بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...آمابعد
لا يخفى على أحد منا ماتعانيه الأمة من محن وماتمر به من فتن وماهو إلا بسب ذنوبنا:" فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ" نعم إخوتي الأفاضل ما نعانيه اليوم من هوان وذلة هو نتاج ماقترفنا من ذنوب ومعاصي ولو استعرضنا بعض الآيات والأحاديث التي تحدثت عن الذنوب وما يترتب عليها من عقاب في الدنيا قبل الآخرة لوجدنا أننا وقعنا في أكثرها فلنبحر إخوتي الأفاضل في بعضها لعل ذلك يكون سبباً في إقلاعنا عنها.
روى ابو داوود في سننه من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ الإِخْبَارُ لِجَعْفَرٍ وَهَذَا لَفْظُهُ. قال الألباني حديث صحيح
العينة أن يبيع شبئا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقدا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فهذا مع التواطؤ يبطل البيعين لأنه حيلة"
فهل تبايعنا بمثل هذه الصفة؟؟ وهل رضينا بالزرع وركنا إلى الدنيا؟؟ وهل تركنا الجهاد لإعلاء كلمة الله؟؟
الإجابة للأسف إخوتي الأفاضل نــــــــــــعــــــــــــم ونتاج ذلك مانحن فيه من ذل وهوان حتى تسلطت علينا أمريكا ومسخها المدلل إسرائيل أسئل الله العلي القدير أن يقر أعيننا بزوالهما.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْماً ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ».
فما بالنا ندعو فلايستجاب !! وهل نحن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟؟؟ لو أجبنا بنعم سيقرض سؤال آخر نفسه مابلها المنكرات تداهمنا في كل مكان في بيوتنا في أعمالنا في أسواقنا وشوارعنا بل حتى في مساجدنا????
يقول تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"
أما آن لنا أن نتوب من أكل الربا قبل أن يحل بنا العذاب!!! مابالها بنوكنا تعج بالمعاملات الربوية ولا منكر لها!!! مابالها صحفنا تدعوا إليه صباح مساء !!!
ثم نرجوا الفلاح ونطلب أن يستجاب دعائنا.
روى البخاري في صحيحه من حديث عَائِشَةَ - رضى الله عنها أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ ، فَقَالَ وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ » . ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ « إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا » .
وكم من حدود ضيعت وكم من أحكام لم تنفذ وكم وكم وكم.
والحديث في هذا الباب يطول لكن أكتفي بما ذكر ولايخفى على ذو بصيرة حالنا من بعد عن الله وسنة نبيه لكن كيف الخلاص؟؟؟
يقول تعالى:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا"
أول خطوة في سبيل إستعادة المجد التليد هي التوبة إلى الله من جميع الذنوب والخطايا ولإكثار من الإستغفار:" وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"
يقول تعالى:" فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
الخطوة الثانية تكون في الضراعة إلى الله بأن يكشف الغمة ويعز الأمة.
ولن أسترسل في هذا الباب خشيت الإطالة وقبل الختام هذه كلمة أتوجه بها إلى من خرج علينا يكفر ولاة أمورنا ويقتل حماة أوطاننا بعد الله ويستبيح أموالنا ودمائنا أقول لهم:
ألا يسعنا أن نعيش كما عاش أفضل الخلق محمد أبن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقد عاش المراحل كله من عنا وفقر وقوة وضعف وصحة ومرض.
فهاهو في حال ضعفه يتعبد الله عند الكعبة وحولها ثلاثمائة وستون صنماً ويبني الجيل المسلم ويطلب منهم الصبر على الأذى فما بالنا لا نطيق الصبر على الأذى!!
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا بَيَانٌ وَإِسْمَاعِيلُ قَالاَ سَمِعْنَا قَيْسًا يَقُولُ سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ أَتَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً ، وَهْوَ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ فَقَعَدَ وَهْوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ « لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ » .صحيح البخاري
ولما اشتد عود الدولة المسلمة وقويت سواعدها لم يترك ملك من ملوك الدنيا إلى أرسل إليه رسوله يرغبه بما عند الله ويتوعده بعذاب الله.
« بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) » .
كان هذا نص رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم أنذاك ومن هنا يتضح الفرق جلياً بين الحالين القوة والضعف وقد سار سلف الأمة الصالح على هذا النهج فهاهو الإمام العلم أحمد بن حنبل رحمه الله يمر بحال مثل حالنا اليوم هاهو الخليفة في زمانه يقول بخلق القرآن بل ويتعدى ذلك بأن قتل وسجن وعذب كل من خالفه وصدح الإمام أحمد رحمه الله بكلمة الحق وصرح بكفر من قال بخلق القرآن لكنه أمتنع عن تكفير الأعيان حتى تثبت فيهم شروط التكفير وتنتفي الموانع.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك:" وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته؛ لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة. ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم، وأنه يدور على التعطيل، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة. لكن ما كان يكفر أعيانهم، فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط، والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه. ومع هذا، فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية: أن القرآن مخلوق، وأن الله لا يري في الآخرة، وغير ذلك. ويدعون الناس إلى ذلك، ويمتحنونهم، ويعاقبونهم، إذا لم يجيبوهم، ويكفرون من لم يجبهم. حتى أنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير، لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق، وغير ذلك. ولا يولون متولياً ولا يعطون رزقاً من بيت المال إلا لمن يقول ذلك. ومع هذا، فالإمام أحمد ـ رحمه الله تعالي ـ ترحم عليهم، واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لم يبن لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطأوا، وقلدوا من قال لهم ذلك".
والتاريخ ذاخر بالأمثلة كما هو ذاخر بأنه لم تقم فتنة إنتهت بالخروج على ولي الأمر إلا كانت المفسدة المترتبة عليها أعظم بدأ بالخروج الأول على عثمان بن عفان رضي الله عنه مروراً بالخروج على يزيد بن معاوية وماترتب عليه من قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخروج ابن الزبير رضي الله عنه واستباحة الحرم ورمي الكعبة بالمنجنيق ومقتل عبدالله ابن الزبير إلى خروج ابن الأشعث ومقتل عدد كبير من التابعين على رأسهم سعيد ابن جبير رحمه الله.
فماهي الفائدة التي يرجوها كل من يبحث الخروج على ولاة الأمر وقد نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ « لاَ مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ أَلاَ وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئاً مِنْ مَعَاصِى اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى وَلاَ تَنْزِعُوا يَداً مِنْ طَاعَةٍ ». مسند أحمد
فلايكونن أحد منكم سبب في شق عصى الأمة ولنتعاون في لم الشمل ورأب الصدع ويسدد المصيب منا المخطيء كما كان منهجه صلى الله عليه وسلم.
وهو المنهج نفسه الذي سار عليه أصحابه رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان أسئل الله العلي القدير أن يجعلنا ممن سلك نهجهم في الدنيا وأن يلحقنا بهم في الآخرة.
اللهم إنا نسئلك بإسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت أن تصلح أحوال الأمة رعاة ورعية وأن تردنا إليك رداً جميلا وأن تهلك عدونا وعدوك.
اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بإسرائيل اللهم عليك بإسرائيل اللهم عليك بإسرائيل.
اللهم عليك بكل ظالم جهول اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد.
اللهم إن أصبت فابفضل منك وتوفيقك وإن أخطئت فمن نفسي ومن الشيطان.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...آمابعد
لا يخفى على أحد منا ماتعانيه الأمة من محن وماتمر به من فتن وماهو إلا بسب ذنوبنا:" فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ" نعم إخوتي الأفاضل ما نعانيه اليوم من هوان وذلة هو نتاج ماقترفنا من ذنوب ومعاصي ولو استعرضنا بعض الآيات والأحاديث التي تحدثت عن الذنوب وما يترتب عليها من عقاب في الدنيا قبل الآخرة لوجدنا أننا وقعنا في أكثرها فلنبحر إخوتي الأفاضل في بعضها لعل ذلك يكون سبباً في إقلاعنا عنها.
روى ابو داوود في سننه من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ الإِخْبَارُ لِجَعْفَرٍ وَهَذَا لَفْظُهُ. قال الألباني حديث صحيح
العينة أن يبيع شبئا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقدا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فهذا مع التواطؤ يبطل البيعين لأنه حيلة"
فهل تبايعنا بمثل هذه الصفة؟؟ وهل رضينا بالزرع وركنا إلى الدنيا؟؟ وهل تركنا الجهاد لإعلاء كلمة الله؟؟
الإجابة للأسف إخوتي الأفاضل نــــــــــــعــــــــــــم ونتاج ذلك مانحن فيه من ذل وهوان حتى تسلطت علينا أمريكا ومسخها المدلل إسرائيل أسئل الله العلي القدير أن يقر أعيننا بزوالهما.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْماً ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ».
فما بالنا ندعو فلايستجاب !! وهل نحن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟؟؟ لو أجبنا بنعم سيقرض سؤال آخر نفسه مابلها المنكرات تداهمنا في كل مكان في بيوتنا في أعمالنا في أسواقنا وشوارعنا بل حتى في مساجدنا????
يقول تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"
أما آن لنا أن نتوب من أكل الربا قبل أن يحل بنا العذاب!!! مابالها بنوكنا تعج بالمعاملات الربوية ولا منكر لها!!! مابالها صحفنا تدعوا إليه صباح مساء !!!
ثم نرجوا الفلاح ونطلب أن يستجاب دعائنا.
روى البخاري في صحيحه من حديث عَائِشَةَ - رضى الله عنها أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ ، فَقَالَ وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ » . ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ « إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا » .
وكم من حدود ضيعت وكم من أحكام لم تنفذ وكم وكم وكم.
والحديث في هذا الباب يطول لكن أكتفي بما ذكر ولايخفى على ذو بصيرة حالنا من بعد عن الله وسنة نبيه لكن كيف الخلاص؟؟؟
يقول تعالى:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا"
أول خطوة في سبيل إستعادة المجد التليد هي التوبة إلى الله من جميع الذنوب والخطايا ولإكثار من الإستغفار:" وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"
يقول تعالى:" فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
الخطوة الثانية تكون في الضراعة إلى الله بأن يكشف الغمة ويعز الأمة.
ولن أسترسل في هذا الباب خشيت الإطالة وقبل الختام هذه كلمة أتوجه بها إلى من خرج علينا يكفر ولاة أمورنا ويقتل حماة أوطاننا بعد الله ويستبيح أموالنا ودمائنا أقول لهم:
ألا يسعنا أن نعيش كما عاش أفضل الخلق محمد أبن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقد عاش المراحل كله من عنا وفقر وقوة وضعف وصحة ومرض.
فهاهو في حال ضعفه يتعبد الله عند الكعبة وحولها ثلاثمائة وستون صنماً ويبني الجيل المسلم ويطلب منهم الصبر على الأذى فما بالنا لا نطيق الصبر على الأذى!!
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا بَيَانٌ وَإِسْمَاعِيلُ قَالاَ سَمِعْنَا قَيْسًا يَقُولُ سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ أَتَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً ، وَهْوَ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ فَقَعَدَ وَهْوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ « لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ » .صحيح البخاري
ولما اشتد عود الدولة المسلمة وقويت سواعدها لم يترك ملك من ملوك الدنيا إلى أرسل إليه رسوله يرغبه بما عند الله ويتوعده بعذاب الله.
« بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) » .
كان هذا نص رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم أنذاك ومن هنا يتضح الفرق جلياً بين الحالين القوة والضعف وقد سار سلف الأمة الصالح على هذا النهج فهاهو الإمام العلم أحمد بن حنبل رحمه الله يمر بحال مثل حالنا اليوم هاهو الخليفة في زمانه يقول بخلق القرآن بل ويتعدى ذلك بأن قتل وسجن وعذب كل من خالفه وصدح الإمام أحمد رحمه الله بكلمة الحق وصرح بكفر من قال بخلق القرآن لكنه أمتنع عن تكفير الأعيان حتى تثبت فيهم شروط التكفير وتنتفي الموانع.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك:" وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته؛ لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة. ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم، وأنه يدور على التعطيل، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة. لكن ما كان يكفر أعيانهم، فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط، والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه. ومع هذا، فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية: أن القرآن مخلوق، وأن الله لا يري في الآخرة، وغير ذلك. ويدعون الناس إلى ذلك، ويمتحنونهم، ويعاقبونهم، إذا لم يجيبوهم، ويكفرون من لم يجبهم. حتى أنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير، لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق، وغير ذلك. ولا يولون متولياً ولا يعطون رزقاً من بيت المال إلا لمن يقول ذلك. ومع هذا، فالإمام أحمد ـ رحمه الله تعالي ـ ترحم عليهم، واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لم يبن لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطأوا، وقلدوا من قال لهم ذلك".
والتاريخ ذاخر بالأمثلة كما هو ذاخر بأنه لم تقم فتنة إنتهت بالخروج على ولي الأمر إلا كانت المفسدة المترتبة عليها أعظم بدأ بالخروج الأول على عثمان بن عفان رضي الله عنه مروراً بالخروج على يزيد بن معاوية وماترتب عليه من قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخروج ابن الزبير رضي الله عنه واستباحة الحرم ورمي الكعبة بالمنجنيق ومقتل عبدالله ابن الزبير إلى خروج ابن الأشعث ومقتل عدد كبير من التابعين على رأسهم سعيد ابن جبير رحمه الله.
فماهي الفائدة التي يرجوها كل من يبحث الخروج على ولاة الأمر وقد نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ « لاَ مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ أَلاَ وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئاً مِنْ مَعَاصِى اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى وَلاَ تَنْزِعُوا يَداً مِنْ طَاعَةٍ ». مسند أحمد
فلايكونن أحد منكم سبب في شق عصى الأمة ولنتعاون في لم الشمل ورأب الصدع ويسدد المصيب منا المخطيء كما كان منهجه صلى الله عليه وسلم.
وهو المنهج نفسه الذي سار عليه أصحابه رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان أسئل الله العلي القدير أن يجعلنا ممن سلك نهجهم في الدنيا وأن يلحقنا بهم في الآخرة.
اللهم إنا نسئلك بإسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت أن تصلح أحوال الأمة رعاة ورعية وأن تردنا إليك رداً جميلا وأن تهلك عدونا وعدوك.
اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بأمريكا اللهم عليك بإسرائيل اللهم عليك بإسرائيل اللهم عليك بإسرائيل.
اللهم عليك بكل ظالم جهول اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد.
اللهم إن أصبت فابفضل منك وتوفيقك وإن أخطئت فمن نفسي ومن الشيطان.