هوفمان: بوش متطرف ودين حكومته "النفط" !

    • هوفمان: بوش متطرف ودين حكومته "النفط" !

      القاهرة- شهاب محمد- إسلام أون لاين.نت/ 12-5-2003




      اتهم مراد هوفمان رئيس لجنة الإعلام في المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا الرئيس الأمريكي بوش بـ"الأصولية والتطرف"، كما اتهم الإدارة الأمريكية بأن "دينها هو النفط، بعد أن تخلت عن كل المبادئ الأخلاقية في السياسة والعلاقات بين الدول".

      وقال هوفمان لـ"إسلام أون لاين.نت" الإثنين 12-5-2003 في القاهرة خلال مشاركته في المؤتمر الخامس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "إن العدوان الأمريكي البريطاني على العراق لا يدخل تحت بند الحروب الدينية أو الصليبية، بل الواقع أنه حرب اقتصادية الهدف منها فرض مزيد من الهيمنة والسيطرة على الاقتصاديات العالمية ومنابع النفط الرئيسية في الشرق الأوسط والعالم".

      وتابع: "لذلك نحن في ألمانيا عارضنا هذه التوجهات، ومعظم أوروبا أدركت منذ اللحظة الأولى النوايا الأمريكية للسيطرة على الشعوب الأخرى لأن ذلك يتعارض مع الدعوة لنشر السلام والأمن العالمي".

      المسلمون في ألمانيا


      وعن أوضاع المسلمين في ألمانيا قال مراد هوفمان: "إن بألمانيا حوالي 3.5 ملايين مسلم ونحو 3 آلاف مسجد، ويوجد أكثر من 18 منظمة إسلامية تنبثق جميعها عن المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا ومقره برلين العاصمة، حيث يقوم المجلس بمشروعات هامة بالتعاون مع الاتحاد الأوربي بهدف تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، كما يقوم بالتنسيق مع بعض الجامعات لتنظيم محاضرات ومؤتمرات لتوعية غير المسلمين بالمعلومات الصحيحة عن الإسلام".

      وأضاف "أن المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا تحاول الاندماج في المجتمع الألماني من خلال فتح المساجد في المناسبات القومية مثل أيام الاحتفال بعيد الوحدة الألمانية في أكتوبر من كل عام، ودعوة الألمان لزيارة المساجد وحضور المناسبات الاجتماعية والدينية للتعرف والتقارب".

      وأكد هوفمان أن "هذه الأنشطة حققت تأثيرا ناجحا في تعديل بعض الأفكار المسبقة والخاطئة لدى بعض فئات الشعب الألماني عن الإسلام والمسلمين، خاصة أن معظم قيادات الحكومة يقدمون المساعدة والعون للقائمين على المساجد والمراكز الإسلامية لتكثيف هذه الأنشطة، فمثلا بعد وقوع حادث 11 سبتمبر 2001 قال المستشار الألماني ووزير الداخلية ورجال الكنيسة: إن الإسلام بريء من هذه الجرائم، وإنه دين سلام وليس إرهابا كما يحلو لبعض المتطرفين السطحيين وصفه في وسائل الإعلام الموجهة".

      وحول مستقبل المسلمين في ألمانيا قال هوفمان: "إننا في المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا نسعى لتكثيف التعاون مع كافة المنظمات والهيئات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي لمساعدتنا في استكمال مشروع قيد البحث لإقامة أكاديمية إسلامية في برلين على غرار أكاديمية فيينا، وهناك محادثات تجرى بالفعل مع المسئولين الرسميين بشأن هذا الموضوع، لكن الأمر يتطلب مزيدا من الوقت خاصة أن نجاح هذا المشروع يكون انتصارا جديدا للإسلام المعتدل في أوروبا وألمانيا على وجه التحديد، في ظل اتساع دائرة المهتمين بالإسلام والعقيدة الإسلامية في ألمانيا يوما بعد يوم".

      عالم الأقوياء


      وفيما يتعلق بالعالم الإسلامي بشكل عام دعا هوفمان الدول والشعوب الإسلامية إلى "الاهتمام بالتنمية وتطوير أساليب التعليم للتخلص من الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها معظم الدول الإسلامية باستثناء ماليزيا التي تعد نموذجا ناجحا يجب نقله إلى كافة دول العالم الإسلامي؛ لأنهم نجحوا هناك في التغلب على مشكلة الفقر وتحسن الاقتصاد بسرعة، وعلى أسس سليمة، وأصبح الشعب الماليزي المسلم يعيش حياة كريمة ولا يحتاج إلى اللهث وراء الآخرين".

      واعتبر أنه "إذا طبق العالم الإسلامي النموذج الماليزي فسيضمن بذلك ظهور قوة المسلمين الاقتصادية، وحينها سوف تكون لهم كلمة مسموعة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء".

      يذكر أن د. مراد هوفمان ألماني الجنسية حصل على الدكتوراه في القانون من إحدى الجامعات الأمريكية، وعمل مديرا لهيئة الاستعلامات في "الناتو"، وسفيرا لألمانيا في الجزائر، وقد اعتنق الإسلام عام 1980 وحج واعتمر، ونشرت له عدة كتب ومقالات وأبحاث منها كتب بعنوان "يوميات ألماني مسلم" و"الإسلام كبديل" و"الإسلام عام 2000''