إبراهيم الهادي
قبيل شهر رمضان الفضيل انتشر عن طريق " الواتس آب" إعلان يتضمن وظائف مضيفين ومضيفات وموظفين وموظفات اتصالات في طيران الاتحاد الإماراتي، ومكان تقديم السيرة الذاتية هو فندق جولدن توليب بالسيب، ذهب مئات من الشباب والشابات إلى مكان التقديم طوابير متقاطرة مصطحبين معهم أوراقهم وخبراتهم وعند وصولهم استقبلتهم موظفة آسيوية فطلبت أن يضع كل منهم أوراقه على الطاولة على أن يتم إشعارهم لاحقًا لحضور المقابلات، وحتى يستوعب أفواج المتقدمين بهدوء فقد تحددت المقابلات في عدة أيام من شهر رمضان الكريم كما يقول أحد المتقدمين، مضيفا أنّه وجميع من كانوا في مجموعته استقبلهم موظف آسيوي أخذ في مستهل حديثه يشرح عن طيران الاتحاد الإماراتي وإنجازاته والجوائز التي حصل عليها، ومدى الخدمات الوفيرة التي يقدّمها، ثم دخل في موضوع العمل شارحًا عن تفاصيله بثقة تامة وقال إنّ من يقع عليه الاختيار سيعمل في إمارة أبوظبي لأنّ طيران الاتحاد لا يوجد لديه فرع في السلطنة، مطمئنًا في الوقت نفسه أنّ الحوافز مغرية جدًا، فالإدارة كما قال ستوفر غرفة لكل شخصين وبها مكيف تبريد معتقدًا أنّ المكيف نادر لدى المتقدمين..! أمّا الراتب الشهري فسيكون عاليًا جدًا وهو 240 ريالاً أساسيًا مع بعض العلاوات، موظف اتحاد الطيران كان خلال شرحه يتساءل في نفسه: من يا ترى سيُحظى بهذه الوظائف النادرة ذات الحوافز المغرية؟ قائلا في نفسه كم أشفق عليكم أيّها المتقدمون الكثر فنحن لا نستطيع توظيف إلا القليل منكم، وكم منكم ستفوته فرصة ذهبية بها راتب شهري لكل موظف يصل إلى 240 ريالاً معها علاوات بالإضافة إلى غرفة لكل شخصين وبها أيضا مكيف؟ آه كم سيتألم من لا يحظى بهذه الوظائف، طبعا كانت علامات الاستفهام والتعجب تتلاطم في رؤوس المتقدمين، وكانت أفواههم مفتوحة على مصراعيها ولكي يفروا بجلدهم من هذا الكابوس لم يبق منهم شخص واحد في تلك القاعة، فقد انفضوا جميعًا باحترام رغم أنّ الأغلبيّة كانت قد جاءت منذ الصباح الباكر، ولم يناموا بعد سهر ليل رمضان، أتساءل مجددًا هنا عن الهدف الذي جاءت به هذه الفكرة أهو مفهوم خاطئ عن دخل العمانيين؟ أم أنّ إدارة طيران الاتحاد تفتقر لثقافة مستوى دخل العمانيين بحيث تعتقد أنّ الدخل لا زال كما كان عليه الحال في الثمانينيات! أم أنّها رسالة سياسية لها غايات لا نعرفها؟
من هنا نطالب الجهات المعنية بالتحقق من هذا الموضوع بمحاوره العديدة، والوقوف على أسبابه، وغاياته وما يكمن وراءه، ثمّ نطالب بتوضيح حول المفهوم الخاطئ الذي تعتقده بعض المؤسسات في الدول الشقيقة عن دخل المواطن العماني مع إبراز الإمكانيّات والكفاءات التي يتمتع بها شباب وطننا، ونحن إذ نقدر قدسية العمل وأهمية الإنتاج ونرحب بالعمل أيا كان موقعه مع التأكيد بأولويته في الوطن، فإننا نرى أنّ هذا الاستخفاف ليس في محله؛ لذا فهو مرفوض كل الرفض من قبل مبادئنا وقيمنا وعزتنا.
ibrahim@alroya.net
