
مسقط - الرؤية
-
نجح مجموعة من طلاب كلية الهندسة -تخصص هندسة مدنية- بجامعة السلطان قابوس، في إنجاز مشروع الزورق الخرساني؛ حيث تمكن كلٌّ من أماني الشقصية، وعبدالملك القطيطي، وأيمن الغزالي، ومروة المخينية (أعضاء الفريق)، من صنع قارب بطول 6 أمتار يطفو علي الماء مصنوع من خرسانة اسمنتية ويحمل شخصين. وقد جاءت فكره مشروع الزورق الخرساني من مسابقة نظمها عدد من طلاب المنتسبين الى الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين (ASCE) في الولايات المتحدة الأمريكية. وانتشرت بعدها الفكرة لتشمل بعض أقطار العالم؛ منها: ألمانيا، وجنوب أفريقيا، وكندا، ودوله الامارات، واليابان.
وتهدف هذه المسابقة إلى تمرين طلاب تخصص الهندسة المدنية على التدريب العملي واكتساب الخبرة العملية والمهارات القيادية من خلال العمل في تصميم الخرسانة وإدارة المشاريع، وقد قام بالإشراف على المشروع كلُّ من: د.عبدالله السعيدي، د.أحمد سنا، ود.سالم العريمي؛ واشتمل المشروع على خمس مراحل رئيسيه ابتداء بالمرحلة الاولى وهي تصميم الهيكل والذي يعتمد بشكل اساسي على الفيزياء البحتة والديناميكية، وكان التصميم الهندسي هو المرحلة الثانية في المشروع ويتجلى التصميم الهندسي للقارب أو كما يسمى بالتحليل البنيوي في تحليل القوى المؤثرة على القارب فوق الماء وخارجه.
وتليها المرحلة الثالثة بتصميم الخرسانة؛ وذلك بإنتاج خرسانه ذات كثافة منخفضة وقوية، كما أن المزيج يجب أن يكون مرنًا بدرجة معينة كافية لمنع التشقق والتكسر نتيجة للقوى الخارجية.
وتأتي الخطوة الرابعة بإضافة شبكة من اللألياف الكربونية منخفضة الكثافة؛ وذلك لتعزيز قوة التحمل القارب للقوى الخارجية. وأخيراً، تأتي المرحلة الخامسة وهي عمليه البناء والتي بدورها تنقسم الى ثلاث مراحل اخرى: بناء القالب، والصب والتشطيب.
اما عن فريق العمل؛ فالطالب عبدالملك القطيطي يقول: "تعتبر مسابقة القوارب الخرسانية مسابقة عالمية تقام سنويًّا في الولايات المتحدة الامريكية، ومن هذا المنطلق كان حجر الاساس الذي استعنا فيه أنا وزملائي بالعمل على هذا التحدي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدول العربية، فقد كانت درجة استفادتنا كبيرة، على الرغم من مواجهتنا للعديد من صعوبات مثل قلة المعلومات عن هذا المشروع وصعوبة الحصول على بعض المواد في الخليج العربي، ولله الحمد تكللت مساعينا بالنجاح؛ وذلك تحقيقًا لمبتغانا، وهو بناء زورق خرساني قادر على أن يحمل شخصين ويطفو على السطح الماء، وبجهود كلٍّ من الهيئة التدريسية والطاقم الفني في المختبر وزملائي الطلاب بقسم الهندسة المدنية والمعمارية.
ومن خلال هذه التجربة، تمكنّا من تطبيق الجانب النظري وتحويل المفاهيم الهندسية التي درسناها في الخمس سنوات الماضية إلى شيء ملموس، إلى جانب مساهمة هذا المشروع في صقل مهاراتنا القيادية كالعمل الجماعي وتنظيم الوقت ويعتبر القارب الخرساني من اهم المشاريع التي ساهمت فيها على الصعيد الشخصي وايضا يعتبر واحدًا من اهم المشاريع الطلابية في كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس.
ومن جهة أخرى، تتحدث الطالبة أماني الشقصية أحد اعضاء الفريق عن السبب وراء تسمية فريق العمل بهيلدن حيث يأتي بمعنى الابطال باللغة الألمانية، وتشير إلى أن ما حققه الفريق، كان مجازفة فقد كانت التجربة الاولى على مستوى الخليج العربي مصورة لحظة انطلاق الزورق بلحظة تتويج نجم على المنصة بعد جهد مضن ومتواصل لقرابة العامين حيث كانت من اروع اللحظات؛ موجهة الاجيال القادمة لمحاولة تطوير بناء الزورق. كما اضافت ان لقصة بناء الزورق الخرساني لحظات لا تنمحي من ذاكرتي.
في حين أشار الطالب أيمن الغزالي إلى أن (من أهم الصعوبات التي واجهتنا هي عدم توفر المواد وغلائها في السوق؛ فقد قمنا بطلبها من الخارج. وقد تمت تجربة الزورق في شهر يوليو الماضي وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس فقد طفا الزورق حاملا معه شخصان. وكانت هذه من اجمل اللحظات في حياتي فقد كانت ثمره ناجحة لعمل دام ثمانية عشر شهرا من العمل الدؤوب والمتواصل.
آمل أن نحصل على فرصة للمشاركة في المسابقة كما أدعو زملائي طلاب الدفعات القادمة إلى الاهتمام بتطوير الزورق من حيث مادة الصنع ولتوفير فرص استثمار سياحية للزورق في سلطنتنا الحبيبة.
وتقول مروة المخينية: مشروع الزورق الخرساني كان بالنسبة للجميع الحلم الذي تعبنا قرابة السنتين لنراه ينجح، هو انجاز رائع افتخر فيه. وطبعا هذا بفضل تعاوننا نحن الأربعة معا إلى أن تغلبنا على كل الصعوبات رغم كثرتها.. طبعا صادفنا الكثير من العقبات بعضها كان محبطًا والبعض الاخر شجعنا اكثر.