يـا رب نـصـيـر كـفــار ...!!

    • يـا رب نـصـيـر كـفــار ...!!

      هديل حمدي:إسم مرسل الاستشارة
      طفلتي تعلقت بـما يسميه النصارى "بابا نويل":عنوان الاستشارة
      الأسئلة الشرعية :موضوع الاستشارة
      الشيخ . خالد بن سليمان الغرير:إسم المستشار


      نص السؤال / الاستشارة

      لي أخت تعيش في بريطانيا، لإكمال دراستها الجامعية، مع زوجها وأولادها،
      الذين يدرسون السبت والأحد في السفارة السعودية، وسائر الأيام في مدارس
      بريطانية، وأصغر بناتها اسمها نور، أدخلتها روضة بريطانية، لعدم وجود روضة
      سعودية.. في أيام عيد الميلاد عندهم أمرتهم الروضة أن يزينوا شجرة
      "الكريسماس" في ليلة العيد، وأنهم إذا زينوها سيأتيهم "بابا نويل"، ويعطيهم
      هدايا..
      تأثرت نور بالموضوع.. لكن أمها أفهمتها أن هذا عيد الكفار، وغيبتها في يوم
      العيد عن الروضة، ومنعتها من تزيين الشجرة.. وفي اليوم التالي ذهبت نور
      الروضة ورجعت بهدية كبيرة، وتقول: "تخيلي يا ماما إن "بابا نويل" جاء اليوم
      لأجلي، وأتى لي بهدية، شوفي لأي درجة الكفار طيبين.. يارب نصير كفار.. عشان
      أزين مع صاحباتي شجرة العيد".. طبعا أمها انفجعت لما لقيت بنتها منحازة
      ومعجبة بهم، وزيادة على هذا تدعو لنفسها بالكفر..
      فما الحل؟
      وكيف يُتصرف مع البنت؟
      علما بأنها متعلقة بالروضة، إلى درجة أنها أيام مرضها لا تتغيب..
      فما العمل؟ هل يتركونها تكمل في الروضة، أم يخرجونها؟
      وما نصائحكم لمثل هذه الأسر التي تسافر هناك؟
      وجزاكم الله خيرا..


      الإجابة

      ينبغي أن تعلمي أن غرس القيم والمفاهيم لدى الطفل تكون بين 4-7 سنوات، وهذه
      المرحلة العمرية خطيرة، يكون فيها بناء الأسس من قيم وآداب، فابن عباس - وهو
      غلام صغير - يعلمه النبي عليه الصلاة والسلام أسس العقيدة والتوحيد، كما في
      حديث: "يا غــلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده
      تجاهك..." الحديث.
      ولقمان العبد الصالح يخبر تعالى عن وصيته لابنه بقوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ
      لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ
      إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، ثم بعدها يبني فيه مراقبة الله: {يَا
      بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي
      صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
      إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.

      وهذه الصغيرة في هذه الروضة ينبغي أن تخرج منها؛ فصلاحها هو الكنز العظيم
      الذي لا ينضب، وضلالها نعوذ بالله هو الخسارة العظمى، قال تعالى: {قُلْ
      إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
      الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، وربنا أمرنا في
      كتابه بوقاية النفس والأهل من النار قال تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
      قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
      وَالْحِجَارَةُ}، وكل إنسان مسؤول عمن استرعاه الله إياه؛ لحديث "كلكم راع
      وكلكم مسئول عن رعيته".

      أقول ذلك من باب التذكير بعظم الأمانة التي حُملنا إياها نحو هذه الذرية،
      كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ
      وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ *
      وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ...}الآية.

      فالحل إخراج هذه الصغيرة اليوم قبل غد، دون تردد في ذلك ولا إشكال، ومن ثم
      أيضا تغيير الصورة الجميلة والموجودة في ذهنها حول هذه الروضة التنصـيرية،
      إلى صورة سيئة وسلبية بأي شكل ترونه، من قصص أو مواقف أو هدايا غير محببة
      لها، المهم تغيير الصورة الذهنية لديها.. ولا تقولي: إنها مرحلة وتمــــــر,
      بل هي مرحلة خطرة ينبغي، بل يجب عليكم وجوبا تطهير ذهن هذه الجارية، مما
      غرسوا فيه، وإن لم تفعلوا فأنتم آثمـون، وكل تأخير منكم كذلك فيه إثم،
      واسمحوا لي - وإن أغلظت في العبارة - لأن الأمر لا يحتمل السكوت، ولا
      المداهنة، ولا التأويل.

      فتخرج من الروضة حالا، وتزرع فيها قيم الإسلام، باجتهاد من أمهات هؤلاء
      الأطفال، بإقامة لقاء نصف أسبوعي، يكون فيه جدول منظم ومرتب، وتتناوب
      الأخوات من أبناء الجالية الإسلامية، ممن يدينون لله بالتوحيد الخالص،
      وتربوا على العقيدة الصحيحة، فيكون مثل هؤلاء هم المسؤولين عن إدارة مثل هذا
      اللقاء لهؤلاء الصغيرات، فتعطى فيه لهن أسس العقيدة والتوحيد ومعرفة أصول
      الإسلام وأركانه، وتعليم الصلاة والوضوء، وآداب عامة من أكل وشرب وعطاس
      ودخول بيت وخروج منه ودخول خلاء وخروج منه وآداب نوم واستيقاظ، وأذكار نوم
      وصباح ومساء، إلى غير ذلك.

      ونصيحتي لكل من ابتلي بالسفر لبلاد الكفر: أن يتق الله في نفسه وذريته،
      ويحصّــن نفسه وأهله - قبل إقدامه وقبل سفره - بالعلم الشرعي وتقوى الله، ثم
      لابد أن يكون لهؤلاء برامج، يتواصون فيها بالحق، ويتواصون بالصبر؛ فيلتقوا
      في نهاية الأسبوع على برامج دعوية إيمانية، من مدارسة ووعظ وتذكير، ولا يمنع
      من أن يصاحب ذلك الترفيه، بل قد يكون مطلبا ضروريا؛ لكي يكون هناك شيء من
      التشويق والترغيب لشريحة معينة.
      وعليهم أن يستغلوا المناسبات، كصيام البيض وعاشوراء وعرفة ورمضان وعشر ذي
      الحجة أو غيرها؛ فيكون بينهم تعاون على البر والتقوى.

      وعليهم كذلك أن يستشعروا أهمية التمسك بدينهم في بيئة عفنة نتنة، فلهم عند
      الله أجر عظيم، فربعي بن عامر يعلن بمبادئ الإسلام في ديوان كسرى، وعليهم
      كذلك إعلانهم لدينهم إذا لم يكن هناك ضرر عليهم، من شعيرة الأذان مثلا
      للرجال، وشعيرة الحجاب للأخوات؛ فالله يقول في كتابه في سورة البقرة:
      {قُولُوا آمنَّا بِالله...} الآية.
      فمطلوب أن نعلن بديننا، ونظهره، ولا نرضى بالركون والتخفي والانزواء.



      lahaonline.com/counsels/arabic/display.asp?CounselID=5347