
مسقط - الرؤية
-
انطلاق أعمال مؤتمر عمان الثاني للبنية الأساسية للنقل
بدأت بفندق "جراند حياة مسقط"، أمس، أعمال مؤتمر "عمان الثاني للبنية الأساسية للنقل لعام 2012"، والذي تستضيفه السلطنة -ممثلة في وزارة النقل والاتصالات- وبالتعاون مع بلدية مسقط، وشرطة عُمان السلطانية، وغرفة تجارة وصناعة عمان، والذي ينظمه المركز العالمي للجودة والإنتاجية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل، والذي أكد في كلمة الافتتاح أن استضافة السلطنة لهذا المؤتمر تأتي إدراكًا منها لأهمية هذه المؤتمرات في تبادل الخبرات العالمية الفنية والتطبيقية ونقل المعارف والمعلومات بين الدول والمنظمات والأفراد؛ وذلك للاستفادة من المستجدات العلمية.
وأشار سعادته إلى أن ما تشهده دول المنطقة من نمو مضطرد، لا سيما في قطاعات البنى الأساسية، لهو مؤشر حقيقي على ما توليه هذه الدول من أهمية لهذه القطاعات، وإيمانا منها بدورها الفاعل في تنمية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وارتباطه بالتطور الحضاري والعمراني، وما يصاحبه من استقطاب للاستثمارات الخارجية؛ حيث يمثل قطاع الطرق والنقل البري من أهم قطاعات البنى الاساسية التي ترتكز عليها خطط التطوير والتنمية المستدامة.
لافتا إلى أنه تم إعداد الدراسة الهيكلية لشبكة الطرق بالسلطنة حتى 2030م، بواسطة أحد بيوت الخبرة العالمية؛ وذلك لاعداد الخطط الاستراتيجية لتنمية شبكة الطرق بما يتواكب ومتطلبات النقل، مبينا أن خطط التنمية لطاقة القطاعات عامة وقطاع الطرق خاصة تعتمد على الهيكلة الاستراتيجية.
وافاد بأن شبكة الطرق في السلطنة شهدت خلال الاربعة عقود الماضية نموا ملحوظا؛ حيث بلغت أطوال الطرق الأسفلتية حوالي 12402 كيلومتر، والتي تقع تحت مسؤولية وزارة النقل والاتصالات أي ما نسبته 42 بالمائة من إجمالي شبكة الطرق البالغة إجمالي أطوالها 29411 كيلومترا اعتمدت خلالها وزارة النقل والاتصالات على استراتيجية ربط محافظات السلطنة بعضها ببعض، وربط السلطنة بالدول المجاورة بشبكة من الطرق الرئيسية والثانوية وفق أحدث المواصفات القياسية للطرق والجسور، والتي تتلاءم مع الطبيعة الجغرافية للسلطنة.
وأشار سعادته إلى أن الوزارة تعمل الآن على تنفيذ العديد من المشاريع في مختلف محافظات السلطنة، والتي بلغ حجم استثمارها مليارًا ونصف مليار ريال عماني بخلاف المشاريع التي في طور الدراسة، لافتا الى أن من أهم المشاريع الحيوية التي تقوم حاليا الوزارة بالعمل على تنفيذها مشروع طريق الباطنة السريع بطول 365 كيلومترا، ومشروع ازوداجية طريق بدبد/صور بطول 250 كيلومترا، اضافة إلى أن الوزارة تعمل حاليا على الدراسة الاستشارية لازدواجية طريق آدم/ثمريت بطول حوالي 715 كيلو مترا.
وتناول سعادته مشروع سكة الحديد، والذي يعتبر جزءًا من مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يربط عواصم دول المجلس ببعضها من الكويت إلى مسقط، والذي سوف يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي وتسهيل عملية التبادل التجاري، مما قد يوفر الوظائف لمواطني دول المجلس.. مضيفا بأن سكة الحديد سوف تقدم نمطا جديدا للنقل لما يتميز به من قدرة على نقل الكميات الكبيرة من السلع والبضائع، إضافة إلى الركاب لمسافات طويلة.
واختتم سعادته كلمته بالقول، إن خط سكة حديد السلطنة سوف يمتد من الحدود العمانية/الإماراتية (البريمي/العين) مرورا بصحار ومسقط وصولا الى الدقم بطول إجمالي 1061 كيلومترا كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فستكون من الدقم الى صلالة بطول 684 كيلومترا، وسيتم تصميم خط السلكة بسرعة 200كم/الساعة لقطارات الركاب وبسرعة (80-120) كم/الساعة لقطارات الشحن، وهي مواصفات موحدة مع باقي دول المجلس، وجارٍ العمل على اجراءات طرح المناقصات لهذا المشروع.
ومن جانبه، قال سيمون روبنز المدير العام للمركز العالمي للجودة والإنتاجية (الجهة المنظمة للحدث): إن هذا المؤتمر سوف يعزز الجهود المبذولة من قبل حكومة السلطنة لتطوير هذا القطاع الحيوي.
ويشهد الملتقى عروضا تقديمية متخصصة يقدمها نخبة من الخبراء الإقليميين في قطاع النقل، إضافة الى جلسات نقاشية ودراسة الحالات وحلقات العمل الفعالة.
كما يركز المؤتمر على أبرز المحاور الخاصة بأهم قضايا القطاع؛ ومنها: أهداف واستراتيجيات تطوير شبكة النقل البري، ومصادر تمويل مشاريع البنية الأساسية في قطاع النقل، وتصميم وإنشاء الطرق التي تتمتع بالكفاءة والاستدامة والجسور والانفاق، وتطوير شبكة نقل متكاملة ومستدامة. ويناقش المتخصصون -خلال حلقات العمل- سبل تطوير شبكة السكك الحديدية ذات الكفاءة والمنخفضة التكاليف في السلطنة والشراكات بين القطاع العام والخاص لتطوير الطرق، إضافة إلى العديد من المواضيع المهمة في هذا القطاع الحيوي.
وحضر افتتاح المؤتمر عدد من المسؤولين بالوزارات والهيئات الحكومية وأصحاب السعادة السفراء والدبلوماسيين من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا واستراليا وكوريا والخبراء الاقليميين في قطاع النقل.
إلى ذلك.. قال عفان بن خلفان الأخزمي عضو لجنة المؤتمرات والمعارض مدير دائرة التخطيط والإحصاء المكلف بأعمال دائرة التنسيق والتعاون الدولي بوزارة النقل والاتصالات، إن انعقاد المؤتمر في هذا الوقت له دلالة على التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخطط لها الدولة من كافة الاتجاهات، منوها بالدور الكبير الذي يلعبه قطاع النقل المتعدد في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية؛ مما يشكل رافداً أساسياً للنمو الاقتصادي المتنامي خلال الفترة المنصرمة، مما ساعد الحكومة على استكمال تنفيذ خطط مشاريع شبكة الطرق.
وأشار الأخزمي إلى أن قطاع الطرق والنقل البري يتحرك وفق خطة مدروسة محكمة، حيث أصبحت الطرق تمتلك شبكة تكاملية بين كافة ولايات السلطنة، مما سوف يساعد على زيادة الحركة السياحة الداخلية للبد، وكذلك تنويع مصادر الدخل للمواطن الذي بدأ في تنفيذ بعض المشاريع التي تسمى بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
