هيام الجابرية: أطمح إلى العالمية عبر بوابة البرامج الحوارية - جديد جريدة الرؤية

    • هيام الجابرية: أطمح إلى العالمية عبر بوابة البرامج الحوارية - جديد جريدة الرؤية





      الرؤية - شريف صلاح
      -
      تحلم بأن تكون سفيرة للنوايا الحسنة
      عرفناها في "لبانة" فأسرت الألباب، وكانت كنسمات الخريف يعشقها كل من يتابعها.. فعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها تعد نموذجا مشرفا لكل فتاة تسعى إلى تحقيق طموحها، فبعد أن حصلت على درجة الماجستير في اللغة الانجليزية من المملكة المتحدة لتعمل محاضرة في الكلية التقنية، ولأن طموحها لا يعترف بالحدود حاولت إشباع هوايتها الأخرى في تعلم اللغات لتتقن ثلاث لغات.. إنها نسمة الإعلام العماني "هيام الجابرية" التي كان لنا معها هذا الحوار.
      تخرجت هيام في الجامعة الكندية كارلتون في علم اللغات لتحصل بعدها على شهادة الماجستير من المملكة المتحدة في اللغة الإنجليزية من جامعة يورك العريقة، وتعمل في الوقت الحالي محاضرة بالكليّة التقنية العليا.
      وتقول هيام: التقديم هواية أمارسها منذ الصغر صقلتها بالمشاركة في بعض الفعاليات قبل دراستي وأثناء الجامعة، وقدمت في الفترة الأخيرة الكثير من حفلات التدشين والمؤتمرات الصحفيّة باللغتين العربية والإنجليزية.
      وأضافت: بدايتي في المجال الإعلامي كانت عندما رشحني المخرج المميز قيس باعمر، والذي يعود له الفضل بعد الله تعالى في دخولي الإعلام. وقد سبق لي أن قدمت حفل تدشين عطر "ليالي الأصالة"، وكان حينها حاضرًا هو ومجموعة من الإعلاميين الذين أبدوا اهتمامهم وشجعوني لأدخل مجال الإعلام.
      خريف صلالة
      وتحكي الجابرية عن بداياتها الأولى في المجال الإعلامي؛ قائلة: كنت متخوّفة من العمل التليفزيوني وفي الوقت ذاته متشوّقة لخوض هذه التجربة، وما دفعني إلى هذا المجال إحساسي بما امتلك من مواهب وطاقات، أستطيع من خلالها الوصول إلى أبعد مدى ممكن، وأنا أؤمن بمقولة "أحلامنا هي قدراتنا" وليس العيب أن نحلم أو نتخيل لأنّ كل ما نراه اليوم على أرض الواقع كان في عداد الأحلام والخيال في يوم ما، وبعد أن وصلني حب الناس واحترامهم لما أقدمه أصبحت أتعطش للمزيد فأحببت أن أعطي المزيد وأقدم ما بوسعي لإرضائهم واعتقد أنّ كل إعلامي يلازمه الشعور نفسه وهو محبة الناس ورضاهم.
      على الرغم من أن بداية معظم مقدمي البرامج كانت من خلال برامج تقدم من داخل الاستديو إلا أن هيام كان أول ظهور لها من خلال برنامج مباشر في بث حي وتصوير خارجي وتحديدا من أرض اللبان في خريف صلالة، وتعلق الجابرية على هذا قائلة: لقد كانت بدايتي من خلال برنامج "لبانة" بداية جيدة جدا بالنسبة لي، خاصة وأنها أتاحت لي الفرصة للاطلاع على أجواء تقديم البرامج الحوارية والتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، هذا إلى جانب فريق العمل المصاحب لي في البرنامج الذي تفهم جيدا أنني مازلت في بداية مشواري مما دفع الجميع إلى تقديم الدعم اللازم لي والوقوف إلى جانبي.
      وعن قدرتها على الوقوف أمام الكاميرا وتقديمها برنامج "لبانة" بهذا الشكل الاحترافي على الرغم من أنها التجربة الأولى لها في التقديم والوقوف أمام الكاميرا، تقول هيام: لقد أكسبني عملي الأكاديمي والوقوف أمام طلابي لإلقاء المحاضرات الثقة اللازمة للقوف أمام الكاميرا والقدرة على التفاعل مع الجماهير، هذا إلى جانب تجاربي السابقة والمتعددة في تقديم المؤتمرات باللغتين العربية والانجليزية أمام الحضور؛ الأمر الذي عزز ثقتي في نفسي وأهلني للوقوف أمام الكاميرا.
      ردود فعل
      وحول ردة الفعل بالنسبة للجمهور، قالت: أنا سعيدة جداً من ردود الفعل الجميلة لدى الجمهور من الجنسين، وأتمنى أن يعلموا مدى تقديري لحبهم وتشجيعهم الذي يدفعني للاستمرار وتقديم كل ما عندي من طاقات لنيل محبتهم وجعل أوقاتهم ممتعة حين يشاهدوني.
      وتستمر الجابرية في سردها في مجال عملها حول بعض المواقف الطريفة، وتقول: "حدثت معي الكثير من المواقف المحرجة، وأغلبها يتعلّق بتحدثي على الهواء مع المخرج المبدع رشيد اليافعي، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأقدم له كل الشكر والتقدير، ففي بعض الأحيان يكون الحديث بيني وبين طاقم العمل ولم أكن معتادة على الأجهزة السمعيّة، ولكن روح فريق العمل في البرنامج تجعلني أتغلب على هذه الهفوات، وأبرز الصعوبات هي صعوبات تقنية، كيفية التعامل مع الكاميرات والسماعات لكنني بدأت التعود عليها يومًا بعد يوم".
      العمل الأكاديمي
      وتؤكد هيام أن عملها الأكاديمي كمحاضرة للغة الإنجليزية بالكلية التقنية لم يمنعها من مواصلة طريقها الفني والإعلامي، خاصة وأن هناك الكثير من الإعلاميين الناجحين سواء على المستوى المحلي أو العربي يقومون بعمل آخر بجانب عملهم في الإعلام؛ فلكل إعلامي رسالة يسعى إلى إيصالها بكافة السبل، وأنا أسعى جاهدة لتوصيل رسالتي ليس من خلال طلابي في الجامعة فقط ولكن من خلال شاشة التليفزيون أيضا.
      وعن اللون أو الاتجاه الذي تسعى هيام لاتخاذه خلال مشوارها الإعلامي في عالم تقديم البرامج وأي لون من البرامج أقرب إلى شخصيتها سواء البرامج الحوارية أو الثقافية أو الفنية تقول: لا أعتقد أن تقديم البرامج الفنية يناسبني كثيرا فأنا أجد نفسي في البرامج الحوارية والثقافية أكثر من غيرها، فلكل طابع أو لون من هذه البرامج رسالة وكل مقدم يذهب إلى شكل البرامج الذي يجده أقرب إلى شخصيته وثقافته، وبالنسبة لي أجد نفسي أكثر في تقديم البرامج الحوارية أو الثقافية حيث أعتبرها الوسيلة أو الطريقة التي أطمح من خلالها للوصول إلى العالمية في مجال التقديم.
      قدرة على التأثير
      وتؤكد هيام أن مقدمي البرامج الحوارية يجب أن تتوافر فيهم شروط معينة، وذلك لأهمية المادة التي يقدمونها من جهة، ولأنها موجهة إلى شريحة مهمة من المجتمع، وهم: المثقفون، والمتابعون للشأن الثقافي المحلي والعربي من جهة أخرى. ولا شك أن اللباقة في الحديث وسرعة البديهة والتلقائية والثقافة الواسعة وطلاقة اللسان من أهم مقومات مقدم البرامج الناجح، والتي يجب أن تتوافر فيه ليضطلع بتقديم برامج تخاطب الوسط الثقافي بما يليق به وبما يخدم الثقافة ويقدم مادتها للجميع، فلا شك أن ثقافة المقدم وسعة إطلاعه تساعده على رفع مستوى البرنامج الذي يقدمه بل إلى تعزيز قيمة المادة الثقافية التي يعرضها وتحقيق مصداقيتها للمشاهد، وإلى أبعد من ذلك حين تعمل على تقوية خطوط التواصل بينه وبين مشاهديه.
      انطباع شخصي
      وحول انطباعها عن أولى تجاربها في هذا المجال، تقول: من الصعب على الإعلامي تقييم تجربته خاصة في البدايات، ولكن ما يصلني من زملائي من انطباعات إيجابية وإطراءات من بعض المعجبين والأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل اعتقد بأني والحمد لله استطعت أن أتعلّم في فترة قصيرة ما يأخذ البعض شهورًا في تحصيله، وهذا بفضل الله، ويأتي الفضل بعده إلى الإعلامي المتميز الزميل عبدالله السباح الذي لم يتردد للحظة واحدة عن تقديم المساعدة لي، وكان يعطي من وقته في تعليمي أنا وزملائي عبد الله صفرار ومحمود تبوك؛ ليس هذا فحسب بل كان تشجيعه وتحفيزه لي عاملا مهمًا لاستمراري فيما أنا عليه.
      وقالت الجابرية: أحب تعلم اللغات واللهجات وبحكم أماكن دراستي وطبيعتي الاجتماعية تعرفت على الكثير من الأصدقاء من دول مختلفة في العالم؛ مما يدفعني إلى تعلم بعض الكلمات والجمل من لغاتهم وحاليًا أتحدث 3 لغات بطلاقة، إضافة إلى الفرنسية التي اتحدثها بمستوى جيّد والتي أطمح في استكمال دراستي لها. وأتمنى تعلم الإسبانية والألمانية واليابانية.
      وأضافت: ومن أحلامي التي أسعى إلى تحقيقها هي الحصول على درجة الدكتوراة في مجال دراستي، وأن أكون في يوم من الأيام سفيرة للنوايا الحسنة، حتى أصبح واجهة مشرفة لبلادي من خلال ما أقدمه من أعمال.