تقرير إخباري: الإبراهيمي يدشن مهمته "شبه المستحيلة" حول سوريا بنشاط مكثف في القاهرة - الشعب اليومية

    • تقرير إخباري: الإبراهيمي يدشن مهمته "شبه المستحيلة" حول سوريا بنشاط مكثف في القاهرة - الشعب اليومية

      بقلم/ عماد الأزرق
      القاهرة 10 سبتمبر 2012 (شينخوا) دشن الأخضر الابراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا مهمته "شبه المستحيلة" لحل الأزمة السورية ووقف العنف هناك، بنشاط مكثف في القاهرة، التي وصلها مساء أمس .
      والتقى الابراهيمي اليوم (الاثنين) مع الرئيس المصري محمد مرسي ، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ، وعدد من الناشطات السوريات المعتصمات أمام الجامعة العربية ، والمضربات عن الطعام ، احتجاجا على سوء الاوضاع في سوريا .
      واتفق العربي والابراهيمي على صعوبة المهمة، ووصفها العربي بـ "المهمة المستحيلة"، بينما قال الابراهيمي إنها مهمة صعبة جدا، لكنه " وجد انه ليس من حقه ان يرفض المحاولة قدر المستطاع ما امكن مساعدة الشعب السوري"، مؤكدا انه سيكون خلال هذه المهمة "في خدمة الشعب السوري وحده".
      وشدد الابراهيمي في مؤتمر صحفي مع العربي بالجامعة العربية على ان هدفه الاساسي والوحيد من مهمته هو حقن دماء الشعب السوري ووقف العنف ومساعدة السوريين على تلبية تطلعاتهم في الحرية والتغيير وتحسين الاوضاع السياسية والاجتماعية.
      وقال "سأذهب الى دمشق بعد بضعة ايام ، وسألتقي المسؤولين هناك ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين في العاصمة وغيرها "، معربا عن أمله في أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد خلال تلك الزيارة.
      من جانبه، قال العربي إن مهمة الابراهيمي بسوريا " اشبه بالمستحيلة، مضيفا ان "الابراهيمي وهو ينطلق لحل الازمة السورية غير ملزم باي اطر سابقة، ولديه الحرية في البحث عن افكار جديدة لانهاء الازمة ".
      وعين الدبلوماسي الجزائري المحنك الاخضر الابراهيمي في اغسطس الماضي ممثلا خاصا مشتركا جديدا للامم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا خلفا لكوفي أنان .
      وخلال لقائه مع الإبراهيمي ، أكد الرئيس المصري محمد مرسي مساندة مصر لأية جهود ترمي إلى حل الأزمة السورية ووقف إراقة دماء الشعب السوري التي تسفك يوميا،ودعمه لجهود الإبراهيمي للوساطة للتوصل إلى حل للازمة في سوريا.
      ووصف المبعوث الأممي العربي المشترك لقاءه مع مرسي بأنه "جيد للغاية"، معربا عن سعادته بحرص الرئيس والشعب المصريين على وقف إراقة دماء الشعب السوري .
      وقال الإبراهيمي إن الرئيس مرسي أكد له أن مصر لا مصلحة لها سوى مصلحة الشعب السوري ، وأنها حريصة على مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة التي حلت بسوريا وأهلها .
      وأضاف الإبراهيمي " لا يجب أن ننتظر المعجزات فليست ثمة معجزات متوقعة في هذه الأزمة الصعبة ، وأن منهجنا للحل يتمثل في توخي مصالح الشعب السوري ومحاولة مساعدته، وليس أية أطراف أخرى " .
      وحذر المبعوث الاممى من أنه إذا لم تحل هذه القضية ، فسوف تتأثر دول الجوار ، وحتى دول بعيدة عن سوريا، قائلا "إن الشارع العربي مدرك تماما أن الوضع في سوريا خطير ويجب معالجته سريعا".
      وفي السياق ذاته قال الدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن لقاء الرئيس مرسي مع الإبراهيمي مهم للغاية حيث إنه يعبر عن اهتمام الشارع المصري بالقضية السورية وانزعاجه الشديد من كل ما يهدد الشعب السوري .
      وأضاف علي " إن الرئيس مرسي أكد خلال اللقاء دعم مصر لإنجاح مهمة المبعوث حرصا على دماء الشعب السوري وباعتبار سوريا دولة مهمة في محيطها العربي والإقليمي كما استمع من الإبراهيمي للأوضاع الإنسانية داخل سوريا وأوضاع اللاجئين داخل تركيا والأردن".
      واتفق وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو خلال جلسة المباحثات التى عقدها اليوم مع الأخضر الابراهيمي ، على ضرورة استمرار الاتصالات ومتابعة التشاور لحل الأزمة السورية ، ومساعدة الشعب السورى فى الخروج من محنته.
      وأعرب السفير التركي بالقاهرة حسين عوني ، عقب لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي اليوم، عن أمله في نجاح مهمة المبعوث العربي الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي واستعداد بلاده لتقديم كل ما يحتاج إليه لنجاح مهمته بالتنسيق مع مصر والدول المعنية في المنطقة.
      وأكد عوني عقب اللقاء أن بلاده تدعم وتؤيد كذلك المبادرة التي تقدم بها الرئيس محمد مرسي لتشكيل مجموعة رباعية تضم مصر وتركيا والسعودية وإيران لحل الأزمة السورية .
      وقال "إن أنقره تتفق مع مصر في رؤيتها للأزمة السورية ، مشيرا إلى أن الأزمة السورية تؤثر علي أمن واستقرار المنطقة بأكملها، ولا يمكن أن يستمر قتل السوريين وقصف مدنهم وبيوتهم، ونحن نعمل مع الجامعة العربية لوضع نهاية لهذه الأزمة ".
      وفي سياق متصل، يعقد بالقاهرة في وقت لاحق اليوم اجتماع مساعدي وزراء الخارجية لدول المبادرة التي دعت لها مصر حول سوريا وتضم بالاضافة لمصر المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران.
      وحول الهدف من هذا الاجتماع قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في تصريحات صحفية إن اجتماع اليوم الذى تستضيفه القاهرة هو لبدء النظر فى المبادرة المصرية، والتباحث بشأن الأمور ذات الصلة، وذلك تمهيدا للقاء سيتم بين وزراء خارجية الدول الأربع الأيام القادمة.
      وعما إذا كانت المبادرة المصرية تتضمن أى تفاصيل عن وضع الرئيس بشار الأسد، قال عمرو "إنه من المبكر أن نقول أن هناك قرارا حول وضع الأسد لأننا فى بداية اجتماعات لبحث كل ما هو مطروح من موضوعات، ومن المبكر القول أن هناك مواقف أو أن هناك قرارا معينا فكلها أمور ستظهر بالتدريج خلال الاجتماعات القادمة".
      وأوضح " أنه لا توجد خطة حاليا ولكن هناك خطوطا عريضة (..)، وكل شىء قابل للنقاش بالطبع ، وقد ذكرنا أن هذه المجموعة مفتوحة لأية إسهامات أو أى طرف يرى أن لديه القدرة على الإسهام فى هذا المجهود.. ونحن نرحب بأى إسهام من أى طرف آخر".
      وبشأن التداخل بين مسارى وجود مبعوث أممى عربى مشترك وهو الابراهيمي وكذا الاجتماعات الرباعية فى مصر، قال " إن أى جهد لحل المشكلة السورية هو جهد مشكور ونرجو أن يتم حل المشكلة السورية من خلال أى جهد".
      ودعا الرئيس المصري محمد مرسي خلال القمة الاسلامية الطارئة التي عقدت بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في أغسطس الماضي لتشكيل لجنة رباعية من الدول الإسلامية الكبرى ضمت مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وايران، في مسعى لايجاد حل للأزمة المتفاقمة في سوريا.
      /مصدر: شينخوا/