الاستراتيجية الإعلامية والشراكة المجتمعية - جديد جريدة الرؤية

    • الاستراتيجية الإعلامية والشراكة المجتمعية - جديد جريدة الرؤية



      مدرين المكتومية

      يُعنى مصطلح "الاستراتيجية الإعلامية" بمتابعة سبل توظيف وسائل الاتصال الجماهيرية -سواءً المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، والتي أُدخل إليها مؤخرًا شبكات التواصل الاجتماعي- في إيصال مجموعة من الرسائل المختلفة إلى أعداد كبيرة من المتلقين على اختلاف شرائحهم؛ بما يمكن أي مؤسسة أو مشروع أو مبادرة، من إيصال الرسالة الأساسية الخاصة به.
      .. إن مسؤولية تحديد تلك الاستراتيجية لا تقع على كاهل الحملات والمبادرات الإعلانية الصغيرة أو المؤسسات الخاصة فحسب، بل تتحمل المشاريع الوطنية الضخمة الجزء الأكبر منها، فعلى سبيل المثال: مشروع "انتخابات المجالس البلدية"، بلا شك يحتاج إلى استراتيجية إعلامية واضحة فيما يخص جذب الناس والمجتمع إليه؛ لتكون بالفعل شراكة واضحة بين الحكومة والمجتمع في صنع القرار، ولنصل لمرحلة أكثر تقدمًا من العمل الانتخابي لمنبر شعبي وخدمي كالمجالس البلدية، باعتبار هدفه الرئيس إيصال صوت المواطن واحتياجاته للجهات المعنية، وليصبح المجتمع بذلك شريكًا حقيقيًّا في عملية صنع القرار في مختلف المجالات الحياتية في السلطنة.. فما نتمناه بالفعل أن تكون تلك المجالس البلدية هاجس المجتمع خلال الأشهر المقبلة؛ وهو ما يتوجب علينا -إيذاءه- التعرف والاستفادة من التجارب التي سبقتنا لنتعرف على حجم الفجوة، ونبحث لها عن استراتيجية واضحة تساعدنا على رأب الصدع في هكذا موضع.
      وتكتسب الاستراتيجية الإعلامية أهميتها في مختلف المؤسسات والمشاريع الخاصة والحكومية، من كونها الوسيلة الوحيدة التي تساهم في إيصال الرسالة المرجوة للفئة المستهدفة في الحملة الإعلامية، لنتجنب ضبابية المشهد الإعلامي، والتي دائما ما يتبعها ضعف في الإقبال الجماهيري.
      ففي الوقت الحالي، ومع وجود دولة عصرية، أصبحنا بحاجة إلى أن نتقدم خطوات أكثر قوة وفاعلية وتأثيرا، لا خطوة واحدة ونظل نرقب نجاحها لنجني ثمارها بعد سنوات مقبلة.
      بالعكس.. إن الموقف الآني يتطلب منا اتخاذ العديد من الإجراءات الباتة، والتي يجب أن يراعى وجودها في أي عمل وطني أو مشروع خاص، والتي من بينها: ضرورة تحديد الهدف العام والمهام الخاصة بالمؤسسة أو الحملة التي نرغب في إيصالها للناس، وكذلك تحديد الشركاء الأساسيين لتطوير تلك الرسالة الإعلامية، وتحديد الجمهور المستهدف من الأشخاص الذين نرغب في التأثير على سلوكهم؛ من أجل تحقيق الأهداف (المخطط لها مسبقًا)، كما يجب أن يتم تحديد القضية الإعلامية الرئيسية، وبناء قائمة اتصال إعلامية مختلفة، على أن يلي ذلك مباشرة مرحلة "تقييم مستمر حسب جدول زمني معين"؛ لتجاوز الثغرات ولتحقيق أعلى تفاعل ممكن، وهذا لا ينطبق على مشروع واحد، وإنما على مختلف المشاريع والمؤسسات الحكومية والحملات الوطنية المختلفة.
      إن مثل هذه الاستراتيجية يجب أن يتم تطبيقها في مختلف الجهات لضمان نجاح رسالتها وانتشارها بصورة أكبر مما يُخطط له، على اعتبار أن الإعلام إنما هو "لسان الحق الذي يجب ألا يحيد عمَّا يلامس واقع المتلقي".. ولذلك فعلى كل فرد ومؤسسة أن تجعل الإعلام لسانها الناطق في مختلف المحافل والحملات لتضمن انتشار رسالتها بصورة أشمل وأوسع مما خُطط له، ومما هو متوقع.

      madreen@alroya.info