بين الدنيا والآخرة

    • بين الدنيا والآخرة

      ~ بين الدنيا والآخرة ~


      هذا الكون الذي ثلاثة أرباع مساحته بحار، والربع الباقي سكن للبشر، وفيه مزارعهم وحدائقهم ومرافق حياتهم، وفيه مساحة لا يستهان بها من القفار، لننظر إلى هذا القدر من المساحة مع قدر الدار الآخرة التي أعدها الله تبارك وتعالى للمتقين، الله سبحانه وتعالى يقول:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِين} وعد الله سبحانه وتعالى عباده جنة، وقد سمى هذه الدار كما أراد سبحانه جنة، ومعنى ذلك أنها جميعا ذات ظلال وارفة ، إذ أشجارها باسقة ملتفة بعضها ببعض، هذه الجنة قدرها قدر السموات والأرض جميعا ، نحن إن علمنا قدر الأرض فما هو قدر السموات ؟! ذلك أمر لا يمكن أن نتصوره، وما ذكرت الأرض هنا في مقام التشويق إلى الجنة بجانب ذكر السموات إلا من أجل أن الأرض قرارنا، فنحن أعرف بها من السماء، وإلا فالأرض بجانب السماء تعد أمراً تافهاً، إذ أن إبعاد هذه السموات لا يمكن أن نتصورها.


      الدنيا والآخرة
      في
      الميزان
      سماحة الشيخ
      أحمد بن حمد الخليلي