
الرؤية - نجلاء عبدالعال
-
تأخر سن الزواج خلال السنوات الأخيرة.. وارتفاع أعداد المطلقات
كشف تقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن نحو 69 في المئة من الفتيات وحوالي 53 في المئة من الشباب باحثين عن عمل، فيما تفوقت الإناث على الذكور في نسبة تملك أعمال خاصة.
ونشر المركز أمس -على موقعه الإلكتروني- التقرير الذي يتناول بالرصد والتحليل أوضاع الشباب العماني وأحواله خلال الفترة من 1993 وحتى عام 2010، وذلك من خلال المقارنة بين ما رصدته التعدادات العامة الثلاث التي تمت عبر هذه السنوات. وخلص التقرير -الذي اشتمل على عدد من التحليلات- إلى أن الشباب العمانيين في المرحلة السنية بين 15 عاما و24 عاما، شكلوا حوالي ربع المجتمع العماني في عام 2010، بزيادة اقتربت من 200 ألف نسمة عن عام 1993، وبمعدل زيادة سنوي بلغ حوالي 3 في المئة سنويا، وأن التوزيع النسبي للشباب العمانيين في محافظات السلطنة في التعدادات العامة الثلاث يتسق مع التوزيع النسبي للعمانيين في كل منها. وأشار التقرير إلى أن البيانات توضح ارتفاع معدلات المساهمة الاقتصادية للشباب لاسيما الإناث منهم، لكن في نفس الوقت رصد أن البحث عن عمل أصبح ظاهرة تطال حوالي 53 في المئة من الشباب النشطين اقتصاديا وترتفع إلى حوالي 69 في المئة بين الإناث في عام 2010. أما من حيث المستوى التعليمي للشباب العمانيين، فقد رصد التقرير انخفاض نسبة الأميين والذين لا يحملون أي مؤهل دراسي من 21 في المئة عام 1993 إلى 2 في المئة فقط في عام 2010، وقابلها ارتفاع نسبة الحاصلين على دبلوم فأعلى من 3 في المئة إلى 7 في المئة في الفترة ذاتها. وأشار إلى بيانات توضح أن نصف الشباب العماني في هذه المرحلة السنية ملتحقون بمقاعد الدراسة النظامية سواء في التعليم المدرسي أو في مؤسسات التعليم العالي، وفيما يتعلق باستخدام الشباب لوسائل التقنية الحديثة تبين أن حوالي 86 في المئة من الشباب العمانيين ذكوراً وإناثاً يستخدمون الحاسوب وأن 62.5 في المئة يستخدمون شبكة المعلومات العالمية وفقا للتعداد الأخير. أما من ناحية الحالة الزوجية، فقد تغيرت بصورة ملحوظة منذ عام 1993؛ حيث كان الشباب العمانيون يتزوجون في عمر مبكر مقارنة بالوضع عام 2010، وقد لوحظ ارتفاع نسبة المتزوجين من الذكور والإناث في محافظة الوسطى في التعدادات الثلاث، وكذلك ارتفعت نسب الطلاق إلا أنها كانت اقل مع ارتفاع معدلات الالتحاق بالتعليم والانخراط في سوق العمل لاسيما بالنسبة للمرأة.
الشباب قوة اقتصادية
وأظهر التقرير أن البيانات تشير إلى ارتفاع نسبة مساهمة الشباب العمانيين في قوة العمل ذكورا وإناثا بين تعدادي 1993 و2010 من 28.2 في المئة إلى 35.7 في المئة. وقد كان الارتفاع أكثر وضوحا لدى الإناث؛ حيث بلغت مساهمتهن عام 2010 حوالي 24 في المئة مقارنة بحوالي 8 في المئة عام 1993، مرورا بنحو 21 في المئة عام 2003؛ وقد رافق ذلك انخفاض ملحوظ في نسب الشابات المتفرغات للأعمال المنزلية في عام 2010 مقارنة بعام 1993، نتيجة لإقبالهن على سوق العمل. وأوضح التقرير أن المشتغلين شكلوا حوالي 17 في المئة فقط من إجمالي الشباب العمانيين مع تفاوت ملحوظ بين الجنسين، إذ إن ربع الشباب الذكور هم مشتغلون في حين أن هذه النسبة هي أدنى من العشر بالنسبة للإناث، أما البحث عن عمل، فإن ما يقارب من خُمس الشباب العمانيين عام 2010 هم باحثون عن عمل، وغالبيتهم لم يسبق لهم العمل من قبل. وقد أصبح البحث عن عمل ظاهرة بين الشباب العمانيين، حيث إن ما يزيد عن نصف الشباب العمانيين النشطين اقتصاديا عام 2010، هم باحثون عن عمل، مقارنة بحوالي الربع عام 1993؛ غير أن نسبتهم كانت أعلى عام 2003 عنها عام 2010. وفي هذا الخصوص عرض التقرير لبيانات تشير إلى أن ما يزيد على ثلثي الشابات العمانيات النشطات اقتصاديا عام 2010 هن باحثات عن عمل في حين لم تتجاوز نسبتهن 38.5 في المئة عام 1993، وتظل هذه النسب أعلى من نسبة نظرائهن الذكور الباحثين عن عمل في التعدادات الثلاث. وإجمالاً تنخفض نسبة المساهمة الاقتصادية في الفئة العمرية بين 15 سنة و19 سنة، وترتفع في الفئة بين 20سنة و24 سنة، وذلك أن غالبية من هم في الفئة العمرية الأولى ملتحقون بالتعليم المدرسي النظامي، وبالتالي فهم غير نشطين اقتصاديا.
وبحسب تقرير المركز الوطني للاحصاء والمعلومات، فقد انعكس تحسن المستوى التعليمي للعمانيات إيجابياً على نوعية المهن التي يعملن بها، إذ إن ما يزيد على ربع الشابات المشتغلات عام 2010 يعملن في مهن فنية في الموضوعات العلمية والفنية والإنسانية، وحوالي الخُمس يعملن كاختصاصيات في المواضيع العلمية والفنية الإنسانية، ومثلهن في المهن الكتابية، مقارنة بحوالي 49 في المئة و 13 في المئة و26.5 في المئة على الترتيب عام 1993. وأوضح التقرير أن المهن الفنية تشمل المعلمات والممرضات، الأمر الذي يبرر ارتفاع نسبة العاملات بالمهن الفنية عام 1993، كما ركز على ملاحظة تظهر في بيانات تعدد 2010 وهي ارتفاع نسبة الشابات في مهن البيع مقارنة بالتعدادين السابقين، أما الذكور فإن نسب متقاربة منهم في حدود الخُمس يعملون في مهن الخدمات والمهن الهندسية الأساسية المساعدة ومهن غير مصنفة 2010، في حين أن أعلى نسبة لهم في عام 1993 كانت كاختصاصيين في المواضيع العلمية والفنية والإنسانية، يليها في مهن الخدمات. أما بالنسبة لأقسام النشاط الاقتصادي فيوضح التقرير أن توزيع المشتغلين من الشباب العمانيين على أقسام النشاط الاقتصادي، يؤكد أن نشاط الإدارة العامة والدفاع والضمان الاجتماعي الإجباري كان يستقطب حوالي 64 في المئة من الشباب المشتغلين عام 1993، خاصة الذكور، ولا يزال يأتي في المرتبة الأولى من حيث الاستقطاب، غير أن نسبة المشتغلين فيه انخفضت إلى أقل من الثلث عام 2010، وما زال غالبية العاملين بهذا النشاط هم من الذكور. وبالنسبة للشابات العمانيات فقد كان حوالي نصفهن يعملن في نشاط التعليم في عام 1993، وحوالي ثلثهن عام 2003، وانخفضت نسبتهن في هذا النشاط عام 2010 لتصبح حوالي 17 في المئة، وذكر التقرير أن انخفاض نسبة العاملات منهن في قطاع التعليم ربما يعود من جهة إلى تشبع هذا القطاع وارتفاع نسبة التعمين فيه ولاسيما من الكوادر النسائية.
ومن جهة أخرى أشار التقرير إلى وجود فرص وظيفية للشابات العمانيات في أقسام النشاط الاقتصادي الأخرى تتناسب مع مؤهلاتهن وتخصصاتهن التعليمية. وبشكل عام شهدت غالبية أقسام النشاط الاقتصادي ارتفاعا في نسب المشتغلين بها من الشباب عام 2010 مقارنة بعام 1993، وقد كان هذا الارتفاع ملحوظا في نشاط الإنشاءات والنقل والتخزين والاتصالات والأنشطة العقارية والإيجارية و أنشطة المشاريع التجارية.
العمل الخاص مازال محدودًا
ورصد التقرير أن نسبة العاملين لحسابهم الخاص ارتفعت من حوالي 3 في المئة عام 1993 إلى 6 في المئة عام 2003، ولكنها انخفضت مرة أخرى عام 2010 إلى حوالي 3 في المئة، وذلك بالرغم من الدعم الحكومي المقدم لدعم المبادرات الفردية للشاب العماني سواء عبر مشاريع سند أو صندوق مشروعات الشباب أو غيرها، كما أشار الى ملاحظة أن نسبة الشابات العمانيات العاملات لحسابهن الخاص أعلى بقليل من نسبة نظرائهن الذكور عام 2010 في حين أنها كانت الأقل عامي 1993 و2003، كما أن غالبية الشباب العمانيين المشتغلين هم من العاملين بأجر في التعدادات الثلاث دون تفاوت يُعتد به بين الذكور والإناث. وذكر تقرير المركز الوطني للاحصاء والمعلومات أن بيانات عام 2010 أوضحت أن حوالي 86 في المئة من الشباب العمانيين يستخدمون الحاسوب، دون فروق تذكر بين الجنسين، أما مستخدمو شبكة المعلومات العالمية فإن نسبتهم تصل إلى 62.5 في المئة بين الشباب العمانيين وهم يمثلون حوالي 72.9 في المئة من الشباب المستخدمين للحاسب الآلي، كما تتقارب نسبة الاستخدام من قبل الجنسين. ويوضح أيضا أن شباب محافظة مسقط من الجنسين هم الأكثر استخداما لشبكة المعلومات العالمية يليهم شباب محافظة شمال الباطنة، أما الأدنى استخدامًا لها فهو من قبل شباب محافظة الوسطى، وتتكرر الصورة بالنسبة لاستخدام الحاسوب ولكن مع تقارب كبير في نسب استخدامه من قبل شباب محافظتي مسقط وشمال الباطنة.
