" .كما وتشكر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء اللفتة الكريمة من معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني الموقر، الذي كان لمساعيه الخيرة دور ملموس في تسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بعلاج الكاتب الكبير علي المعمري.
يذكر أن علي المعمري، أصدر العديد من المجموعات القصصية منها: "أيام الرعود عش رجباً"، عام 1992م، و"مفاجأة الأحبة" عام 1993م، و"سفينة الخريف الخلاسية" عام 1995م، و"أسفار دملج الوهم" عام 1997م، إضافة إلى رواية "فضاءات الرغبة الأخيرة".
وحول إبداع المعمري يقول الكاتب المصري حاتم عبدالهادي السيد رئيس رابطة الأدباء العرب: إن علي المعمري أحد كتاب الرواية العمانيين الذين يحاولون التجديد في السياق الروائي للوصول بالرواية العربية إلى آفاق ورؤى أكثر عمقاً، وأرحب مداراً، بدأ حياته قاصاً ينهل من معين العربية شهد الرؤى، ويستسيغ من نخل التراث رطب المفردات المموسقة، فخرجت مفرداته مفعمة بأوار التراتيل وبعمقٍ ضارب في الأصالة، وتمتد فروعه لتتماس والحداثة في عناق متقدٍ أبدي وممتد وخالد، لا يفصم تشابكهما ووريد أواصرهما حد، إذ تشابكا في سديم غير محدد ولا نهائي ممتد، حيث تنصهر الرؤى العالمية والمدارس الأدبية والتيارات الحداثية في عمل يجمع بين دفتيه سمات الحداثة، وما بعد الحداثة، والكونية، والشرق أوسطية، والمتوسطية، العولمة، ثمّ دمج كل هذه التيارات الحادثة في عمل له سمات العالمية والرؤية المستقبلية، علاوة على مزجها بمدارس الأدب الحداثيّة والقديمة فهو- أي المشهد الروائي- يضم الواقعية القديمة، والواقعية السحرية، والأنجلوأمريكية، والتفكيكية، والتركيبية، والتحليلية، والوصفية، والرمزية، والشكلية وتيار الفن للفن وغيرها، وصهر كل هذه النتاجات الأدبية في العالم وصولا لعمل يجمع كل هذه التيارات، ويمزجها في نسيج متلاحم ليشكل في النهاية "رؤية عالمية" للنص الروائي المعنى بالقراءة، وهنا تتجلى عالمية المشهد وتتضح رؤاه. وقد حاول علي المعمري- بقصد أو بدون قصد- تحقيق ذلك، فنراه يأخذ من الشكلية "التقسيمات الحداثية" فيقسم روايته إلى خمسة عشر فصلا، وإن شئت فقل "لوحة" وكل لوحة يمكن أن نفتتها إلى لوحات أكثر عمقا، كما أنه يأخذ من الواقعية التركيز على المكان، ومن الرمزية التكثيف في الصورة والبعد عن الضبابية التي قد تفلق النص على الفهم، ومن التحليلية دقة الوصف وتناميه، ومن الواقعية السحرية الأثير المتجلي عبر آفاق السرد الروائي وغير ذلك، بل يأخذنا الى "أدب البورنو" وتيار الوعي العالمي المتمثل في "عولمة الثقافة"، والتحديث المصطلحي الناجم عن ظهور "النحو التوليدي" ونظريات ارتقاء اللغة والاشتقاق، بل إنّه يعمد إلى استخدام صيغ صرفية ونحوية وبلاغية قديمة وحديثة - في آن - فكأنك أمام بنيان شامخ مموسق ومتناسق ومترابط منذ بداية الرواية حين افتتحها بقوله: "أنا لست دفًا تنقر على جلده المشدود مشاكلك" وحتى آخر سطر في الختام حين أنهى روايته بنفس العبارة والتي حين تطالعك تصدمك من أول وهلة، فتتحد معها ذهنيا ووجدانيا فلا تستطيع ان تتركها إلا بعد أن تنتهي من قراءة السطر الأخير منها، والذي يعود بك إلى نفس الصدمة الأولى فيكرر نفس الجملة التي بدأ بها روايته فتحن إلى قراءة تلك الرواية مرات ومرات.
و "على الزمان" هو الشخصية المحورية للرواية فهو يبحث عن حلول لذات هائمة في سديم الكون، تحاول جادة أن تبحث عن الحقيقة فتواجه أحداث وصراعات وشخصيات وتنتقل من مكان إلى مكان في زمن قياسي، ثمّ تصدمك بواقعك وزمانك فلا تنفك تلهث مع علي الزمان باحثا عن حقيقة لغز (البانجلو 16) وهو رقم حجرة الفندق، والذي تدور أحداث الرواية حوله، ويأخذنا الكاتب في رحلته بداية من عمان حيث "خيام الشعر" وحياة البادية الخشنة، حتى يصل بنا إلى المقاهي والحانات في العالم، حيث مقهى الحياة الذي يضم المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي وغير ذي الديانة، وحيث الرؤية الإنسانية المتركزة على الإنسان دون النظر إلى لغته أو ديانته أو هويته أو وطنه.
هو يأخذنا للعالم ومشكلات البشر، حيث الرأسمالية والاشتراكية وطبيعة الحكام والسلطة، وحقوق الإنسان، ويحيلنا من بعيد إلى مشاكلنا الإقليمية كمشكلة النفط والغذاء والمياه والحروب وتوزيع الثروات، والصراعات على الحدود والأمن والمخدرات والأحزاب الحكومية والسرية والأقليات والطوائف الدينية والصراعات على امتلاك القوة النووية والسلاح وأسواق المال ثم يحيلنا إلى صراع الذات مع نفسها وعندئذ يهرب من كل هذا الضجيج الكوني إلى الحضن الدافئ الرؤوم حيث الوطن فنراه يصيح:"الوطن يا رسول الله".
وهو يسبح بنا عبر هدير بحر الحب المتلاطم الذي جمعه "بجليلة بنت مرة " تلك الشخصية التراثية، التي أحبها، فهو يحب فيها عروبتها، حيث سواد الليل في شعرها، ولمعان النجوم على صفحة خدها، وتناثر الورود و"الأقمار" و "الشموس" على أرجاء صدرها، هي العروبة بكاملها، يحملها في صدره ويجوب بها أنحاء العالم، فتراه يتخفى في شخصية "علي بابا" أو "علي الزمان" او "علي المعمري"- نفسه - فيتخيل امبراطورية شخصية وهمية - أورساء- يتجول داخلها فيرى "العم سام" أو "الانكل توم" فيعود بالذاكرة إلى قصائد الشعر العمودي "للحارث بن حلزة"، وذلك عندما يجلس مع الشاعر "غارث " النيوزلندي، ويهيم في "حانة الفلاسفة " حيث يشاهد جليلة الفرنجية أو اليهودية أو "الافرو-أوروبية"، حيث تتحدث بلكنة أعجمية، إلا أن "علي الزمان" قبل أن يشرب من زجاجة "النبيذ" نراه يطلب قدحًا من القهوة، وكأنّه يصر على عروبته، ثم ما أن يتطرق الحديث عن الحرب و أن أموالهم في بنوك سويسرا يديرها اليهود؛ فإننا نرى "علي الزمان" يحاول أن يوجه طاولة الحوار إلى الحديث عن الانسانية وأنّ هذا الشأن متروك للعرب وحدهم، فهو يحاول أن يظهر عدم التعصب، مع أنه في الأصل حاد في تعصبه لعروبته.
تتجلى الذات في شخصية "علي بابا" أو "علي الزمان" أمّا الآخر المقصود فيتجلى في هويات جنسيات الشخصيات التي تعامل معها "علي الزمان" في الحانات والمقاهي وفي الفندق، وفي الدول التي طوف حولها، وأرست قلوعه عندها، فهو يتجول بنا من عمان إلى الجزائر إلى ألمانيا والهند وكل ذلك داخل مملكة "أورساء"- ليست الحقيقية - ومع هذا فهو لم يتجول بنا في هذه المدن، وإنّما تجول فقط من خلال شخوص الرواية، وجنسياتها وكأنّه يحيلنا إلى ثقافة الوافد- الآخر- ومع هذا فقد اكتفى بالتنقل من حانة إلى حانة: ومن مقهى إلى مقهى، ولكن "واقعيته السحرية" أحالتنا إلى أماكن أخرى جسدتها تلك الشخوص التي تعامل معها في محاولة منه ليقربنا من هذه الشخصيات فنرحل معهم عبر عوالمهم ومدنهم وثقافاتهم فنشاهد "أفلام البورنو" ومستحدثات التكنولوجيا، وآفاق الانترنت، والأشرطة والاقراص الممغنطة، والكتاب الإلكتروني، ثم نشاهد رسائل جليلة بالانجليزية حيث "يتكسر الزمان على طاولة مكان الحلم" فنشاهد "كسر الروح والفضاء" و"شبح الألفاظ المروية".
فهو هنا يحاول أن يوجد لغة عالمية للتعامل مع الآخر، فهو بدوي قادم من صحراء النفط، متلفح بتراث وعروبة وقومية ولغة ويجابه عالما مختلفا ، فاللغة عند علي المعمري تأخذ شكلا مختلفا خاصة وأنه يناقش موضوعات كونية تتعلق بحداثة الكون، فنراه لا يعتمد- بالضرورة - على إنسيابية السرد وبلاغة الخطاب والصور، وإنما يأخذ من النثر بأسبابه، ومن الشعر بأسبابه، ويضفر كل ذلك بمصطلحات حداثية قد تخرج عن الأنساق المألوفة للقارئ العادي، فهي رواية للخاصة، ولخاصة الخاصة، وفقط، فيجب أن يكون التعامل فيها- نقديا- على "المستوى الحدسي" للحالة التي كتبت وقتها، حيث لا وزن هنا لزمان، أو مكان، أو شخصيات، أو أحداث. وإنما المحور والتركيز على جزئيات المشهد دون ضبابية أو افتعال لأنساق لا تتسق والذهنية الحدسية لعقل المتلقي، إذ أنّها تكسر المألوف، وتتعدد كذلك الأمكنة والأزمنة داخل زمان ومكان لمنطقة غير موجودة وتتمثل في عالم غير ملموس واقعيا، بينما هو ملموس في الحدث الآني الكائن في المشهد واللحظة التي يتولد فيها الحدس، اذن وطالما أن الحديث عن مكان وزمان غيرا محدين، بزمان أو مكان فإن الأمر يدخل في دائرة الصورة الذهنية غير المعلومة والحادثة، دون ربطها بأحداث وأزمنة وأمكنة، ومع ذلك لا يمكن أن ينتفي الزمان والمكان لوجود شواهد دالة عليهما.
ومع ذلك فقد حاول علي المعمري أن يرتفع بالخطاب الروائي ليقارب به الخطاب الشعري فكأنك تقرأ لوحة سريالية، أو تشاهد أحداثا متفرقة في أماكن مختلفة مع ذلك يجمعها نسيج هلامي غير مرئي ولكنه محسوس ضمنيا من خلال الحدس الملموس في النقطة بين بؤرة الشعور وهامش الشعور، فتكون الحقيقة حلما، والحلم حقيقة، وتتشابك الرؤى، فتخرج بعد أن تقرأ الرواية شخصًا آخر، وتشعر بغرائبية للكون والحياة.
ومع هذه المفارقات التصويرية لجمال السرد، إلا أنّ مفارقات لغوية يمكن أن نلحظها من خلال السياق المروي، وذلك يتجلى في المزاوجة بين أسلوب السرد بالعربية تارة، وبالعامية تارة أخرى، وبالمصطلحات والرسائل الإنجليزية تارة ثالثة، وبأنماط وأنساق لغوية متناثرة، ومتنافرة أحيانًا، ومتقاربة أحايين كثيرة، فتشعر بأنّ الكاتب قد اختلط عليه الأمر تارة فضرب في بحر تهويمات لغوية واشتقاقات غريبة أحيانًا، أو تشعر- وهو كثير- بأنك لا تستطيع ملاحقته وذلك لثراء زخم مفرداته وتراكبيه، أو أنّ الأمر هو ضرب من استعراض أسلوبي لغوي وبلاغي يجنح بالقارئ إلى مناحٍ جديدة ولهجات لم يألفها من قبل. ومع كل هذا يتجلى الخطاب الروائي عنده هرمًا شعريًا مقلوبًا تارة، ومتّسقًا- نثريًا- تارات عديدة، فتشعر بالدهشة والغرائبية فتتوقف بالتفكير عند هذا الحد لتحاول من جديد- بعد ذلك - أن تعيد ما قرأت لتصل إلى قرار، ومع هذا تبقى متعة السرد وجمالياته المدهشة، بغض النظر عن هذه المفارقات، وعدم التقارب الحادث ذهنيًا مع جزئيات النص الروائي.
والحديث عن هذه الرواية يحتاج منا إلى دراسة مطولة، وليس إلى قراءة - كما قدمت - وأرى أنّ مثل هذه الروايات ما تزال في طور البحث والتجريب بغية الوصول إلى نص عالمي يجمع الأنساق المعرفية والدلالية واللغوية ويصهرها-جميعا- في نسيج مترابط لتخرج في النهاية برواية جديدة تساير القرن الجديد والقرون المقبلة، فهي- كما أرى- تكسر "التابو"، وتبحث في اللانهائي، وتتحدث عن غير المألوف والمسكوت عنه وتضيف إليهما رؤى جديدة تصهر المخزون اللهجي الجمالي وتحاول أن توجد لغة عالمية تساير تحديات التكنولوجيا الصارخة ليقف الأدب شامخا بين روافد وفروع العلوم المعرفية المختلفة.
إنّها رؤية قد تبدو غير مألوفة - حاليا - ولا أدعي بأنني أتيت هنا بفتح جديد للرواية أو أنني أنادي بنظرية جديدة، ولكنها رؤية حالمة في عصر تشابك المعرفة وانصهار الثقافات والانفتاح الثقافي على ثقافات الشعوب والأمم، وعسى أن نقر بأن ما لا يتحقق في هذا القرن، قد يتحقق في قرن آخر، فحري بنا أن نبحث ونتأمل ونقارب ونجرب حتى يمكن لنا أن نساير ونجابه المد الثقافي المتلاحق والحادث في أرجاء العالم الممتد.