يوسف بن علوي في حوار للأخبار المصرية تنشره«عُمان » بالتزامن أخبار عمان

    • يوسف بن علوي في حوار للأخبار المصرية تنشره«عُمان » بالتزامن أخبار عمان

      نحن قوى تقدمية تؤمن بالتطور الحقيقي الخالي من الشعارات.. ونهضـة عمان في مرحلة جديدة -
      أجرى الحوار: أسامة عجاج ونادر غازي :
      قليلة هي حوارات معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ولكنه عندما يتحدث تكتشف بسهولة خبرات السنين التي قضاها على رأس الدبلوماسية العمانية التي تتميز بالوسطية وإبقاء الأبواب مفتوحة والعلاقات مستمرة مع كافة الدول المتصارعة وهناك من يطلق عليها دبلوماسية الإطفاء والبعد عن “صب الزيت على النار”. ونذكر للوزير يوسف بن علوى استجابته السريعة لطلب الحوار مع “الأخبار” وإجابته على كافة الأسئلة والاستفسارات وامتد الحوار لحوالي الساعة بدءا من العلاقات الثنائية بين مصر وعمان وانتهى بالمخاوف الخليجية من مواجهه أمريكية إسرائيلية من جهة وإيران من الجهة الأخرى. الوزير ابن علوى أكد استمرار العلاقات التاريخية بين البلدين وأشاد بكلمة الدكتور محمد مرسي في جامعة الدول العربية وقال انها تميزت بالتلقائية وخاطبت الوجدان العربي.
      وأشار إلى أن الربيع العربي جاء نتيجة طبيعية للأزمات التي واجهت مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا.. وكشف النقاب عن سرعة التجاوب مع مطالب الشباب العماني في التغيير.. وحذر من مخاطر حرب أهلية في سوريا...
      وهذا نص الحوار...
      علاقتنا لم تتغير
      • كيف ترى شكل العلاقات المصرية العمانية في الآونة الأخيرة بعد كل ما جرى في مصر من تغييرات سياسية كبيرة؟
      العلاقات كما هي لم تتغير.. فالعلاقات بين الدول والحكومات والشعوب علاقات مصالح ولا تتغير بتغير الحاكم.. والعلاقات المصرية العمانية طيبة "والحمد لله" بالحكم الجديد.. ولنا نظرة في هذه المسألة وهي "دوام الحال من المحال".. لكن هذه ثورة قام بها الشعب المصري وارتضى المصريون بالرئيس محمد مرسى.. والمسموعات عن الرئيس الجديد لمصر قبل ان يصبح رئيس انه رجل وطني.. اما الانتماءات السياسية والأحزاب السياسية والأفكار السياسية والفلسفية وغيرها هذا امر اصبح مشروعا لم يخض فيه أحد.. فلذلك علاقاتنا سوف تشهد تطورا مهما وتعاونا في كل المجالات وهذه هي ارادتنا عندما قابلت الرئيس مرسي كان هذا المنظور يتطلع عليه وأكد هذا مع زيارته الى ايران والى مكة المكرمة وجامعة الدول العربية.. والصورة الآن بدأت تتضح بأن مصر بدأت تستعيد موقعها.. وموقعها دائما دعم للعرب ولا شك في هذا.. وهذا شيء يسعدنا جدا وينبغي منا جميعا ان نرحب بهذا ونكون داعمين له.. ولن يتغير شيء الا للأحسن والأفضل والإيجابي.. ونحن في الحقيقة نرى في مصر دائما كل مرآة كبيرة فيها كل الوجوه العربية.
      • سبق لكم ان التقيتم منذ فترة مع الرئيس محمد مرسي.. هل تحدثتم عن خطوات جديدة لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين؟
      مصر مازالت في المرحلة الحالية تعدل البيت المصري.. ولكن واضح ان مصر تحتاج الى كل وسيلة تساعدها على هذه المرحلة في اعادة ترتيب البيت المصري الداخلي وبالتالي أي شيء تكون مصر بحاجة اليه ونستطيع ان نقدمه بكل تأكيد سيكون موضع سرور بالنسبة الينا.. والآن الكل يتحدث عن الشأن الاقتصادي في مجمله وبالتالي ربما الامر يحتاج الى شيء من الوقت لكى تتضح في أي جوانب من جوانب الاقتصاد تستطيع الدول العربية بما فيها سلطنة عمان ان تسهم في هذا.. وهناك جوانب أخرى ايضا بالنسبة لمصر تحتاج ايضا الى دعم وأهمها هو ان يكون العرب قادرين على اقناع الاطراف الخارجية بأن هناك حاجة الى ان يدعم العالم كله مصر وهذا ايضا احد الابواب التي ينبغي على العرب ان يتولوها ايضا مع مصر.. وبالجملة ان أي شيء تحدده مصر تحتاج فيه تعاون ثنائي أو جماعي او بأي شكل من الاشكال للدعم فنحن نكون مسرورين له.
      خطاب تلقائي
      • كيف تقرأ خطاب الرئيس محمد مرسي في الجامعة العربية ورمزية مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب؟
      لم يكن مفاجأة.. وانما كان متوقعا.. والمفاجئ انه قام بهذه الخطوة.. كانت الخطوة مقدرة ولها دلالاتها العربية والاقليمية والدولية.. والعرب سيبدؤون التجمع حول نقطة ارتكاز وهى القاهرة.. ولكن كما ذكر الرئيس مرسي ان هذا التجمع الذي سيرتكز في مصر هو إيجابي وليس سلبا. سيكون تجمعا إيجابيا من اجل اهداف معروفة لم تتحقق في الماضي ونتطلع الى ان تتحقق في هذه المرحلة.. فزمن السكوت لم يعد يجدى والحديث بثقل ينبغي ان يكون هو الموجود والعالم الآخر ينبغي ان يعيد حساباته بان الظروف في المنطقة العربية تغيرت ولكن تغيرت بفعل ارادة الشعوب وهذا هو المهم.
      • وماذا عن رؤيتك للخطاب الذى ألقاه الرئيس مرسي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب؟
      كان تلقائيا.. بتلقائية مصرية.. وفى رأيي لم يرد الرئيس ان يختار الكلمات ويكون فيها مجاملة.. بل كانت بتلقائية مصرية لكي تخاطب الوجدان.. وهذا ما تعود عليه المصريون.
      • كيف ترى الربيع العربي بصفة عامة من منظور خليجي محافظ؟ وهل تشعرون بالخوف من تداعيات تؤثر على استقرار دول الخليج؟
      الصورة النمطية الموجودة في الاعلام ان دول الخليج دول محافظة.. وليس هو هذا بالضبط.. فهي دول ملكية وهذا واقع.. فلسنا محافظين بمفهوم الكلمة كما تقال في الغرب بمعناها "العدوانيين".. وانما نحن قوى تقدمية تؤمن بالتطور الحقيقي الذى يكون خاليا من الشعارات.. وهذه هي سمة دول الخليج.. وربما هناك في بعض دولنا جماعات وانما هي معزولة وهى ليست تمثل الفهم العام في كل دول الخليج الست.
      وننظر الى الاحداث التي حدثت في تونس ومصر وليبيا وسوريا كان شيئا طبيعيا أن يحدث لأنه واضح ان الاهداف هي الخروج من الحالة التي كانت الانظمة والقوانين التي اصبحت لا تتجاوب للنمو الهائل في عدد السكان والنظام لا يلبى احتياجات وطموحات الناس في شتى مجالات الحياة.. واعتمدوا – الأنظمة السابقة - على بعض الجوانب واعتقدوا انها كافية، ففي مصر مثلا اعتمدوا على السياحة واصبح عدد كبير هائل من المصريين لهم صلات بالسياحة حتى بعض الفلاحين تركوا حقولهم وأصبح لهم علاقة بالسياحة.. فهذه ليست الحياة التي يتمذاها الناس.. وعندما تحدث مثل هذه الاشياء يكون واضحا انها من فعل عامة الناس.
      وهذا ليس فقط في الدول العربية وانما على مستوى العالم.. ولا يهم الشعب من يحكم، وانما يهمهم ماذا يقدم لهم كل يوم.. وما صار في مصر كان هذا النهج، رغم انه كان هناك قوى سياسية كانت غير راضية فلما رأت الناس خرجت بهذه الارادة القوية كان لابد انهم يكونوا هناك ايضا وان يقودوا هذه الحالة وانتهت الى ما انتهت عليه.. سواء في مصر ام سوريا ام ليبيا ام تونس.. فهذه مسائل ربما في البداية صارت بهذه النتيجة ولكن بالنتيجة فهموا هذه المسألة.
      والواقع انه لو لم يخرجوا الناس بهذه الارادة الواسعة لم يحدث شيء أبدا.. ولكنه قدر الله، فمن كان يتوقع ان تنفجر الثورات العربية من تونس وتقع المشادة لتؤدي الى هذه الثورات.
      الشباب السبب
      • هل كانت عمان بمنأى عن الربيع العربي وهي من الدول المنفتحة التي تؤثر وتتأثر بالمنطقة.. وكيف تعاملت السلطنة مع المتغيرات الأخيرة في المنطقة؟
      كل البلدان في العالم العربي أبعد منه كان هذا التأثير موجود بصورة او بأخرى. ولا بد أن نكون عارفين ان الغالبية من السواد الاعظم هم فئة الشباب وهذه الفئة تتأثر بالأحداث حتى الاطفال ذوو عمر 8 او 10 سنين يتأثرون. ويصير عندهم نزعات لهذا او ذاك.. وفي معظمها بالتحدي ونرى هذا في مباريات كرة القدم حتى.. فطبعا بحكم الاعلام صار كل هذا يحدث.. ولكن لا شيء له جدوى فنحن في عمان لسنا مميزين ولدينا نفس المشاعر، والمشاعر العمانية قوية - وان كانت لم تظهر كما ظهرت في بعض الدول - لدى أطراف الجيل الجديد وقضايا الباحثين عن فرص عمل وكانت مطلوبة عندنا وكان هناك مخطط لدينا تجاهها ولكن المخطط كان سيبدأ في عام 2014 ولكن جاءت هذه المسألة والناس خرجت لهذا وهى حقيقية ونحن لا نقول ان هذه المسألة مجرد تقاليد وانما هي حقيقية.. فالشباب من خريجي الجامعات الحكومية اعدادهم في تزايد كلها والعمل مطلوب.. وكنا نعلم ان هناك احتياجا كبيرا لهذا ، فكان التعامل مع هذه المسالة سهلا.. وبالتالي تم التجاوب وهذا ما يريده الشعب.
      والنهضة العمانية الآن في مرحلة جديدة ، مرحلة التخطيط الصحيح في الوقت الذى يحتاجه وكل شيء في وقته بآليات جديدة للتعامل مع الأشياء.. والحمد لله الناس كل في عمله.. وكل ثورات العالم ملك للشعوب.
      وفى ذات مرة خلال دعوة من العقيد القذافي لعدد من وزراء الخارجية العرب ليسمع منهم ماذا ينبغي عمله لمؤتمر قمة في سرت.. كنت أحد هؤلاء الوزراء.. وقال لي: "ماذا نعمل؟" قلت له: "لا نعمل شيء".. فقال: كيف لا نعمل شيء؟.. قلت: "كما نفعل في القمم السابقة.. نحن كلنا فقراء والفقير لا يعمل شيء".. فقال لي: "لسنا فقراء يا أخي.. نحن أغنياء وعندنا اموال وشعوب".. فقلت له: "صحيح.. لكن مادامت هي في خزائن وزراء المالية وغالقين عليها.. فنحن فقراء".. فقال: "ماذا تقترح؟".. فقلت: "من باب سلطاتي لا اقترح شيئا.. والامر للقادة".. قال لي: "ماذا ترى؟".. فقلت: "نحن في جامعة الدول العربية عملنا اليات وكتبناها ونمقناها ونريد ان نعمل من العرب أمة وامبراطورية كالاتحاد الأوروبي والياتنا عملناها شبيهة بالاتحاد الأوروبي.. لكن الآن نحن فقراء لأننا لم نفعلها.. ولكن اذا نفذناها بشكل صحيح.. فعندنا اموال وثروات ونفط".. كما قلت: "وكالة واحدة في الاتحاد الأوروبي تعنى بالعلاقات الدولية ميزانيتها السنوية كما يقولون 5 مليارات يورو".. وعمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية كان لديه 60 مليونا، وكل هذه الزوبعة على 60 مليونا فكيف هذا.. فقال القذافى: "هذه فكرة طيبة.. سجلوها".. ولكنها لم تنفذ..
      الحل للتأخر العربي
      • هذا يأخذنا للمقترح العماني الذى طرح في لجنة الحكماء التي شكلها الدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية لبحث تطوير الجامعة.. فنود منك توضيحه؟
      المسألة بسيطة جدا.. "نحن ما رايحين نخترع العجلة".. ولكن "العوق" هو في ان نظام جامعة الدول العربية في هذه المسألة اعتمد على النظام الذى اعتمد في الامم المتحدة.. والامم المتحدة غير.. وحصص الدول في الجامعة بنيت على ثروتها مثلا دولة كبيرة تدفع 20 او 25 وعمان دولة صغيرة تدفع 2%، والسعودية 14% وهكذا.. وبالتالي هذه لما كانت تتراجع تكون معركة وهناك من لا يسدد.. وهذه الطريقة تغيرت في الاتحاد الأوروبي واصبحت الحكومات تساهم فيه لكن بآلية أخرى وتفرض ضرائب على شعوبها وتذهب هذه الضرائب الى آليات الاتحاد الأوروبي لأنه هدف استراتيجي وتجمع ملايين.. طبعا الاتحاد الأوروبي يضم 500 مليون نسمة.. وهناك عندهم مسألة الضرائب منظمة ولديهم صندوق.. وضرائب الاتحاد الأوروبي تجمع في صندوق واحد وتصير بينهم مقاصة ولكن الاموال حاضرة.
      أما نحن مازلنا على نظامنا.. فالمقترح العماني كان "خلونا نتبع شيئا من اللطف في هذا الآلية".. بحيث أن المواطن الذى هو المستفيد الاول من العمل العربي المشترك يساهم في هذا.. بمعنى ان كل الدول العربية الآن عندها نظام الجمارك وتتفاوت النسب بين دولة وأخرى.. نحن الآن نطالب بشيء من الجمارك الحالية وتبنى عليها ميزانية الدول واصبح ملتزما عليها.. ولكن نضيف على هذه الجمارك 1% أو 0.5% حتى الناس تتعود ، وهذا يخصص للعمل العربي المشترك ويوضع آليه كما هو موجود في الاتحاد الأوروبي ، وتصير مقاصة بين الدول.. وصحيح ان هناك بعض الدول العربية عائداتها من الجمارك اعلى وبعضها بسيطة.. ولكن الكل يدفع.. ولكل هذا صندوق يشرف عليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي.. وهناك مشاريع كبيرة لربط العالم العربي مع بعضه بطرق متصلة وكهرباء وقطارات والطاقة النووية السلمية والطاقة الكبيرة والانتاج الغذائي ، فيستخدم من هذا الصندوق للصرف على هذه المشروعات الكبيرة.. وحفظا لهذه الأموال ، لا بأس ان يكون للدول التي عائدها لهذا الصناديق كبير يكون لها خدمات أكثر من الآخرين لكنها تخصص للعمل العربي المشترك.. وبالتالي نخرج من هذه الأزمة ، ونبنى شخصية عربية قوية في المجتمع الدولي.
      • هل هناك توافق عربي حول هذا المقترح العماني؟
      مازال هذا مجرد أفكار.. ولكني مقتنع جدا ان هذا الموضوع اذا عرض على القادة ودرسوه وشرح لهم وعرفوا فوائده وأبعاده اعتقد ان القادة سيوافقون.
      وصار لدى الاتحاد الأوروبي هذا الاحترام لدى العالم لأنه اوجد قاعدة استخدم فيها هذا.. ويقال ان دائرة واحدة من دوائر العمل في الاتحاد الأوروبي ، دائرة العلاقات الخارجية التي بها كاثرين آشتون ، ميزانيتها السنوية تقترب من 5 مليارات يورو.. وما يدفعوه للفلسطينيين من هذه الميزانية.. ولماذا أمريكا غنية؟ ، لأنها تأخذ ضرائب.. فهذه ثروة لا تنتهى وليست كالنفط، فهو ينتهي ، ومادام البشر عايشين ومادام تؤهل لهم السبل للإنتاج والعمل ، فهذه ثروة لا تنتهي ابدا.
      الحل للأزمة السورية
      • ننتقل الى الملف السوري.. مازال الحال كما هو عليه بالنسبة لسوريا رغم العديد من المبادرات العربية والدولية المشتركة وجهود دول عديدة.. ما هي كيفية التعامل مع حل الأزمة السورية؟
      أطراف الصراع في سوريا الحكومة والمعارضون.. والمعارضون اصبح لهم كيان، لكن خطة المعارضين المعلنة هي اسقاط النظام وبالقوة كثروا او قلوا.. وطبعا الحكومة السورية كحكومة مسئولة كما يحدث في أي بلد طبقا للقوانين، بالتالي هذا عمل ينبغي مواجهته.. وهذا يحدث في كل الدول.. وليس هذا بالشكل الغريب ، لكن الغريب فيه هو استخدام وسائل اسقاط النظام او استقدام استقرار الاوضاع بالقسوة التي لا تحتمل.
      • من تقصد.. الحكومة ام المعارضة المتهمة باستخدام العنف؟
      الاثنان.. القسوة في اسقاط النظام والحفاظ على النظام من الطرفين.. واصبح من القسوة المفرطة استخدام الاسلحة بصورة لا تحتمل نتج عن ذلك تهجير الملايين من الناس خارج الحدود او داخل بلادهم.
      وهذه هي المشكلة.. كيف الحل؟.. طبعا يصعب الحل بإمكانيات الدول العربية المتواضعة.. ونتكلم ونصدر قرارات وغيره ، لكن على أرض الواقع لا شيء.. وعدم قدرة الفعل تظل مسألة القسوة هذه تزداد كل يوم.. فالأزمة السورية الآن انهكت الشعب السوري وانهكت المعارضة وانهكت النظام وكذلك الدول المجاورة.. طبعا باستثناء اسرائيل فهي مستفيدة.
      • اذا ما هو الحل للأزمة السورية؟
      هناك تصورات.. ونحن من الناس نعتقد أنها صحيحة.. أول شيء: لابد ان نوجد توافقا ضروريا في مجلس الأمن لحل هذه الأزمة في ظل عدم قدرة العرب كإقليم لحل هذه المشكلة ، حتى يعمل العرب تحت هذه المظلة.. وهناك معايير لعمل الامم المتحدة ولكن في هذه الحالة ليست معايير استخدام القوة ، فالقوة تستخدم الآن ولم تؤتِ نتيجة.. فإذن المعايير التي يجب تواجدها لإنهاء هذا ينبغي ان تكون خارج نطاق استخدام القوة.. وهذا ممكن.
      والآن موجود الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك في سوريا ، وهناك معطيات جديدة غير ما كانت عليه وقتما كان كوفي عنان مبعوثا.. فاذا توافرت هذه المعطيات وأصبح هناك توافق في مجلس الأمن ، ووضعت خطة ضمن اطار المبادئ التي يضعها ما يعرف بمجموعة العمل في جنيف ، والخطة ايضا التي يضعها الخبراء ويضاف عليها شيء ربما القبول من الأطراف على وقف اطلاق النار والانتقال وفق هذه الخطة الى المفاوضات او الحوار هو الأخذ بسوريا الى مرحلة التغيير السلمى. فهذا ممكن.
      ولكن اذا لم يقبل طرف من الأطراف فالأمر ذلف.. والجميع قلقون لأنه اذا انهار الجيش السوري او ضعفت امكانياته او لأي سبب عندئذ سوف تشعر المجموعات العرقية في سوريا انها اصبحت في خطر وان عليها ان تبني ذاتها وان تحمي نفسها.. وستظهر مجموعات مسلحة اخرى كل يحاول ان يستولي على الارض.. وبهذا ندخل في حرب أهلية بكل معانيها.. وهذا ما تخاف منه الدول المجاورة "تركيا والعراق والاردن ولبنان".
      • هذه أول مرة يضع مسؤول عربي النظام والمعارضة في سلة واحدة؟
      نحن نضع الاثنين في سلة الواقع الذى يحدث.. انما من الظالم ومن المظلوم هذا ليس من مسئوليتنا.. فهذه مسئولية السوريين.. هم من يحكمون من الظالم ومن المظلوم.. وكل ما نقوله ان هذه الخلافات استخدم فيها من القسوة التي نحزن لها.. لاشك ان الحكومة السورية لديها جيش ونظام وجهاز والمعارضون ايضا لديهم امكانيات وان كانت محدودة وعندهم من يساندهم.. ولكننا لم نر أحدا لا الحكومة ولا المعارضة جاءوا بحل سلمى.. وهل هناك أي مقترح بحل سلمي.
      • هل تعتقد ان رأس النظام - وأقصد هنا بشار الأسد - قابل لأن يكون مرشحا للدخول في مفاوضات للبقاء في مرحلة ما بعد الدخول في مفاوضات؟
      ينبغي ألا نحكم على الأمور في الغيب.. وأطلعت على مجموعة العمل في جنيف وهناك مبادئ واضحة.. وفريق العمل فصل هذه المبادئ تفصيلا جيدا يفضي الى التحول الديمقراطي السلمى المنظم.. اما الشكل النهائي ينبغي ان نتساعد كلنا والامم المتحدة ، وعلى أغلبية الشعب السوري ان تختار كما حدث في مصر.. فالانتخابات هي الممكن الآن في عالم اليوم للحسم.. واعتقد اذا حدث هذا تحفظ سوريا وتحفظ العرب ويصير ان يواصل العالم العربي النجاح.. واذا لم يحدث هذا وحدث الشك لم تنتهى.
      نعشق السلام
      • هناك ملاحظة جديرة بالتأمل وهى تخاوف جهات عديدة من إغلاق مضيق هرمز ومع ذلك نرصد أن الدبلوماسية العمانية هي الأكثر هدوءا..فكيف ترى الأجواء المشحونة تجاه إيران وانتم على تماس معها؟
      اعتقد اننا نحب السلام الى آخر لحظة.. ولا يمكن ان نتخلى عن السلام والحوار والتطلع الى المستقبل بأمل الاستقرار. وهذا لا يمكن ان نستغنى عنه لآخر لحظة.. واعتقد ان ايران من اولويات مصالحها الا يغلق لأنها منطقة في معظمها مغلقة على البحار وحتى الحدود والأراضي الايرانية التي خارج المضيق لا توجد بها تسهيلات بحرية يمكن ان تعينها على استيراد وتصدير ما تحتاجه.
      والباب الثاني ان الولايات المتحدة الامريكية وهى قد دخلت في حروب في افغانستان والعراق وهى تعرف الثمن.. ويكون سلبيا.. فبالتالي الاثنان ليس من مصلحتهما اغلاق المضيق ولا الدخول في صراع.
      ونحن في دول الخليج بغض النظر عما يقال في الاعلام ، نحن متفقون لنعمل كل ما نستطيع لعدم السماح والتهاون في حث الاطراف كلها اللجوء الى خيار الحوار.. وهذه مسألة مصيرية بالنسبة لنا.
      وعلاقات دول الخليج مع ايران علاقات في اساسها ينبغي ان تكون مستقرة لأننا جيران.. وبيننا مصالح متشابكة، واعتقد ان القارئ المصري والعربي يجب ان يعلم ان معظم النفط الذى ينتج في بعض دول الخليج هو في مناطق التماس البحرى بين الحقول الايرانية والحقول العربية.. اذا هناك مصالح في هذا.. بالتالي ليس من السهل ان يتجاهل الانسان ويغلق عينيه عن كل هذا ويقول الحرب. ومن يقوم بحرب ضد ايران؟!..كل العرب.. لا..
      • تحدثت عن ايران وامريكا.. ولكن هناك طرف ثالث قد يكون من مصلحته ارباك كل المنطقة وهو اسرائيل؟
      الكل يقول ان اسرائيل "ربيب" أمريكا.
      • أليس لإسرائيل مصالح خاصة تجبر الولايات المتحدة على الدخول في مواجهة مع إيران؟
      لا.. اسرائيل ليس لها مصالح خاصة في هذا.. اسرائيل في السياسة الامريكية سياسة داخلية وليست سياسة خارجية والآن هم يعملون في هذا الاطار.. فالانتخابات الآن.. والاسرائيليون "شطار" في هذا.. ففي كل المراحل السابقة بالماضي تصير هذه الحكاية.
      • الرؤية التي قدمتها لصياغة العلاقة مع ايران.. هل هي رؤية عمانية أم رؤية خليجية؟.. لأننا نرصد حالة من الانزعاج والصراع السياسي.
      هو موجود.. وهذا ليس وليد اليوم وليس وليد الثورة الايرانية.. حتى في الماضي أيام الشاه.. وممكن ان تكون في ندية من الناحية النفسية ولكن من الناحية الواقعية انت تريد ندية.
      • ولكن هناك اتهامات لإيران بالتدخل في الشأن العربي بصفة عامة والبحريني بصفة خاصة؟
      هذه مسالة معقدة.. فأمريكا تدخلت في شؤون البحرين.. هذا ليس هو القياس.. أليس من الحكمة ان اتفهمها لأمنع هذا التدخل.. لكن هذا هو الواقع.. صحيح ان الايرانيين في العام يعتبرون عليهم التزامات ادبية ونفسية ومسائل ايرانية مذهبية تجاه الشيعة في أي مكان في العالم.. هكذا هم يرون المسائل.. ونحن لا نريد ان نغير هذه القناعة عندهم ونحن ايضا نعتبر انفسنا لدينا التزامات واجبة ادبية ونفسية وخلقية ودينية تجاه السنة.. فهذه مسألة ينبغي ان نفهمها وتبقى.. ولكن تبقى في اطار الجوار.. "لكم دينكم ولى دين".. ونعتقد البوادر الجديدة التي ظهرت في مؤتمر مكة المكرمة هي بوادر ايجابية.. ونحن متأذين جدا من مسألة السنة والشيعة.. ولم يكن هذا الصراع موجودا.. والطرح الذى طرح بإنشاء مركز لحوار الاديان في الرياض محاولة ايجابية للتخلص من هذه المشكلة.